أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - في خمسينات الجواهري والعراق














المزيد.....

في خمسينات الجواهري والعراق


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


تلوح خمسينات القرن الماضي وفيها ما فيها من تداعيات سياسية وفورات فكرية ، ومعها يرسخ الجواهري تربّعه على عرش الشعر العربي، محفوفاً بقصائد الأربعينات التي ذاع صيتها في البلاد وخارجها، مع كل ما رافقها من مواقف واجتهادات ورؤى متباينة في الخاص والعام ... ولا نظن ان ثمة أفضلَ مَنْ يوثق لإبداع وتاريخ الشاعر الكبير في تلكم السنوات التي نريد اشاعة جوانب من خلاصاتها ، والتوثيق لها، سوى قصائده ذاتها، الوجدانية منها، أو الوطنية وغيرها...
ففي مطلع الخمسينات الماضية، وهي خمسينات الجواهري في آن كما هو معروف، يعلمنا قصيد الشاعر اغترابه إلى مصر ، غاضبا ومتمردا على عادته ، بضيافة د. طه حسين، والحكومة المصرية، بعد مشاركته في مؤتمر ثقافي عربي عقد في القاهرة أوائل عام 1951 بقصيدة عنوانها "إلى الشعب المصري" وجاء فيها:
يا مصر تستبقُ الدهور وتعثرُ … والنيل يزخر والمسلة تُزهرُ
وبنوك والتاريخ في قصبيهما … يتسابقان فيصهرون ويصهرُ
والأرض يُنقِذ من عَماية اهلها … نور يرف على ثراك وينشرُ
هذا الصعيد مشت عليه مواكب ، للدهر مثقلة الخطى، تتبخترُ
يصل الحضارة بالحضارة ما بنى ، فيك المعزُ وما دحا الاسكندرُ
ثم يعلمنا الديوان العامر أيضاً عن قصائد أخرى للجواهري في سنوات الخمسينات الأولى، ومن بينها في تأبين الزعيم اللبناني عبد الحميد كرامي، ذات المطلع الهادر حتى اليوم:
باق ٍ – وأعمار الطغاة – قصارُ ... من سفر مجدك عاطر موارُ
المجد ان يحميك مجدك وحده ، في الناس ولا شرط ولا أنصارُ
وقد كان من تداعيات تلك الرائية التنويرية ، التى تناولت شؤونا واهتمامات عراقية ولبنانية وعربية ،أن قررت سلطات بيروت اعتبار الجواهري غير مرغوب به، وإبعاده عن البلاد خلال ساعات معدودات، بعد ان اعتبرت مضامين القصيدة: تحريضية ومثيرة ضد النظام القائم وبعض رموزه السياسيةانذاك ...
كما يجد المتابع ضمن سجل الجواهري الشعري في تلك الفترة قصائد عن الحرب الكورية وأخرى في الذكرى الخامسة لرحيل صديقه الشاعر معروف الرصافي، ثم عصماءه الوجـدانية "تعالى المجد يا قفص العظام" المهداة لوالدته عشية اغترابه عن العراق... وكذلك رائية ً مطولة بمناسة انعقاد مؤتمر المحامين العرب عام 1951 ببغداد، ومن ابيات قصيدها :
سلام على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابرِ
سلام على مثقل بالحديد ، ويشمخ كالقائد الظافرِ
كأن القيود على معصميه ...مفاتيح مستقبل زاهرِ
فضلاً عن "تنويمة الجياع" الشهيرة...
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام ِ
نامي فإن لم تشبعي من يقطة ٍ ، فمن المنام ِ
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام
نامي تزرك عرائس الاحلام في جنح الظلام
تتنوري قرص الرغيف كدورة البدر التمامِِ
وبحسب جحفل الديوان الحافل لا غير، يُنظم الجواهري عام 1952 قصائد عديدة أخرى ومن بينها "اللاجئة في العيد" ذات المئة والعشرين بيتاً، و"آخا ودي" في رثاء ابن عمه العلامة محمد باقر الشيخ علي صاحب الجواهر، وثالثة بعنوان "ظلام" نظمت اثر الاحتجاز في معتقل ابو غريب مع عدد من الأقطاب السياسيين بعيّد أحداث الحركة العراقية الشعبية الشهيرة بانتفاضة تشرين...
... وفي عام 1953 يتعرض الجواهري لحملة اعلامية من مخالفيه السياسيين وأعوانهم وصحفهم، فيرد بقسوة واعتداد في قصيدة "كما يستكلب الذيب" ومن أبياتها الغاضبة :
مشت إليّ بعوضات تلدغني ، وهل يحس دبيب النمل يعسوبُ
يبقى القصيدُ لظىً والأرضُ مشربة ً ، دماً ، وتذري مع الريح الأكاذيبُ
وعلى ذات الحال، يستمر الجواهري، الشاعر والسياسي والصحفي، في ابداعه ومواقفه مطالع الخمسينات الماضية، بين قصائد ثائرة هنا، ومقالات وكتابات ناقدة هناك، إلى جانب المشاركات السياسية المعارضة... ولتستمر تلكم الحال، ولربما بكثافة أكبر في السنوات اللاحقة، وذلك ما سيكون عناية كتابة قادمة.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري الكبير في المَقامة اليونانية
- رؤيتان عن الجواهري
- عن بعض عراقيات الجواهري.. ووطنياته
- الجواهري بلا حدود
- من مكاشفات الجواهري ..وثوابته
- -أربيلياتٌ- جواهريةٌ راهنة...
- ايضا... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة
- الجواهري في بغداد اليوم - 1
- في بعض ثمانينات الجواهري ... والعراق
- حينما يصبحُ الأرقُ وحده ، نديمَ الشاعر ِ ورفيقَه الخلوص
- الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته
- أشباح الغربة تؤرق الجواهريّ
- عن بعض محطات الجواهري اللبنانية
- الجواهري وكارثة الثامن من شباط
- الجواهري عن حسناوات التشيك
- غضب جواهري آخر، عام 1977
- -أم عوف- تستضيف الجواهري.. وتوحي إليه
- من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات
- الجواهري في -المقامة- اليمنية


المزيد.....




- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - في خمسينات الجواهري والعراق