أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –12 -














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي –12 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي –12 -

.. في سر العسل

..يسكن أسفل وجنتها خال..
كل فجر تودع قمر الليل.. يهبط عصفور يقبلها عند الخال ويطير.. تنبثق من الخال قرنفلة تنشر شذاها, ويصبح الوجه بستان قرنفل.. قال فتى أخذته الغفوة عند السحر:
-هل رأيتم امرأة من قرنفل؟؟
ومضى في الطرقات يحرسه سرب عصافير, حتى إذا ما وصل إلى غابة الوجد أغمى عليه:
قالت العصافير:
- لا تقلقوا.. هي تعرف متى يصحو الفتى.. اتركوه..
وصحا الفتى يغني على ذهول وينوح:
دمعتي ما يجري على خدكِ؟ أم هي دمعتك!! أم حبة لؤلؤ من رحيق حارق, انهمر من مقلتكْ!! حفرت على خدك ِمجرى, يصل ما بين قلبكِ الموجوع وعصفور قلبي الساكن عند مولد الرجفة فيكِ
هي الدمعة تذرفيها عند الشهيق.. تخرج مع بعض نار اللوعة من صدرك عند الزفير..
آه.. يا امرأة لا ترى في الصبح راحة, ولا في الليل دار مقام.. أخبريني يا من سكنتِ في دمي, ما الذي يجري على خدكِ؟ دمعتي أم هي دمعتك!!
آه.. من جمر الحريق
خبئي دمعكِ في مناديلك, لا تنثريه على رمل الطريق, فالذئاب من الرجال على توثب عند الزوايا والمفترقات, تقتفي وقع خطاك.. تشم لهاث قلبك في رمل الطريق..تسمع ما يحمله دمكِ من أنين, وترى ما يستعر بين حناياكِ حريق, فالذئاب تنقض على الفريسة عند الانكسار.. وقبل الانهيار..
احذري.. فالليلة أورق العنب في صدري.. ورأيتكِ دالية تتدلى منها عناقيد نبيذ.. والليلة عشت اغتيال الدراق على شفتيكِ.. فانطفأتُ, صرتُ قنديلا جف فيه الفتيل.. وأخذت أبحث في عتمة حالكة عن نور بعيد..
ليلي رعد وبرق ورعد.. ولا مطر..
فجأة حضرتِ تجدلين الوقت ضفيرة من ريش عصافير الاشتياق.. تهطلين على أرض وقتي مطر, تشعلين النبض في روح الفتيل.. ظبية تقطع المسافات, على ظهرك سرب عصافير, كلما اجتزتِ مفازة يهبط عن ظهرك عصفور يغني.. أهتف من وجعي:
آه.. يا عصفور قلبي أعني..
يهبط العصفور على كفي, ينقر جلدي ويحجل بالرقص المغمس بالغناء..
يصهل فيَّ الوقت..
والوقت دراق وعِنِّاب..ونوار حناء..
فجأة جئتِ, والوقت ليل.. سألتِ:
- لِمَ غبتَ؟ خفت عليك من الموت!!
- لا عليكِ.. كل ما في الأمر أنهم في غزة سحبوا الزيت من روح الفتيل..
- متى!!
- عندما قتلوني.. وقتلوا العناب والدراق على شفتيكِ
***
قد جاء في الأثر أن حكيما قال لمريديه:
- تنضج في الزهرة ثلاث غدد, غدة تفرز رحيق عذاب الانتظار..وغدة تفرز إكسير مقاومة الانكسار.. أما الثالثة فتختص بالانصهار في وليف الروح مهما نأى أو جار..
شهق المريدون رجالا ونساء.. ذرفوا ماء العيون.. انبثقت الدموع بستان أزهار متعانقات, يتمايلن على وهج اللوعة, فدخل المريدون برزخ ما بين الحزن والهيام.. قال الحكيم:
- ماذا ترون؟
- أزهاراَ متعانقات
دخلت الأزهار في حال التأهب.. صار الوقت انتظار شمس الصباح.. فجأة هبط مع ضفيرة الشمس سرب نحل.. وقفت كل نحلة على كأس زهرة.. هتف الحكيم:
- ماذا ترون؟
- كل نحلة تقبل زهرة
حملت الريح وشوشة لطيفة.. غنت الريح على غنج الدلال, هتف مريد انطبع على جبهته وجع صبية:
- العشق سر العسل..العشق قدر..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي –11 -
- هل رأيتِ موت ظلي –10-
- هل رأيتِ موت ظلي –9-
- هل رأيتِ موت ظلي –8-
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية


المزيد.....




- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –12 -