أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - قتل الشجر باللعن هل هو صحيح















المزيد.....

قتل الشجر باللعن هل هو صحيح


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 14:09
المحور: الادب والفن
    




يقال انهم في جزر سليمان حين يريدون اقتلاع شجرة, فان القبيلة تجتمع من حولها وتاخذ في لعنها وبعد ايام تموت الشجرة.
اخذني سحر الخرافة. وانا فضولي بطبعي, والشجر كثير من حولي, فاحببت تجربتها, وبحساب كلفة التجربة الى مردودها, وجدت انه لا مخسر في اجرائها, واحتمال الربح وارد, واقله التاكد من صحة المعلومة, اذ اخذت بعين الاعتبار, قلة تكاليفها وبساطة تقنيتها ويسر ادائها, ولدي من حولي شجر كثير ومن كل الانواع, لن يحتسب احد موت اي منها, ولن يثير القانون ولا احزاب الخضر ازمة لي, على فقدها لعدم وجود ملامح جنائية لعملية القتل.
وحيث انني ظل الله في اسرتي, ولا ينقص سيطرتي عليها القدسية والروحانية, فقد جمعت اسرتي, زوجتي المتعلمة الامية, وابنائي مهندس الالكترونيات, ورجل الاعمال, والمهندسة الزراعية, والمهني, واحفادي الثلاثة, وشرحت لهم التجربة, فتململوا قليلا, لكن شرعية ابوتي اسكتتهم.
في يوم الجمعة التالي, وعلى عادة المجتمع في تخصيصه للترويح عن العائلة, ذهبنا جميعا الى جبل واجتمعنا من حول زيتونة رومية, لا سبب محدد وراء اختياري لها, وفي وقت صلاة الجمعة الميمون, وقفنا وقبلتنا تلك الشجرة, واخذنا الى حين صلاة العصر في لعنها.
لقد حرصت ان استعين في لعني اياها بكل موروث معرفتي من مصطلح لعن تعلمته, مقدس كان او اجتماعي ,نثرا وشعرا, يصحبه ابداء اشارات الغضب, وحركات السخط, وان يكون لعنا مخلصا يعبر عن نقاء معتقدي وصدقه, لا ينقص منه اهم ما يباركه وهو صدق معتقد الاستعانة بالله.
لم اروح عن نفسي ذلك اليوم, الا اذا احتسبنا وقت اجراء تلك التجربة, التي عدنا بعدها الى المنزل, يقلقني الشوق ويبديه تململي في انتظار معرفة نتيجة هذه التجربة, خاصة ان فترة الانتظار لمعرفتها ستمتد لاسبوع كامل, والاسرة تعرف من طبعي عادة القلق وعدم الصبر اثناء انتظار العلم بالنتائج,
زاد مني على زوجتي تكرار طلب القهوة, ورقابة الطهو, وملاحقة ادائها الشعائر, وضيقي ان تذهب لجارة في طلب او زيارة, او حضور الجارة اليها, الا يعلمن ان وجود الزوج في البيت يعني نوعا من تقييد الحركة الذي يعكس مدى ابداء الاحترام له, الا يعلمن ان كل الاديان امرت الزوجات بابداء طاعة قدسية لازواجهن, الى درجة ان بعضها حلل للزوج حق احراق زوجته حية اذا غضب منها, لكنهن شحيحات الثقافة وان يكن قد نلن قسطا من التعليم, لا يرد جنوحهن الى الانفلات سوى جلافة الرجولة, يكفل المجتمع لها ان تؤدي واجبها في ردعهن.
زاد على ابنائي تكرار الذهاب الى بقالة الحي, لشراء السجائر لي, وحدها صديقتي ومتنفس ضيق صدري, اعاشرها اكثر من معاشرة من احب, ولها عليها الاولوية دائما, كان ابنائي يعلمون ان التاخر في الذهاب لاحضار السجائر او التلكؤ في احضارها يعني ان يسمعوا محاضرة اخلاقية عصماء لا اظن عندهم القناعة بها, غير انهم, لا اعلم لماذا, ليسوا اهل مجادلة وحوار, بل اهل صمت وانصياع, واحمد الله على ذلك, فهو يبقي على احترام ابوتي فيهم.
وتضاعف ضيقي من حركة الاحفاد في لهوهم, مصيبة هي الاطفال, لا يبقون على متعة هدوء, وكثرة متطلبهم لا تبقي على مال في زمن شح مردود العمل فيه, فعلا انهم يصبحون نقمة في بعض الاحيان كما يقول النص المقدس, بل منهم من يكون دائما نقمة, احمد الله اننا لم نكن من اهلهم,
زادت نظراتي شزرا الى من يتاخر في العودة الى البيت ليلا من الابناء, وهو عقاب عادة يستمر اياما, ولم لا, ان الانحراف الخلقي يكمن خارج باب البيت, حفظنا الله واياكم من كل مكروه, و علم غيب لنا ما يحدث خارجه, و رفقة سوء احد احتمالاته, خصوصا تحرشات بنات ابليس, التي تبدو غير مقصودة, وخبثهن الذي اخرج ادم من الجنة, و تفنن الاعيبهن التي تسكر الشباب فتحيل عقلهم طيشا,
بدأ يختل تماسكي على توقيت اداء الصلاة, اعوضه بالاستغفار الى الله عز وجل, فقد تزايد شرودي في احلام ما يمكن ان اصنع اذا نجحت التجربة, يبني امالا كبيرة لدي, اقلها شعوري بالتميز والتفوق, واكثرها ان ينخفض عن كاهل اقتصادنا الوطني زيادة كلفة تقنيات وجهد قص واقتلاع الشجر الحي, قياسا بالميت, ويمكن ان يشكل ذلك بداية مشروع عمل ناجح, مردوده الربحي كبير.
خلال ذلك الاسبوع كان التقلب في الفراش والسهاد اقل معاناة وجدت نفسي عليها, اما اكثرها فكان تخيل المجالات التي يمكن ان اوظف هذه التجربة بها, وما شروط تحويلها لمشروع عمل ناجح, واحتياجاته, وكيف يمكن اخفاء سره عن الغير خشية المنافسة, فالاحتكار هو عامل الحفاظ على مردود ارباح عال لاي مشروع, اما تزايد التنافس في مجالها فهو يقتل عائد ربح اي مشروع,
كنت احسب حسابا خاصا لجار من الجيران حسود العين زرقائها, لا يترك احد في سترة حال, إلآ, ان يعريها ويكشف سرها, لا يمنعه عن ذلك التزامه الصلاة في جماعة, ولا حسن تعامل الناس معه, انه ادمان الطبع الذي لا ينفع في ردعه نصيحة ولا تجربة, فبدأت ذلك الاسبوع احيد عن اللقاء به, فهو حتما سيقرأ قلقي ويبدأ البحث عن سببه, لذلك جانبته في صف الصلاة وفي توقيت الذهاب الى المسجد الاياب منه, والتزمت جيدا سنة اخلاف طرق الذهاب اليه والاياب منه, والتزمت اداء ركع صلاة السنة في البيت,
جاء يوم الخميس, وكان قلقي النفسي طوال الايام الماضية قد اوصلني حد الارهاق الجسدي, فلم الحظ في زوجتي اظهار مستوى مميز من انوثة السلوك وجمال المظهر, وحسن الاصغاء والتودد, ولا هذا التمييز الحسن في الطعام والشراب الذي تقدمه لي, ونظرات الشك التي ابدتها عيون ابنائي وبسمات ساخرة تبدت على وجوههم, وهم يتابعون سلوك امهم المميز ذلك اليوم, فقد كنت لم ازل اسير حساباتي التي استمرت الى ان نام الجميع ووحدي سهرت الى وقت متاخر من الليل مما زاد في ارهاقي الى حد انني نمت مكاني ولم استيقظ إلا متاخرا يوم الجمعة.
لم اعط انتباها كبيرا الى اختلاف تعابير زوجتي وسلوكها عن الامس, ولا لتلك الرجولة التي انتابت صوتها فجأة, كان يهمني ان نصل اسرع ما يمكن لشجرة الزيتون لاعرف اماتت ام لا, فاسحثيت الجميع وقدت السيارة مسرعا, لاجد ان براعم جديدة قد نبتت على اغصانها.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيقي هاني المصري/ رسالة شخصية
- موقع فلسطينيي عام 1948م في النضال الفلسطيني
- دعوة لبناء الحزب القومي الفلسطيني.
- رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ
- قصة اسطول الحرية بين حماسة الجمهور و جليد التحليل السياسي
- ابحاث في القضية الفلسطينية.
- الحيرة الفلسطينية بين مقولة المفاوضات ومقولة المقاومة
- المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- الفكر والتفكير العرقي القومي العربي راية من رايات التخلف في ...
- الفلسطينيون بلا اعياد
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:
- حوار مع صديقي ابراهيم
- جدل ( الاجماع الفصائلي ) , ليس حوارا وطنيا


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد عبد القادر احمد - قتل الشجر باللعن هل هو صحيح