أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - فنانات عراقيات تحت شمس الانترنت ..














المزيد.....

فنانات عراقيات تحت شمس الانترنت ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 16:36
المحور: الادب والفن
    



خلال فترة قصيرة جدا ، صباح اليوم ، أتاح لي موقع (يو تيوب) مشاهدة عدد غير قليل من اللوحات الفنية لمجموعة رائعة من الرسامات العراقيات المستغرقات في مهمة تطوير الفن العراقي داخل سياق التاريخ الفني الذي يريد تأكيد فيض جزئه الإنساني في ظل ظروف غير طبيعية داخل المجتمع العراقي غير الآمن على استقراره . الفنانات المعنيات ، هنا ، هن : وداد الاورفه لي ، رؤيا رءوف ، بتول الفكيكي ، صبا مجيد ، عفيفة لعيبي ، ليلى كبة ، نادية محمد ، وسماء الاغا ، يقين الدليمي ، سعاد العطار ، ابتهال توفيق ، بثينة عبد الرحيم .
كان العرض على شاشة (يوتيوب) مثيرا للاهتمام ، حقا ، فقد استطاع منظم العرض بشار حسام أن يقدم خلال اقل من سبع دقائق تجميعا لمادة فنية مفيدة ، متضامنة ، معلنة لنا ، نحن المشاهدين ، أن حالة الفن التشكيلي العراقي بخير وأن الفنانات العراقيات ، بالذات ، يواصلن ، رغم القهر والإرهاب ، أسطورة العمل الفني وتحدي كل محاولات استعباد الفن أو استبعاده عن الحياة . لقد أحسست أن هذا العرض المتواضع لم يضل السبيل المتاح أمامه ، واضعا لوحات فنانات عراقيات ممن يتمتعن برموز فنية دالة في التاريخ الفني العراقي الحديث أمام المشاهدين ، ليفرض عليهم ، بطريقة خاصة مميزة مصحوبة بأغنية عراقية تراثية ، رؤية وجود شكل من أشكال العلاقة بين المواطن العراقي داخل الوطن وخارجه وبين الفن العراقي متمثلا بدزينة كاملة من أسماء فنانات تشكيليات عراقيات .
أول شيء استطيع قوله ، هنا ، أن واحدة ًمن تكنولوجيا ثقافة القرن الحادي والعشرين (الانترنت) انتصرت بنجاح ساحق على (الحرب الساخنة) القائمة بين الفن والإرهاب في بلاد ما بين النهرين ، وعلى (الحرب الباردة) القائمة بين الفنانين ووزارة الثقافة ، قد تحدت الظروف الصعبة لمتطلبات مشاهدة أي معرض تشكيلي في بغداد حيث الحركة ليست متوفرة للجميع وليست يسيرة في كل وقت في ظروف شوارع بغداد المليئة بالقتلة من مختلف الأنواع والانتماءات . خلال هذه الفترة كان معرض موقع يو تيوب ابتكارا جميلا رغم انه ليس بديلا عن المعارض التقليدية .
المشكلة التي اعنيها ، اليوم ، بعد مشاهدة فنية عبر الانترنت ، هي المعايشة بين الفنان التشكيلي والتاريخ العراقي ، وهي معايشة تخلو من مظاهر الغموض والغربة والمأساة سواء كانت الفنانة التشكيلية المعروضة أعمالها ، بحركة سريعة ، على شاشة (يوتيوب) مقيمة داخل الوطن أو خارجه .
تفيدني ، هنا ، كلمة (تراجيديا) وأنا أتتبع لوحات الفنانات العراقيات المشار إليهن في مقدمة مقالتي إذ هن ، جميعا ، يمثلن قوة فنية عراقية كبرى ، تحاول بكل الوسائل والسبل تطوير إمكانيات الحدث الفني ، وتطوير الاستجابة لها ، بوسائل إقامة المعارض الشخصية ، داخل العراق وخارجه ، بعد أن فصلت وزارة الثقافة العراقية نفسها ودورها عن رعاية نشاطات الفنانات التشكيليات العراقيات ولا أريد ، هنا ، اتهام الوزارة وكادرها بسوء القصد العقيم والأنانية ، لكنني أقول أن وزارة الثقافة العراقية لا تملك أية أسباب عقلانية لتبرير انفصالها العام ، عن الثقافة والمثقفين عموما ، وعن الفن والفنانين خصوصا . مع الأسف أن الوزارة لم تعد ملتزمة بنطاق إسناد أو دعم مشاريع الدلالة العميقة في الفنون والآداب . حتى أنها أقدمت أخيرا على (خيار مستحيل) مثير للجدل الكئيب حين أعلنت عن تخليها ، في منتصف الشهر الماضي ، في رعاية مهرجان البصرة السنوي (المربد) مستندة في هذا (التخلي) على حقائق مبتورة لتخفي وراءها جميع أخطاء كادرها المكتبي . ظلت الوزارة خلال أربعة أعوام لا تثير في أعماق العراقيين غير الشعور بالألم ولا أقول عن إحساس المثقفين العراقيين بخيانة الوزارة لوظيفتها .
من يدري ربما يحتاج مهرجان البصرة (المربد) أو غيره من مهرجانات عراقية شعرية وفنية أخرى في المستقبل إلى ( الانترنت ) والى موقع (اليو تيوب) بالذات إذا ما ظلت وزارة الثقافة العراقية تستهين بالثقافة العراقية وإذا ما أبقت نفسها ودورها على حال القطيعة الحالية بالمثقفين والأدباء والفنانين .
ها انذا أرى ، في محاولة العرض الفني البسيط والمتواضع لمجموعة فضيلة من الموهوبات العراقيات ، منطلقا متوازيا لجعل مشاهدي شاشة الانترنت يمضون وقتا جميلا مع برنامج من هذا النوع أسسه السيد بشار حسام ، وهو شخص لم أتعرف عليه وعلى نماذج أفكاره ونشاطاته وتطلعاته ، ولا اعرف مدى صلة سيرته الذاتية بالفن التشكيلي أو الانترنت ، لكن جهده الكبير في توفير مادة فنية ميسورة يعتبر استكشافا فنيا في فترة (الحرب الباردة) بين الفن ووزارة الثقافة وهو جهد يستحق الثناء.
كم كنت أتمنى أن يكون هذا العرض الانترنيتي المفيد جدا لعراقيي الغربة في الخارج ولعراقيي الاغتراب في الداخل بصورة أوسع واشمل وأكثر تنوعا . لقد داهمني شعور تراجيدي ، حقا ، حين شاهدت كثرة اللوحات المعروضة وهي تقدم للمشاهدين لوحات مصبوغة بالحزن النسائي وبانهمار الدموع من عيون بعضهن ، لأسباب موضوعية دون شك ، فالمرأة العراقية عموما والفنانة خصوصا ، كابدت في بلاد الرافدين ولا زالت تكابد من الخصومة المزاجية التاريخية بينها والمجتمع ، بينها والسلطة ، بينها وبعض التقاليد البالية ، لكنني واثق أن الفنانات التشكيليات العراقيات ، كلهن ، اثبتن بصورة مذهلة خلال العقود الخمس الماضية أنهن قوة ذات قيمة حقيقية كبرى يمكنها أن تصنع مواقف ومساهمات قادرة على إحداث التغيير الكبير في سطح مجتمعنا و في أعماقه .
ترى هل نشاهد نهجا أعمق في ميادين الانترنت الواسعة ومنها (اليو تيوب) في المستقبل لعروض فنية عراقية أوسع وأعمق وأغنى وأن ننعم ، نحن عراقيي الغربة ، بصداقة كبيرة مع فن الزمن الصعب ..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 5 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى فخامة الرئيس مسعود البارزاني
- عن مؤتمر الغداء الملحمي المسمكي المدجج ..!
- تصريحات مسئولين عراقيين يتخيلون أنفسهم قادة عالميين ..‍‍!
- ثقافة الغداء الرئاسي الأخير..!
- المالكي أشعل النار بدوندرمة المفوضية الانتخابية .. !!‍‍
- الفائزون في الانتخابات البرلمانية يتحدون الديمقراطية ..
- أذا تحركت أمانة بغداد كن حذرا أيها المواطن..!
- حلقات القيد الزراعي بين مكتب نوري المالكي وفرات الناصرية
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى القاضي مدحت المحمود
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد علي اللامي
- آللهم نجنا من زعاطيط السياسة
- العلمانية وأسس تحرير الإنسان العراقي وانعتاقه الفكري والسياس ...
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى خلفاء بغداد الثلاثة
- صدمتان سياسية ونفسية بين الوزيرة ورئيس الوزراء ..!
- عودة العراق إلى عصر صناعة الأحذية يدويا ..!
- عن المعجزات والمستحيلات في السوق الانتخابية الحرة ..
- رسالة مفتوحة ثانية من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي
- الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي رئيس الوز ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - فنانات عراقيات تحت شمس الانترنت ..