مروان المغوش
الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 10:46
المحور:
الادب والفن
والتقينا ذات مساء
كانت الأضواء تهمس
في عين السماء قبلاتها
وكانت السمراء
أسطورة الحسن المطرز بالنقاء
عذبة البسمات شهية الحضور
يتراقص خلف عينيها المدى
وتتمايل فوق الثغر الاف الزهور
ذاك المساء
كانت السمراء سيدة العصور
فالوجنتان كانتا حديقتين من العطور
والشفتان ياالله رحماك
وجدٌ وشهدٌ واحتفالات الطيور
وأنيفها ذاك المحلى بالألق
رقص اشتياقاً
والحاجبان قصيدتان من السرور
رهافة ولطافة أضفت على العينين
أصداء ونور
ذاك المساء كانت السمراء
عروس الشعر وعروس البحر
وسيدة
سوف تعشقها السطور
أتت يرافقها النسيم
ويقتفي نغماتها فرحاً
ذلك القمر الوسيم
سمراء ماهذا الجمال
أخجلتِ ربات الخيال
فالكون أعلن على الملا
في ذلك الليل احتفال
وصلت ـ فضممتها وشممتها
وقبلت الأصابع كلها
ولثمت الوعد على الجبين
هصرت الخصر مشتاقاً
وقضمت الخد تواقاً
وسكبت في الثغر الحنين
وفجاءة
سمعت صوت العابرين
وصراخ الراكضين
رفعت رأسي مذهولاً
كي أرى مالم أره
رجال أمن الحدائق
برفقة حراس الغابات
ورجال إطفاء الحرائق
يرافقهم حرس الطرقات
والأمن القضائي
والأمن الجنائي
ياالله كل هذا
من أجل ماذا
الجميع يخابرون
سيدي سيدي
يا سيدي هذا المساء
قد اعتقلنا عاشقين
بتهم عديدة
الأولى إفساد الأخلاق
والثانية دفء العناق
والثالثة ياسيدي
صدق غزير
يسيء إلى زمن النفاق
ودون جهد سيدي
ضبطنا في وهج الأحداق
أن انتمائهم حقاً
لحزب أجنحة العشاق
وعدتُ من دهر الدهشة
لأنسى كل الواقفين
والجنود المحاصرين
مزهوين كأنهم
أعادوا مجد الفاتحين
لأضمك لأكثر إلى قلبي
هامساً في ثغرك ذات مساء
في ذات المكان هنا قصيدتي السمراء
بعدانقضاء سجننا
تعالي كي نجدد
ياحلوتي اللقاء
#مروان_المغوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟