أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا














المزيد.....

غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 23:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنه حقا محظوظ ذلك المواطن فى الغرب حيث يعيش ويصنع عصر الفضائيات والحاسبات بينما صديقه تعيس وبائس فى العالم الثالث حيث يعيش عصرا آخر يمكن أن نطلق عليه عصر البذاءات والسفالات.. وفى الواقع فنحن لم نأخذ من حضارة الغرب سوى الجانب المادى فقط ولم نتكبد مشقة التعرف على الجانب القيمى والأخلاقى الذى أفرز هذه الحضارة. صحيح هناك أمور تتناقض مع القيم والأخلاقيات يأتى بها الفرد فى الجزء المتحضر من هذا العالم غير أن هذا الفرد يمثل شريحة صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة تماما كالميكروبات التى تعيش فى أبداننا وأطعمتنا ومياهنا.. أما فى مجتمعاتنا فإن سلوكياتنا تكشف وتفضح البداوة وعدم التحضر الذى يعشش فى بعض النفوس.

لا شك أننا استطعنا أن ننقل الحضارة المادية التى أفرزتها العقول فى العالم المتقدم، فأصبحنا نقود السيارات ونستقل الطائرات والقطارات فى رحلاتنا وانتقالاتنا داخل أو خارج البلاد وصرنا نتمتع بمنتديات الدردشة على الانترنت ونسهر أمام الفضائيات التى تنقل لنا كل كبيرة أو صغيرة فى هذا العالم.. ورغم كل ذلك فإننا مازلنا بعيدين كل البعد عن التحضر. فالتصرفات والسلوكيات التى نرصدها فى شوارعنا تدل على ذلك.. ومن سخرية القدر أن تتحول شبكة الانترنت إلى وسيلة لفضح السلوك غير السوى. لقد شاهدت فيديو كليب فى موقع يوتيوب حيث تقف فتاة شابة فى عرض شارع فيصل بالهرم وفى يدها عصا تلوح بها نحو شاب وتتبادل معه أقذع الشتائم والسباب، وهى شتائم قبيحة لا استطيع أن اذكرها وكل ذلك لماذا؟ لأنه حدث احتكاك بسيط بين سيارتيهما.

ومن الملاحظ أن هذه السلوكيات غير الأخلاقية لا تقتصر على الشارع فحسب بل تسربت إلى المواقع التى كنا نعتقد أنها محصنة.. لقد أرسل أحد المنتمين إلى مجتمع الجامعة خطابا كيديا إلى رئيس المصلحة يلفق فيه الاتهامات الكاذبة ضد زميل له فى العمل، منها أنه يبيع الامتحانات وأنه قد حدد سعرا للورقة الامتحانية مقداره ألف جنيه.. ونقول اتهامات كاذبة لأننا على معرفة قوية بمن وجهت له هذه الاتهامات الباطلة والدليل الآخر على الكذب أنه لم يقدم دليلا على هذه التهمة البذيئة. لا نملك سوى تساؤلات قد يجد القارئ إجابة لها أو قد لا يجد: كيف يتعامل مثل هذا الشخص مع ضميره الداخلى superego إذا كان عنده ضمير؟ وكيف نام مستريح البال بعد أن أرسل الخطاب؟

قد نتفهم أن يضطر الإنسان إلى الكذب لكى ينجو من عقوبة بدنية أو نفسية.. ما لا نتفهمه هو أن يقدم إنسان إلى هذه الحيلة الرخيصة لكى يزيح زميله جانبا ويتولى موقعه تماما كما يفعل بعض مواطنينا البسطاء فى الغربة.. الغريب أن هذه السلوكيات لا تلفت نظرنا ولا يهتم بها أحد.. ربما آن الأوان لعقد مقارنة بين ما سردناه من تصرفات لرجل شرقى جامعى يعلم أجيالا وسلوك رجل رياضى يعيش فى الغرب، ففى مايو 2009م كنت أشاهد مباراة من مباريات بطولة رولان جاروس فى التنس وتصادف أن كان أحد أطرافها اللاعب السويسرى الأشهر روجيه فيدرير الذى توجه لصد كرة جانبية لكنه لم يستطع اللحاق بها وحدث أن قرر حكم المباراة أن الكرة خارج الملعب وفى هذه الحالة سوف تحتسب النقطة لصالح فيدرير.. ما أصابنا بالدهشة هو أن فيدرير توجه إلى الحكم وطالبه بتصويب القرار لأن الكرة داخل الملعب وبالتالى فالنقطة من حق اللاعب الآخر.. ما يهمنا هنا هو الجانب الأخلاقى لدى اللاعب الذى كان بمقدوره أن يغض الطرف ويستمتع بالنقطة التى اغتصبها من دون وجه حق.. السر هنا يكمن فى الضمير الداخلى الذى سوف يحاسبه طيلة حياته.

من الواضح أن مجتمعاتنا باتت تعانى من اختفاء هذا الضمير الداخلى من بعض النفوس التى أصبحت خربة وباتت لا تدرك الفرق بين الصواب والخطأ والخير والشر.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية


المزيد.....




- فرنسا وألمانيا وبريطانيا تستعد لتقديم -عرض تفاوض شامل- لإيرا ...
- تحذير سعودي من استهداف المحطات النووية السلمية في إيران.. هذ ...
- أضرار في مناطق بإسرائيل جراء هجوم إيراني جديد.. ومراسل CNN ي ...
- نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة -الغامضة- للدولة العبري ...
- الكرملين: الشرق الأوسط ينزلق إلى هاوية اللاستقرار والحرب
- خل التفاح.. هل يساعد فعلا على إنقاص الوزن؟
- التغير المناخي يدق ناقوس الخطر: سطح البحر إلى ارتفاع غير مسب ...
- إسرائيل تنشر صورا لتدمير منصات إطلاق صواريخ إيرانية
- إسرائيل تصادق على إقامة مستوطنة جديدة على جبل عيبال: خطوة نح ...
- المواجهة بين إسرائيل وإيران تدخل يومها الثامن.. حرب عالية ال ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا