أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد شفيق - واقع اطفالنا ( راضي ) نموذجا














المزيد.....

واقع اطفالنا ( راضي ) نموذجا


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 22:54
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قبل اكثر من سنة اعتقلت القوات الامنية احد جيراننا بتهمة معينة لا نعرف الى الان ماهي , قد تكون حقيقة او وهمية . وهو الى هذه اللحظة قابع في السجن ينتظر الفرج بأن ترفع قضيته الى القاضي حتى يحدد موعد الجلسة للبت في قضيته . هذه حالة واحد من الاف المعتقلين العراقيين فرج الله تعالى عنهم جميعا واعادهم الى اهيلهم سالمين
المأساة الحقيقة ان هذا الشخص كان هو المعيل الوحيد للعائلته المكونة من ستة افراد . فأكبر اولاده لم يتجاوز السابعة عشر واصغرهم لايتجاوز السادسة من عمره . الابن الاكبر تولى اعالة العائلة واصبح عاملا في احدى افران الصمون وترك دراسته التي لم يفلح بها للاسف الشديد . المعانة الحقيقة تجسدت في الابن ذو الثلاثة عشر ربيعا . حكايته تدمي القلب وترسم لوحة تبين فيها الواقع المأسوي لبراعم الرافدين
راضي , هذا الفتى الذي يدرس في المرحلة الابتدائية . ينهض منذ اطلالة الفجر الاولى وتحديدا في الساعة الخامسة صباحا ليذهب الى الفرن القريب من منزله ليعود في الساعة العاشرة صباحا مقابل ثمن بخس قدره ( خمسة الاف دينار ) شاهدته ذات صباح عائدا من الفرن , وهو كالثمل يذهب يمينا ويسارا وبالكاد يفتح عينيه من شدة العمل وقسوته خصوصا وانه ذو بنية ضعيفة . وبعد ذلك يذهب الى الفرن عند السابعة مساءا وحتى الحادية عشر ليلا ليرتفع مرتبه 2000 دينار ليصبح 7000 دينار , مقابل الساعات الشاقة التي يقضيها في حرارة الفرن ونقل عشرات ( الطاوليات ) وفي نفس الوقت يذهب لاداء الامتحانات النهائية والاستعداد لاستقبال مرحلة مهمة من عمره الدراسي وهي مرحلة السادس الابتدائي التي تطلب جهدا اكبر من الطالب . لله دركم يا اطفال بلادي ماذا فعلتم حتى ينقم منكم الزمان ابشع انتقام . مالجرم الذي اقترفتموه حتى تحترق وجوهكم في جحيم الافران الحجرية
سبق لي وان كتبت بأن اطفالنا لايمكنهم العيش في بيئة العراق , لانها اصبحت بيئة لاتتقبلهم . عليهم ان يبحثوا عن بلد اخر يتقبلهم ويرحم طفولتهم المهددة بالضياع بل ان معظمها قد ضاع فعلا . علما اننا مقبولون على العطلة الصيفية لذلك سنجد المئات من امثال راضي خصوصا في المناطق الشعبية التي يخيم عليها المناخ العشائري والقبلي , اولئك الذين يجبرون اولادهم واحفادهم على العمل في شتى المهن القاسية , في حمل الاثقال وبيع اكياس النايلون تحت اشعة الشمس الحارقة ووسط الاسواق المزدحمة .
ايها الاباء والامهات والاشقاء , ارحموا فلذات اكبادكم فأنهم امانة الله تعالى في اعناقكم . ستقفون بعد ايام معدودة للسؤال والحساب في يوم لاينفع فيه الندم
وياحكومتنا المؤقرة , ياوزارة الشباب , ياوزارة العمل , ارحموا واقع اطفالنا وشبابنا , الايكفي الانحطاط والتدني الذي وصلوا اليه . لكن من تدعوا ولقد استغشوا ثيابهم ووضعوا في اذانهم وقرا . انك لاتسمع الموتى ولاتسمع الصم الدعاء



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام زينب
- مبدع من ديالى
- كم سردشت سيكون في العراق والعالم ؟؟
- شنسوي بالحصة ؟؟ !
- ماهذا الاستخفاف بالسيدة الزهراء
- فلاح حسن العتابي ( مؤسس الدينقراطية , والحركة الشعبية لتحرير ...
- الصيف والكهرباء
- حايط انصيص
- ولنا في اليابان وامريكا اسوة
- اتصال وحوار مع ( محمد الحلو )
- عجبت لقوم يحترمون السرقة ويحتقرون ( الركاعين )
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. حرية الصحافة الى اي حال ست ...
- متسول فوق النفط
- وقفة مع النقاب
- ذو القرنيين والقاعدة
- مأساة من بلادي
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك ( 2 )
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك
- اجمل الاساطير مع الشيرازي
- صفا والانوار ... الى اين ؟؟


المزيد.....




- وكالة تسنيم: اعتقال عميل للموساد كان يصنع متفجرات داخل إيران ...
- الاحتلال يواصل اقتحام جيوس وينفذ اعتقالات ومداهمات
- لاحتفائهم بالقصف الإيراني.. اعتداءات إسرائيلية وحشية على الأ ...
- إيران تعلن اعتقال عميل للموساد الإسرائيلي يعمل في مركز حساس ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- قتل المدنيين المجوعيّن أصبح نهجاً يومياً للاحتلال في غزة
- يديعوت أحرونوت: تقدم كبير جدا نحو صفقة لتبادل الأسرى ووقف إط ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- الأمم المتحدة: الجوع الشديد يهدد جنوب السودان ومالي بسبب الص ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد شفيق - واقع اطفالنا ( راضي ) نموذجا