الديناميكية و ابعادها

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 22:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

نظرا لان التطور بطئ نسبيا رغم اننا نعيش في عصر التغيرات السريعة الا اننا لا نشعر ببعض التغييرات احيانا كالتي تحدث على اللغة و العائلة و العمل. و لكن الكون بجماده و احيائه ديناميكي لا يتوقف عن التغييرو لا يهدأ الا في الصفر. كل شئ معرض للتغيير. العقل البشري في تطور و عليه تتغيير عاداتنا و تقاليدنا و قيمنا و اخلاقنا. ليست هناك ثوابت دائمية. كل شئ لحظي وقتي نسبيا.

اللغة زلقة جدا كالجليد لا تستطيع ان تقف عليها طويلا لانها لا تستند على قاعدة ثابته و الا لماتت و اصبحت في خبر كان. ليس هناك خطأ او صحيح دائمي في اللغة او في الاخلاق. قاعدة لغوية صحيحة اليوم قد تتحول الى خطأ غدا. قيم اخلاقية اليوم قد تفقد قيمتها غدا. كل شئ في جريان حتمي مستمر دون رجعة. التطور و التغيير يعني ايضا هناك تاريخ و مراحل سابقة اي سفرة ابدية لا تتوقف الا في الصفر. لم يكن العقل البشري على نفس الحالة التي عليه اليوم و سوف لن يكون مثل اليوم. التطور و التغيير يبرهن الخطأ الفادح الذي يقع فيه كل من أمن بقيم ازلية. الهوية ديناميكية ايضا. لست اليوم نفس الانسان الذي كنت عليه قبل سنوات. ليست هناك هوية واحدة و لكن هويات multiple idenbtities في لحظة معينة synchronic identities او على مراحل تأريخية diachronic identities

التغيير ضروري و ممتع و الا لاصبحت الحياة مملة روتينية و لكن التغيراحيانا صعب و مرهق لا يمكن تقبله بسهولة كالتغييرات التي تطرأ على القيم و الاخلاق و العمل و العائلة. تغييرت العائلة في بعض المجتمعات لتتنوع انوعها و تغييرت موديلات العمل القديمة. اليوم توجد عوائل تتكون فقط من الام و الاطفال singl-parent family او عوائل تتكون مع الشريك الجديد او الشريكة الجديدة مع اطفال الطرفين بعد الطلاق لتكوين عائلة جديدة step family اختفت العائلة القديمة عندما عاشت الجدة و عاش الجد في نفس البيت تقريبا من الوجود. ياترى كيف ستكون عائلة المستقبل؟هل تنتهي العائلة التي نعرفها اليوم و تتولى الدولة الاهتمام بالاطفال؟

الموديل القديم الذي لا يزال يطبق اليوم في العمل بدأ يتحطم. يعمل الانسان اليوم في وظيفتين او ثلاثة في اليوم الواحد او يستطيع ان يعمل اعمالا حرة و يتناوب بين البيت و الدائرة. انتهى الفرق بين الاحد و الاثنين او الاربعاء و الجمعة و بين المساء و الصباح. اصبحنا نعيش في مجتمعات (ساعة 24 / ايام الاسبوع 7) لا تهدأ مثل برامج الراديو و التلفزيون. اصبحت بفضل الهاتف النقال موجودا في كل زمان و مكان. تستطيع اليوم ان تتعشى في الصباح و تتناول الفطور في اليل. التغيرات التي بدأت في مجتمعات دول صناعية تنتقل بسرعة الطاعون الى البلدان النامية في عصر الانترنيت و العولمة و الفضائيات.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات