دقت ساعة الصفر 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 17:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كان الصفر في الهندية يشير سابقا فقط الى رمز الى ان تطور الى مساحة فارغة ليدفع بالارقام الى اللانهاية و تتحول من ارقام مادية جسدية ملموسة concrete اي عملية حسابية بسيطة ملموسة في الزيادة و النقصان كما نقرأه في سورة المزمل (يأَيُّہَا ٱلۡمُزَّمِّلُ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلاً۬ نِّصۡفَهُ ۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلاً أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلاً) الى ارقام مجردة تجريدية معقدة abstract الى خط في الافق كما نقرأه في القرآن في سورة التكوير (وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ) و نلمسه في الفن الاوربي بعد اختراع الصفر.

هذه العمليات الحسابية التجارية البسيطة في القرآن رائعة قد ترجع ذكرها الى كون محمد كان فقيرا في طفولته و شبابه و ممارسته مهنة التجارة و التعامل مع الارقام قبل و بعد زواجه من خديجة. و هناك اشارات كثيرة اخرى تشير الى تشبع القرآن بالافكار التجارية و الحسابية راجع:
Bonner, Michael David
Poverty and Economics in the Qur an

ولكن العد البسيط بدون صفر كان يتفشى ايضا في اللغات البدائية كلغة الاقوام الاسترالية الاصلية التي لم تحتاج ان تعد اكثر من ثلاثة و كل ما زاد على الثلاثة (وخاصة عند الاشارة الى الحفرة) كان يعوض عنه بكلمات الكميات (كالقليل من و الكثير من) تشبه الطريقة العربية السابقة في الجمع كما نراها في الفرق بين اشهر (عدد قليل من) و شهور (عدد كثير من) و لكن هذا التميز لربما انتهى بعد التعرف على الصفر والنظام الرقمي الهندي.

لقد حرر الصفر الانسان من التفكير المادي الجسمي البسيط و نقله الى التفكيرالتجريدي المعقد مما ادى الى زيادة قابليته في وضع نظريات فيزياوية كيمياوية رياضية هندسية معقدة ساعد على احراز تقدم علمي كبير في جميع العلوم. لم يكن السفر بين نقطتين في الماضي سفر خاص يقع ضمن تنظيم عام يعتمد على مواعيد الزمن والمكان كما نعيشه اليوم و انما كان يعتمد على الاهداف و المناسبات والاحداث التي تحدث لبطل القصة كحكايات السندباد البحري او اداء فريضة الحج عند المسلمين. اما اليوم و بفضل الصفر نستطيع ان نقسم وقتنا الى مواعيد في الزمان و المكان كأن نفطر في لندن و نتغدى في برلين و نتعشى في باريس.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل