أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن الجابري - حلم في ليل كافكا














المزيد.....

حلم في ليل كافكا


فاتن الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


مساء رطب تعبث به نسمات خفيفة تداعب وريقات خضراء ناعمة أحتضنتها شجرة البلوط السامقة التي تبدو من نافذة غرفتي في الطابق الخامس تظلل بأغصانها البناية العالية، تتراقص الوريقات وتبدو قريبة جدا من سماء تموز الرمادية المبهمة بتدرجاتها وأنفعالاتها النزقة أحيانا ، لا صحو أكيد هنا ربما بعد لحظات تتلبد مرة أخرى بسحابات سود تهمي مطرا أحن اليه الان ، أنتظر أن تنقر على بابي تأتيني من دهور لا أذكر أين التقينا أول مرة أحسك قريب جدا لصيق بصفحة ذكرياتي ، أتذكر أنا مشينا ذات ليل على ضفة نهر كنت تحضن يدي وأنا شبه غائبة عن وعي وتهمس

أحبك

وأنا اشهق بذهول حيرتي

أين كنا ؟

لم نكن في بغداد هذه ليست ضفاف دجلة .. ضفاف غريبة لا أعرفها لكني أحببتها الفت رقة نهرها الهادئ .. كان صوتك ينساب مع ترقرقات موجاته تهمس في أذني

ـ أنه فلتافا الحنون

وابتسم لنهر حنانك الذي تنعكس على صفحته صورة حلم قادم من رحلة بعيدة.

حين مررنا من أمام منزل كافكا قلت لي لنلتقط صورة كتاب المسخ بيدي الان وصورتنا أمام منزل كافكا الزهري الجدران وأنت تطوقني بذراعيك وخلفنا بوابة صغيرة بيضاء، لكن حين عبرنا جسر جارلس تهت أبحث عنك في لوحات الرسامين المزروعين على الجسريرسمون وجوه العشاق الثملين من حلاوة الحب كنت وحيدة وأنا أصل الى ضفة النهر الاخرى ..في الازقة الضيقة والبيوت العائمة بين جنبات النهر،،

أين أختفيت حلما أم حقيقة؟ قلت لي في هذا المساء حين نقرت على نافذتي بوردة جورية

ــ كنا معا هناك


من همس لك بسر عشقي للورد الجوري بحمرته القانية ؟
ــ ................


ــ حضورك أيها القادم من كهوف روحي يفقدني بهجة حياتي ..ألق يتوهج معه جمر شوق غريب لكنه لذيد .
دخلنا الكهف السحيق نتوغل في رحم الارض عميقا أشعر بكرب حاصرروحي ، قدماي ترتعشان على درجات السلم الضيق نتوه في عمق المغارة ، كم كان الموت قريبا منا ذات يوم .. أرتعد كأني في متاهة قبر مظلم ... رعبي من مشهد القبور لا زال محفورا بذاكرتي ، رغم أني لم أشهد لحظة الوداع الاخيرة لمن دفن من أحبتي ، تردد وخوف أن أقول لهم وداعا ... رائحة الرطوبة تخنقني ، أنقباض صدري وخفوت أنفاسي وأنا أبحث عن وجهك يلوح لي حين ينعكس عليه ضوء المصباح الذي يحمله الدليل الذي يقودنا في لجة الظلام ، غمرني نورك توضأت الضياء وصليت لحبك سنيين طوال ..

تدور معي في شوارع براغ الحالمة نرتقي نحو درجات القلعة الشاهقة وتتصاعد حمى الحب بيننا ننثرها على سطوح المنازل القرميدية بحمرتها الجنونية راقصة بين التلال نصل الى القمة تكون المدينة بين ايدينا وعلى أمتداد أبصارنا أود أن أخبئها داخل صدري في مساء أخيرفي حضرة جمالها تصرخ:

ـــ أحبك

تقتلني خيبات صحوي أكون معك في قمة الجنون نمسك خيوط الحب ننسج منها أمنياتنا .. نمزج ألوان طيف الشمس بلون عيوننا التي أستعمرتها الدموع ...
ثم ننثر عطر الورد في سماء ضمتنا كعصفورين ذات جنون ..

ونعود أدراجنا الى قمة الهبوط مرة أخرى، كسيرين نجر أذيال واقعنا أنا قرب نافذة منفاي وأنت لا تزال هناك خلف البحر ترمي زهورك الحزينة على نعش الاماني والذكريات.

من مجموعة وطن رقمي



#فاتن_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجليد الساخن
- هذيان الاسئلة
- ذاكرة الجدران
- سرير البنفسج
- لكل قبر زهرة
- رقص اخيرا
- نساء على قارعة الانتظار
- ذات ظهيرة
- هناك اضاع عينيه
- الموت بعيدا
- رحيل
- السيد الوزير
- أبعاد قسري
- ليلة الزينين
- أختطاف
- أمرأة الريح
- صباحات مألوفة


المزيد.....




- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن الجابري - حلم في ليل كافكا