أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - من ليس لديه أزدواجية ولاء فليرمي الشيعة بألف حجر















المزيد.....

من ليس لديه أزدواجية ولاء فليرمي الشيعة بألف حجر


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 915 - 2004 / 8 / 4 - 12:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من ليس لديه ازدواجية ولاء …فليرمي الشيعة بألف حجر …!

كامل السعدون
-1-

أقلامٌ عديدةَ …خبيثةٌ أو متخابثة …سطحيةٌ أو تحمل بعض العمق وبعض الدفء …جريئة أو مترددة …صديقة أو عدوة …أو …عدوةٌ اليوم صديقةٌ غداً ، تتحدث عن هذه الفئة أو تلك من فئات شعبنا بما يشين أو …يغيض …!
أنا وأعوذ بالله من أنانيتي …كتبت عن الشيعة أو بعض الشيعة بقسوة …وفعلتها مع بعض السنّة وبعض رموزهم بمنتهى القسوة ، ولا زلتُ وسأبقى لأن هذا هو واجبي وتلك مسئوليتي ، وجزاء هذا الواجب وتلك المسؤولية ، يصيبني الكثير من النقد ، ويأتيني الكثيرُ من الإطراء ، فأشكر الاثنين ، الناقد كما المطري ، وأستمرّ في رسالتي التي أرى أنها غالباً ما تصيب الهدف وتصل المرمى ، فتنفع في الفضح أو التنبيه أو الإصلاح .
وفي كل الأحوال لم أفقد ثقتي بأي طائفةٍ من شعبي ولدي قناعة عظيمة بأن شيعة أيام قاسم وسنّة أيام زمان ومسيحيو ويهود وصابئة الأربعينات والثلاثينات سيعودون إلى ما كانوا عليه قبل الخميني وقبل بن لادن وقبل المجلس ومقتدى و( كل ما حل بالعراق في ظل صدام وتحت عباءة الإفلاس الإسلامي العروبي الذي أنجب صدام والضاري والترابي والقذافي ونصر الله وبن العثيمين و وبن باز ) …!
جميعهم أهلي وجميعهم سيعودون إلى الرشد يوماً فيؤمنوا بأن ليس لهم إلا بعضهم وإلا العراق .
الغريب …ومن يقرأ التاريخ يرى العجب …!
الغريب أن العراقيين وتحت مظلة قبائلهم في القرن الثامن والتاسع عشر ، صدوا الفرس عن الناصرية والسماوة والبصرة والمجرّ ، بل وصدوا الوهابيين بأيديهم وأسلحتهم الشخصية ، وحيث ما كان هناك يومها جيشٌ ودولةٌ وسلطة وطنية …!
لماذا ؟
لأن الوطن يومها كان ذاته القبيلة والطائفة والبيت (والمضيف ) ، بحيث لم يكن الواحد يفرق بين وطنه وطائفته ، ولأن الوطن كان البقعة الجغرافية المصغرة التي تعيش بها القبيلة بعزّها وزهوها ، وكان لكل قبيلة موطأ قدمها وعزّها وزهوها الصغير ضمن العزّ والزهو العام …!
لم يكن الوطن بهذا التعقيد الذي حصل عقب قيام الدولة الوطنية المركزية التي ابتلعت الأقوام والقبائل والطوائف والتحالفات الجميلة بين القبائل والطوائف .
وهذا ذاته بعض ما يطمئننا إلى أن العراقي لن يبيع قريته أو مدينته أو الناحية التي ولد بها ولعب أيام الطفولة ، وبالتالي وحتى لو افترقنا إلى طوائف ووجدنا الحرية لحماية حدود إقليم الطائفة فإننا بالنتيجة سنحمي العراق كلّه ، وعليه فمخطئ من يراهن على أن العراق سيتفكك وإن الشيعة أو الكرد أو السنّة سيبيعونه للجيران برخص التراب ، ولو كان هذا سيحصل لا سمح الله لكان حصل أيام المرحوم الخميني وقد كان ساعتها بغاية القوة وقمة الألق …!!
حسناً …ما ساقني لهذا المقال سوقاً ، مقالٌ باردٌ هزيلٌ شاحبٌ لا لون له ولا طعم ولا رائحة …مفكك الأوصال …قميء العبارة …مائع النصّ …سبب لي شعورٌ هائلٌ بالبرودة في أطرافي لحجم الثلج الذي كان ينضح من أردان المقال …!
المقال منشورٌ في صفحة أصداء في جريدة إيلاف الإلكترونية السعودية ، وأظن أن كاتبه عراقيّ …!
المقال يتهم الكرد والشيعة بعدم الولاء للعراق أو بازدواجية الولاء ، فالكردي يرى قوميته أولاً ثم العراق أما الشيعي فمضطربٌ بين الولاء لإيران والولاء للعراق …!
هذا ليس من عندي ، لأنني لا أعمم في مقالاتي إلا ما ندر .
حسناً فما دليلك يا صاحبنا على هذا ؟
الدليل ( حسب كاتب المقال ) هو إنك لو طرحته على الكردي السؤال ، لقال أنا أؤمن بقوميتي قبل العراق ، فهل يكفي أن تطرح السؤال على أبن الشارع ، لتعرف أين هواه ولمن يفضل ، تماماً مثل مقابلات التلفاز مع نانسي عجرم أو حسين فهمي ، ما هو لونك المفضل …؟
أبيض …أخضر …وردي …!
ما هي وجبتك المفضلة …؟ ….الخ …الخ ….!
وأما عن الشيعة فدليل الكاتب أنهم لم يتظاهروا ضد التدخل الإيراني في الشأن العراقي ، رغم يقينهم ( حسب الكاتب ) من أنها هي من يزج بالمخدرات والمرتزقة في العراق …!!
الحقيقة … لو شئنا التسطيح لما هو في الأصل مسطح وهو الوطنية العراقية ( وليس الشعب من سطحها ولكنها الأنظمة ) ، لو شئنا التسطيح وآمنا به كما هو وارد في مقال صاحبنا ، لقلنا له أحسنت وهززنا الرؤوس طرباً لهذا القول الذي أصاب الحقيقة في الكبد ، لكن …الأمر لا يورد هكذا يا صاحب ، ومن يريد أن يقرأ عليه أن يكتب هوامش ويضع علامات استفهام لا أن يقرأ الحدث بعينٍ واحدة .
الأمر أكبر من ذلك بكثير ، وأكثر عمقاً ، ومثل هكذا استعراضات باردة وسطحية تضر في الواقع وتوسع الشرخ ولا تنفع ، ولهذا وددت الإدلاء بدلوي في تلك المسألة الشائكة الموجعة .
أولاً : إذا كنا نطالب الناس الأبرياء البسطاء بالتظاهر ضد بلدٍ جار ، أفليس من الأولى أن نطالب الحكومة ذاتها ، أو أجهزتها الفاعلة والمصطلية بنار الإرهاب ، بل ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى الدينية لأن تتصدى للتظاهر ، فيكون صوتها أقوى وتأثيرها ليس في الناس حسب بل وفي العمق الإيراني ذاته ، وبالتالي لكان التأثير أكبر وأخطر …!
( أذكر في هذه المناسبة أن إيران ولأكثر من ثماني سنوات عبر حرب الأعوام الثماني كانت تستحث العراقيين على التظاهر أو الوقوف على السطوح والتكبير ، ولم يتظاهر ولا حتى عشرة ولم يكبر فوق سطح ولا حتى ديكٌ أو نعجة ، لا رهبة من صدام ولكن وعياً من العراقيين بأولوية الوطن العراقي ) .
ثانياً : هات لي فئةٌ عراقيةٌ خالصة الولاء للعراق ، وللعراق وحده ، فإن وجدتها فعليك بالشيعة وارمهم بألف مقال أو ألف حجرّ .
أليس السنة يتخابرون ويتواصلون ويتبادلون الدعم المادي ( ويكرفون ) الملايين من شيوخ النفط ليشتروا بها السلاح ويمولوا بها الإرهاب ، وهكذا الأمر مع بقية أطياف شعبنا النبيل .
ثالثاً : حريٌ بنا وبمن همّ في الحكم اليوم ، أن نعيد دراسة التاريخ العراقي الحديث على الأقل لنعرف أين يكمن السر في ضعف المواطنة العراقية ( مع تأكيدي على إنها لم تبلغ حد الخيانة لا سمح الله ، ولدينا مشاهدات التاريخ عبر العصور ) .

-2-

* لا أظن أن الكردي العراقي يذكر أن أهل العمارة أو الناصرية أو الموصل جاءوه لأغراض السياحة والاستثمار والتجارة والتزاوج ، لكي ما يقول بلا… هؤلاء أهلي وهذا عراقي …!
* لا أظن أن طائرات الحكومات العراقية المتعاقبة ، كانت تذهب إلى كردستان لتلقح غابات الجوز واللوز وشجيرات التبغ وأشجار المشمش والتفاح ، أو لتحط في عشرات المطار الفخمة ناقلة السياح من كل أرجاء العراق ، بل ومن كل أرجاء العالم متباهيةٍ بهذا الشمال الخصيب الجميل بكل منتجعاته ومصائفه وأديرته وكنائسه ومراكزه التاريخية العريقة .
* بل ولا أضنه الكردي ، كان قادراً على أن يتعلم ويدرس تاريخه القومي بحرية وبلغته الخاصة ، ولا أظن الكلداني والسرياني والأيزدي ، كان بمقدورهم أن يقولوا نحن كلدان أو سريان أو أيزديين أو شبك …دون أن يغامروا بالاعتقال والتنكيل ، في ظل حكومات الجمهوريات الشوفينية القومية .
* لا أظن أن أحزاب أو قوى الآشوريين أو التركمان أو الكرد ، كان بمقدورها أن تتباهى بهذا العراق وتزهو ، لأن لها في حكومته المركزية دورٌ ولو بمنصب وكيل وزارة أو حتى سفير ، في حين كان العشرات بل المئات من جنرالات ووزراء وسفراء العراق في العالم هم من الطائفة الذهبية أبناء الشمس وأحفاد عدنان وشحيفان من أخوتنا السنّة ، بل من الفخذ الأكثر سمنةٍ وعافيةٍ ونقاوةٍ وطهراً وطراوة ، نعني سنّة المثلث الأسود حسب …!
لماذا إذن أتوقع أو أنتظر من الكرد أو الكلدان أو السريان أو الآشوريين أو الأيزديين أو الشبك أو الصابئة أن يكون العراق والمواطنة العراقية في حدقة العين وتحت الجفن …!
وكل الذي رأوه من العراق منذ ميلاده ، مجازر سميل ضد الآشوريين وأنفال صدام ضد الكرد ومذابحٌ طالت التركمان وأخرى طالت الكلدان والأيزديين وغيرهم …!
لماذا …وليس لهم في العراق كرامة …؟
حسناً … الشيعي أبن الجنوب الذي تسبح أرضه على بحيرة بترول يوازي احتياطها عشرات المليارات من البراميل ، وكان العراق يصدر أيام السبعينات قرابة الثلاثة ملايين برميل يومياً في زمنٍ بلغ البرميل فيه ما يجاوز الثلاثون دولاراً وكان الدولار يومها يقارب الخمسة أو الثلاثة دنانير عراقية ، أي إن الدخل اليومي للبصرة والعمارة كان يوازي التسعون إلى مائة مليون دولار في اليوم الواحد ، فكم كان يدخل لجيب المواطن الشيعي العربي العراقي من هذه الثروة …؟
ولغاية يوم الله هذا ، لو ذهبت إلى البصرة أو الكوفة أو السماوة لذهلت لقدم البيوت ورداءة المدارس وسوء الصرف الصحي وكثرة الأمراض المعدية والمستوطنة ، ولدهشت لسوء التخطيط العمراني والفقر المدقع في مدنٍ تسبح على بحارٍ من الثروة …!
كم من مدينة ألعاب في كل الجنوب العراقي ؟
كم من روضة أطفال …كم من مكتبة عامة….كم من دار سينما …كم من مسرح …كم من ملعب لكرة القدم … كم كيلومتر من الطرق المبلطة تبليطاً حديثاً … كم هي حصة المواطن الجنوبي من ألتار الماء النقي الصالح للشرب في اليوم الواحد … كم كيلوهيرتز من الكهرباء ينال المواطن في الجنوب … كم من ضابط شرطة أو جنرال في الجيش العراقي من أهل الجنوب … أين هي مجالس القرى والمجالس المحلية للمدن .. وكم من محافظ أو حتى مدير ناحية أو قائم مقام من أهل الجنوب يحكم في ناحيته أو قضائه أو محافظته …؟
كم من جامعة أو معهد علمٍ راقي في الجنوب كله …؟
أين هي الحدائق الغنّاء والمزارع العامرة والمتاحف والمكتبات و…و…و… الخ .
أين هو التخطي العمراني … أين حقوق المواطن في الثروة وفي المشاركة في السلطة في الجنوب …
أين ممثلو الجنوب في الحكم المركزي في بغداد وطوال كل أعوام الحكم الوطني العراقي منذ عام 1920 وإلى يوم الله هذا …؟
ثم …أين هي خدمات الضمان الاجتماعي والتكافل الاجتماعي ؟
ومتى نال المواطن في الجنوب حق إبداء الرأي أو الحق في النضال المطلبي النقابي أو الحزبي الحرّ … أين هي أحزاب أهل الجنوب وقواهم وممثلوهم السياسيون وطلائعهم ، وكم حجم الحريات التي نالها الجنوبيين منذ ولادة الدولة العراقية وإلى يوم مقتدى الصدر هذا …!
وأخيراً …أين هي مناهج التعليم الوطني السليمة التي يمكن أن تغذي في النشء العراقي روح المواطنة العراقية الحقة …؟
وكيف نطالب بتعزيز الهوية الوطنية وتلك الهوية غائمةٌ مجردةٌ لم يرى الناس منها شيء ولم يلمسوها أو يتنفسوها لكي ما يمكن أن يقولوا لنا بلا رأينا… ( الله ) عفواً رأينا الهوية الوطنية وآمنّا بها …!
ثم كيف نتوقع للهوية الوطنية أن تزهو وتتعزز والهويات الثانوية الصغرى لم تجد استيعابا وإشباعاً وتفهماً واحتراما من قبل تلك الهوية الكبرى والقائمين على حراسة معبد أو متحف تلك الهوية نعني …( الدستور … البرلمان …الحكومة وجهازها القضائي والتشريعي ) …!
( يذكر أبي وقبله وجدي أن المرحوم فيصل الأول وبعده غازي بل وفيصل الثاني كانوا يزورون القبائل في مضاربها ، ويذكر أبي ذاته يوم جاءهم نوري السعيد وأقام ردحاً عندهم في الناصرية …! ، عنيت بهذا الاستدراك أن الهوية الوطنية لا يمكن أن تزهو إلا باستيعاب واحتضان الهويات الصغرى ودعمها وتعزيزها بلا نفاق ولا تزييف ولا محاولة استلاب أو تطويع …! )
بلا … الناس تعودت على هوياتها القبلية والطائفية لأنها تملك العمق التاريخي ولها شواهدها المرئية ولها ارتباط بالضمير والقلب والحس ، أما الهوية الوطنية فقد اصطنعت اصطناعا ولم تلقى من ذات صانعيها اهتماما ورعاية ولم تتجسد للناس بشكل رغيف أنظف ولقمةٍ أوفر ودينارٍ قوي ومقعدٍ دافئ للطفل في المدرسة …!

لماذا إذن نحاسب الشيعيُ على اضطرابه وتردده بين ما يعرف جيداً ( وهو طائفته وطقوسها ورموزها الدينية وارتباطاتها السياسية والاجتماعية ) ، وما لا يعرف أو ما لم يرى خيراً في هذا الذي يحاول أن يعرف( أي الهوية الوطنية ) …!
أنا مغتاظٌ والله غاية الغيظ من بعض الشيعة وجلّ السنة ومن …ومن …ومن … ، لكن أيصح أن نحاسب الناس بأثرٍ رجعيٍ ولا نعطيهم النعمة والأمن والدفء بأثرٍ رجعي …!
إنه وربي لظلمٌ فادحٌ فاضحْ …!
هل يمكن أن نتوقع وفي بحر عامٍ من سقوط صدام الذي هو الأخير في سلالة الظلم والطغيان الممتدة منذ أبا العباس السفاح إلى يومنا هذا …، هل يمكن أن نتوقع أن تشمخ راية الوطنية وهي التي لما تزل بعد في طور التشكل في الرحم العراقي ولم تخرج إلى الأرض بعد …!
وإذا كانت البحرين والكويت والسعودية وهي الدول القائمة الآمنة المستقرة ، لا زالت بعد عشرات السنين من استقرارها تعاني من التدخل الإيراني ، فكيف بالعراق والتداخل العراقي الإيراني قائمٌ منذ عشرات السنين وله ارتباطات أسرية واجتماعية واقتصادية وتجارية ودينية ، وفي وقتٍ كان الشيعة فيه حتى ما قبل عام محظورةٌ عليهم أي إمكانية للتعبير عن هويتهم الطائفية وخصوصيتهم الثقافية ، وبالتالي فهم حتى ما قبل عام ، كان مرفوضون من هذا الوطن ومن تلك الهوية الوطنية …!
وإذا كان الكردي والبوسني والمغربي والشيشاني يرقصون جميعاً على طبلة بن لادن وعزف مزمار الظواهري رغم اختلاف اللغة والقومية ، بل لمجرد أن الوعد بالجنة واحدٌ ونافذٌ عبر قناة بن لادن والظواهري ، في حين أن هوياتهم الوطنية لا تعد إلا بالجوع والذلّ والبطالة ، فلماذا نلوم الشيعي إذا ما مال مع الريح الإيرانية التي تعده بأنها تملك مفاتيح الجنّة وإمكانية الوصول إلى كنف الحبيب علي والحسين …؟
بلا … لماذا نجيز للسنّة ما يؤمنون به وما يتبعونه ونحرم الشيعة من انتمائهم وهواهم …؟
لماذا …؟
نحن لم نعش مواطنة عراقية حقة ولم نتهذب بالتهذيب الوطني العادل الدائم ، لأننا بالأساس لم ننل من هذا الوطن عدلاً وفهماً واحتراما واستيعابا رحباً لهوياتنا الجزئية وخصوصياتنا الثقافية القبلية والطائفية والقومية …!!
أنا لا أحب المقالات المسطحة المفككة مثل قطع الكرتون الملونة التي يلعب بها الطفل ويجمعها لتنتج له بالنهاية دباً أو أرنباً أو …!
لا أحب هذه المقالات …ولا أحب التسطيح الكرتوني البارد المحايد الذي يوحي لك وكأن هذا الكاتب يكتب وهو يتثاءب أو يتمخط …!
من العدل أن يكون القول تاماً أو أن نعدل عنه وننشغل بالتمخط أو التثاؤب …!
لا تطلبوا من الكرد أو التركمان أو الشيعة أو الكلدان ، ولاءٍ يصل حد المجازفة بالروح والولد من أجل مواطنةٍ عائمةٍ غائمةْ …!
إن لم تفعلوا لهم شيئاً فعلى الأقل أعطوهم وعداً بأن العراق القادم سيكون جميلاً عادلا بهياً لا يظلم فيه أحد وإن من مصلحتهم أن يحرصوا عليه بأن يمتنعوا عن مدّ اليد للإيرانيين أو السعوديين أو الأتراك ، لقبض بضع تومانات أو ريالات هزيلة قد تقتل هذا الحلم وتطفيء هذا الوعد …!
الناس لديها أولويات العيش ثم التفكير في المستقبل ثم التسامي إلى القيم العليا كالمواطنة والإنسانية ، فعلى أهل الحكم والمفكرون أن يسعوا لتأمين تلك الأولويات مبتدأين بالأمن واللقمة ، ثم إعطاء الوعود ووضع خرائط البناء المستقبلي الواعد أمام الناس ، بهذا يمكن التمهيد لبناء مواطنة حقيقية وقوية .
لكننا ، كأقلام نجلد الغلط و( الغلطان ) إن كان فرداً ، ونفضحه وننبهه إلى خطورة فعله ، بل ونرجمه بغليظ القول عسى أن يرعوي ، وبذات الحين لا نعمم ولا نرجم الجموع الغفيرة بمضرب ذبابٍ واحد ، لأنهم أكرم وأنبل وأسمى من أن يدانون بالجملة كما فعل صاحبنا في مقاله البارد في إيلاف …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الكلدان ...شهداء العراق الأبرار ...!
- هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه
- القصة المحزنة لرجلٍ أطال إنتظار زوجته ...!
- قوة اللحظة الحاضرة -قراءة في كتاب في التنوير الذاتي
- لغة التعامل مع الطفل
- في اليوم الأول للمدرسة - قصة مترجمة
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الخامس _ الرغبة والهدف
- العائد - قصة مترجمة
- الآيات الشيطانية -1-
- في بيتنا إيرانيون أكثر فارسية من أهل فارس
- إيرانيون أكثر من أحفاد كسرى
- تأثير الحب على العمر البيولوجي - ج2
- تأثير الحب على العمر البيولوجي
- قوانين النجاح الورحية السبع The Seven Spirtual Laws
- قوانين النجاح الروحية السبع -3-
- تقنيات السيطرة على المخ- 2
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الثاني - الإيمان بالعط ...
- تقنيات السيطرة على المخ
- الإيمان بالطاقات الكامنة ...الخفية !
- مهمات بناء الهوية الوطنية المقال الثالث


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - من ليس لديه أزدواجية ولاء فليرمي الشيعة بألف حجر