أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - مقبرة حوار المتمدن














المزيد.....

مقبرة حوار المتمدن


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 11:14
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما انظر الى صفحة الحوار المتمدن او كثير من الصفحات الاخرى على الانترنيت يتهيأ لي و كأنما ادخل مقبرة الشهداء. هناك صورة صغيرة تعود الى ايام الشهيد المناضل مع بعض الكلمات الحكيمة او قائمة بصفات الميت الحميدة مكتوبة على حجرة قبره او مرقده مع تأريخ الولادة و الموت: هنا يرقد في رحمة الله و رضوانه... وكلما زاد اهمية الميت كلما احتل صورته و قبره مكانا افضل و مساحة واسع اي لا توجد مساواة حتى في الموت.

كنت سابقا ابحث في المقابر على امل ايجاد علاقة بين تأريخ الولادة و الموت رغم اني كنت افضل تجنب المقابر بصورة عامة اما من الخوف و وجود الاشباح فيها او احتراما للموتى. كتب الشاعر الانجليزي Thomas Gray في ابياته الرائعة:
Elegy Written in a Country Churchyard
كيف ان مقبرة زارها ربما كانت تضم في قبورها عباقرة دفن ذكاءهم و عبقريتهم معهم. فما عدا بعض المحظوظين مثل بيتهوفن و اينشتاين من الذين ذاع شهرتهم و صيتهم بقت الاكثرية مدفونة غير معروفة تشبه وردة عطرة جميلة تفوح راحتها العطرة في الصحراء او مثل لؤلؤة مدوفنة في قاع الابحار لا يراها احد.

بعد قراءة شعر Thomas Gray فقدت خوفي من المقابر و بدأت ازورها بانتظام لعلي اكتشف وردة مجهولة او لؤلؤة نادرة مختبأة فيها. النظرة الاولى لهذه المقابر الاوربية الجميلة ترك عندي انطباع عميق و اعجاب كبير بسبب نظافتها و ترتيبها و كمية الورود الموجودة فيها و لكني كلما كثرت زياراتي لها زاد عندي الاشمئزاز عند رؤية هذه المقابر المنظمة و المرتبة هندسيا و التي توجد داخل اسوار و لها ابواب الدخول و حارس يحميها كالسجن و كنت ااخشى ان الحارس يطلب مني تكاليف الدخول.

قال الحارس ان هذه المقابر تستاجر لمدة 30 سنة فقط لكي تترك المجال للقادمين الجدد لكثرة نفوس البشر و قلة الاراضي المتوفرة. لقد زاد رعبي عندما توجهت الى زهرة جميلة لاشتمها و اكتشفت انها تخدم فقط دكتاتورية العين و تنسى الانف و كأنما نحن بشر بدون حاسة الشم. فجأة رأيت نفسي انادي الزهرة الشرقية و نرجس جبال كردستان الوحشية التي تفوح رائحتها لمسافات طويلة. زاد حنيني في هذه اللحظة للمقابر الشرقية المهجورة و بدات العن الحضارة و التقدم و الهندسة. هذه المقابر المهملة لربما تضم في طينتها عباقرة وازهار لم يراها و يشمها احد.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نعرف؟
- بروز الزمان في المكان 3
- بروز الزمان في المكان 2
- بروز الزمان في المكان
- الى اين السفر؟ 4
- الى اين السفر؟ 3
- الى اين السفر؟ 2
- الى اين السفر؟
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة 2
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة
- تأريخية العلم و الثقافة
- الملكية اللغوية في العربية و الانجليزية
- دقت ساعة الصفر 3
- دقت ساعة الصفر 2
- دقت ساعة الصفر
- القرآن اولا وثانيا و ثالثا 2
- القرآن و علم الكفار
- العائلة في العربية
- القرآن اولا وثانيا و ثالثا
- التفضيل و الالوان في العربية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - مقبرة حوار المتمدن