أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه















المزيد.....

هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه
عودة يهود بابل إلى العراق

كامل السعدون

لم يكن تحرير العراق وبالقبضة الأمريكية وبكل هذه التكاليف الباهظة ( التي لو أخذت كل أطنان الشموليين العرب من ديناصورات القومية واليسار الماركسي والوهابيون والإخوانيون وإسلاميو العجم والأفغان والباكستانيون بل وكل إسلاميو العالم التكفيريين وبعتهم في أسواق النخاسة والرقيق الأبيض عبيداً ، لما وفّوا عشر معشارها ) ، لم يكن … من أجل إسقاط صدام وتحرير العالم من شروره حسب ، أو من أجل تأمين إمدادات النفط للعجلة الصناعية الغربية حسب ، لا وإنما …وهذا هو المهم ، وهذا هو ما يثلج الصدور المكلومة دهراً ، هو تحرير العقل العراقي ولاحقاً العربي من خرافات التاريخ وضغائنه وحساباته وتشنجاته التي أورثنا إياها محمد وعمر وعثمان وبنو أمية وبنو العباس وآل عثمان …!
تحرير العراق والعرب ( لاحقاً ) من أمراض كراهيتنا المقدسة للآخر ، اليهودي والمسيحي والبوذي بل وحتى الشيعي المسلم …!
تحرير العراق في قناعتي ، هو تصفية تركة محمد الثقيلة العفنة ، تركة القبائل ، تركة قريش التي لم تكف عن حكمنا منذ احتضانها لصبيها اليتيم المدلل حتى يوم الله هذا …!
بلا … هو تحرير للروح العراقية العربية الجميلة الأصيلة من ميراثٍ فاسدٍ غاية الفساد وفاقدٌ لكل أهليةٍ ومنطقْ ….!
هو تحريرٌ لنا من هذا المحتضر الأزلي الذي تعفن منذ دهرٍ طويل ولم يجرؤ أحد على دفنه بعد …!
الإسلام …هذا الدينُ اللعنة الذي أرهقنا حمله جيلاً بعد جيل ، فلا هو بالحي فيمشي على قدميه ولا نحن أحرار فنرميه في الوادي المقدس مع بقية الرميم ، ونمضي إلى حال سبيلنا صوب الشمس والحياة والمستقبل …!


********

انظروا يا صحاب…
ارتعاد فرائص القوم ، أهل الظلام في الشرق كما الغرب ، ووفودهم على بلدي بالآلاف لذبح أختي وابنتي وحبيبتي و…أمي …!
أنظروهم كيف ينتحرون أمام باب بيت الحبيبة …انظروا أشلائهم تتناثر في شوارع بلدي …في قرانا …في مدننا البائسة التي لم يؤشر لها مكانٌ في خارطة العالم منذ قرون …!
منذ استباح الخليفة الأول والثاني والعاشر بلدي ….ولغاية هذا اليوم …!
أنظروهم كيف يرتعدون أمام تحرر عراقي …انظروا قذارات القصيم وحائل والجهراء وعنابة وجبل عامل وحماه والخرطوم وحضرموت كيف ينتحرون …من أجل أن ينحروا أختي وابنتي وابنة عمي وهي خارجةٌ للتو من مدرستها …!
أنظروهم …تعرفون مغزى وخطورة وجمال وعظمة تحرير العراق ….!

******

لأنها ليست ككل مرّة …لأنها ليست كانقلابات القبائل المتكررة كل يومٍ في طول هذا الشرق المريض وعرضه…!
طرد الابن للأب أو توريث العجوز للفتى …!
لأنها ليست كثورات القبائل !
… أغتصابات القبائل الليلية في مخادع النسوان والجواري …!
لأنها ليست كذلك !
…يقاومونها ويتمنعون عن الاعتراف بشريعتها ، ويزجون بكل رصيدهم في ذبحها جهة ( القبلة ) ، وباسم الرّب وحسب الشريعة الإسلامية …!
لأنها تحريرٌ حقيقيٌ ساطعٌ باهرٌ مبهرٌ …لأنها اختراق خطيرٌ لخيمة القبيلة …لثوب جارية القبيلة وعاهرتها …لطلاسم كتاب القبيلة الزائف المثقل بكل الصفاقات والترهات …الناضح بالدم عبر كل حرفٍ من حروف آياته الشيطانية …!

******

لا أكتم أن حرائق بغداد آلمتني غاية الألم …!
لا اكتم سراً إذ أقول أني بكيت على متحف أجداد العراق الكرام العظام ، سرجون وسنحاريب وبانيبال وإبراهيم ونبوخذنصر و..و…و…!
لا أكتم أني تألمت لاختراق عاهرات إيران وغلمان الولي الفقيه من حرسٍ ومخابرات وتجار مخدرات و…لبلدي …!
تألمت إذ رأيت صور الخميني والخامنائي والصدر والسيستاني وكل حثالات التاريخ في شوارع كربلائي ونجفي وكوفتي …!
طفحتُ بالمرارة إذ رأيت الرايات الإيرانية السود وعباءات الإيرانيين السوداء ولكنة الإيرانيين السوداء و( تومانات ) الإيرانيين القذرة ، تغذي عجلة التخريب في بلدي …1
وشعرت بالغثيان لمرأى الدليمي والسامرائي والحديدي والكبيسي و..كل وعاظ صدام السفلة الدمويون ، يعودون إلى الساحة بألقٍ لا يستحقونه ، لولا أنها الديموقراطية وتلك بعض ضرائبها …!
وآلمني غاية الألم اصطفاف بعض سنّة العراق مع إرهابيو الخارج في مسعى محموم لذبح الوليد الجميل البهي المبارك … عراق ما بعد صدام …!
ولكنني لم أفقد الأمل يوماً بأن تلك الزوابع ما هي إلا إفرازات بطونٍ أثقلها العفن الذي تجترّه منذ مئات السنين ، وليس لها القدرة على طرحه ، فتفجر عبر أفواه البنادق وألسنة الشيطان ، دماً ورصاصاً وقيحاً وشعارات ولغوٍ لا يغني ولا يسمن ولا يهزهز من جسد العراق الجميل الجديد …شعرة …!

*****

الحقيقة … أن ما دفعني لكتابة هذا المقال ، ما تنقله صحائف العربان في لندن ولبنان ومصر والكويت من اختراق يهوديٍ إسرائيليٍ للعراق ، وتكالبٌ على شراء العقارات والفنادق والأراضي …!
وهذا وربي ما أتمناه وأرجوه وأحلم به …!
وهذا ورب العربان ما يتمناه أهل العراق الأصلاء الحقيقيون لا الوافدون من بلاد العجم أو غيرها …!
فهؤلاء …يهود بابل …بعض أهل العراق الأصليين …مظلومو العراق والشرق الأزليين الأبديين …، هؤلاء لا بد أن يعودوا وتعود لهم أملاكهم وحقوقهم وحضورهم الجميل في بلدهم ..تمهيدا لعودة الأمور إلى مساراتها الحقيقية قبل ظهور فتنة محمد وكذبة محمد …!
وما يدفن إرث محمد وعمر وعثمان وقريش وهاشم إلا بمثل هذا وأكثر من هذا …!
بلا …يجب على العراقيين أن يتحرروا من هذا الميراث الظالم الفاسد الذي حرمنا فرصة أن نعيش أحراراً في وطننا ، متمتعين بثرواتنا ومنسجمين ومتصالحين مع أعضاء جسدنا الوطني الواحد من إثنيات العراق وشعوبه التاريخية الأخرى …!
أن نأخذ نحن العرب حجمنا الطبيعي الحقيقي ، لا المنتفخ على قيحٍ وخواء وهواء فاسد …!
أن نعود إلى حظيرة الإنسانية ، بلا أحكامٍ مسبقة سالفةٍ عدوانيةٍ ، خطتها أنامل شخوصٍ مشبوهةٍ توارثنا ألقها الزائف وقداستها الباهتة عبر قراءةٍ سطحيةٍ لتاريخٍ لم يخطّ بأمانة …!
نحن العراقيين بأمس الحاجة للخروج من نفق التاريخ ، لكي ما نأمن على المستقبل .
نحن بحاجة إلى روح جديدة وعقلية جديدة وفكرٍ سياسيٍ جديد ، يضع في صميم حساباته ، مصلحة المواطن العراقي وحاجات المواطن العراقي الحقيقية لا المعنوية والقيمية حسب .
مصلحتنا للتخلص من الضغط الإيراني الخطير المهدد لوجودنا كعراقيين ، هو في أن ننفتح على إسرائيل ونستعيد يهودنا الذين أقصوا ظلماً من بلدهم .
مصلحتنا كعراقيين أن نتقدم اقتصاديا فنأخذ مكاننا الحقيقي الكبير الموازي لحجم ثرواتنا وحجم خبراتنا وحجم عمقنا التاريخي ، وهذا لا يتم إلا بأن نفضح الإسلام ونقصيه عن السلطة والشارع ونعيده إلى مكانه الطبيعي في التكية والجامع ، عبر ثورةٍ ثقافيةٍ دستوريةٍ ديموقراطية ، تعيد للمرأة حقوقها الطبيعية ، وتعيد للمواطن العراقي اليهودي والمسيحي والكردي والأرمني والتركماني والصابئيي والإيزدي والعربي حقوقه في العيش والفكر .
مصلحتنا أن تتصالح أعضاء الجسد كلها مع بعضها عبر الدستور العلماني المتحضر الذي يكفل للجميع الكرامة والأمن والتقدم .
مصلحتنا أن نستعيد الهوية الوطنية العراقية ، لا العربية ولا الإسلامية حسب …!
الإسلام ميراثٌ ثقافيٌ قبليٌ قرشيٌ ، ضمن كمٍ من الموروثات التاريخية لأمةٍ لها في العراق كما غيره وجودٌ ، لكنها ليست الوحيدة ، وليس كل هذا الميراث فاسدٌ ، ولا كلّه صالح .
ففي الإسلام ما أذلنا وأنتهك إنسانيتنا وفرق بين رجالنا ونسائنا ، وأعاق نمونا وشوه أجيالنا وأفسد عقولنا واستعبدنا وقهر كينونتنا واستباح هويتنا الوطنية والإنسانية ، وفيه القليل من الصالح الذي يصلح أن تسلي به العجائز الأحفاد ، من قصص وخرافات العهد القديم التي سرقها محمد وأعاد تسميتها بأسماء جديدة .
أتمنى وربي أن يعود للعراق ألقه الذي نعرف ، وأن تعود لمدننا أفواج الذين رحلوا من مئات الآلاف من اليهود والمسيحيين والأرمن والصابئة والأيزديين والفيليين …!
أتمنى وربي أن يعود لنا أهلنا الذين بنوا العراق عبر مئات السنين وطرزوا ذات الإسلام بأجمل أثوابه وحرروه من الكثير من ميراث يثرب ومكة …!
مرحى للعراق الجديد ومرحى لحكومة العراق الائتلافية المؤقتة المعتدلة ، ورموزها من فدائيو العراق الذين يعيشون الموت في كل لحظة ، ولا يكفوا عن نسج الحلم العراقي الجميل بأظافرهم وعيونهم وقلوبهم .
مرحى لنسائنا الرائعات …أمهاتنا والأخوات والحبيبات اللواتي يجهدن ليل نهار في تأكيد حضورهن وتثبيت حقوقهن ، مرحى لهن وهنّ ينتظمن في العشرات بل المئات من الاتحادات والجمعيات والفعاليات ، ويحاربن الظلام والظلاميين ، بقلوبهن وعقولهن وأياديهن الفارغة إلا من القلم والكتاب …!
مرحى للعراق الحبيب الوليد الجديد ، وأهلاً بيهود بابل ومرحباً … ومرحى للعلاقات العراقية – الإسرائيلية …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة المحزنة لرجلٍ أطال إنتظار زوجته ...!
- قوة اللحظة الحاضرة -قراءة في كتاب في التنوير الذاتي
- لغة التعامل مع الطفل
- في اليوم الأول للمدرسة - قصة مترجمة
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الخامس _ الرغبة والهدف
- العائد - قصة مترجمة
- الآيات الشيطانية -1-
- في بيتنا إيرانيون أكثر فارسية من أهل فارس
- إيرانيون أكثر من أحفاد كسرى
- تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2
- تأثير الحب على العمر البيولوجي
- قوانين النجاح الورحية السبع The Seven Spirtual Laws
- قوانين النجاح الروحية السبع -3-
- تقنيات السيطرة على المخ- 2
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الثاني - الإيمان بالعط ...
- تقنيات السيطرة على المخ
- الإيمان بالطاقات الكامنة ...الخفية !
- مهمات بناء الهوية الوطنية المقال الثالث
- مهمات بناء الهوية الوطنية - المقال الأول والثاني
- يا علاوي ...لا تدفع لهم ...بل هم من ينبغي أن يدفع ...!


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه