جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 21:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم يكن التقويم في الماضي مفتوحا للمستقبل اي لم يكن بدون حدود فمثلا لم يكن التأريخ الميلادي تأريخ عالمي مفتوح لجميع الاغراض المدنية و العسكرية و العلمية و التقنية و الفنية و الادبية لاجل حساب الزمن قبل و بعد المسيح في الاتجاهين و انما دينيا مقتصرا على الدين المسيحي اي الفترة بين ميلاد المسيح و نهاية العالم برجوع المسيح المقترب. كان التقويم الزمني دائما مملوءا بالاحداث و لم تكن هناك فراغات زمنية في انتظار ملئها الى للوراء او الى للامام وكشف العلاقات بينها.
و لكن تغيير كل شئ باكتشاف مناطق جديدة في العالم و اختراعات جديدة و بدأ الزمان و المكان بالتمديد خارج الحدود المسيحية الى ان تخلت الكنيسة عن احتكارها للتقويم المسيحي و بدأ بحساب العد السلبي للاشارة الى اعوام قبل المسيح بلحظة ميلاد المسيح رغم ان العد السلبي بدأ ابتداءا من ناقص واحد (-1 قبل المسيح) بدلا من الصفر. نشأ بذلك تقويما مدنيا متعدد الاغراض مفتوحا زمنيا الى الاتجاهين. بمعنى آخر فك الصفر رباط ربط التقويم بالمسيحية و فتحه للاغراض المدنية و العلم.
الازمنة كما نعرفها اليوم بماضيها و مضارعها و مستقبلها تكونت عند الانسان عندما تحول الزمان و المكان الى مقاييس بدون حدود تعتمد على الصفر لاجل حيادة معانيها و ملئ الفراغات كما نطبقها اليوم في الفن و الهندسة المعمارية و علم الاحصاء و القياس. لقد استفاد الفن من تحرير الزمان و المكان من صفاتها الالهية بصورة خاصة في رسم اللوحات الزيتية و التخطيطات المعقدة و السريالية و تحقيق الرسم المنظوري و القدرة على رؤية الاشياء وفقا لعلاقاتها الصحيحة او اهميتها النسبية و خلط افق مختلفة و فعاليات اجتماعية متعددة في لوحة زيتية واحدة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟