أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟















المزيد.....

لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 08:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حسب القنوات الفضائية الناطقة بالعربية وعلى رأسهم الجزيرة والعربية والمنار و العالم وأبو ظبي فإن أمريكا هي دولة إمبريالية، كافرة، شيطانية، حاقدة على المسلمين، محتلة، مساندة لأسرائيل، عدوة للأمة العربية، تقتل الابرياء، تقصف المنازل، تفتك بالعوائل و النساء، لا تعير اي إهتمام بالقوانين و المعايير الدولية و هي في العراق للتفريق بين المسلمين والسيطرة على موارد الشعب العربي والشعوب الاسلامية وتحييد العراق و إبعاده عن خط المواجهة مع إسرائيل. (قد يكون هذا صحيحا جزئيا أو كليا).

وحسب نفس القنوات فإن العراقيين الذين يشاركون في مجلس الحكم ويريدون حل القضية العراقية بالطرق السلمية و بالتوافق والاتفاق فيما بينهم وبين ألامريكيين فهم خونه، عملاء للأجنبي، يستحقون القتل و الشنق و الحرق وهم لا يمثلون سوى أنفسهم وغير منتخبون ويجب لن يتنحوا من هذه المناصب وليس لديهم الحق في إتخاذ اي قرار يخص العراق.

وحسب هذه القنوات فأن تواجد الجيش الامريكي في العراق هو إعتداء و تدخل في شؤون العراق و العراقيين ولكن تدخل الدول الاخرى المحيطه بالعراق والمنظمات الاسلاميه المتطرفة هي لمساعدة الشعب العراقي للخروج من محنته ولكي يتحرر من الاضطهاد والاستعمار الامريكي وهو حق طبيعي ومشروع لأنهم مسلمون وأخوه.

حسب هذه القنوات فإن الذين يقاتلون الامريكيين وقوى التحالف و المتعاونين مع قوى التحالف من العراقيين هم مجاهدون في سبيل تحرير العراق و هم يشكلون مقاومه وطنية مشروعة ومن واجب كل العراقيين و المسلمين في العالم أن يساندوهم بالمال و السلاح وكافة أشكال الدعم. وأن الذين يأتون الى العراق من الدول العربية و الاسلامية ويقاتلون الامريكيين لا ذنب لهم لا بل إنهم متطوعون في سبيل الله و يريدون الشهاده في سبيل الله.

حسب هذه القنوات فإن كل من يقتل أويستشهد في العراق فهو بسبب وجود الاحتلال وبرصاصتهم و أن المقامون بريئون براءة الذئب من دم يوسف. لا يهم إن كانت العيارات الناريه قد خرجت من هذا البيت أو ذلك الموقع المهم أن الامريكيون محتلون ويستحقون القتل وكل رد فعل أمريكي مرفوض و غير مبرر.( لو كان الكرد قد قاتلوا حسب نفس المنطق لوجب عليهم وحل لهم قتل كل عسكري عراقي جاء الى كردستان لأنهم كانوا أيضا محتلين).

هذه القنوات تقيم اللقاءات مع الاشخاص التي تراها ملائمة ومعادية للامريكيين و قسم من أعضاء مجلس الحكم. هذه القنوات تجري اللقاءات مع المئات من الاشخاص المعادين للسلم والاستقرار وتقيم الندوات للعشرات من الكتاب و السياسيين و الاصوليين و المقاتلين. لا يكفيها هذا بل تدخل مع هؤلاء المشاركين ضد شخص وحيد تحضره كي تدعي بأنها ديمقراطية وغير موالية للمقاتلين.

هذه القنوات تستخدم كل أساليب الاثارة و التظليل في سبيل التأثير على المواطنين البسطاء وانصاف المثقفين و السياسيين كي تغير أراءهم و تثيرهم ضد الامريكيين و تدفعهم للقتال و العنف وزيادة عدم الاستقرار في العراق. هذه القنوات تعيد الاخبار و الاحداث لمرات عديدة و خلال أيام فقط لكي تخدع المشاهد و توهمه بأن الخبر صحيح و موثق.

هذه القنوات لديها العشرات من المراسلين و فرق التصوير في المدن المختلفة من العراق في حين الاغلبية الغالبة من مراسلي القنوات الغربية غادروها منذ سقوط صدام. لا أدري لماذا لا تسال أمريكا و مجلس الحكم أنفسهم، لماذا لم تغادر هذه القنوات العراق و لماذا زادت هذه القنوات من برامجها حول العراق الى درجة خياليه؟؟ فأكثر من نصف برامج هذه القنوات هي حول العراق والمجاهدين و تدعوا مباشرة الى الاستفادة من التجربة اللبنانية و النصف الاخر حول باقي العالم.

عندما سقط صدام لم تكن هناك سوى بعض المدن السنيه تقاتل الامريكيين و تحاول زعزعة الاستقرار في العراق. ولكن زيادة اعداد العاملين في هذه القنوات و إصرارهم على مقاومة الاحتلال بالطرق العنيفة و مساندتهم لهم وتعضيمهم لدور المقاتلين و المجاهدين من قبل هذه القنوات لابل حتى إرشادهم من خلال إجراء اللقاءات وإعداد البرامج وإعطاء المعلومات اللوجستيه والامنيه لهم، أدت الى تغيير الوضع في العراق و زاد من عدد المساندين للعنف لتشمل قسما من الشيعة أيضا.

هذه القنوات ترفض الحل السلمي في رسالتها الاعلامية وكل برامجها و لقاءاتها تتركز على عدم جدوى الحوار مع الاحتلال ومجلس الحكم وأن لاسبيل للخلاص سوى القتال والثورة والانتفاضة وأن الاحتلال سوف لن يخرج من العراق إلا بالقوة ولهذا الغرض سخرت خيرة مراسليهم وطواقمهم الاعلامية وهم يصولون و يجولون بكل حرية في العراق ويعدون البرامج التي يريدونها و ينقلون الخبر بالطريقة التي تعجبهم في عراق لم يعرف الحرية أبدأ و يعتقد أبناءها بأن كل ما تقوله هذه القنوات صيح.

أمريكا التي لديها كل هذه المساوئ وهي الكافرة و المعتدية و الناهبة و المحتلة والمسحية المتصهينة تتتصرف بكل سذاجة وتعطي لهذه القنوات ومراسليها كامل الحرية كي يثيروا الشعب العراقي و يدفعونهم للعنف بينما تغلق جريدة محدودة الانتشار كالحوزة و يصدرها عراقيون. ألم يكن من الافضل لهم أن يطردوا هذه القنوات ومراسليهم من العراق ويخظعونهم للحصار بدلا من إخلاق جريدة الحوزة؟ في أسوء الاحوال سيقولون عن الامريكيين بأنهم ضد حق النشر و البث الحر وهذه أهون كثيرا من تهمة القتل و التشريد والابادة التي تبثها هذه القنوات على مدار الساعة حول أمريكا و حلفاءها.

قد يستغرب البعض لهذه الطرح و يقول بأنه غير ديمقراطي و منافي لحق البث الحر. للرد على ذلك أقول بأن الديمقراطية يجب ان تعطى لأناس يؤمنون بها لا لأناس يعادون الديمقراطية و يحاولون خنق الديمقراطية و قتلها برسالتهم و عملهم. الديمقراطية و حق البث و النشر الحر يجب أن يعطيان لقنوات غير محايدة و تنقل الراي و الرأي الاخر بكل نزاهة وليس للقنوات التي تشوه الحقيقة و تدفع أبناء البلد الواحد للأقتتال والعنف. فهتلر اتى الى السلطة بطريقة ديمقراطية ولكنه دفنها عندما وصل الى الحكم ولهذا السبب نرى الديمقراطيات الغربية إتخذت الاجراءات الكفيله من أجل عدم تكرار ذلك. فالاحزاب و التنظيمات الغير ديمقراطية و النازيون و الفاشيون والشيوعيون الراديكاليون الذين يؤمنون بالعنف محرومون من الديمقراطيه و من كل وسائل النشر و البث.

ولهذا أقول ألم يكن من الافضل لأمريكا أن تطرد هذه القنوات من العراق منذ اليوم الاول من تحرير العراق بدل أن تضطر الى قتل المدنيين من أهل الفلوجة و الاخرين الذين غرر بهم و خدعتهم هذه القنوات و دفعتهم الى القتال و التمثيل بجثث الامريكيين ومن ثم رد الامريكيين على ذلك بطريقة أفضع؟ فقد يكون من حق العراقيين أن يفعلوا كل شئ من أجل إعادة الاستقرار و الحرية والسيادة الى بلدهم و لكن تحريض العراقيين من قبل بعض القنوات الناطقة بالعربيه وتشجيعهم على القتل والقتال هي جريمه نكراء وإعطاء المجال لمثل هذه القنوات كي تمارس مثل هذا الدور وهذا الاعلام جريمة أكبر واعظم.

في معادلة كهذه وبتصرف لا مسؤول كهذا من قبل الامريكيين و هذه القنوات فالخاسر الوحيد هو الشعب العراقي و الابرياء الذين يقتلون كل يوم في العراق. وأقول لكل من يخالفني الرأي ، من سيرجع الارواح للذين يقتلون في العراق؟ من سيعطي الحنين الى طفل فقد أمه أو أبيه أو كليهما؟ إذا اردنا تفادي الاعظم و الامر فيجب إبعاد مثل هذه الاعلام من العراق كما فعلت أمريكا بصدام حيث ابعدته من وسائل الاعلام وإرتاح العراقيون و العالم من أقاويل هذه القنوات وكذلك على العراقيين الاتفاق على خروج الامريكيين من العراق بأسرع وقت ممكن ووضع جدول زمني يتفق عليه العراقيون جميعا مع أمريكا و بحضور الامم المتحدة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتفاضة- القنوات العربية، هل ستكشف المستور!!
- دكتاتوريه مذهبيه حد العضم
- بابا نوئيل- لم يتجرئ الظهور في أكثرية المدن العراقية!!
- عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله
- مدير تربية كركوك ماذا فعل بالطلاب الكرد
- الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟