في الضحك و البكاء

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 18:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يقول الاستاذ Reinhard Brandt استاذ الفلسفة في جامعة ماربورغ – المانيا للضحك مراحل تطور و تغيير بداية بابتسامة الطفل الرضيع كرد فعل طبيعي خاص بالبشر يفصله كاللغة عن بقية الحيوانات ثم يتطور الى ضحكة البراءة ليعكس السخافة والشقاوة عند اطفال المدارس الابتدائية ويتحول الى الاستهزاء و الضحك على الاخرين عند المراهقين ليختلف بذلك تمام الاختلاف عن الاول و يحرر نفسه من الرد الفعل الطبيعي عند الطفل الرضيع. بعد ذلك يتطور الى مختلف الانواع والاشكال والالوان و يعكس العذاب و الالم و الغيرة و الحسد ليرتفع الى صخب كنباح الكلب و المجنون او يتحول الى ابتسامة تعكس الود و الحب و الاحترام و التقدير او يعبر عن سخرية وشماتة الى ان يتحرر تماما من جميع القيود كما عند بوذا.

هل هناك علاقة بين الضحك و البكاء و اليأس عندما يتحول الضحك الى صدمة لا يختلف فيها عن البكاء و العويل؟ هل البكاء مرآة للضحك ام الضحك مرآة للبكاء؟ هل يضحك الاطفال عند رؤية المهرج ببراءة دون اصدار حكم مسبق لان فن المهرج بملابسه و جسمه و تصرفاته التي تدل على الجهل و الغباء يكمن في نفي الكبار و الراشدين. ليس هناك مهرج دون هذا النفي الكاريكاتوري المضحك. ففي السيرك يتم اعدام شخصية الكبار والعاقللين و يذوب وجودهم في طيف و ظاهرة عابرة. يعرض و يظهر المهرج بأن الكل سواسية: الطويل و القصير الغني و الفقير وضحكة الاطفال ترفعهم الى درجة المهرج ليضحكون ولو لمرة واحدة على ضحيتهم من الكبار و المتسلطين عليهم.

(الضحك بلا سبب من قلة الادب) و غيرها من الامثال لها اسبابها و لكن في الضحك المتحرر من الاسباب و القيود و في البكاء شفاء للنفس البشري. بوذا يحضك دون سبب لان الضحك دواء للنفس. اصبح الضحك و الحزن ايضا سوق و تجارة في السينما وعند الممثل و المطرب. تحول الضحك في اورباالغربية الى عادة عند اخذ الصور و اذا لم تستطع الضحك تستطيع التفوه بكلمة cheese الانجيلزية لتكشر عن اسنانك. لقد اكتشف منتجو معجون و فرشاة الاسنان و اطبائها في الضحك و اظهار الاسنان مصدر للربح.

و لكن الضحك بعكس البكاء يتعب عضلات الوجه خاصة الشفتين ويشوه الشكل كليا اذا كانت الابتسامة اصطناعية لاسباب اخلاقية قسرية لانها لا تستطيع التستر على المرض النفسي والجرح في الداخل. في الابتسامة القسرية الم.
يتبع
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل