أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترين ميخائيل - ذكرياتي مع الدكتور كاظم حبيب















المزيد.....

ذكرياتي مع الدكتور كاظم حبيب


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بداية السبعينات كنت طالبة جامعية واعمل في اتحاد الطلبة جامعة الموصل . اسمع من زملائي عن د. كاظم حبيب الاقتصادي العراقي المعروف . سمعت من والدي يمدحه قائلا يجب ان يكون وزير الاقتصاد في العراق. بعد رجوعي من دراستي في الخارج والتحاقي بقوات الانصار خريف1982 التقيت الدكتور كاظم حبيب .
استغرق الطريق من سوريا الى بهدينان (60) يوما، وها هم الرفاق والرفيقات يستقبلوننا اخيرا، بحرارة في قاعدة بهدينان. باشرنا بتسخين الماء فعملية اعداد الحمام لا تخلو من صعوبة. بدأنا بالاستحمام الواحد تلو الآخر، فيما كانت تعد وجبة العشاء، شوربة عدس ساخنة مع خبز، خلدنا الى الراحة والاسترخاء لايام ثلاثة، فالعرف والنظام يقتضيان ان يتمتع الرفيق القادم من السفر بفترة للراحة والنوم، اما الاستيقاظ فيكون في الساعة السادسة صباحا، حين ينادي الحرس: نهوض يا رفاق! خلال ذلك يعد خفر آخر شاي الصباح والفطور ثم يبدأ الاستعداد العسكري، كل شيء جديد، الطبيعة الجغرافية، اوجه جديدة مختلفة، الزي العسكري، الروح العسكرية والاوامر والانضباط. نقاشات سياسية متكررة، طعام متكرر حياة مغلقة محصورة في كلي ( وادي) ضيق.
انشغل فكري بشيء واحد فبعد ان التقيت باصدقاء اخي المرحوم باسل وبقيت بنفس الفصيل، وهو فصيل حماية القاطع، انتظرت على احر من الجمر قدوم اخي المرحوم باسل من سوران، وسلام اخي الثاني من كلي مران، الموجود في منطقة شيخان، حيث كان موقع الفوج الاول المسؤول عن منطقة شيخان. كما كنت متلهفة لسماع اخبار العائلة وخاصة والدي الذي علمت انه مريض. بعد وصولنا بعدة ايام .
بدأت اشعة الغروب القرمزية تنسحب مؤذنة بالغروب يغتالها الظلام ليحتل مكانها في السماء، دوت فجأة، صرخة الحرس:" المفرزة وصلت من سوران!" انتفضت وصحوت من احلامي لاجد امامي اخي باسل الاسم الحركي "سعيد". كان في المقدمة، تعانقنا طويلا وبحرارة. الفراق الطويل خلف لدينا مشاعر هي مزيج من الانفعال والفرح والالم. اختزلت الغربة والحياة السياسية صعبة المراس. كان هاجسي الاول اللقاء مع الاهل والاطمئنان على الوالد. بعد ان شفيت غليلي بلقائي بأخي ، كان اللقاء الذي لا يقل حرارة مع الرفيق القائد ابو جوزيف، استقبلني استقبال الوالد لابنته.
ابا جوزيف القائد العسكري لمنطقة بهدينان , كان مع المفرزة شخص اخر لم التقيه سابقا طويل القامة في نهاية الاربعينات اخذه رفاق المفرزة الى غرفة قيادة القاطع . قال اخي باسل انه الدكتور كاظم حبيب اسم الحركي" ابو سامي ". قدم الى بهدينان ليكون المستشار السياسي في بهدينان . اخذنا نعيش حياة الانصار في نفس الفصيل اذ كنا نتبادل الاراء والنقاشات السياسية . كان لدينا راديو ترانسستر فقط هو الذي يربطنا مع العالم الخارجي . كنت خفر اطبخ ذات يوم والجو قارس البرودة قدم دكتور كاظم الى المطبخ ليتدفأ قليلا وفيروز تغني قال: حينها الارض مغطاة بالثلوج وفي هذا الجو المعزول وفيروز تغرد بيننا . اجبت الدكتور كاظم "سمعت احدى النساء العراقيات في موسكو تقول : انها شاهدت فيروز على شاشات التلفزيون وهي تغني كانت قد وضعت وردة بحجم الكالة ( الحذاء الرياضي )على صدرها " د. كاظم يعرف العراقية التي ذكرتها . ضحك ضحكة عالية وقال ما هذا الوصف هل يمكن وصف الوردة بالكالة ؟ ضحكنا كلانا واعتقد كان الرفيق ابو نهران الصحفي معنا ايضا .
بعد ان وصل د. كاظم الى مقر قاعدة بهدينان في ليالي الشتاء الطويلة القى علينا الدكتور بمحاضرة عن الوضع السياسي في العراق والحرب الدائرة حينها بين العراق وايران . تحدث مطولا عن دماء الشباب العراقي الابرياء واقتصاد العراق الذي يذهب الى الهاوية وقال حينها ( الحكومة العراقية قريبا ستطلب جمع الذهب من المواطنات والمواطنين العراقيين ) كون العراقيات يحتفضن بمخزون من الذهب حيث يعتبر الذهب بالنسبة للمرأة العراقية (هم زينة وهم وخزينة ).
خريف 1983 الحرب العراقية الايرانية على اوج قوتها . آلاف الهاربين من ساحات الوغى, فالحرب طاحنة وماكنتها حصدت مئات الآلاف ولا أمل لاولئك الجنود غير الفرار من موت ينتظرهم في كل لحظة وفي كل مكان, فالحرب مستمرة ومع ذلك كان الرئيس العراقي, يتبجح بمرور الشهر الأربعين عليها وكأن ذلك مؤشر للغلبة والانتصار!
ابلغت من قبل المستشار السياسي للقاطع الرفيق ابو سامي للتوجه للعمل السياسي في الداخل (العمل السري), المعنويات هناك تتضاءل, اطراف الجبهة الكردستانية في تناحر مستمر, قتلى وجرحى بالعشرات. ضياع سياسي وتشتت لا مثيل لهما.
وافقت على العمل السري في الداخل وهو العمل البالغ الصعوبة في تلك الظروف العاصفة, وافقت وشعور من الفرح يغمرني بالذهاب الى بغداد. وتوجهت سرا الى بغداد حينها .
عندما وصلت الموصل وبعدها بغداد كنت اصرف معظم وقتي لاسمع من الناس والاعلام . الكل يتحدث عن تبرعات الذهب للقادسية واقول مع نفسي كم كان الرفيق ابو سامي اقتصاديا عميقا عندما شخص قائلا الحرب تدمر الاقتصاد العراقي وسيأتي يوم يطالب به صدام ذهب ابناء الشعب العراقي ليغطي الميزانية العسكرية النزيف المدمر لاقتصاد العراق بالاضافة الى النزيف الدموي لابناء الشعب العراقي .
بعد ان خرجنا من العراق بحملة الانفال انقطعت علاقتي مع الرفيق ابو سامي رفيق النضال الصعب . حتى التقينا على الانترنيت عام 2006وبدأنا نعمل لتشكيل هيئة المثقفين العراقيين ولم نفلح بها .
الان اعمل مع الدكتور كاظم في هيئة الدفاع عن الاقليات الصغيرة في العراق . ونتبادل الحديث والرسائل .
اعتبر د. كاظم بالنسبة لي مدرسة اتعلم الكثير من كتاباته ومقترحاته واراءه حول وضع العراق الحالي السياسي والاقتصادي . لم تقيم الحكومة العراقية الكفاءات العراقية من امثال البروفسور حبيب . ألم يستحق هذا العلامة الاقتصادي والسياسي بعد العمر والنضال الطويل ضد الفاشية البعثية ان ‘يقيم من الحكومة العراقية وخاصة وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي ؟ اين العلماء والكفاءات العراقية امام اشباه رجال السياسة الذين يغرقهم حب الذات وحب السيطرة على اموال الدولة .
لك العمر الطويل ايها البروفسور . ألف تحية بعيد ميلادك الخامس والسبعين . اتمنى لك العمر الطويل والاستمرار بقلمك المعطاء .
منتصف ابريل 2010



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعرف وزير التعليم العالي العراقي ؟
- اين حقوق الناخب العراقي ايها السياسيون ؟
- ماذا بعد الانتخابات ؟
- هل قرار البرلمان السويدي صائب ؟
- المفوضية العليا اللامستقلة للانتخابات
- الارامل في العراق الى اين ؟
- لمن اعطي صوتي؟
- رسالة الى المرأة العراقية بعيدها
- انتخبو سفر الياس ميخائيل من الموصل .
- لماذا ننتخب شميران مروكل ؟
- ثانية يُقتلون في مدينة الموصل
- د. خيال الجواهري
- لماذا ننتخب سفر الياس ميخائيل الصفار
- صفية سهيل نموذج للدفاع عن الحركة الادبية في العراق
- اللامي البرئ يقيم الجنرال بتريوس !!!!
- التزوير بشهادات المرشحين الى الدورة البرلمانية القادمة
- هل ننتخب قرار فصل الاناث عن الذكور ؟
- مسلسل قتل المسيحيين يتواصل حتى اخلاء العراق منهم
- المساءلة والعدالة محقة ام لا ؟
- ما المطلوب من المفوضية العليا للانتخابات ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترين ميخائيل - ذكرياتي مع الدكتور كاظم حبيب