أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك















المزيد.....



بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 12:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-1-
تأليف
لويس .ل .هاي
ترجمة وإعداد
كامل السعدون
الفصل الأول
************
هذا ما أؤمن به
***********
" أبواب الحكمة والمعرفة مشرعة على الدوام"
*******************************

الحياة في الحقيقة … بسيطة للغاية . ما نرسله إلى الخارج نستقبله ذاته ثانيةٍ…!!
******************************************************
من المبادئ الأساسية التي أؤمن بها بقوة … المبدأ القائل :
أن كل ما نفكر فيه أو نتصوره عن أنفسنا ، يغدو حقيقة بالنسبة لنا ….!
*********************************************
إننا جميعا مسؤولين ، أنا وأنت وكل فرد في هذا الكون ، مسؤولين عن كل ما يحصل لنا في هذه الحياة من خير وتوفيق أو شر وخسران، إنها مسؤولياتنا الشخصية نحن وحدنا .
كل فكرة نفتكرها ، كل صورة ذهنية نتصورها ، تلعب دورا في تشكيل مستقبلنا .
نحن جميعا نخلق ونشكل تجاربنا الحياتية من خلال نمط ما من التفكير والشعور ، فالأفكار التي نتداولها في عقولنا وتلك الكلمات التي نلفظها ، تشكل نوع خبراتنا الحياتية .
إننا نخلق المواقف الحياتية المختلفة ، ثم نمنحها القوة من خلال أن نلقي الذنب على الآخرين ونستسهل عجزنا عن المواجهة والمصارحة مع ذواتنا ونحمل الآخرين أو الظروف أسباب ضعفنا وخوفنا .
في الحقيقة ليس هناك شخص ما مهما كانت قوته أو نفوذه ، وليس هناك من مكان أو شيء كائناً ما كان ، يمتلك القوة المهيمنة الضاغطة علينا …على الإطلاق ، بل نحنُ وحدنا القادرون على نسج الأفكار داخل وعينا الشخصي ، نحن ذاتنا الصانعون ، المبدعون لتجاربنا الحياتية الشخصية ، نحن وحدنا صانعوا حقيقتنا الشخصية بكل محتوياتها ، وحيث ننجح في خلق السلام والتناغم والتوازن في عقولنا ، تغدو حياتنا حافلة بالتناغم والسلام والتوازن .
حسناً ، دعني أختبرك قليلاً عزيزي القارئ :
أي من الأقوال التالية يكرر لسانك نطقه ، أو يدور في خلدك باستمرار :
أهو الآتي : " الناس تلاحقني دوما بالشر "
أم التالي : " كل الناس طيبين معطاءين "
كل واحدٍ من هذين القولين يفضي لكمٍ من التجارب والخبرات الحياتية ونمط متكامل من الفعالية والحضور الحياتي ، فأما الأول فيعكس نفسية سلبية هشّه ونمط بائسٌ من التفكير ، وبالتالي فلا نتوقع لمثل هذا النمط أن يعطي حياةٍ ثريةٍ حافلة بالخبرات والسعادة والجمال والرقي وإثبات الذات ، أما الآخر فإنه يعكس العكس ويفضي إلى حياةٍ تستحق فعلاً أن تعاش .
إن ما نظنه عزيزي القارئ ونؤمن به عن أنفسنا ، أي صورة أنفسنا بعيوننا ، وحجم ثقتنا بهذه الأنفس ، يؤدي إلى نظرة سلبية أو إيجابية من الحياة والآخرين ، وبالتالي فالحياة تدعم ما نؤمن به ، سواء كان سلباً أو إيجابا
بمعنى آخر العقل الباطن يتقبل كل ما نختاره من أنماط التفكير والأيمان . أتختار مثلا فكرة أن كل الناس يلاحقونك بشرورهم ، هذا يعكس في واقع الحال ضعف ثقتك بنفسك ، وبالتالي فأنت تهرب من المسؤولية بإلقائها على الآخرين ، وبالتالي فإن هذا يغدو فعلاً حقيقة بالنسبة لك ، حقيقة تؤمن بها ويؤمن بها عقلك الباطن فينفذها لك من خلال أنك تجد نفسك فعلاً محاط بأناس أشرار ، أما أن اخترت الموقف الثاني حيث كل الناس طيبين ، يصدق هذا أيضا معك بمنتهى الدقة ، لأنه يعكس نمط تفكيرك الإيجابي والذي يؤدي بعقلك الباطن إلى أن يتفق مع وعيك على أن يجعلك تعكس روح البشر والتفاؤل والحب ، فإذ بالحياة تدفع لك النماذج الطيبة التي تحبك وترعاك .
إن ما تختاره عزيزي القارئ من أفكار عن نفسك والحياة ، يصبح حقيقة بالنسبة لك ، ولا تنسى يا عزيزي إن لديك إمكانات لا محدودة للاختيار ، فحبذا لو تختار من الأفكار ما يغني حياتك ويسعدها ويسعد الآخرين بك ومن خلالك .
أظن أنك وقد عرفت ذلك ، يجدر بك أن تؤمن أنا وأنت بان كل الناس خيرين ومعطاءين ، بدلا من أن أؤمن بأنهم أشرار يلاحقوني ويلاحقونك ..!!

تلك القوة الكونية لا تنتقدنا أبدا ولا تحاكمنا
***************************
جدير بك وبي قارئي العزيز أن تؤمن بأن الرّب …أو روح الحياة أو سمه ما شئت ( الله أو يسوع أو غير ذلك ) ، معنا …إنه يحبنا …يتقبلنا ببساطة شديدة ، وهذا هو المنطق ، لأن لا خيار له إلا في أن يحب مخلوقاته ، ولا خيار لنا إلا في أن نكون كما نحن عليه لا كما يريده هو منّا لأن تلك مسئوليته لا مسئوليتنا .
إنه يتقبلنا كما نحن وحسب نمط تقييمنا لذواتنا ، ويعكس لنا بالكامل تلك القيم والمفاهيم والتصورات التي لدينا عن الحياة وعن أنفسنا وعنه هو ذاته .
أذكر في هذه المناسبة قصةٍ قصيرةٍ واقعية جداً :
" كان يسكن إحدى الجزر النائية ثلاثة رهبان منقطعون بالكامل عن الدنيا والناس ومتفرغون للعبادة .
فكر راهبٌ شاب من المدينة الساحلية المطلّة على تلك الجزيرة الصغيرة النائية أن يزورهم ليعلمهم الدين على أصوله ، لأنه بلغه أنهم يصلون بطريقة منافية للأصول الكنسية ، أخذ يوماً قارباً وذهب لزيارتهم . أستقبل الرجل استقبالا حافلاً من الثلاثة وحين أبلغهم أنه القس الجديد في المدينة القريبة ، زادوا من الترحيب به ، سألهم بلطف كيف تصلون يا سادتي ، أجابوا نقول " رباه أنت ثلاثة ونحن ثلاثة …"
- فقط …!
- بلا هذا كل ما نعرف …!
- حسناً …" وشرع الفتى يشرح لهم الدين وتفاصيله ، وقرأ أمامهم صلواتٌ عديدة لا يشك عاقلٌ في أنها معبرة عن جوهر الدين وأصوله ، ثم ودعهم ورحل عائداً ، وإذ به وقد صار وسط البحر ، إذ به يرى ثلاثة أشباح تمتطي الأمواج متجهةٍ نحوه …!
- - رباه …ما هذا " ورسم علامة الصليب على صدره …" .
كان الرجال الثلاثة يركضون فوق الماء بغاية الهمة وإذ اقتربوا هتفوا به :
- أبونا …لقد نسينا الصلوات التي أمرتنا بها …!
- صلوا على طريقتكم يا سادتي فأنا وحدي المخطئ لا أنتم …!
تخيل … إن الرّب هو ما تؤمن به أنت وما تراه أنت وما تفسره حسب إيمانك الشخصي وليس حسب قناعاته وأوامره الشخصية …لا …مطلقا ، وهذا ما عنيته حين قلت ، إنه معنا حين نكون مع أنفسنا لا ضدها ، وهو يحبنا كلما أحببنا أنفسنا واحترمناها وآمنّا بها .
وكذلك الأمر مع الناس ، فلو إني شئت أن أؤمن إن الحياة سيئة مملة وان لا أحد يحبني فيها ، فان هذا هو بالضبط ما سأناله من الحياة ، لكن لو إني قررت مع نفسي أن أتخلص من هذا المفهوم وعوضا عنه اخترت بحزم أن أؤمن " إن الحب موجود في كل مكان ، وأني قادر على أن احب وان أجد من يحبني حيث أكون " ، ولو إني أوحيت لنفسي بذلك وأصررت على تكرار هذا الإيحاء والتمسك به ، فانه سيصبح حقيقة بالنسبة لي ، وتبعا لذلك ستمتلئ حياتي بالناس الودودون المحبون لي ، وأولئك الذين كانوا سابقا حولي وفي صميم حياتي سيغدون اكثر ودا وحبا لي .
بالإضافة إلى إني سأكتشف إن قدرتي على التعبير عن الحب للناس ستغدو اكثر تلقائية ووضوحا ومصداقية .
إن الكثيرون منا وللأسف ، لديهم افتراضات واستنتاجات مبالغ فيها عن أنفسهم ، إننا نخلق ونفرض على أنفسنا الكثير جدا والعسير على التطبيق من القواعد السلوكية والاعتبارات حول الكيفية التي ينبغي أن نحيا بها .
وليس هذا حكما سالفا على البعض منا ، لا بل إننا جميعا نحاول أن نؤدي احسن ما لدينا في هذه اللحظة التي نحن فيها ، ولو كان وعينا أكبر وكنا ممتلكين لقدر اكبر من المعرفة والفهمٍ ، لامكن لنا قطعاً أن نعيش بطريقة مختلفة حتما .
لا تنظر لنفسك يا صاحبي بدونية لأنك كما أنت الآن ، لا ، إن مجرد التقاطك لكتاب مثل هذا وقراءتك بعناية لنصوص بنائية وتهذيبية يعني انك جدير بالتغيير الجدي والجوهري في حياتك . اطري نفسك وكافئها على امتلاكها هكذا اهتمامات بنائية إيجابية .


في الطفولة ……..يتعلم الواحد منا كيف ينظر لنفسه والحياة من خلال ردود أفعال البالغين من أهلينا ومعلمينا ومعارفنا…!
*********************************************************************

من خلال تلك النافذة ( ردود أفعال الآخرين من الكبار حولنا ) نتعلم كيف ننظر لأنفسنا والحياة ،فإن قدر للواحد منا أن يعيش الطفولة مع أناس سيئ الحظ ، غير موفقين ، خائفين ، لديهم شعور دائم بتأنيب الضمير أو شعور بالذنب ، أو انهم عصبيون سريعو الغضب على الدوام ، فانه سيتعلم كما هائلا من المفاهيم السلبية عن نفسه وعن الحياة والآخرين .
مفاهيم من قبيل " أنا فاشل .. " أو " أنا لا أستطيع أن أؤدي عملا متقنا " أو " أنا مذنب " أو " أنا جبان …"… الخ
ولا نشك في أن مثل هكذا طفولة وبين هكذا ناس ، ستنعكس على الطفل حين يبلغ وتجعل حياته سلسلة متواصلة الحلقات من الهزائم والرعب والفشل ..

عندما نكبر يكون لدينا ميل لإعادة خلق تلك الأجواء الشعورية التي عشناها في الطفولة
*******************************************************

إننا في الحقيقة لا نختار بوعي منّا هذا المسلك أو ذاك وعلى أساس قيمته النوعية ، بمعنى أن يكون حسناً أو قبيحاً ، صحيحاً أم خاطئاً ، لا أبداً إنه الجو الشعوري الذي عشناه في الطفولة وتعودنا عليه وعلى السلوكيات المتوافقة معه ، هو ما ينعكس في سلوكنا حين نكبر ، ومتى تسنا لنا أن نعي تلك الحقيقة أمكن لنا تغييرها .
إن الجو الشعوري الموروث من الطفولة والذي أستنبت جذوره في العقل الباطن بكل متعلقاته من سلوكيات متوافقة معه يعود بشكلٍ غير واعي لتملكنا ، وإذ نعيشه ونطبق تفاصيله ، نستشعر رضاً وانسجاما وسلاماً داخلياً وجميع هذا زائف .
إننا مطاوعون ومتقبلون لإعادة نسخ الآصرة التي كانت بيننا وبين آبائنا أو أمهاتنا ، أو بينهما معا ، إعادة نسخ ذات العلاقة مع أزواجنا وزوجاتنا وأبنائنا وأصدقائنا ومعارفنا …!
تصور كم من مرة ترتبط بعلاقة ما مع شخص ترى فيه صورة أمك أو أبيك ….!!!
نحن نتعامل مع أنفسنا بذات الطريقة التي كان آبائنا وأمهاتنا يعاملوننا بها ، بل إننا نعامل أبنائنا بنفس النمط الذي عوملنا به من قبل أبوينا ، نحن نلعن ونشتم وننتقد ونعاقب أنفسنا بذات النمط الذي عوملنا به من قبل أبوينا ، بل ونستعمل ذات الكلمات والعبارات التي كان آبائنا يرددونها على مسامعنا حين ينصحون أو يوبخونا .
أنا شخصياً وإلى وقتٍ قريب ، كنت أكرر شتائم أبي لي مع ابنتي ، وكنت أشعر بالفرح والرضا الداخلي ، وكأني لا زلت ذات الطفلة الصغيرة التي كنتها قبل ستون خمسون عاماً … بلا مسؤولية …بلا أعباء … في ذات بيت أمي وأبي وأخوتي الأصغر …!
وذات الأمر يصح في حالة الإيجاب حيث أن من نال حظا وفيرا من الحب والتشجيع في الطفولة ، سيعامل ذاته بقدر وفير من الحب والتشجيع في الفترات اللاحقة من حياته وإبان دور البلوغ والنضوج .
كم من مرة لم تقل لنفسك العبارات التالية أو ما يشابهها ؟
" إنني لا أفعل أي شيء مفيد على الإطلاق "
أو " كل ما حصل كان خطاي "
أو " أنني فاشل ولا نفع مني …"
وكم من مرة قلت لنفسك قولٌ فيه دفءٌ ورحمة وحب لذاتك من قبيل :
" أنا رائع .." أو
" أنا إنسان جدير بالاحترام "
أو " أنا احب نفسي بقوة وأحترمها كثيراً وأثق بها ثقةٍ عظيمة .."

***********


أنا لا أريد أن القي كل اللوم على الأبوين …لا… فنحن جميعاً عزيزي القارئ ، ضحايا من صلب آخرين سبقونا في درب التضحية .
إن آبائنا ما كان ممكنا لهم أن يعلمونا ما لم يتسنى لهم ذاتهم أن يتعلموه أو حتى يعرفوه ، فإن كانت أمك ذاتها لم تعرف كيف تحب نفسها ، أو أبوك بعينه لم يعرف كيف يعي ذاته ويحبها ، فان من المستحيل بالنسبة لهم أن يعلموك كيف تحب ذاتك وتحترمها …!
انهم وحسب وعيهم وقناعتهم ، قدموا افضل ما لديهم من عواطف وخبرات ومعارف انطلاقا من هذا الذي تعلموه حين كانوا ذواتهم أطفالا ، ولا يمكن أن يعطون أكثر من هذا الذي أخذوا ولا يمكن أن نطلب منهم أكثر من هذا الذي تعلموه وتلقوه أبان طفولتهم .
لو انك أردت أن تفهم أبويك جيد جرب أن تحدثهم عن نشأتهم وطفولتهم وظروفهم ، عندها فقط يمكنك أن تكون عادلا في تقييمهم واكثر واقعية في مطالبك منهم ، وصدقني لو إننا نستمع بعاطفة وشغف لأبوينا وهم يتحدثون عن طفولتهم لامكن لنا أن نستجلي خبايا أنفسهم ونستكشف جذور تلك البقع الداكنة من الخوف والقلق والاضطراب والقسوة والتزمت ، التي تصيبنا أو…. أصابتنا بشواظها .
إن هؤلاء الأعزاء الذين سببوا لنا الألم وقسوا علينا ، تعرضوا مثلنا للقسوة والجهل وكراهية الذات والخوف ، ……….انهم ضحايا مثلنا .

اللحظة الحاسمة هي دائما تلك اللحظة التي أنت فيها الآن
************************************
كل ما عشته عزيزي القارئ ، طوال حياتك ولحد هذه اللحظة التي أنت فيها الآن ، هي نتيجة لأفكارك وتوقعاتك والمسلمات التي آمنت بها سابقا .
حياتك بكل خيرها وشرها ، انتصاراتها وهزائمها هي محصلة لأفكارك ، وكلماتك التي استخدمتها بالتعبير عن تلك الأفكار ، كل ما آمنت به ، تخيلته ، تصورته ، قلبت الفكر بشأنه ، تحدثت عنه مع ذاتك أو غيرك
، قبل ساعة ، شهر ، سنه ، عشرة سنوات ، كل هذا كوّن وانتج تلك النتائج الملموسة من انكسارات وانتصارات
مما ترفل به الآن وتعيش آمنا أو قلقا في ظله ….!
بوجيز القول واقعنا……. هو ثمرة تفكيرنا ومنطقنا ونمط تصوراتنا …!
لكن هذا كله غدا الآن ماضيا ، حتى آخر فكرة وردت في ذهنك قبل ثوان هي الآن شيء من الماضي ، فكيف بتلك الأفكار والصور والكلمات والشتائم التي قيلت قبل عام أو عشرة.
مجمل هذا لا وجود له الآن … إنه ماضي ….!
أما ما بيدك الآن فهو لحظتك تلك التي أنت فيها ، إنها الواقع…الملموس …المحسوس … الذي تعيشه الآن حقا ، إنها الوحيدة التي تملك .
فإذن أي الأفكار تود أن تختار الآن وأي كلمات تحب أن تردد وأي صور ذهنيةٍ تحب أن تخلق في خيالك …؟
لا أشك في أنك ستختار الكلمات الإيجابية المحفزة الموقظة للذهن والنشاط والإبداع .
والأفكار الإيجابية البنائية التي تغير حياتك وتثريها وتدفعك للنجاح والتفوق والسعادة .
وستنسج قطعاً الصور المستقبلية الجميلة التي تعكس على شاشة الذهن الداخلية ، صور بهائك وتفوقك وإبداعك ونجاحك …!
أليس كذلك …؟
أظن ذلك …!
وأكرر عزيزي القارئ :
إن أفكارك وكلماتك والصور التي تصنعها مخيلتك هي الحاسمة في رسم مستقبلك .
المستقبل هو وليد الحاضر كما إن الحاضر وليد الماضي ، وحيث إن الماضي قد ولى ومن المستحيل عودته الآن فمن الجدير بي وبك أن نتخلص من تأثيره على حاضرنا ، من خلال الإيمان بأنه لا وجود له الآن ، أما المستقبل فمن السهل علينا بناءه من الآن باختيار حاضر نقي من تلوثات الماضي وحافلٍ بذات الآن ، بالأفكار الإيجابية البنائية .
إن ما نملكه الآن هو هذه اللحظة وما نستطيع أن نفعله للمستقبل كامن في رحم اللحظة الراهنة ، وبالتالي فوعي اللحظة الراهنة وغناءها بالأفكار الإيجابية والكلمات الطيبة سيبني غدا مشرقا قويا ثريا بالمعنى والأهمية والنضارة .
فحذار عزيزي القارئ مما تفكر به الآن في هذه اللحظة ، تذكر انك مسؤول عن يومك أو عامك القادم ، فلا تلقي الكلام على عواهنه وانتخب من الأفكار أكثرها حيوية وإيجابية ، فبهذا وحده تستطيع أن تتوقع أعواما حافلة بالعطاء والتألق ، أما إن كان ما يدور بفكرك الآن سلبيا فإنك مقبلٌ ولا شك على أيامٍ حافلة بالملل والكراهية والإحباط .. تذكر …
أنت وحدك المسؤول عن غدك…. فلا تسممه ….!

إن ما يتحكم في اتجاهات حياتنا هي أفكارنا والأفكار قابلة للتغيير
****************************************
أي كانت المشكلة أو الموقف الحياتي الذي نتعرض له ، فان تجاربنا الحياتية هي ليست اكثر من تعبير خارجي عن أفكارنا الداخلية .
اللوم الذاتي مثلا هو تعبير عن كراهية داخلية للذات أو لفكرة نتصورها عن ذواتنا ، فمثلاً ربما لدي فكرة تقول " إنني إنسان سيئ " …!
هذه الفكرة ستستدعي في الداخل شعورا ، وإذ أتماها مع هذا الشعور…أتطابق معه حتى نغدو وكأننا كائناً واحداً ، لكن لو إني لم أمتلك مثل هذه الفكرة ، لما نشا مثل هذا الشعور .
طيب … بما إن الأفكار قابلة للتغير ، والمفاهيم يمكن أن تتحول إلى نقيضها فان مثل هكذا مشاعر يمكن أن تختفي …!
هل عرفت عزيزي القارئ كيف تنشا المفاهيم والقناعات لدينا …؟
أظن ذلك ….!
فكرة ما …تتحول إلى مفهوم أو قناعة ، تؤدي إلى خلق حالة شعورية تكسب الفكرة دما ولحما وكينونة ، لو غيرنا الفكرة تغير مفهومنا وبالتالي ما نشأ لدينا هذا الشعور أو ذاك ، وبالتالي ما اكتسبت الفكرة أرضية تستنبت ذاتها فيها .
إننا مسؤولين عزيزي القارئ على أن لا نجيز لأي فكرة سابقة ( وتبدو راسخة ) أن تستمر في رسوخها ، هذا إذا كنا حريصين حقاً على أن نغير ذواتنا ومستوى حياتنا ، وعلينا أن بل ومن واجبنا أن لا نتعلق بالأعذار الواهية مهما بدت مقنعة .
أفكارنا السابقة قابلة لإعادة المناقشة والتشذيب والتهذيب واجتثاث الفاسد لكي ما يتسنى لنا حقن حقول الذهن والوعي بأفكار إيجابية بنائية تهدف إلى خلق مشاعر إيجابية خيرة .
علينا إن نتذكر عزيزي القارئ ، أن الماضي ليس له حياة واقعية ملموسة في حاضرنا ، فلم نترك له قياد هذا الحاضر .
وإذا كنت صديقي تتوهم إن طول أو قصر فترة استحواذ الأنماط الفكرية السلبية علينا يلعب أي دور مهم في نزوعنا للتغير واستبدال النمط الذهني السلبي بآخر إيجابي ، فأنت واهم إذ لا تأثير للزمن على الإطلاق ، فقط عليك أن تؤمن بان قوتك كلها تتركز في هذه اللحظة ، الآن…. وليس أي لحظة أخرى من الماضي أو المستقبل ، واليات وعناصر التغيير موجودة بأكملها هنا والآن …!
أليس هذا اكتشاف مدهش …؟
طيب …ماذا تنتظر …؟
أملأ اللحظة بكل فكرٍ جديدٍ جميل ، تكسب الحاضر والمستقبل بذات الوقت …!


نحن نخلق أفكارنا
***********

من المعتاد عنا نحن البشر أننا نفكر بذات الفكرة مرات ومرات ، ومن الصعب في الحقيقة علينا أن نؤمن إننا اخترنا هذه الفكرة بمحض إرادتنا ، لكن في الحقيقة نحن فعلنا هذا ذات مرة ، في المرة الأولى مثلا ثم تحولت هذه الفكرة إلى عادة اكتسبت بالتكرار وبارتباطها بالمشاعر والصور الذهنية، اكتسبت قوة راسخة .
إذن بإمكاننا استخدام ذات الآلية في خلق عادات تفكيرية إيجابية واستنباتها .
تذكر كم من مرة امتنعت عن أن تفكر بأفكار إيجابية عن ذاتك ، طيب لم لا تمتنع عن التفكير بأفكار سلبية عن ذاتك …؟
إننا جميعا أو الغالبية منا نعاني من اللوم الذاتي والشعور بالذنب تجاه الآخرين أو تجاه صورة حلمية عن أنفسنا لم نستطع تنفيذها ، وكمحصلة طبيعية لذلك نتحول نحن إلى كائنات سلبية عاجزة ، ويعقب هذا أن صورة الحياة والآخرين تغدو في وعينا انعكاسا للسلب الذي توقعناه منها ومنهم ، وهكذا نعيش حياة مليئة بالإحباط والقسوة والفشل .
أما حين نكون اقل لوما وتثريبا لأنفسنا واكثر حبا واحتراما وثقة بها ،فإن حياتنا تشرق ، اكثر واكثر بالأمل والسعادة والنجاح ولا يصادفنا في طريق الحياة الطويل إلا الناس الايجابيون المعطاءون اللطفاء والمحبون لنا .

نحن نؤمن للأسف في أعماقنا بمقولة : " أنا إنسان سيئ "
***************************************
ونضيف على ذلك " لا أستطيع إصلاح حالي " أو " هذا ما لا استحقه " ، أتقول شيئا من هذا لنفسك ؟
أتشعر أنت في داخلك انك لست جيدا بما فيه الكفاية ؟
طيب لست جيدا قياسا لمن ؟
ما هو مقياس حكمك على نفسك ؟
ما هي المعايير التي تحدد عدم لياقتك ، أو عدم لياقتك ؟
وإذا كان لديك مثل هذه القناعة ، كيف تستطيع إذن أن تخلق حياة موفقه ، ناجحة ، صحية وغنية بالآفاق الواعدة ؟
بطريقة أو بأخرى سيقف العقل الباطن ضدك في أي مسعى للتوفيق والنجاح والسعادة ، لماذا ؟
لان هذا في الواقع هو ما تريده أنت من خلال ترديدك لقناعات مرضية سخيفة تؤكد انك لست على ما يرام .
يا صديقي …. من المستحيل عليك وعلي أن ننال الأحلام ونحقق الأمنيات الخيرة ونحن نملك عن أنفسنا مثل هكذا فكرة .
قطعاً سنصدم على الدوام بمعوقات ومحبطات من كل صنف ولون ، لكي ما لا نشع ولا نتألق ولا ينبثقُ نور الخير الكامن فينا …!!


اللوم الذاتي ، الغضب ، النقد ، الشعور بالذنب والخوف تخلق لنا من المتاعب ما بمقدوره تدمير حياتنا بالكامل
*********************************************************************

هذه المشاعر الأربع تسبب اكبر المتاعب النفسية والجسمانية وتعطل وتشوه حياتنا بالكامل ، إذ كل فكرة سلبية مثل هذه ، تنتج مشاعر من قبيل لوم وتثريب الآخرين عوضا عن تحمل مسؤولياتنا الشخصية عن ما يحصل لنا . لو إننا كنا مائة بالمائة مسؤولين عما يحصل لحياتنا ، فإننا لن نحتاج لملامة المحيطين بنا ، وهذا ما يجدر بنا فعله لا رحمة بالآخرين حسب ، بل رحمة بأنفسنا نحن أولا لان الآخرين قد لا يتضررون كثيرا من لومنا لكننا نحن من يتضرر ، لماذا…؟
لان الآخرين " هناك في الخارج " لا سلطة لنا عليهم ، ولا يمكن أن يتغيروا إكراما لسواد عيوننا ، إنما نحن الخاسرون لأننا نعقد طريق التغير، إن لم اقل نجعله مستحيلا .
أليس من الأولى بنا أن نؤمن بمسؤولياتنا الشخصية عما يحصل لنا ، إذ بهذا يمكننا أن نغير ما بداخلنا ، فيتغير بالتالي قدرنا عوضا عن الحلم الكسول بانتظار أن يتغير الآخرون رحمة بنا .
مهما يكن ذلك الذي يحصل لنا في الخارج فهو في الواقع انعكاس لأفكار الداخل ، وإذ أقول هذا فأنا لا ابرر سوء تصرفات الآخرين ، بل أعني إن توقعاتنا وفرضياتنا السلبية السالفة تستقطب السوء والشر والقبح من الآخرين .
لو لاحظت مثلاً في ذاتك انك تردد القول " الجميع يتصرفون معي بشكل سلبي ، الجميع ينتقدونني على الدوام ، لا أحد يقف معي عند الشدة ، الجميع يستغلونني لأغراضهم الشخصية " فان هذا هو نمط تفكيرك ، بل واستعدادك الذهني لكل هذا السلب وبالتالي فأنت تستقطب لذاتك بطريقة أو بأخرى مثل هؤلاء الناس ، وتجذب لك العناصر السلبية من بشر أو ظروف أو حتى مصادفات وحوادث ، أما لو إنك كففت وبحسم عن التفكير بهذه الطريقة فان ، مثل هؤلاء سيختفون من حياتك ، لأنك لم تعد جذابا لهم ولشرورهم .
لكل نمطٍ سلبيٍ من أنماط التفكير عزيزي القارئ ، تعبيراً جسمانياً أو فسيولوجيا ، فالغضب الذي يحبس في الداخل زمنا طويلا ، على سبيل المثال ، سيتحول بلا شك إلى كائن شره يلتهم وينخر أعضاء الجسد ، تحت مسمى السرطان ، أما النقد واللوم والنكد فلو استنبت ذاته بعمق في الداخل لاستحال إلى روماتزم ، وكذلك التأنيب ولوم الذات والشعور بالذنب فانه المولدُ الكفء لحاجة ماسةٍ ملحةْ لمعاقبة الذات ، وخير عقاب للذات هو الألم وبالتالي ستنتابنا الأوجاع من كل صنف ولون .
قرحة المعدة مثلا أو حتى فقدان الشعر يقف وراءه في الغالب حاجة إلى العقاب الذاتي كثمن مؤجل لشعور عاجل بالذنب تجاه الآخرين أو الخوف المستحكم في الداخل ، وقد تأكد في حالات كثيرة للغاية إن روح التسامح والمغفرة والعفو عن المسيء والتحرر من الغضب واللوم يمكنه أن يخلصنا من اخطر الأمراض مهما طالت مدة تمكنها من أجسامنا ، وهذا يشمل أيضا السرطان ذاته .
قد ترى في هذا عزيزي القارئ تبسيطا شديدا للمشاكل الصحية المستعصية ولكن… هذا ما تأكد فعلا وفي حالات عديدة جدا .

يمكننا تغيير موقفنا من الماضي
**********************
الماضي قد انتهى ، نفذت صلاحيته وحل عليه حكم الزمن ولا وجود له الآن في حياتنا ، وليس بمقدورنا أن نغيره أو نؤثر فيه في يومنا هذا ، لكننا نملك القدرة على تغيير فكرتنا أو مجمل أفكارنا عنه ، وإلا فإننا نكون بغاية الغباء إذا ما عاقبنا أنفسنا الآن أو عاقبنا الآخرين ، لأنهم أساءوا لنا أو جرحونا يوما ما في الماضي .
إنني أقولها دوما لأولئك الذين يعانون من الشعور بالمرارة :
- تخلص من هذا الشعور الآن قبل أن يغدو من المستحيل عليك التخلص منه لاحقا ، لا ينبغي أن تنتظر لذلك اليوم الذي تواجه فيه مبضع الجراح ، أو لحظات الاحتضار لكي تسامح أو ربما لا تسامح ، انك في رقدة الموت أو مواجهة المبضع بأمس الحاجة لتركيزك النفسي وهدوئك وطمأنينتك الداخلية لكي ما تتجاوز المحنة ، آنئذ لا وقت لديك للتخلص من المرارة وبذات الوقت تجاوز محنة المواجهة الواقعية لمصيرك كله ، تخلص الآن فربما خلاصك من المرارة الآن خلاص من السرطان أو القرحة أو الشلل أو الموت المبكر وهذا ما قد يكون أل ارحم عليك من ما سلف ذكره …!!
تذكر … إننا حين نؤمن بأننا ضحايا وعاجزون ولا أمل منا ولا خير في من حولنا وفي الحياة فان الكون كله سيستجيب لمثل هذا النزوع لدينا وسيدعمه وستسير حياتنا في هبوط سريع نحو مستنقع الفشل والخسران ، فمن الضروري للغاية أن نتخلص من هكذا قناعات مدمرة ، مثل هذه القناعات لا متعة ولا نفع ولا خير من وراءها ، إنها فقط تهدمتا وتدمر حياتنا ، وحتى التصور الديني ينبغي أن يكون بنائيا ، ينبغي أن ننظر لله على انه الخالق الرحيم الكريم الشفوق بنا ولا نسمح للخوف منه أن يتجاوز الأيمان بعدالته وبأنه يريد الخير لنا وانه الغفار الرحيم دوما . أن الله معنا وليس ضدنا … تذكر هذا دوما واعمل به .

لكي ما نتخلص من الماضي ، علينا أن نكون راغبين حقا بالتسامح والغفران
************************************************

إننا ملزمين من اجل صحتنا النفسية وسلامتنا الجسمانية واستمتاعنا وانتفاعنا من كينونتنا الحياتية أن نتخلص من الماضي ونحرر أنفسنا من آثاره وان نغفر للجميع وأولهم ذواتنا .
ربما لا نعرف كيف نغفر أو نسامح وربما لسنا جادين أو راغبين حقا بذلك ، لكن ببساطة أن نقول لأنفسنا أننا راغبين ومؤمنين بالغفران ومصرين عليه ، هذا بحد ذاته سيجعل الكون كله يدعم نيتنا ، فالغفران أولا نية مع أنفسنا وهذه النية ستخلق آليتها التطبيقية دون جهد منا …!
لا تنس إن من الملزم من اجل صحتنا وشفائنا من متاعبنا الصحية العصبية والفسيولوجية أن نتخلص من الماضي وان نسامح ونغفر لأنفسنا وللآخرين ممن أساءوا إلينا حسب تصورنا .
دعنا نردد مع أنفسنا في خلواتنا هذا الإيحاء الذاتي : " أني اغفر لك لأنك لم تكن كما تمنيت لك أن تكون ، أني اغفر لك وأسامحك وأحررك من تبعة خذلانك لي "
هذا الإيحاء سيحررنا نحن أولا كما انه سيحرر الآخر الذي تصورنا انه خذل توقعاتنا وطموحاتنا فيه وله ، نعم سيحرره من الشعور بالذنب وسيدفعه للنجاح والتوفيق .

كل الأمراض سببها إننا لم نستطع أن نغفر للآخرين إساءاتهم
****************************************

في كل مرة نتعرض فيها للمرض علينا أن نبحث في قلوبنا عن من يجدر بنا أن نسامحه ونعفو عنه ، لان كل الأمراض وراءها في قناعتي نقص بالتسامح والمغفرة .
والأجدر دوما بالغفران هو ذلك الذي يصعب أن تغفر له إلا وهو ذاتك ، نعم…. أنت نفسك من تستحق الغفران ، لأنك أنت نفسك الأصعب في أن يغفر له للأسف ، لماذا هكذا نحن دائما نستطيع أن ننسى إساءات الآخرين لكننا لا نستطيع بسهولة أن ننسى إننا خيبنا الأمل فينا ؟؟
سواء لجهة توقعاتنا الشخصية عن نفسنا أو توقعات الآخرين لنا وعنا ….!
فإذن نحن الأولى بدءا بالغفران ، لأن الغفران يخلصنا من عبء الشعور بالذنب أو الخيبة أو المرارة أو الفشل ، انه إعادة تحرير الطاقات والقوى النفسية الهائلة التي عوقها واستلبها وهدرها الندم واللوم والتثريب الذاتي .
نحن لا نحتاج أن نعرف كيف نغفر لأنفسنا أو لغيرنا ( كما أسلفت في مكان آخر من هذا المقال ) ، إننا يكفي فقط أن نعلن ونؤكد ونوحي لأنفسنا إننا نغفر لها ، أما الباقي فالكون ذاته بكل قواه سيدعم هذا التوجه ويحقق له النجاح . نحن نعرف ونتفهم أنفسنا وآلامنا بهذا المستوى أو ذاك من الوعي ، لكن من الصعب على الأغلبية منا أن يعرف إن ذاك الآخر يتألم هو أيضا كما نتألم نحن ويعاني كما نعاني . …!
إن من الضروري أن نفهم أن هذا الآخر قد حاول قطعا بهذا المستوى من الفهم الذي لديه ، وهذه المعرفة والخبرة والبصيرة ، حاول أن يفعل احسن ما لديه ، في تلك اللحظة الزمنية التي حصل بها الفعل أو الحدث الذي سبب لنا الشعور بالمرارة والخذلان .
حينما يأتيني الناس بمشاكلهم المختلفة ، ضعف في الصحة ، الاقتصاد الشخصي ، علاقات أسرية غير مرضية ، ضعف في القدرة على التعبير المبدع عن الشخصية ، فان شيئا مبدئيا واحدا أسعى لتعليمه للناس وهو : " أحبب نفسك .."
حين يحب الإنسان نفسه حقا كما هي عليه الآن ، في هذه اللحظة ، وبدون توقعات أو فرضيات سالفة أو منتظرة ، فان كل شيء في الحياة سيجري على ما يرام ، وسيرى المرء وكأن معجزات صغيرة بدأت تتوالى على حياته من لحظة إعلانه وتأكيده حبه لذاته .
صحة احسن ، رزق أوفر ، بصيرة أقوى ، حواس اكثر إشراقا وحدّة ورهافة ، مزاج اكثر صفاء ، العلاقات مع الآخرين تغدو اكثر حميمة وإيجابية .
كل هذا يحصل دون أن نبذل جهدا جديا مكلفا .
إننا حين نتقبل أنفسنا على ما هي عليه ونحب أنفسنا ، فأننا نخلق لأنفسنا في الداخل شعور بالأمان والطمأنينة والرضا والاستحقاقية للسعادة والصفاء ، وبالتالي نخلق لعقولنا الصفاء والتدفق الهادئ للأفكار والصور الذهنية الإيجابية ، وكمحصلة لكل هذا تتحقق لنا الكثير من المتغيرات الإيجابية في الخارج من قبيل علاقات اجتماعية ودودة وغنية بالمعنى والإشباع النفسي والحميمة ، لماذا ؟
لأننا مع أنفسنا أصبحنا اكثر ودا ومقبولية وحميمة ، وبلا وعي منا صارت خطانا تنقاد آلياً نحو هكذا علاقات طيبة معطاءة .
التغير الإيجابي فينا كمحصلة لحبنا لذواتنا سيؤدي إلى إننا سنجتذب خير ما في الخارج من خير متمثل برزق أوفر ، مكان سكن احسن ، عمل مهني افضل ، ناس أطيب وارق يحيطون بنا ويغنوننا بالحب والاهتمام ، وسيشمل التغيير حتى أجسامنا ، حيث أن من يحب ذاته ويحترم ويعتز بجسمه ، سيجد إن هذا الجسم سيسعى بآليته الدفاعية التي وهبها الرب له ، سيسعى لتنظيم والمحافظة على استقرار الوزن ، وانتظام العمليات الحيوية اللاإرادية .
إن مفتاح التغييرات الإيجابية في كل المجالات الحياتية هو أن يتقبل الإنسان ذاته ويؤمن بها .
يحب الإنسان ذاته فعلا حين يكف عن انتقادها ، لان النقد يسجننا في ذات الحالة التي نود التخلص منها ، أما الفهم والود مع أنفسنا فإنه يساعدنا على الخروج من نفق هذا النمط السلبي من التفكير أو التصرف .
تذكر انك انتقدت نفسك سنين عديدة فإلى أين وصلت وماذا انتفعت من وراء نقدك .
إذن…!!
جرب أن تحب نفسك وتحترمها وانظر ما سيحصل .
وإلى فصلٍ آخر في القريب …!!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا العابث القميء من يردعه ؟
- منهاج ال ( سيلفا ) للسيطرة على المخ - الجزئين الثالث والرابع
- قوانين النجاح الروحية السبع - قانون التباعد المحسوب عن الهدف
- متى تتحرر المرأة عندنا ...كشقيقتها الأوربية ...؟
- قوة بلا حدود -أستنساخ القدرات المتطورة لدى المتفوقين
- قوة بلا حدود -الفصل الأول
- من ليس لديه أزدواجية ولاء فليرمي الشيعة بألف حجر
- شهداء الكلدان ...شهداء العراق الأبرار ...!
- هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه
- القصة المحزنة لرجلٍ أطال إنتظار زوجته ...!
- قوة اللحظة الحاضرة -قراءة في كتاب في التنوير الذاتي
- لغة التعامل مع الطفل
- في اليوم الأول للمدرسة - قصة مترجمة
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الخامس _ الرغبة والهدف
- العائد - قصة مترجمة
- الآيات الشيطانية -1-
- في بيتنا إيرانيون أكثر فارسية من أهل فارس
- إيرانيون أكثر من أحفاد كسرى
- تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2
- تأثير الحب على العمر البيولوجي


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك