أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - الانتفاضة الكهربائية!














المزيد.....

الانتفاضة الكهربائية!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 13:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-317-
الانتفاضة الكهربائية!
قبضات الآلاف من المواطنين الغاضبين التي دقت بعنف نهار السبت (19/6) أبواب مجلس محافظة البصرة، بوصفه وكرا للفاسدين والفاشلين في إدارة المحافظة، ورشقه بالحجارة والزجاجات الفارغة، ورفع شعار (اليوم نتظاهر..وغدا نعتصم..وبعدها نثور) (لا نريد النفط ولا الدواء نريد الماء و الكهرباء" و"جماهيرالبصرة تطالب المرجعية العليا بتوفير الخدمات للمواطنين". ، ومثلت للكهرباء بتابوت على سيارة، فيما قام عدد من المتظاهرين بشق الزيق أمام (الكاميرات) في (تراجيكوميديا عراقية 2010)، على خلفية انقطاع الكهرباء بالمدينة ساعات طويلة بلغت نحو 18 ساعة في اليوم، حيث سجلت درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا قاربت خمسين درجة مئوية، هذا وغيره جعل الشرارة تنطلق من هذه المدينة الغنية لكن المهملة، وستدق القبضات العراقية أبواب المحافظات القريبة والبعيدة، وتتساقط الواحدة تلو الأخرى أمام الغضب الشعبي العارم، وسيزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة الجدد، ويعجل بتشكيل الحكومة التي تشهد استعصاءا، رغم مرور أكثر من مئة يوم على انتخابات برلمانية شهد العالم بنزاهتها لكن استثمرها السياسيون لمصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم، وستفكر الحكومة القادمة الف مرة بأحوال مواطنيها ومعاناتهم اليومية من تردي واقع الخدمات وغيره.
أربع محطات كهرباء رئيسية في البصرة هي ( الهارثة والنجيبية وخور الزبير والشعيبة ) خصصت لتأهيلها واستثمار غيرها 360 مليار دينار، نهبتها عفاريت مجلس البصرة، فيما المواطنون يشربون الماء المالح والأطفال يصابون بأمراض جلدية نظرا لطول ساعات انقطاع الكهرباء.
لم يطالب المتظاهرون ببناء فنادق خمس نجوم أو ملاعب كرة قدم حديثة وهو حق مشروع للبصرة الغنية بالنفط، إعادة تأهيل المطار أو جعل المدينة في التطور والعمران مثل دبي، لكنهم طالبوا بأقل مايمكن أن يعينهم على الحياة اليومية ويشعرهم بآدميتهم : إنها (القهرباء) في بلاد القهر المتواصل والوعود الكاذبة، وانتظار القمر حتى يصبح بدرا ليضيء شوارع البصرة، كما أفتى محافظها من حزب الدعوة الدكتور شلتاغ مؤخرا بأنه (يتمنى من القمر أن يكون بدرا ليضئ ليالي البصرة الدامسة!!؟)، دلالة غياب العقل والتخطيط والنزاهة، وحضور العجز والاتكال على الغيبيات في تسيير أمور الحياة اليومية، هذا الداء ليس حكرا على مجلس البصرة بل أصاب كل مجالس المحافظات التي تديرها أحزاب الاسلام السياسي.
ميناء العراق الوحيد وتنام على خزائن الذهب الأسود في حقول الرميلة والشعيبة خاصة، تنفتح على البحر وهي أرض خصبة للزراعة وغيرها، وكل هذه الخيرات البصراوية وقعت في غفلة من زمن العراقيين الأسود بين أيدي الجهلة والأميين، ومن يؤمنون بالخرافات والطائفيين، ولم تتم الاستفادة من الخيرات ولم يضع مجلس البصرة الخطط الكفيلة بالنهوض الاقتصادي والصناعات النفطية.
الجنوب المهمل المتمرد غير المتصالح مع المركز في كل تأريخ العراق، ترتفع قامته من البصرة ذات التأريخ الوطني والنضالي، وهاهي شرارة تغيير الأوضاع الفاسدة والمأساوية تنطلق منه، والحل يأتي من البصرة!
فقد كان لرفض أبنائها الأباة ماسببته الحرب العراقية الايرانية المجنونة، من خراب البصرة وتشردهم بين المحافظات أكبر صدى، والشرارة الأولى لانتفاضة آذار الباسلة 1991 انطلقت من البصرة، بعد غزو صدام للكويت وطرد جيشه منها، وماأعقبها من سقوط 14 محافظة خلال أيام قليلة، لكن لم يسقط الدكتاتور حينذاك لحسابات اقليمية ودولية معروفة.
لكن القبضات هذه المرة سيكون لها قوة شعب مقهور وإجماعه، وستطرق لاحقا أبواب المنطقة الخضراء مثلما طرقت بعنف أبواب مجلس البصرة، وتطيح بالفاسدين وسراق المال العام والمتهاونين في حياة المواطنين، كما تعجل بتشكيل الحكومة التي ستضع في أولوياتها خطط إعادة تأهيل محطات الكهرباء والماء، والنهوض بواقع الخدمات المهين للكرامة العراقية.
لسنا دعاة عنف ومظاهرات وتدمير ممتلكات، فهذا شعبنا وبلدنا ودافعنا عنه على طول الخط وضحينا من أجله وتشردنا، لكن الطغاة الجدد لبلد له موازنات مليارية وعدته الحكومة بمشاريع انفجارية، لم يقبض منها سوى الوعود، حيث تعيش نسبة كبيرة من مواطنيه تحت خط الفقر وترتفع نسب البطالة وتنقطع عنه الكهرباء ويشرب الماء المالح، لاحل أمامه غير مواصلة المظاهرات للمطالبة بحقوقه من ثرواته وتحسين حياته اليومية الآدمية.
20/6/2010
[email protected]
www.Summereon.Net

أود لو عدوت أعضد المكافحين
اشد قبضتي ثم أصفع القدر
أود لو غرقت في دمي إلى القرار
لأحمل العبء مع البشر
وأبعث الحياة ، إن موتي انتصار
(النهر والموت)
بدر شاكر السياب



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لاستقالة الحكومة المحلية في محافظة ذي قار!
- مقطع من نص / بباب موزع التموين
- المالكي مستعد للتنازل عن منصبه لتحقيق مصلحة البلاد !
- الصدقات الجديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
- صدقات جديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
- المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!
- الشاعر والكاتب طارق حربي في حوار عن العراق والشعر والمنفى
- أربعة (سيناريوهات) غير مقبولة!
- من وحي العيد الوطني النرويجي!
- من المحاصصة الطائفية إلى المحاصصة الانتخابية الرقمية !
- أزمة تشكيل الحكومة..إلى أين!؟
- مساهمة في ملف (الهوية الوطنية العراقية)
- مؤتمرات الارهاب وتأخر تشكيل الحكومة!
- العراق يمر بمأزق سياسي..ماالعمل!؟
- أيها الوطن
- حجرٌ ملَبَّدٌ بالغيوم
- ذباح العراقيين يقلد أوسمة!
- إتلاف الأطعمة الفاسدة في الناصرية..إلى متى..!؟
- لا لجعفر الصدر كمرشح تسوية بديلا عن المالكي!
- نتائج الانتخابات وتغليب المصلحة الوطنية العليا


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - الانتفاضة الكهربائية!