أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - انتصار الحبر على الدم!














المزيد.....

انتصار الحبر على الدم!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-299-
طارق حربي
انتصار الحبر على الدم!
خمسة مواسم انتخابية منذ التغيير حتى اليوم جرت في العراق، ثلاث منها سنة 2005 (الجمعية الوطنية والدستور والبرلمان) ، وواحدة سنة 2009 لانتخاب مجالس المحافظات، أما الاخيرة فكانت الانتخابات التشريعية التي جرت يوم أمس الأحد (7 آذار 2010) ، حيث انتصر فيها حبر الانتخابات البنفسجي، الذي عمد به العراقيون تجربتهم الديمقراطية الخامسة، على الدماء والقتل والمفخخات وقبلها الفاشية والحروب والجوع والقمع، ليتقدموا خطوة جديدة في المسار الصحيح والصعب والطويل لبناء تجربتهم الديمقراطية الوليدة، وحازوا احترام المجتمع الدولي، عبر رسائل تهنئة بعث بها عدد من زعماء دول العالم في مقدمتهم الرئيس الامريكي أوباما.
أثبت العراقيون خلال زحفهم الكبير نحو مراكز الاقتراع، لانتخاب برلمان جديد تنبثق عنه حكومة تقود البلاد خلال السنوات الاربع القادمة، أنهم أمة سلام وبناء، يترسمون خطى الشعوب المتقدمة في ترسيخ مبادىء الديمقراطية وبناء المؤسسات الدستورية، ويتطلعون مثلهم مثل الشعوب التي ذاقت ويلات الدكتاتوريات والاستبداد إلى غد أفضل، فلا عودة بعد خمس مواسم انتخابية إلى حكم الفرد الواحد، بل إلى تداول سلمي للسلطة حسب الآليات التي وضعها الدستور العراقي.
لقد عاش العراقيون خلال السبع سنوات الماضية الكثير من الفشل نظرا لاحباط السلطتين التشريعية والتنفيذية، في أداء مهمتهما بسبب المحاصصة الطائفية والقومية التي انطلقت مع تشكيل مجلس الحكم، ولم يكن البرلمان العراقي خلال السنوات الاربع الماضية بمستوى مسؤولياته التي إئتمنه عليها الناخبون، ساد فيه الفساد والشرذمة وغلب مصلحة نوابه، ولم يتفق على اصدار تشريعات وقوانين كان يمكن لها لو وضعت، أن تدفع بمسيرة العراق السياسية والاقتصادية نحو الامام، لاسيما قانون النفط والغاز وتوزيع الثروات والمرأة وغيرها، فيما غرقت أطراف في السلطة التنفيذية (الحكومة) في أوحال الفساد المالي والاداري، ولم يتقدم الاقتصاد والزراعة والصناعة، وتراجعت الثقافة العراقية التي كانت بداياتها الاولى علمانية، لصالح نشاطات طائفية، وتدهورت السياسة الخارجية وغيرها.
وفي المخاض الطويل والصعب صوب مستقبل واعد للعراقيين، شهد يوم امس الأغر فعاليات ملأت الصدور غبطة وارتياحا، فكانت الطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع، المتصلة من العراق إلى ستة عشر بلدا أجنبيا، حيث تقيم الجاليات العراقية التي ضمنت لها المفوضية العليا المستقلة حق التصويت، هذه الطوابير أكدت أن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الحل لكل مشاكل العراق، والطريق الصحيح لبناء الأمة العراقية التي لم تنبني منذ نحو ثمانين عاما، هي وليس لغة القتل والتدمير والمفخخات، المرسلة من بعض الأنظمة في الدول المجاورة، بعدما قضت مضجعها التجربة العراقية الوليدة.
لم تشهد هذه الانتخابات تحالفات طائفية وتخندقات، وشعرت الاحزاب الدينية بعد تجربتها الطائفية الفاشلة في رحم بناء العراق الجديد، أن فوزها في الانتخابات البرلمانية مرهون بتقديم الخدمات للمواطن العراقي، وإطلاق برامج النهوض بالاقتصاد العراقي المنهار، وأثبتت هذه الانتخابات المفصلية في تأريخ العراق لرسم ملامح المستقبل، أن أوراق اللعبة الانتخابية تحولت لصالح الشعب واصبح القرار قراره.
فقد تحول العراق من بلد "كان انموذجا دمويا وقاتلا للشرق الاوسط برمته" بحسب مستشار السياسة الامريكية في الامم المتحدة ريتشارد غرينيل، إلى مثال بين الشعوب وهو يصوت بكل حرية وعدالة وشفافية، وأعطى دروسا هامة لكل الأنظمة القمعية في المنطقة، وبمرور الوقت ستعطي التجربة الاستباقية للديمقراطية العراقية، زخما للشعوب وتنشىء ديمقراطيات جديدة في الشرق الأوسط، وتوسع من هامشها في دول أخرى، وسيكون العراق مركز اشعاع لها.
مثلما أسقطت ملحمة الانتخابات يوم أمس كل المؤامرات والصفقات المشبوهة، ستسقط مسيرتها الظافرة الاحزاب الدينية والطائفية والمناطقية الضيقة، انتصر صوت العقل على أصوات المفخخات والحبر على الدم، والحياة على لون الكفن ودخان العمليات الارهابية، وأرسل الناخبون رسالة لكل المتربصين بالعراق الجديد، أن لاعودة إلى الوراء بعدما أمسك العراقيون بقرارهم بأيديهم وأخذوا يقررون حياتهم ومصيرهم عبر صناديق الاقتراع.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا قداسة البابا!
- ماذا وراء زيارة علاوي للرياض والقاهرة!؟
- من سرق أنبوب النفط من مدينتي!؟
- امرأة على ظهرها كفن!
- عشائر المالكي!!
- -غزوة الفنادق- تتحملها المساءلة والعدالة والحكومة العراقية!
- بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!
- رئيسنا الخروعة!
- صقور مجلس ذي قار!
- لاانقلاب في بغداد!
- برج المالكي!
- لماذا تظاهر الصدريون في الناصرية لمساندة الحوثيين ولم يتظاهر ...
- هل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟
- الناصرية : معرض تشكيلي واحد مقابل (600) جامع وحسينية..!!
- الوقف الشيعي في ذي قار على خطى المقبور!!
- ماذا يعني ضرب صورة الملك السعودي بالاحذية في تركيا!!؟
- بمناسبة العيد السعيد..(عنزة) في ضيافة قناة السومرية..!!
- أتهم الاحزاب الطائفية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الاعلامي ال ...
- نقض الهاشمي : تواطؤ شيعي استثمار كردي!!
- ثلث -لملوم- أعضاء مجلس محافظة ذي قار يؤدون مناسك الحج هذا ال ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - انتصار الحبر على الدم!