مشكلتي مع العربيات 3

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 09:17
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

ليست الفصحى بل اللغة العربية العامية هي لغة الام لان الفصحى كاللغات الاجنبية تدرس في المدارس ابتداءا بالابتدائية و انتهاءا بالجامعة. ليست الفصحى لغة الشارع والبيت والمقاهي و التبادل و التعامل اليومي. كيف يمكن اذن اعتبار لغة الام اقل قيمة و بلاغة و فصاحة من لغة كتابية مدرسية لا تصلح للتعامل اليومي الطبيعي؟ لقد حان الوقت لاعطاء العامية مكانتها الاولى و قيمتها. الانسان العربي ابلغ و افصح في عاميته الطبيعية التي تسيل من فمه كالزبدة الناعمة. لقد اشرت سابقا الى ان تسمية العربية الرسمية بالفصحى خاطئة تقلل من قيمة العربيات الطبيعية بتنوعها و جمالها.

وصلت اللهجة المصرية القاهرية الى درجة محترمة كلغة محكية جنبا الى جنب الرسمية نظرا لعذوبتها و حلاوتها و تقبلها من قبل الاكثرية. لعبت مصر دورا مركزيا في العالم العربي لاعتدالها و هدوءها )رغم حركة عبد الناصر القومية الثورية و اناشيد محمد عبدالوهاب في الوطن العربي الكبير من المحيط الهادر الى الخليج الثائرالتي تحولت حسب اقوال المصريين انفسهم الى نمر من الورق( تجعلها اللغة الدارجة الاولى على قائمة اختيار متعلمي العربية رغم انني لا استطيع ان انكر دور العربية الرسمية كلغة رسمية واحدة في جميع الدول العربية و كرمز للوحدة العربية اللغوية جنبا الى جنب الوحدة الدينية الاسلامية. هل يتمزق العالم العربي لغويا كما تمزق جغرافيا و تأريخيا الى دول متعددة اذا اعطيت للعامية المكانة التي تستحقها؟

و لكن ماهي المشكلة في التمزق؟ السنا متمزقين و متوزعين على مناطق جغرافية لغوية من الاساس؟ اليس في التقطع فؤائد كلما زادت المساحة الجغرافية لتضم اراضي شعوب اخرى كما حدثت للاتحاد السوفيتي السابق لانها لم تكن قطعا وحدة طبيعية و انما بالحديد و النار؟ ؟ ما الكارثة من اعتلاء العاميات على عرش الفصحى بعد كل هذه السنين من الانفصال الجغرافي و السياسي؟ الا يرتبط العربي العراقي مع الكردي العراقي اليوم اكثر من ارتباطه بالعربي السوري او الجزائري؟ هل يستطيع العربي السوري ان يتعلم اللهجة العراقية العربية افضل من الكردي؟ لقد اخبرني صديق عراقي عربي عزيز ان التفاهم مع ( اصحاب العقال العربي) من الامارات صعب و شعر و كانما هو في عالم اخر عندما سافر الى هناك. لا يشعر العربي العراقي و لا الكردي العراقي بعلاقاتهم المتينة الا بعد الابتعاد عن البعض.

هناك اقبال كثير على العامية المصرية للاسباب التي ذكرتها و لكون البحر الاحمر منطقة سياحية لاسيما لسباحة الغطس التي تجذب الاجانب. مصر الفقيرة بلد نفرتيته والاهرام المعجزة و الكتاب في امس الحاجة الى دورها التقليدي المركزي الذي بدأ مع الاسف بالتراجع بسبب اقتصادها و مشاكلها مع الزبالة والتلوث وزيادة السكان و العمليات الارهابية الاسلامية و انتهاء زمن مريم فخرالدين وجمالها وافلامها السينمائية. عمليات التعرض و التحرش بالاوربيات تؤثر في سمعتها. حكت لي طالبة المانية بعد زيارتها لمصر كيف انها تعذبت و كيف عرض عليها شباب لم تراهم سابقا الزواج حالا و لكنها قالت: الظاهر تتزوج الناس في مصر بسرعة لتغطس في عذاب لا نهاية له الا بالطلاق و هذا ليس في مقدرة المرأة المغلوبة عل امرها هناك. رغم ذلك يبقى الزواج المحرك الاول لتعلم الاوربية اللغة العربية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل