أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الواقع يفرض الحل يا أية العلم وليس العكس















المزيد.....

الواقع يفرض الحل يا أية العلم وليس العكس


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 09:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الارهابي "المجاهد" عندما يقصف الاحياء السكنية و السيارات المدنية و الاسواق بمدافع الهاون و الصواريخ أو يشد القنابل على جسده و يفجر نفسه وسط الاطفال و النساء أو حتى العسكر والشرطه فأنه يرى أن ذلك هو أفضل الطرق للوصول الى أهداف نبيلة في عقله. ليس ذلك فقط يل أنه متأكد من نفسه الى درجة تصل الادعاء بأن الله تعالى ينتظره لأستقباله و بحفاوة ويكرم ب 77 من الحواري حالما تخرج روحه من الجسد.
حسب بعض المذاهب المسيحية و المفاهيم الانسانيه السائدة وحقوق الانسان و القوانين الدنيوية، فأن هذا الرجل أرهابي وقاتل ومجرم وسفاح. أما بمقياسه و مقاييس جماعته قأن هذا الشخص مجاهد و مقاوم و مناضل و شهيد ودمه طاهر وزكي وهو قدوة للشباب المؤمن ومن خيرة أصحاب الجنة.
لو سألنا هذا الارهابي قبل أن يفجر نفسه بلحظات، هل تحب السلام و العدل وتكره الحرب والقتل؟؟ أغلب الظن سيكون الجواب بنعم. وقد يقول أنه من أجل السلام والعدل سيفجر نفسه. لأن الاسلام هو دين السلام كما يقولون. ولو سألته، ألا تعتقد بأن أغلبية الذين يقتلون نتيجة لعملك هذا هم أبرياء؟؟ ربما سيجاوب بنعم ويزيد بأن الاعمال بالنيات و هؤلاء الابرياء سيدخلون الجنه وينعمون بها. إذن هذا الناسك المتعبد أختار الارهاب كطريق لبسط قانونهم ولا يهمه من الذي سيقتل جراء عمله. لأن الابرياء منهم سيدخلون الجنة مع الارهابي و المذنبون سيحرقون بالنار و يدخلون النار أيضا.
لو سألت اي عراقي، هل تحب عراقا أمنا ومستقرا؟؟؟ بالتأكيد سيقولون نعم ولكن هنا سوف لن نسمع نفس الكلام حول السبيل الى ذلك.
فألاحزاب المشتركة في الحكم تعتبر نفسها أكثر وطنية من الكل والعراق بالنسبة اليهم مقدس وهم الذين قارعوا النظام الصدامي وحاربوه ، وعندهم الطريق الى عراق سالم و مزدهر يمر من واشنطن و التعامل معها لحين بناء الجيش العراقي و القضاء على الارهاب و الارهابيين وكل من يعكر صفو الامن في العراق. كيف لا وهم يرون بأم أعينهم العراقيون يسقطون ويذبحون أمامهم كالدجاج وهم المسؤولون عن حمايتهم.
أما الاحزاب العلمانية و القومية و الاشتراكية والليبرالية الصغيرة الغير مشتركة مباشرة في الحكم فإنها هي الاخرى تقدس الوطن و الشعب العراقي و حقوق الانسان و الامن و الامان للمواطنين و العيش الرغيد و الكرامة، وعندهم السبيل الى ذلك هو معارضة الاحتلال بالطرق السلمية وبناء المجتمع الديمقراطي و تسليم الحكم اليهم لأنهم عذارا و وطنيون.
أما التيار الصدري و جماعة أهل السنة و الاحزاب الاسلامية المتشددة الاخرى، فإنهم لا يحبون العراق بشكل أعتيادي بل أنهم كمجنون ليلي ملهوفون على هذا الوطن و أيمانهم بالله زادهم حبا للعراق وشعبه والذي يمس العراق فالويل لهم ولذلك فإنهم لا يدافعون عن العراق بالطرق التقليدية بل بقلبهم ولسانهم و يدهم وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهمون عن المنكر. و لديهم السبيل الى ذلك العراق الابي و الشامغ و قلعة الاسلام هو طرد الاجنبي المحتل وقتل عملائهم وعدم التعامل مع مؤسساتهم ولهذا الغرض فأنهم سلحوا أنفسهم بكافة أنواع الاسلحة. أنها الجهاد أذن في سبيل لله و العراق وشعبه. وبذا حسب رايهم فإنهم أرفع درجة عند الله من الاحزاب الساكتة و المتملقة للحكومة و الاحتلال.

الوضع في العراق هو بهذا الشكل. ثلاثة قوى كلها مجمعة على حب العراق و تنطلق من مصالح الشعب العراقي و قدسيتة في كل قراراتها.
في العراق أحزاب الحكومة و الاحتلال تريد أستتباب الامن و السيطرة على كل العراق و تأمن الحياة الهادئة و الامنة للمواطنين.
و الزرقاويون و جيش المهدي و غيرهم يريدون طرد الاحتلال و تكوين مؤسسسات بديلة للمؤسسات الحكومية والابقاء على تسلحهم و عدم أطاعة القانون والسيطرة شيئا فشيئا على المدن ولهذا الغرض مستعدون لاستخدام كافة الوسائل حتى القتل. وبعد مرور سنة ونصف على سقوط صدام مازال الوضع يسير من سئ الى أسوأ والطرفان مصرون على أراءهم. في وضع كهذا ماالعمل؟؟؟؟ وأين الحل؟؟؟؟
هل الابقاء على حالة اللاحرب و اللاسلم هو الحل؟ وهل يمكن أدامة هذة الحالة الى مالانهاية؟؟؟ هل أسنمرار القتال و التفجيرات و الاختطافات وقتل الابرياء هو الحل؟؟؟ هل من الامكان تغيير هذه المعادلة في العراق دون أي تحرك؟؟؟ وهل يمكن لهذه الاطراف أن تقف ساكنة؟؟؟ وهل أذا وقفت الحكومة عن الحركة و الهجوم فأن الاطراف الاخرى سوف لن تهاجم الحكومة و هل إذا وقفت الاطراف الاخرى فإن الحكومة لن تهاجم؟؟
أذا كان جيش المهدي و الزرقاويون يؤمنون بالديمقراطية و الحل السلمي وترك السلاح جانبا، فإن الواقع حينذاك سيتغير وحسب ذلك الواقع فإن الحل السلمي والمفاوضات و الدخول في لعبة الحكومة والمعارضة ستكون هي الحل. أما أذا أستمر الحال كذلك فسوف لن يكون هناك أي حل سلمي سريع.
واقع الحالة الساسية و العسكرية وواقع الحكومة و المعارضة العراقية يفرضون العمليلت الجارية في العراق وهذه العمليلت لايمكن أنهاءها بالاماني و الشعارات. فالاطراف المتنازعة في العراق (ماعدا الاجنية والدخيلة منها) كلها تحب العراق و شعبها و ضحوا للعراق ولكن كل بطريقتة. فمن الخاطئ و المجرم و من الصحيح والمناضل يحددها كل منا حسب فكره و رؤياه للقضيه وليست الوطنية المجردة.
كافة الاطراف المتفاتلة و المتصارعة و المتفرجة و المراقبة و المتبكية و المستبكية و المشجعة و المتشجعة و الوطنية و المحبة للعراق كلهم وبدون تمييز يتتكلمون عن الوطنية و حب الوطن و يبيعون العراقية و الاصالة برأس الاخرين. أليس عيبا على العراقيين أن يتقاتلوا فيما بينهم بأسم العراق و الوطنية والشعب العراقي.؟؟؟
فلو كان العراق هو العامل المشترك بين كل هؤلاء فإن حب الشعب العراقي و الوطن هو الذي يجمع بين كل هذه الاطراف المتقاتلة و المتصارعة وما بينهما أيضا. ( مرة أخرى اقصد العراقيين والاطراف الغير عميلة طبعا)
فمن يستطيع القول بأن الذين أختاروا الحل العسكري هم ليسوا بعراقيين او أقل عراقية ، ومن يستطيع أن يقول بأن الحكومة المؤقتة هي ليست بعراقية و أقل وطنية من الاخرين ومن يستطيع التأكد بأن المستقلين و الاخرون هم أكثر وطنية من هذين الطرفين معا.
ولكننا وبكل تأكيد نستطيع القول بأن الخاسر الوحيد في هذا الحرب و الاقتتال هو العراق و الشعب العراقي والروح الوطنية التي يتكلم بها الجميع.
إذن واقع هذه الاطراف هو الذي فرض مثل هذه الحلول والعراقي الاصيل هو الذي يستطيع أيجاد الحلول بأقل خساره ممكنه ودون أطالة لأمد عذابات الشعب.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل الوضع العراقي بحاجة الى عملية جراحية و هل أن مرض العراق ممكن شفاءه دون الحاجة الى عملية جراحية؟؟؟
أن منطق عدم تحريك الساكن هو منطق خاطئ والاعتماد عليه سيعيد الدكتاتورية الى العراق. ولكن هل وزبر الداخلية و الدفاع العراقيين هما ممرضان مناسبان لأجراء هذه العملية؟؟؟؟ فالصحاف طوال سنين حكمة لم يكذب بقدرهما خلال هذه الايام فقط. فهل الواقع فرض عليهما الكذب يا أيات العلم والمحبة و الوطنية؟؟؟؟ وهل الواقع يستجوب أستغراق يومين أو أكثر كي تصل مفاتيح الجامع العلوي الى السيستاني؟؟؟ وهل الواقع فرض ملئ الحرم الحيدري بالسلاح و المقاتلين؟؟؟ أم أنهم فعلوها بمحض أرادتهم؟؟؟ وهل سيأتي اليوم الذي يفرض فيه الواقع السلام و الوئام والديمقراطيه على العراق و العراقيين؟؟؟ ومن الذي سيصنع ذلك الواقع؟؟؟؟



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاوي ومقتدى، التحدي الخجول والجبان
- الصوماليون والارهابيون في العراق، وداويني بالتي هي الداء
- شماعة أمريكا و الحكومة العراقية
- أياد علاوي المجرم القاتل أم البرئ و المناضل
- الفساد في أهم الوزرات العراقية
- لا تقلوا أيها الكرد، أخوانكم العرب الاكثرية سينصفونكم
- أمريكا و الكرد و العرب ولعبة ومنصبي الخارجية و الدفاع
- مصالحة وطنيه بعيدا عن الكتاب و المثقفين
- العتب على العتبات و الرقود قي المراقد
- الحنين الى زمن الجواري و الطلاق بالجملة
- إعدام (حمورابي) في ساحة التحرير
- كردستان- ذلك الجيب الارهابي و العميل
- لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟
- إنتفاضة- القنوات العربية، هل ستكشف المستور!!
- دكتاتوريه مذهبيه حد العضم
- بابا نوئيل- لم يتجرئ الظهور في أكثرية المدن العراقية!!
- عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله
- مدير تربية كركوك ماذا فعل بالطلاب الكرد
- الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الواقع يفرض الحل يا أية العلم وليس العكس