دائرة الوعي البشري 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يستطيع الانسان و لو بشكل متواضع ان يخرج من دائرة وعيه الضيقة بواسطة التقدم التقني و العلمي الذي يسمى augmented reality . تمكن الاجهزة الحديثة مثلا من اظهار عالم الكون غير المرئي الصغير كالميكروبات للعيان او اخذ صورللاعضاء الداخلية لجسم الانسان و هو لا يزال على قيد الحياة او متابعة تكوين الجنين في بطن الام من الاسابيع الاولى و لغاية الولادة و فهم الجينات والنفس البشري و الامراض او فهم الكون الكبير و البعيد و كيفية ولادة النجوم و موتها و التوغل في البحار و دراسة حيواناتها الغريبة.

لقد خطى العلم خطوات كبيرة لتوسيع دائرة الوعي البشري و غربلته من الشوائب كالاديان و المعتقدات الخاطئة التي خلقت لنا عالما خاطئا بعيدا عن الحقيقة. واجب العلم اليوم هو توسيع الوعي البشري اكثر و اكثر و فهم تكوينه عن طريق تعاون جميع الاختصاصات العلمية و القضاء على جميع الافكار الخاطئة او على الاقل تشخيصها. بذلك سوف ندخل في المستقبل الى عوالم لم تكن في داخل دائرة الوعي البشري سابقا.

ولكن رغم كل هذا يجب ان نبقى على ارض الواقع و نرجع الى حقيقتنا المتواضعة و نبتعد عن الكبرياء لفهم كل شئ خارج دائرة الوعي البشري واني لا اعتقد انه سياتي اليوم عندما تكون جميع افكارنا صافية خالية من الشوائب لان دائرة الوعي البشري ستبقى ضيقة و محدودة بحكم القيود اللغوية المفروضة علينا في داخل اجسامنا من اللحم و الدم لا يمكن تجاوزها مهما كان. اضافة الى ذلك توسيع دائرة الوعي البشري تضعنا امام مشاكل لا طاقة لناعليها. سيبقى باب الظواهر الطبيعية مسدودا لمصلحة الانسان لان سفرة الحياة تستمرفقط على الطريق و تنتهي او تموت عند الوصول الى الهدف. يفقد الحب معناه و محتواه عند الوصول اليه و يتحول الى عادة يومية مملة. يجب ان نحاول تغيير اتجاه سفرتنا قبل الوصول لكي نبقى على قيد الحياة و تبقى سفرة الحياة تحدي ابدي دون نهاية.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل