أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي















المزيد.....

الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 619 - 2003 / 10 / 12 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



ما أكثر الذين يتشدقون بالديمقراطية دون أن يعنوها حرفيا ويبدوا أن أمريكا ستصبح سيدة هذه الدول. عندما حرر العراق من ظلم الطاغية  صدام إستبشر العراقيون خيرا وتوقعوا إ نتهاء سريعا لمعاناتهم. وبدءوا يعدون العدة لتشكيل حكومة إئتلافية من كل الاحزاب و إطياف الشعوب العراقية. معتمدين في ذلك على الوعود الامريكية والخلفية الديمقرطية لأمريكا و الاسباب المعلنة للرغبة الامريكية في الاطاحة بصدام. فشاركت الكثير من الاحزاب العراقية في الحرب ضد الدكتاتورية الصدامية.
بعد تأسيس مجلس الحكم بالصيغة المعروفة للجميع، كان هناك جدلا كثيرا حول صلاحيات هذا المجلس، عندها قالت امريكا بأن المجلس لدية صلاحيات واسعة ووعدوا أعضاء المجلس اللجوء الى التوافق في إتخاذ القرارات الحساسة والحاسمة والعمل على سن دستور للعراق وإنتخاب حكومة منتخبة في اقرب وقت ممكن.
امريكا كي لا تعطي اي دور للعراقيين وتنفرد في حكم العراق، حولت نفسها ورضت بأن تتحول رسميا الى قوة إحتلال. أمريكا تعرف قبل اي دولة أخرى بان ليس هناك محتل حميد وجيد ومحتل خبيث وسئ. الاحتلال هو الاحتلال ولا شئ غيرة. قبول امريكا بأن تصبح قوة إحتلال يعني من بين ما تعنية السيطرة على العراق وممارسة الدكتاتورية  السياسية والعسكرية ضد الشعب العراقي. الغريب في الممارسة الامريكية في العراق هو ممارستها للدكتاتورية مع حلفاء الامس في العراق.
كان صدام حسين ونظامة لا يستمع الى العراقيين ويقرر كل شئ بنفسه دون الرجوع الى الشعب وطوال سنين حكمة كان يحكم العراق باسم العراقيين وكان يقول بأن كل العراقيين معي. كان يدخل الحروب بأسم العراقيين و يوقفها بأسمهم. هذا النظام كان محل إنتقاد القوى الوطنية العراقية. اما أمريكا فكانت تقول بأنها ستؤسس نظاما سياسيا نموذجيا في المنطقة.
منذ تعيين مجلس الحكم المؤقت في العراق وأمريكا تحاول الاظهار بمظهر الدولة المحررة للعراق والتي تسعى لممارسة الديمقراطية في العراق وتعطي مجلس الحكم هامشا واسعا من الحرية والصلاحيات.
 ولكن الزمة الاخيرة حول مجئ القوات التركية الى العراق كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت امريكا وحكمها في العراق على حقيقتة. في البداية حاول وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد تقليد الدكتاتور صدام حسين، حين تكلم بأسم العراقيين وقال بأن العراقيين لا يرفضون التدخل التركي في العراق. وهو والادارة الامريكية لديها علم اليقين بأن العراقييين بكردهم وعربهم ومسيحييهم وأغلبية التركمان يرفضون هذا التدخل. فمجلس الحكم والشخصيات السياسية والدينية السنية منها و الشيعية صرحت بذلك، ومع ذلك نرى رامسفيلد ودون إستحاء من الكذب الفاحش يقول بأن العراقيون يستعدون للترحب بالقوات التركية. يبدوا أن قتل الجنود في العراق يعتبرها رامسفيلد إستقبالا. صحيح انة إستقبال ولكنة حار جدا.
الفضيحة الاخرى أتت من فم (بريمر) عندما قال ودون إستحاء أيضا أن مجلس الحكم والعراقيون لا يقررون فيما إذا ستأتي القوات التركية الى العراق أم لا، وان هذا الامر يقرره الامريكيون وسيادتة.  هذا التصريح أتى بعد ممارسة كل الضغوط على أعضاء مجلس الحكم كي يوافقوا على مجئ القوات التركية. اية صلاحيات هذه التي يتمتع بها مجلس الحكم! أن صلاحيات هذا المجلس هي نفس صلاحيات المجلس الوطني العراقي في العهد الصدامي وليست أكثر.
إن التكلم بأسم الشعب العراقي وفرض السياسات الغير وطنية و الفردية من قبل (بريمر) وأمريكا، هي ليست سوى دكتاتورية واضحة وصريحة.
 (بريمر) وأمريكا إدعوا بأنهم أصدقاء الشعب العراقي والكرد، ووصل ببعضهم الامر أن يقولوا بأن الكرد لديهم الان أصدقاء جدد وهم الامريكيون، وليس فقط الجبال هي اصدقائهم. يبدوا أن التأريخ سيعيد نفسة والذي حصل في عام 1975 سيتككر الان. لقد غدر الامريكيون في عهد كيسنجر بالكرد عندما إتفق شاه إيران مع صدام. والان سيعيد تلميذ كيسنجر الخيانة مرة أخرى. ولكن هذه المرة ستكون الاخيرة وسوف لن يثق كرد العراق مرة أخرى بأمريكا ووعودها الجوفاء. يبدوا أن الذي قال أن السياسة عند الدول هي فن المخادعة كان قريبا من الحقيقة.
أول الردود على هذه السياسة الخاطئة وقدوم الجيش التركي، كانت سحب مشروع القرار الجديد من الامم المتحدة الذي قدمته أمريكا وثانيهل كان إلغاء إجتماع الدول المانحة للمساعدة في إعمار العراق لأنها تأكدت بأن أمريكا سوف لن تخرج من العراق و سوف تسخر كل مواردة الى نفسها وحلفائها الجدد. 
لقد قال الكرد لأمريكا طوال هذه الفترة بأنكم ستخونوننا وستتخلون عنا، قالها المهاجرون الكرد الى بوش نفسه، وقالها الكرد الى مسؤولة الامن القومي الامريكي ( كونساليسا رايس) وقالها كرد العراق الى (بريمر) و كولن باول، وكان رد الكل منفيا وإدعوا بأنهم سوف لن يتركوا الكرد وحيدين هذة المرة.  ولكن مع الاسف يبدوا أنهم سيعيدونها.
هذا لا يعني بأن النتيجة ستكون نفسها التي ألت إاليها الامور عام 1975. فأمريكا. فالامور والاشياء تتغير. فلم يعد الكرد أولئك الناس الضعفاء والذين تتحكم بهم الاقدار.
 للكرد أصدقائهم واول الاصدقاء جبالهم. هذه الجبال التي إستقبلت من القتابل أكثر من ( تورابورا) ووقفت ضد قوى شرسة مزودة بأفضل الاسلحة الامريكية والروسية. لقد قاوم الكرد في جبالهم لأكثر من قرن اعدائهم. هذا القتال الطويل والشرس عودهم على القتال وتحمل الظروف الصعبة والصبر عند الشدائد حتى تحولت الحرب والقتال و الاستشهاد الى جزء من حياة هذا الشعب المضحي حسب المنظور الكردي والمتمرد حسب أعداء الكرد.
 إن القوم الذي لم يستطع هولاكو وجنكيزخان وصدام والانكليز والترك وشاه إيران وكل الطورانيون من إبادتهم وإسكاتهم، سوف لن تستطيع قوة في الارض من النيل به. فالكرد لا يملكون شيئا كي يخسروه ، ولكن أعداء الكرد لديهم القصور والكراسي التي سيخافون عليها.  فكردستان كانت ومازالت (تورابورا) الشرق الاوسط ومستعده للبقاء كذلك لقرن أخر.
 أمريكا  بسياستها هذه ستخسر شعبا مسالما يريد نسيان الماضي ويعمر ما دمرة الاعداء.
إذا كانت كردستان ( تورابورا) الشرق الاوسط، فإن أمريكا و(بريمر) سيحولون العراق بأكملة الى (تورابورا) أخرى.  إن القوى الاسلامية المتشددة تعادي كرد العراق بسبب التعاون الموجود فيما بين الامريكيين و القيادة الكردية. ومقدم القوات التركية سينهي هذا التعاون بصورة اوتوماتيكية وعندها سينهي الاسلاميون المتشددون من جانبهم عدائهم للقيادات الكردية.  وعندما تصل الامور الى هذا الحد فسيزداد التطرف السياسي في كردستان  والعراق، وهذا ما لا تريده أمريكا ولكن سياسة أمريكا الحالية ستقود الى ذلك. فالكرد سوف لن يدافعوا عن لا شئ ولا عن وعود جوفاء  وإستعمار جديد. ومقدم القوات التركية يعني بدأ الكرد بسياسة جديدة أكثر صلابة و كردستانية. لأن الكرد جربوا كل الوسائل لتحرير وطنهم ماعدا أستراتيجية التوجة الى الشمال.
و يبدوا ان بريمر سيدق المسمار الاخير في نعش شهر العسل الكردي الامريكي والى الابد وسترجع لممارسة سياستها القديمة في المنطقة. 
  



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...
- المعارضة وأمريكا وصدام سيضعون العراق تحت الانتداب الجماعي
- لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي