أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - حكامنا يريدون من الديمقراطية ان تنتمي اليهم ..















المزيد.....

حكامنا يريدون من الديمقراطية ان تنتمي اليهم ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكامنا يريدون من الديمقراطية ان تنتمي اليهم ..
قرأت اليوم منذ الصباح الباكر ثلاثة أخبار رئيسية قدمت استشهادا قويا على أن (الديمقراطية الناشئة) في العراق تواجه خطر عودة روابطها إلى امتدادات الماضي القاهر في زمان نظام صدام حسين وما قبله . الأخبار الثلاثة ذات تفاعل ، بين الماضي القمعي والحاضر النابت الجذور بعيدا عن حقوق الإنسان . إن صح رأيي فأن الوضع يستوجب رؤية حكومية – برلمانية منسجمة بأفكارها ونشاطها مع المستقبل ومع المأمول فيه .
تسلسل الأخبار كما يلي :
(1) الخبر الأول مفاده أن حكام البصرة ( المحافظ + مجلس المحافظة) يحاولون تدجين الأوضاع الراهنة في البصرة لصالحهم دون أية محاولة صادقة لمعالجتها . اهتماماتهم مقننة لأنفسهم إذ اتخذوا إجراءات أمنية احترازية بإصدارهم أوامر عسكرية إلى حمايتهم ، والى قوى الشرطة الوطنية من مختلف صنوف الأجهزة الأمنية ، في عملية حماية (مبان) الحكومة تحسبا لوقوع تظاهرات جديدة بعد أن شهدت المحافظة يوم السبت 20 – 6 – 2010 تظاهرة سلمية جماهيرية أحياها نحو 4 آلاف مواطن ابتدأت بالمطالبة بتحسين وضعية الطاقة الكهربائية في المدينة وانتهت بعملية إطلاق نار من قبل القوات الأمنية مما أدى إلى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين.
(2) الخبر الثاني مفاده أن رئيس الوزراء نوري المالكي قرر قبول استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد من دون أن يتخذ إجراءات فاعلة معلنة استجابة لتحديات الظرف الخاص في الشارع العراقي ومن دون تغيير العقل والوجدان الحكوميين لتلبية مطالب الجماهير المتظاهرة .
(3) الخبر الثالث هو ما ذكرته مقالة جريدة الواشنطن بوست الأميركية : ( إن الإحباط يتفشى في العراق بسبب شكوى السكان من عدم حصولهم إلا على ساعات قليلة من الكهرباء في اليوم الواحد، مشيرة إلى انشغال المسئولين بكراسي السلطة أكثر من اهتمامهم بالخدمات العامة وان الكثير من العراقيين يقولون أن المسئولين يصبون عنايتهم على كراسي السلطة أكثر من اهتمامهم بالخدمات العامة.) .
أتصور أن من عادة (الحكام الإسلاميين غير الديمقراطيين) حتى إنْ وصلوا إلى كرسي السلطة بــ(الديمقراطية الانتخابية) إلا أنهم يظلون غير عارفين لحقيقة ومعنى الديمقراطية ، غير عارفين آليات ممارساتها . أمثلتهم كثيرة في الشرق الأوسط : ( منظمة حماس الفلسطينية وجماعتها .. وزراء حزب الله وجماعتهم .. حكام إيران وجماعتهم .. وبعض أسماء جماعة السنة والشيعة العراقيين الذين حكموا العراق منذ عام 2003 ومنهم رؤساء وزراء ورؤساء برلمان ووزراء و مدراء ومستشارين وغيرهم وغالبية أعضاء مجالس المحافظات الوسطى والجنوبية ) . جميع هؤلاء الحكام يتبجحون بــ( الانتخابات) التي أوصلتهم إلى مناصب لم يحلموا بها من قبل ، لكنهم بعد تبوئهم على عروش مناصبهم صاروا ( يعتبرون الديمقراطية مسبحة ذات 101 حبة) يستخيرون بواسطتها كل خطوة أو قضية لها علاقة بمصالح الشعب يراد التصويت عليها وفق المصالح الشخصية أو الحزبية ..!
مؤدى هذا الموقف غير العارف بالديمقراطية ناتج عن فكرة متوالدة لدى هؤلاء أو متوارثة على اعتبار أن ( الديمقراطية هي نموذج حكم غربي ) وان الغرب استعماري وانه مناصر لإسرائيل وان الغربيين كفار ، وليسوا محتشمين . عليه فأن كل ديمقراطية هي سياسة غربية – إسرائيلية . لكن والحق يقال أن هناك مستويات في هذا الموقف من الديمقراطية ، فما يخدم مصالح الحكام أنفسهم من الديمقراطية يأخذونه ويمجدونه . أما الديمقراطية ذات القضية الشعبية قد لا تفرض نفسها عليهم ولا ينحازون إليها لأسباب طبقية ، أو طائفية ، أو نفعية ، أو دينية ، فأنهم يتنكرون لها معتبرين إياها تفكيرا استعماريا – صهيونيا أو انه يتعارض مع الدين . بكل الأحوال فأنهم يجدون مختلف الاتهامات لتوجيهها نحو الديمقراطية والديمقراطيين الحقيقيين في بعض فصولها وفصولهم أو حتى أنهم يطوقون كل السبل لحرمان الديمقراطيين الصادقين من ممارسة أدوارهم الشعبية وحقوقهم الإنسانية .
الأخبار الثلاثة المشار إليها في مقدمة مقالتي تؤكد اقترانا واضحا بين الجهل الحكومي في معالجة مشاكل الناس والمجتمع وأصول الحكم ، وعدم إلمام غالبية القادة الحكوميين الجدد بالمفاهيم الإنسانية ، التي كان قد طرحها ابن المقفع ، منذ قديم الزمان ، على الحكام لكي يحققوا لشعوبهم الحياة الصالحة ، مؤكدا أن (الحياة الصالحة) لا تتحقق بغير عمل الحكام وزهدهم باعتماد العقل والعقلانية وسيلة وحيدة للحكم العادل والسلوك الأمين والفعل المنطلق من صفاء النية .
العقل والعقلانية في العصر الحديث لا يمكن ظهورهما إلا بالحلول الديمقراطية ، البدائية والرئيسية ، التي تستوجب من قادة البلد جميعهم أصحاب الكتل الانتخابية الفائزة بالانتخابات العمل وفق ما يلي :
(1) كل قوة سياسية من الكتل الفائزة في انتخابات 7-3 – 2010 عليها (التنازل عن بغلة الغرور ) إذا ما آمنت تلك القوى، حقا وفعلا ، أن الديمقراطية هي أسلوب متكامل في الحياة والأخلاق وليست مجرد أسلوب في حكم الناس والسيطرة على منافع المناصب الحكومية .
(2) الاعتماد على الأخلاقية الديمقراطية الجوهرية والنزيهة لخدمة الناس المحكومين بواسطة (القيم الإنسانية ) وليس بـ(الحديد والنار) الموجهة ضد التظاهر الجماهيري كوسيلة للتعبير عن مطالبهم المشروعة وهي الوسيلة التي سماها (شغبا) نوري المالكي ، تماما مثلما كان يسميها جميع الحكام غير الديمقراطيين طيلة القرن العشرين .
(3) لا بد أن يعرف العاملون في الميدان السياسي أن الديمقراطية صيرورة اجتماعية تعتمد على الحوار وليس على أطلاق الرصاص أو تقييد حريات المواطنين ورميهم في السجون .
(4) إن الديمقراطية في تجارب كل الشعوب الديمقراطية ، التي سبقتنا ، هي الأداة الوحيدة القادرة على تحويل حرية الفرد والمجتمع إلى صفة مؤسسية نموذجية قادرة على خدمة المحكومين وتغيير حياتهم نحو الأحسن .
ما تقدم يعني أول ما يعني ان على حكامنا الوطنيين ان يكفوا عن اشغال انفسهم باجبار الديمقراطية على (الانتماء) اليهم انما الصحيح هو ان( يثبتوا) حقيقة ادعائهم بالمنهج الديمقراطي وان عليهم مواصلة العمل ليلا ونهارا ، بوجود الطاقة الكهربائية أو من دونها ، لتحرير العقل الحكومي في كل أجهزة الدولة ، و لتحرير المحكومين بتحرير إرادة الإنسان العراقي ولتحرير القوى الاجتماعية والسياسية كلها لصنع الاختيار التاريخي الواعي في عملية بناء العراق الجديد ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 24 – 6 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساكتون عن الخليفة غير الراشد شلتاغ بن عبود المياحي..
- خلفاء بغداد اكتشفوا أخيرا أن (زينة) ليست بطلة ..!!
- ثلاثة شهور مالكية ذهبت مع الريح ..!
- بين نوري المالكي ويان بيتر بالكينده مسافة بعيدة ..
- الانتخابات الهولندية نزهة بين الزهور ..
- رسالة من جاسم المطير إلى جلالة الملك عبد الله الثاني
- الزمان لن يسمح للشارع العراقي أن يبقى مقفرا أو ساكنا ..
- مدافع الحرب الباردة في المنطقة الخضراء ..
- ليلى الخفاجي وعلي الأديب ونظريات الاستبداد والمستبدين ..!
- الرئيس جلال الطالباني ليس بمنأى عن غبار الديمقراطية ..!
- سجال البحث عن تحالف شيعي بلا التزام وطني ..
- فنانات عراقيات تحت شمس الانترنت ..
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى فخامة الرئيس مسعود البارزاني
- عن مؤتمر الغداء الملحمي المسمكي المدجج ..!
- تصريحات مسئولين عراقيين يتخيلون أنفسهم قادة عالميين ..‍‍!
- ثقافة الغداء الرئاسي الأخير..!
- المالكي أشعل النار بدوندرمة المفوضية الانتخابية .. !!‍‍
- الفائزون في الانتخابات البرلمانية يتحدون الديمقراطية ..
- أذا تحركت أمانة بغداد كن حذرا أيها المواطن..!
- حلقات القيد الزراعي بين مكتب نوري المالكي وفرات الناصرية


المزيد.....




- آلاف العناكب العملاقة على وشك اجتياح بلدات أمريكية عديدة.. و ...
- احتجاجات ساو باولو: الرسوم الأمريكية تُشعل الغضب وتدفع الجما ...
- أردوغان ودبيبة وميلوني يتباحثون في إسطنبول سبل التصدي للهجرة ...
- مئات الإسرائيليين يطالبون بصفقة فورية بعد بث مشاهد لأسرى
- تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
- بالفيديو.. مساعدات -مزعومة- لا تصل إلى سكان غزة
- وفاة طفل جوعا بغزة وإصابة 900 ألف آخرين بسوء التغذية
- جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل
- سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه ...
- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - حكامنا يريدون من الديمقراطية ان تنتمي اليهم ..