أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا















المزيد.....

الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



بات التدخل التركي ونشر الالاف من الجندرمة التركية في العراق قاب قوسين أو أدني. والذريعة التي تتحجج بها تركيا علنا لتبرير تدخلها هذا هو حفظ الامن والاستقرار في العراق. أما الذريعة السرية والتي تحاول بها تركيا إقناع الشعب التركي و الدول العربية والشعب العراقي فهو منع إعلان دولة كردية أو منع إقامة نظام فدرالي في العراق.
بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية الى العراق و قبله بفترة ايضا، أعرب الشعب العراقي بكافة طوائفة ( ماعدا فئة صغيرة ثبت ولائها لتركيا أكثر مما للعراق) وأديانة عن سخطة ورفضه لهذا التدخل السافر في شؤون دولة تقول تركيا عنها إنها جارة.
هذا الموقف الموحد للشعب العراقي تقول عنه تركيا وبعض القوى السائرة في فلكها، بأنة جاء نتيجة ضغط من الكرد الذين يخافون من التدخل التركي و"يكرهون" تركيا وهم ناكرون للجميل الذي قدمتة تركيا لهم.
لنتكلم بصراحة ونستقرأ المواقف بشفافية مطلقة ودون تحفظ.
إن الكرد لا يخافون تركيا والجيش التركي، والتدخل التركي يخدم المصالح العليا للشعب الكردي في الحقيقة اكثر مما تضر به. قد يتعجب البعض لهذا الطرح ويدعي بأنة سفسطة، و لكني أقول و بصراحة، أن مجئ القوات التركية الى العراق هو في صالح الكرد وإن إستقرت هذة القوات في كردستان العراق فأن تركيا ستخدم الكرد خدمة عظيمة و ستصحح الخطأ الذي إرتكبيتة بريطانيا والحلفاء عام 1922 بحق الكرد و كردستان بعض الشئ. قد بيدوا الامر أكثرغرابة للقارئ ولكنها الحقيقة و لا شئ غيرها.
إذا اتت القوات التركية الى كردستان العراق فإنها بهذا العمل ستوحد كردستان العراق مع كردستان تركيا وستتوحد القوى السياسية الكردية والشعب و الجماهير الكردستانية على هذا الاساس وعندها ستواجة تركيا اكثر من 25 مليون كردي وستتظامن وتجتمع الخبرة السياسية  و الحنكة والثقافة  التي يتمتع بها مقاتلوا وشعب كردستان العراق مع إصرار و ثورية وفداء شعب كردستان تركيا. إذا كانت تركيا تستطيع الايقاع بين أبناء الشعب الواحد في السابق فبإحتلالها لكردستان العراق ستوحد الكرد. ولا أعتقد بأن الحكومة التركية بتلك السذاجة كي توحد الكرد ضدها
أما إذا استقرت القوات التركية في العراق العربي وحول بغداد، فإنها سوف لن تتعرض للكرد وحكومتها، فلماذا سيخاف الكرد بالذات من مجئ القوات التركية، ونحن جميعا نعرف بأن أمريكا وعلى لسان كولن باول عندما زار بلدة حلبجة أعطى الضمانات الكافية للكرد حول عدم نشر القوات التركية في كردستان العراق وحتى بالقرب منها أيضا. إذن فمن الناحية العملية سوف لن تتأثر المناطق الكردية مباشرة بهذا التدخل. وحسب بعض المصادر فكما منحت أمريكا المساعدات الى تركيا كي ترسل قواتها الى العراق، فإن أمريكا ستمنح بالمقابل مركزا أقوى و إستقلالية أكثر إن وافق الكرد على التدخل التركي. ولكن الكرد يرفضون ذلك لسبب بسيط وهو انهم يريدون عراقا مستقلا خاليا من القوات الاجنبية وخاصة دول الجوار لان هذة الدول لديها أجندتها الخاصة وتفضل فئة من الشعب العراقي على أخرى. وأن لم يكن كذلك فلماذا تصر تركيا على نشر قواتها قرب كركوك؟
الكرد يريدون حل مشاكل العراق الداخلية داخل البيت العراقي وبالصيغ الديمقراطية وثقافة اهل البيت وليس بقوة السلاح و تدخلات الجندرمة وغيرهم. مع الاسف نرى اليوم فئة قليلة من الشعب التركماني وعلى رأسهم الجبهة التركمانية و ممثلتهم في مجلس الحكم، هم الوحيدون من بين أبناء الشعب العراقي ممن يريدون ويرحبون بتدخل القوات التركية في العراق وبرون في مجئ القوات التركية خيرا للعراق. هؤلاء إن كانوا فعلا عراقيين لضموا صوتهم الى صوت إخوانهم العرب والكرد و المسيحيين. ولكن هذه الحادثة كانت الامتحان الصعب للجبهة التركمانية و لممثلتهم في مجلس الحكم (جابوك) والتي ثبت فيها زيف إدعاءاتهم حول وطنبتهم وعراقيتهم. ولكن ماذا تقول لجهات ثبت بالدليل القاطع علاقتها وعمالتها لصدام اولا وثم لدولة أجنبية.
لقد بات واضحا للقاصي والداني من هم العراقيون الاصلاء ومن هم الدخلاء و عملاء النظام والاجانب.
إن رفض الكرد لتدخل الدول الاقلبمية ومنهم تركيا هو لصالح العراق وليس لصالح الكرد، فبأمكان القيادة الكردية إبرام الاتفاقات الاحادية الجانب مع أمريكا وحتي مع تركيا. ولكنهم لم و سوف لن يفعلوا ذلك، لان الكرد لايعرفون الطعن في الظهر، وهم الذين قاتلوا بني جلدتهم في كردستان تركيا من أجل عدم تدخل تركيا في العراق عندما كان العراق يئن تحت حكم الطاغية.
نقطة أخرى اود التطرق لها، ألا وهي ما يقال عنها التحالف الكردي الامريكي إبان الهجوم الامريكي على النظام الصدامي. فالكرد لم يتحالفوا مع أمريكا ضد شعوب المنطقة ولكنهم تحالفوا مع أمريكا من أجل إسقاط النظام الصدامي الفاشي. وإن لم يشارك الكرد في هذه الحرب لطال أمد الحرب ولزادت عذابات الشعب العراقي. فأمريكا في كل الاحوال كانت ستزيح صدام من على السلطة. فالعراق الان جزء من الامن القومي الامريكي كما قال عنها بوش.   أما الان وبعد تحرير العراق من النظام الصدامي فأن الكرد لديهم علاقات عادية مع أمريكا وتطور هذه العلاقة تعتمد على أمريكا ومدى إخلاصها و تنفيذها لوعودها تجاة الشعب العراقي وتكوين حكومتة المستقلة. إن الكرد كانوا من اوائل الذين طالبوا تسليم الملف الامني الى العراقيين وكانوا مستعدين لذلك الغرض التوجة الى أقصى نقطة من العراق يطلب منهم ذلك للحفاظ على الامن و القيام بواجباتهم كعراقيين.
أن مجئ القوات التركية هو بطلب من أمريكا نفسها، فكيف ستجلب أمريكا قوات عسكرية الى العراق أن لم تقاتل وتعمل هذة القوات على حماية المصالح الامريكية والقوات الامريكية وتساعدها في بسط سيطرتها على العراق وحكم العراق.
أن مجئ المزيد من القوات الاجنبية وليس فقط التركية سيطيل أمد الاحتلال و الغرض منه الامتناع والاستغناء عن القوات العراقية والجبش العراقي.
في الامس كان عدد القوات التركية المتفق عليها المجئ الى العراق 10000 جندي تركي والان وبعد يوم واحد فقط إرتفع العدد الى 16000 جندي وقس على ذلك مع مرور الايام سيزداد عدد القوات الاجنبية في العراق وليس العكس. إذا كان مجئ القوات هو بموافقة او عدم موافقة مجلس الحكم و العراقيين، فان خروجهم هو في يد القوى المحتلة. وليسأل العراقيون تركيا والدول الاخرى هل سيرضوا أن تدنس اراضيهم قوات  تابعة لدول أخرى وتحت اية ذريعة كانت؟؟ هل سترضى تركيا أن يتواجد جندي عراقي مسلح واحد على الاراضي التركية؟؟؟؟
إن كان العراقيون مضطرين لتقبل التواجد الامريكي على أراضيهمن فهم غير مجبرون لتقبل قوات أخرى خاصة بعد  مرور ستة أشهر على سقوط صدام، وما يجري الان في العراق هو نتيجة تواجد القوات الاجنبية في العراق وليس بسبب سقوط صدام. فكلما قل الاحتلال كلما قلت العمليات العسكرية داخل العراق. لان الخلاف هو بسبب تواجد هذه القوات وليس بسبب عدم التوافق بين العراقيين أنفسهم.
رجوعا الى الموضوع، فان الكرد هم ابعد الفئات الى النقاط التي ستتمركز فيها القوات التركية ويضمانات امريكية. وحتى الاتراك انفسهم يقولون بأنهم سوف لن يتدخلوا في الشؤون الكردية وإن كلنوا فعلا سيأتوا للمحافظة على الامن و الاستقرار وإعمار البلد، فلماذا سيخاف الكرد من مجئ هذه القوات؟؟؟؟ أم أن الجبهة التركمانية و ممثلتهم جابوك تعرف سببا  أخر للتدخل التركي غير المعلن والمتفق علية  وتخفية عن العراقيين ذلك!!!! وأن كلنوا يعرفون النوايا الخفية للتدخل التركي في العراق ولمجئ ودعوة هذه القوات من قبل أمريكا فلماذا لا يقولونها للشعب العراقي و الى مجلس الحكم، أليسوا  هم بعراقيين؟؟؟؟
لقد طالبت القيادة الكردية بخروج قوات ( ب ك ك،  حزب اوجلان) من كردستان العراق كي تجنب كردستان العراق و العراق من التدخل التركي وذلك لأحساسهم القوي بعراقيتهم. ولنفرض أن التركمان والترك هم من أصل واحد، فلماذا لا يحذون حذو الكرد ويستنكروا مجئ القوات التركية ولا نقول المواجهة معها كما فعلت القيادة الكردية في العراق مع أكراد تركيا. 
وأخر القول هو أن لكل فعل رد فعل يساوية في المقدار ويعاكسة في الاتجاة وإذا كانت القيادة الكردية لديها خط رجعة عن المواجهة، إن تدخلت القوات الاجنبية في كردستان العراق، فانها الان لا تملك أي خيار اخر سوى رفض التعامل مع الوجود المفروض بالقوة وهذا في صالح الكرد و القضية الكردية في عموم كردستان. فالفدرلية هو خيار لا رجعة فية وأي حزب كردي يتراجع عن هذا القرار فهذا سيعني إفلاس تلك الجهة أو الحزب. أما الدولة الكردية فهذا الموضوع مؤجل الى أجل غير مسمى من قبل القيادة الكردية. لذا فمجئ القوات التركية هو لصالح تكوين الدولة الكردية وكردستان الكبرى. ويبدوا أن الدول التي يتواجد فيها الكرد ستجبر الكرد على الانفصال من هذة الدول وتكوين دولتهم المستقلة.
فالكرد يرفضون التدخل التركي لعراقيتهم وليس لكردستانيتهم. أما الاخرون فيؤيدون التدخل التركي لعدم شعورهم بالانتماء للعراق.
 فاي عربي أو كردي أو تركماني أو مسيحي يحبذ تدخل دول الجوار والدول الاخرى في العراق،  مشكوك في عراقيتهم.(1)

(1) المقال هو طرح موضوعي وليس طرحا ذاتبا. 
 

 



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...
- المعارضة وأمريكا وصدام سيضعون العراق تحت الانتداب الجماعي
- لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!
- حقوق التركمان في كردستان العراق وحقوق الكرد في تركيا


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا