جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 12:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت و لا تزال كلمة (النكاح) موضوع الجدال على معناها في القرآن او بصورة عامة في اللغة العربية و لكن جميع هذه المناقشات والمجادلات الكلامية مبنية على اسس تفسيرات شخصية للقرآن او ورود هذه الكلمة في اماكن اخرى او بدوافع دينية غير موضوعية او لاغراض اخرى و تنسى اهم ناحية في هذه المعادلة و هي ناحية اللغة و تطورها
للغة صفتين مهمتين:
اولا صفة التغيير و التطور
ثانيا صفة الابهام و الغموض و تعدد المعاني
كثيرا ما تبدأ كلمة بمعنى برئ (رغم ان في اللغة ليست هناك معاني بريئة) لتتحول الى معاني اخرى او تكتسب معاني اضافية كما حدثت لكلمة (الجهاد) و تحدث لكلمة (اسلام) اليوم.
كلمة (النكاح) القبيحة - رغم ان في اللغة من الناحية العلمية ليست هناك كلمات قبيحة او جميلة او بريئة او مذنبة - كانت في اصلها تعني المضاجعة اي نوع من التلقيح (لقح - يلقح) و هي كلمة قريبة من ناحية اللفظ و المعنى من (نقح - ينقح) اي يزيل قشرته او غشاوته و بكارته.
لم و لن تكون كلمات اللغة ابدا واضحة المعاني ذات حدود فولاذية تمنعها من اكتساب معاني جديدة و الا لما تطورنا و بقينا في المربع الاول. اللغة عبارة عن ارض زلقة مثل الجليد لا تستطيع ان تثبت عليها لتبرهن بذلك قوتها الخارقة و المثيرة للدهشة. لقد اكتسبت كلمة (النكاح) معنى الزواج رغم وجود كلمة (الزواج) و بهذا نستطيع ان قول لقد ارتفع المعنى الى الاعلى و لم ينحط الى الاسفل و لكن كلمة (الزواج) تشير حرفيا الى الشراكة و العيش مع البعض لا علاقة لها (بالازدواج) كما تطورت هذه الكلمة العربية في اللغة الفارسية و عليه فان كلمة (النكاح) رغم اكتسابها لمعاني جديدة لم تفقد طعم المجامعة الجنسية و لا تتغيير معناها كثيرا في الفعل المزيد (انكح و استنكح). اصبح بذلك النكاح مرادف للزواج خاصة عند ابرام عقود الزواج لان الزواج هو الطريق الوحيد للنكاح في المجتمعات القاسية الاخلاق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟