أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري في نقد التخلف وتبجيل التنوير














المزيد.....

الجواهري في نقد التخلف وتبجيل التنوير


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 19:54
المحور: الادب والفن
    


لم تفت الجواهري مناسبة أو واقعة تاريخية، أو مهمة، بحسب تصوراته ورؤاه، إلا ووثّق لها، واغتنمها فرصة اضافية للبوح بما تحمله عبقريته من تنبؤات، واجتهادات، خاصة وعامة، ارضت المعـنيين، أو أرقتهـم، فما ذلك بذي شأن لدى الشاعر الخالد... وكما لخص د. علي جواد الطاهر، فأجاد، حين قال: ان الجواهري يقول كلمته ويمشي تاركاً للآخرين ما يحلو، أو لا يحلو لهم من تفاسير وردود أفعال...

وهكذا راح الديوان العامر يحفل بفرائد كثيرة ٍ ظاهرها العام احتفاء، أو اجلال أو تكريم... وكل ذلك صحيح، ولكن الأهم ان يبث القصيد أيضاً وأيضاً: الموقف الجواهري... وإذ نعنى بدالية جمال الدين الأفغاني في هذه الحلقة، فلأننا نزعم كونها واحدة بارزة مما نريد الاستشهاد به في هذا السياق...

ففي عام 1944 يُحتفى بمرور رفاة العلامة، والمفكر الرائد النهضوي الكبير، جمال الدين الأفغاني من مصر، إلى أفغانستان، ويُنظم لهذا الحدث حفل خاص في الحضرة الكيلانية ببغداد، ويعتلي فيه الجواهري المنبر: شاهداً ومنوراً ومخلداً ليقول:

هويتَ بنصره الحق السُهادا ... فلولا الموت لم تطق الرقادا

ولولا الموت لم تترك جهاداً ... فللت به الطغاة ولا جلادا

فزد بالفكر في خَلَد الليالي ... وجُل في الكون رأياً مستعادا

وكن بالصمت أبلغ منك نطقاً ... وأورى في محاججة زنادا

فان الموت اقصر قيد باع ... بان يغتال فكراً واعتقادا

ثم تتوقف القصيدة ذات النيف والسبعين بيتاً لتتحدث عن بعض محطات فلسفية وحياتية في مسيرة الأفغاني الزاهرة، ويقيناً باعتقادنا انها ترمز في كثير منها لما تبناه الجواهري وآمن به من مباديء وقيم وأفكار، وخاض غمارها بصلابة وشموخ.

جمال الدين، ياروحاً علياً ... تنزل بالرسالة ثم عاد

تجشمت المهالك في عَسوف ، تجشمه سواك فما استقادا

طريق الخالدين فمن تحامى، مصايرهم، تحاماه، وحادا

شققت فجاجة لم تخشَ تيهاً ... ومذئبة، وليلاً، وانفرادا

لانك حامل ما لا يُوازى ... بقوته: العقيدة والفؤادا

ولما كنت كالفجر انبلاجاً "وكالعنقاء تأبى ان تصادا"

مشيت بقلب ذي لبد ٍ هصور "تعاند من تريد له العنادا"

ولم تنزل على اهواء طاغ ، ولا عما تريد لمن أرادا

وكما هي حال سابقاته، ولاحقاته، يخاطب الجواهري صاحبه الأفغاني في هذه القصيدة، وبمثلما خاطب المعري وطه حسين والمتنبي واقرانهم من رواد الفكر والانهاض والتنوير... فوصف، وماثل، وانتقد، ووجه وكل ذلك في خلاصات شاعرة، خلدت قيماً، ورموزاً، وأشاعت للكثير من الوقائع والأحداث التاريخية الاهم ، داعية لتبنيها في معاصرة راهنة، بل وحتى باستشراف لما هو قادم قريب في حاضره، أو بعيد في مداه...

جمال الدين كنت وكان شرق ... وكانت شرعة تهب الجهادا

وكانت حينه في ظل سيف ... حمى الفرد الذمار به وذادا

وايمان يقود الناس طوعاً، الى الغمرات فتوى واجتهادا

مشت خمسون بعدك مرخيات ٍ .. اعنتها، هجاناً لا جيادا

محملة وسوقاً من فجور ٍ ، وشامخة كمحصنة ٍ تهادى

تحورت السياسة عن مداها... إلى أنأى مدىً ، وأقل زادا

وبات الشرق ليلته سليماً، على حالين ما أختلفا مفادا

ولطفت الابادة فهو حرٌ ... بأي يد يُفضل ان يُبادا

فهل صدق الجواهري بما وثّق له ، وتنبأ به ، وقال عنه ... دعونا نترك جواب ذلك، مرة أخرى، ودائماً، للتاريخ وللأجيال...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيضاً …عن خمسينات الجواهري والعراق
- أيضاً عن خمسينات الجواهري
- في خمسينات الجواهري والعراق
- الجواهري الكبير في المَقامة اليونانية
- رؤيتان عن الجواهري
- عن بعض عراقيات الجواهري.. ووطنياته
- الجواهري بلا حدود
- من مكاشفات الجواهري ..وثوابته
- -أربيلياتٌ- جواهريةٌ راهنة...
- ايضا... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة
- الجواهري في بغداد اليوم - 1
- في بعض ثمانينات الجواهري ... والعراق
- حينما يصبحُ الأرقُ وحده ، نديمَ الشاعر ِ ورفيقَه الخلوص
- الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته
- أشباح الغربة تؤرق الجواهريّ
- عن بعض محطات الجواهري اللبنانية
- الجواهري وكارثة الثامن من شباط
- الجواهري عن حسناوات التشيك
- غضب جواهري آخر، عام 1977


المزيد.....




- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري في نقد التخلف وتبجيل التنوير