فاتن الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 04:55
المحور:
الادب والفن
انتظرته طويلا هذا المساء الدقائق تبعثر شتات روحها ... رائحة خبز التنور المنبعثة من بيت جارتها ذكرتها انها لم تأكل منذ الصباح حين اعدت له فطوره ، هاتفها المحمول على الطاولة يرقد في صمت مريب يحرك فيها هلعا وهواجس يرتعد قلبها بين ضلوعها حين تمر في خاطرها ، من فتحات الباب تنظر الى الشارع الخالي من المارة بعد أن هدأ الاطفال واندسوا في بيوتهم ، كل شئ هادئ ، حركة السيارات توقفت تماما منذ غروب الشمس لسريان حظر التجوال في المدينة.
هاتفه المحمول مغلقا طوال النهار .. حين كررت محاولة الاتصال به يرتجف في يدها تنفرج اساريرها تلمح رقم هاتفه وبصوت مختنق تصيح اين أنت لقد قتلتني رعبا صوت غريب يأتيها
ـ أيتها السيدة زوجك عندنا لديك فرصة لترينه مرة اخرى بعد ثلاثة ايام
أرتعشت الكلمات في فمها قبل ان تجيب
ـ عشرون الف دولار
شهقت ... لكنها أستدركت متظاهرة بالثبات والقوة
ـ حسن ومن يضمن لي سلامته الان ؟
لحظات صمت جاءها صوته خافتا ومرتعدا يهتف بأسمها
ـ ارجوك ارجو .......
ولا شئ سوى الصمت ، جالت بصرها في بيتها بأثاثه القديم وفرشه المتهرئ ... وجهاز تلفاز صغير وسجادة صغيرة جردت وحلكت الوانها ، أثنان وسبعون ساعة تخالها دهرا دون أن تراه .... لكنها تخشى مرورها سريعا دون تمكنها من جمع المبلغ الكبير ، تلفها وحشة البيت وساعة تعدو بلا أكتراث ، ساعات ثلاث احترقت من زمنها الملغوم بالتوجسات ، تدخل سريرها البارد تسحب الغطاء الى صدرها تترك ضوء المصباح مضاءا قبل ان يقطع التيار الكهربائي ...
صوت الهاتف يرن مرة اخرى تتلمسه في الظلام وكل خلية في روحها ترتعد ... صوته هذه المرة تصرخ
ـ هل عدت
يقاطعها...
ـ الان وصلت لاتقلقي
تفرك عينيها تبحث عن شمعة تذكرت انها نسيتها في المطبخ تسمع خطواته تشم رائحته .. تهرع اليه تتعثر ثم ترتمي في أحضانه ..
ـ الف مرة قلت لك لا أحتمل مزاحك الثقيل ..
يوقد شمعة حمراء ... يحتضن خصرها بحب ويداعب خصلات شعرها ، ويميل على وجهها مقبلا عينيها .. وقد ارختهما في حب واشتعال ... وكل جوارحها تتنشق رائحته وتنغمر بلهيب محبته ، تشعر بسخونة وجنتيها وقطرات عرق تندى بها جبينها من حرارة المصباح المنضدي الذي عاد اليه التيار الكهربائي بعد عدة ساعات ، مدت يدها تمسح جبينها صدمها الضوء ..وساعة تحرق بهجتها بقسوة ...
تطرق الابواب.... تبيع بيتها الصغير .. تجري تتحدى الساعات و و
تنتصر ، تقف وحيدة في شارع مهجور في يدها كيس اسو د وهاتف تنتظر بشائر رناته كل لحظة ، بقوة تضم الى صدرها فدية حبيبها الذي لا تدري الى أي مكان سيذهبان حين يعود ، بدأت المخاوف تحتل تفكيرها بمرور ساعات طوال من الانتظار في طريق مقفرة وموحشة على الطريق الخارجي للمدينة ، قرص الشمس أخذ بالتواري والنزول في الافق البعيد ... رقص قلبها وهي تلمح اضواء سيارة قادمة نحوها ... على بضع أمتار يترجل رجلان ، يخطف احدهما كيسها الاسود وعلى الاسفلت الساخن يلقيان جثة رجل غطت ملامحه شلالات الدم المتدفقة من رأسه ثم ......... يختفيان بلمح البصر.
انتظرته طويلا هذا المساء الدقائق تبعثر شتات روحها ... رائحة خبز التنور المنبعثة من بيت جارتها ذكرتها انها لم تأكل منذ الصباح حين اعدت له فطوره ، هاتفها المحمول على الطاولة يرقد في صمت مريب يحرك فيها هلعا وهواجس يرتعد قلبها بين ضلوعها حين تمر في خاطرها ، من فتحات الباب تنظر الى الشارع الخالي من المارة بعد أن هدأ الاطفال واندسوا في بيوتهم ، كل شئ هادئ ، حركة السيارات توقفت تماما منذ غروب الشمس لسريان حظر التجوال في المدينة.
هاتفه المحمول مغلقا طوال النهار .. حين كررت محاولة الاتصال به يرتجف في يدها تنفرج اساريرها تلمح رقم هاتفه وبصوت مختنق تصيح اين أنت لقد قتلتني رعبا صوت غريب يأتيها
ـ أيتها السيدة زوجك عندنا لديك فرصة لترينه مرة اخرى بعد ثلاثة ايام
أرتعشت الكلمات في فمها قبل ان تجيب
ـ عشرون الف دولار
شهقت ... لكنها أستدركت متظاهرة بالثبات والقوة
ـ حسن ومن يضمن لي سلامته الان ؟
لحظات صمت جاءها صوته خافتا ومرتعدا يهتف بأسمها
ـ ارجوك ارجو .......
ولا شئ سوى الصمت ، جالت بصرها في بيتها بأثاثه القديم وفرشه المتهرئ ... وجهاز تلفاز صغير وسجادة صغيرة جردت وحلكت الوانها ، أثنان وسبعون ساعة تخالها دهرا دون أن تراه .... لكنها تخشى مرورها سريعا دون تمكنها من جمع المبلغ الكبير ، تلفها وحشة البيت وساعة تعدو بلا أكتراث ، ساعات ثلاث احترقت من زمنها الملغوم بالتوجسات ، تدخل سريرها البارد تسحب الغطاء الى صدرها تترك ضوء المصباح مضاءا قبل ان يقطع التيار الكهربائي ...
صوت الهاتف يرن مرة اخرى تتلمسه في الظلام وكل خلية في روحها ترتعد ... صوته هذه المرة تصرخ
ـ هل عدت
يقاطعها...
ـ الان وصلت لاتقلقي
تفرك عينيها تبحث عن شمعة تذكرت انها نسيتها في المطبخ تسمع خطواته تشم رائحته .. تهرع اليه تتعثر ثم ترتمي في أحضانه ..
ـ الف مرة قلت لك لا أحتمل مزاحك الثقيل ..
يوقد شمعة حمراء ... يحتضن خصرها بحب ويداعب خصلات شعرها ، ويميل على وجهها مقبلا عينيها .. وقد ارختهما في حب واشتعال ... وكل جوارحها تتنشق رائحته وتنغمر بلهيب محبته ، تشعر بسخونة وجنتيها وقطرات عرق تندى بها جبينها من حرارة المصباح المنضدي الذي عاد اليه التيار الكهربائي بعد عدة ساعات ، مدت يدها تمسح جبينها صدمها الضوء ..وساعة تحرق بهجتها بقسوة ...
تطرق الابواب.... تبيع بيتها الصغير .. تجري تتحدى الساعات و و
تنتصر ، تقف وحيدة في شارع مهجور في يدها كيس اسو د وهاتف تنتظر بشائر رناته كل لحظة ، بقوة تضم الى صدرها فدية حبيبها الذي لا تدري الى أي مكان سيذهبان حين يعود ، بدأت المخاوف تحتل تفكيرها بمرور ساعات طوال من الانتظار في طريق مقفرة وموحشة على الطريق الخارجي للمدينة ، قرص الشمس أخذ بالتواري والنزول في الافق البعيد ... رقص قلبها وهي تلمح اضواء سيارة قادمة نحوها ... على بضع أمتار يترجل رجلان ، يخطف احدهما كيسها الاسود وعلى الاسفلت الساخن يلقيان جثة رجل غطت ملامحه شلالات الدم المتدفقة من رأسه ثم ......... يختفيان بلمح البصر.
#فاتن_الجابري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟