لماذا رحلت عنا ياأمل؟

كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 21:13
المحور: سيرة ذاتية
    

قبل اسبوع اودعتنا امل يوسف ابراهيم جما صفار ,غادرتنا الى مثواها الاخير بعد ان عانت من مرض السرطان . أمل تربيت بين احضان عائلة طيبة متواضعة محبة للعلم والمعرفة . رحلت الى اوروبا مبعدة هاربة من ايادي الطغاة البعثيين في اواخر السبعينات وتجولت العالم متسألة عن العلم والمعرفة حصلت على شهادة الماجستير في الهندسة وهي فخورة بها . ثم توجهت الى اميريكا ملتحقة بعائلتها الطيبة . بعدها تزوجت من اخي سلام الياس ميخائيل صفار عام 1987 أصبحت جزء من عائلتنا كانت الانسانة المكافحة الدؤوبة المثابرة على العمل . كانت لاتبخل بمساعدة اي فرد من العائلة قدمت خدمات مادية ومعنوية لكل فرد من عائلتنا . كانت تحب المطالعة بشكل غريب , كانت تحب العمل والمثابرة بشكل عجيب , كانت تتصف بصفات حميدة لاتشبه الكثير من النساء لم تحب غيبة الاخرين ممن تعرفهم او لاتعرفهم لاتحب الثرثرة تسمع الاخرين حتى تختلف معهم دون تعليق .
كانت متواضعة اكثر من التواضع لاتتعالى على اي شخص كبير او صغير . كانت تحب مساعدة الاخرين من المقريبين والبعدين , كانت تقف بجانب المحتاجين من بعيد ومن قريب . كانت تصمد عند المصائب بقوة ايمانها وصبرها غير المتناهيين . لكن اقولها وللاسف الكثير ممن قدمت لهم الخدمة خانو رسالتها لم يوافوها حتى بزيارة الى المستشفى .
رحلت وهي تبتسم حتى اخر اللحظات . كنت بجانبها في الشهر الاخير لم اسمع منها كلمة (اخ ,اه ) مرة واحدة كلما نسألها لم تشكي من الالامها نسألها هل تشعرين بألم؟ نستلم منها الجواب بالنفي كنا نستغرب من صلابتها ومقاومتها للالم . لم تفقد الوعي حتى اخر اللحظات فقدت القدرة على الكلام في الاسبوع الاخير بل كانت تسمع وتدرك وترد على اسئلتنا بالكتابة وهي تبتسم لم انسى اخر لقائي بها قبل يوم وفاتها طلبت مني ان نأخذها الى البيت كان مؤلما علي ردي لها كألاتي " سوف نستشير الطبيب " انزعجت والدمعة بأعين الجميع تشعر اننا حزينين لها والدمعة بعيوننا وهي تردنا بالابتسامة الرائعة وهي تقول مع نفسها سوف اطيب وارجع الى عافيتي والتحق بكم . لم تردد كلمة الموت لم تردد كلمة الفراق ابدا . رحلت بكل هدوء بكل بسلام . وكأنها ترحل لترجع تلتحق بنا ثانية وكأنها ذاهبة الى سفرة قصيرة وراجعة الينا ثانية .
عزيزتي امل الف رحمة مني ومن اخي سلام الذي بكاكي كثيرا غادرتيه مبكرا . غادرت والدتي التي كانت تعيش معك لسنين وهي تتذكر كل اعمالك الطيبة وكلنا فرحين اننا استطعنا ان نقدم لك قليل من الخدمة ايام مرضك وسنبقى نعيش بذكراك الطيبة والسنين التي عشتيها معنا كلها عطاء وعمل واحسان ألف ألف رحمة على روحك الطاهرة .

#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات