أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - من وحي العيد الوطني النرويجي!














المزيد.....

من وحي العيد الوطني النرويجي!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-311-
طارق حربي
من وحي العيد الوطني النرويجي!
طافت شوارع العاصمة النرويجية أوسلو قبل ظهر يوم أمس (17 مايو/آيار) مسيرات ضخمة، شارك مئات الآلاف من المواطنين النرويجيين والأجانب، إحياء للذكرى السنوية لاستقلال مملكة النرويج (يوم الدستور)، وحدث ذلك سنة (1814) على إثر تنازل الدنمارك للسويد (كانت النرويج وإيسلندا تحت التاج الدنماركي من سنة 1340 إلى 1814)، إثر خسارة منيت بها الدنمارك خلال الحرب البابلونية، ومالبثت السويد أن احتلت النرويج وأعلنت ملكها ملكا على هذه البلاد.
وقف الملك هارالد الخامس والملكة سونيا والأميرات والأمراء في شرفة القصر الملكي لتحية المسيرات الجماهيرية، وصدحت الفرق الموسيقية في أرجاء الحديقة الملكية والشارع الرئيس، وردد الجميع بايقاع واحد النشيد الوطني (نعم نحن نحب هذه البلاد Ja, vi elsker dette landet).
ارتدت الفتيات النرويجيات والنساء (البوناد)، وهي الثياب الخاصة بالمناسبات الرسمية، مزينة بنقوش وألوان تشيع أجواء الفرح والسرور، وازدهى الأولاد والرجال وكبار السن بأجمل الحلل والثياب، لم تطلق رصاصة واحدة كما في الأعراس والمناسبات في بلاد الذبح والفساد وغمط حقوق الانسان، لم تهجم ميليشيا على أحد أو تتوعد مجموعة أو فئة، فليس في هذه البلاد ميليشيات أو كواتم صوت ومفخخات أو مظاهر عسكرية في الشوارع، حرس تشريفات واحد يقوم بحراسة القصر بخوذة مريشة، يحب السياح التقاط صور تذكارية معه في الايام العادية، ولم تختلف الأحزاب النرويجية من اليمين إلى اليسار، وتشهر ببعضها البعض في وسائل الاعلام، بل هم يتناظرون ويطرحون البرامج الوطنية في الاقتصاد والسياسة وغيرها في التلفزيون، فالحزبان الرئيسان ( العمل واليمين) يؤمنان بمبدأ التداول السلمي للسلطة، ويتقاسمان الحكومة بكل سلاسة وربما يتحالفان مع الأحزاب الأخرى الصغيرة مثل الوسط والمسيحي والـ (SV)، ولم نسمع يوما أن أحدها طالب بإعادة العد والفرز واللف والدوران كسبا للوقت وتسقيطا الخصوم السياسيين، ولم يكن أي أثر للدين المسيحي في المسيرات ولاللبروتستانت (الديانة الرسمية في النرويج هي الأنجليكانية اللوثرية وتعرف أيضاً باسم كنيسة النرويج) بعدما عزف الكثير من المواطنين النرويجيين عن الدين وزيارة الكنيسة أيام الآحاد لاسيما في السنوات الأخيرة، بعد اكتساب المزيد من الحريات والتحرر الاقتصادي والدخل العالي وألوان الرفاهية، وتحول المجتمع من نموذج المجتمع الاقتصادي إلى نموذج المجتمع الاستهلاكي والمعلوماتي، ومال الشعب إلى إله السوق والاستهلاك دون أي دين أو مذهب أو تعاليم تتعاطى مع الماضي لاالمستقبل.
النرويج التي تعيش على التقاليد المحلية، وتعتبرها الأمم المتحدة أفضل مكان للعيش والتنمية البشرية والاقتصادية، وتتمتع باقتصاد قوي تجاوز تغطية حياة الأجيال الحاضرة ليضمن حياة الأجيال القادمة في صندوق خاص، احتفلت لوجه البلاد والحكم العادل والمجتمع المدني والحريات الفردية والرفاهية، لم تحمل امرأة كفنا أو رجل ، بالعكس الجميع ارتدوا لهذا اليوم أجمل الثياب الملونة، ملوحين بالأعلام النرويجية من الحجم الصغير، رفرفت في الشوارع وحياها الملك وقبله في مبنى لايبعد كثيرا حياها رئيس وأعضاء البرلمان من نوافذ المبنى، وعلت الهتافات والأغاني بمصاحبة الآلات الموسيقية، تحية لذلك اليوم المجيد (الاستقلال) عن السويد وكتابة الدستور النرويجي.
وقفت في الحديقة الملكية أراقب أمواج البشر السعيدة المنشدة لبلادها لالدينها أو قساوستها أو ماضيها، وكم تمنيت أن يسيّر العراق مسيرات لتحية شخص رئيس الوزراء في عيد وطني، يجمع عليه العراقيون بكل طوائفهم وإثنياتهم وقومياتهم، 14 تموز مثلا أو 9 نيسان يوم خلاص العراقيين والعراق من النظام الفاشي القمعي، ويمتنع الشعب إلى الأبد عن المشاركة في الاحتفالات الدينية السنوية التي تميت قلوب العراقيين في الجنوب والوسط خاصة، وتستغلها الأحزاب الدينية الحاكمة لخدمة مصالحها وأجنداتها وأطماع وأجندات دول الجوار.
وقفت في الحديقة الملكية وقبالتي في الشرفة وقفت العائلة المالكة التي لاتملك مثل الرؤساء والملوك في الشرق السعيد، بجانبي عائلة من سريلانكا ربها الذي انشغل بالتصوير هارب من حروب التاميل، وكردي عراقي نجا وعائلته من حكم الأخوة الأعداء في كردستان العراق، ولبناني وزوجته حصلا على اللجوء في هذا البلد المسالم، هربا من أوضاع لبنان السياسية والاقتصادية، يتضاحكان سعيدين وهما يلتقطان الصور التذكارية للمسيرات الجماهيرية المنظمة تنظيما دقيقا، وباكستاني بالزي المحلي يذكر بقصص الف ليلة وليلة، وأفريقي ربما يكون ظرف لجوئه اقتصاديا أو حربا اهلية.
وقفت أتأمل مشهد الشعب السعيد الذي انتخب حكومته فعملت بهدي من الدستور وعقدها الاجتماعي معه، على تحسين حياته وحماية حقوقه المدنية وإعلاء شأن انسانيته، وأمنت من لجأ إليها أفضل من الأنظمة التي تدعي الاسلام ولاتطبقه، فالاسلام الحقيقي هنا وليس في السعودية على سيبل المثال!، وقفت أتأمل الجموع الشاكرة والوجوه المبتشرة وألمه بـ (كاميرتي) : بألوانه وزهوره وموسيقاه ووجوه صباياه التي حباها الله بالجمال والتواضع والبساطة، مفكرا في اليوم الذي يخرج فيه العراقيون بمسيرات وطنية مماثلة، يحيون فيها الرئيس بعدما تكون الأوضاع السياسية استقرت، والثروات الوطنية وزعت بالعدل بين المواطنين، وبنيت دولة المؤسسات والقانون، وعاش الشعب بأمن وسلم ورفاهية، والعراق المسالم الباني للحضارة الجديدة المساهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
18/5/2010
[email protected]
www.summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المحاصصة الطائفية إلى المحاصصة الانتخابية الرقمية !
- أزمة تشكيل الحكومة..إلى أين!؟
- مساهمة في ملف (الهوية الوطنية العراقية)
- مؤتمرات الارهاب وتأخر تشكيل الحكومة!
- العراق يمر بمأزق سياسي..ماالعمل!؟
- أيها الوطن
- حجرٌ ملَبَّدٌ بالغيوم
- ذباح العراقيين يقلد أوسمة!
- إتلاف الأطعمة الفاسدة في الناصرية..إلى متى..!؟
- لا لجعفر الصدر كمرشح تسوية بديلا عن المالكي!
- نتائج الانتخابات وتغليب المصلحة الوطنية العليا
- ماهذا الغموض..ماالذي يجري!؟
- تحولات في المشهد السياسي العراقي
- تأخير أم تزوير!؟
- انتصار الحبر على الدم!
- شكرا قداسة البابا!
- ماذا وراء زيارة علاوي للرياض والقاهرة!؟
- من سرق أنبوب النفط من مدينتي!؟
- امرأة على ظهرها كفن!
- عشائر المالكي!!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - من وحي العيد الوطني النرويجي!