كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 02:06
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
قائمة اتحاد الشعب رقم 363 رقم 2
أيام قلائل ونتوجه الى صناديق الاقتراع بتجربة سياسية ديمقراطية على مستوى منطقة الشرق الاوسط ، يجب ان نستفيد من تجربة البرلمان العراقي الحالي وننتخب من هو مؤهل واذا تناسينا المؤهلات الشخصية لكل عضو برلماني يعني اننا ذاهبون الى نفس المعاناة .يعني السياسيون في العراق سيبقون على نفس النهج الذي انتهجوه في السنوات الماضية رغم كل التزويقات التي ظهروا بها بدعاياتهم الانتخابية السابقة لكن كلها كانت مزيفة, بل يجب ان نُفعل الرأي العام في العراق ومنظمات المجتمع المدني والرقابة الشعبية ، هذه كلها يجب ان تبقى عناصر ضغط فعالة على أداء البرلمان القادم، ونحن في تحضيرنا للانتخابات يجب على هذه الجهات ان تمارس دورها الرقابي للمرشحين الى حين تشكيل السلطة التشريعية القادمة والا العراق يذهب الى الهاوية ، وإذا انتخبنا الجادين والمستحقين ليكونوا في مجلس النواب القادم، سنكون قد وفرنا مستلزمات سليمة لأداء البرلمان القادم .
على العراقيين ان يساهموا مساهمة فعالة في تقرير مصيرهم، وان لا يتركوا المجال للدول المجاورة وغيرها من التدخل السافر بمصلحة بلدهم ، وان يتأكدوا من المرشح الذي سينتخبونه ويختاروا من يمثلهم بصدق ونزاهة، فالذي يعبر عن مصالحهم الحقيقية هو من يستحق صوتهم، وان المشاركة في الانتخابات واجب وطني مقدس، واذا اخترنا الأكفأ والأقوى والانزه نستطيع ان ننعم بعراق آمن نزيه وقابل للتطور والتقدم ونعمل الى دعم النهج الديمقراطي ، هذا ما نتمناه في هذه اللحظة التاريخية المهمة التي ستحدد مصير العراق لأربع سنوات قادمة. سألت اخي سفر تحدث لي قليلا عن نفسك ومؤهلاتك ؟
أجاب قائلا :في عام 1975 كنت اعمل مدرسا لمادة الفيزياء في منطقة الخضرانية التابعة لقضاء الشرقاط ونتجية الزخم الكبير للطلاب كنا بحاجة الى غرفتين اضافيتين فقررنا جمع تبرعات من اهالي المنطقة وحين اكتمال مواد البناء لم يكن هناك عامل بناء فأقترحت على الهيئة التدريسية ان اقوم انا بالبناء ويساعدني الطلاب, وفعلا بنيت الغرفتين واكتملت واقمنا احتفالا بالمناسبة, الا ان مسؤول حزب البعث هناك اخبر مدير المدرسة بأنة لايسمح لي للقيام بأي نشاط من هذا النوع لانة نوع من الدعاية للشيوعين.
كانت جميع التقارير المرفوعة عني من قبل المشرفين الاختصاصين بدرجة امتياز ومع ذلك فأن ازلام البعث لم يكونو مرتاحين من تقدمي في مجال عملي وعلاقتي الوثيقة بالهيئة التدريسية والطلاب نتيجة خلفية السياسية .
نتيجة علاقتي الجيدة مع الطلبة حيث عملت في منطقة الشرقاط فأن كثيرا من طلابي قد تخرجوا وعملوا ضباط في الجيش العراقي فقد ساعدوا اولادي كثيرا حين التحاقهم بالخدمة العسكرية وجعلوهم من المقربين لهم.
بعد انتفاضة اذار 1991 اوكلت مهمة استخبارية في منطقة تلكيف لاحد الضباط الكبار والذين كنت قد درسته فقد صادف اهالي القوش مصاعب كثيرة نتيجة الحصار الذي كان مفروضا على القوش فكنت اكلف الضابط المذكور لحل مشاكلهم ومنهم من كانوا معتقلين واطلق سراحهم على ضوء مسعاي عند طلابي .
_ في عام 1984 استدعيت للالتحاق بالخدمة العسكرية وقد تم ارسالي الى معسكر المحاويل لدخول دورة المدفعية على اساس ان اختصاصي هو الفيزياء وكنت مراقبا بشدة ولابعادي عن زملائي الجنود, استدعاني رئيس عرفاء الوحدة وقال لي مالذي تعرف من المهن, فقلت اعرف الكثير, وبضمنها الكهرباء, فأجاب عليك ان تستلم عدة ومواد من المخزن وتقوم لوحدك بأصلاح كل ماهو متضرر في المعسكر.كان نظام الدورة ان كل ثلاثة متفوقين ينسبون كمعلمين في مدرسة المدفعية وفعلا كان تسلسلي الثاني, الا ان بعد اعلان النتائج بساعتين صدر امر بنقلي الى جبهة بنجوين وعلى الخطوط الامامية وعلمت بعدئذ انها كتيبة محسوبة على الخسائر والتي كانت بكتيبة الموت.
توالت الاستدعات الى الاجهزة الامنية والتهديدات بشتى الوسائل حتى كانت اخرى في عام 1989 حين القي القبض عليا وزوجتي بحجة الاتصال بأنصار الحزب الشيوعي في كوردستان وقد سبقى ذلك ان جرى السطو على داري والعبث بالاثاث ومن ثم الاستيلاء على موجودات خزانه الكتب.
_ حُرم ابني من القبول في الدراسات العليا بعد ان كان الاول على قسمة في كلية الهندسة وحصوله على جائزة المقبور صدام حسين للتفوق العلمي لكون الحاقدين في تنظيمات البحث قد قدموا تقاريرهم بكون العائلة معادية للحزب والثورة.
بعد ان امضيت اربع سنوات في منطقة الشرقاط مدرسا زارني المشرف الاختصاصي واعجب بأمكانيتي ومستوى طلابي واستغرب حين علم انني لا انقل قريبا من منطقتي, فوجه كتابا الى تربية نينوى لنقلي الى مركز المحافظة واقوم بتدريس القسم الاعدادي الا انه حين ظهرت التنقلات لم يدرج اسمي ضمن القوائم فأضطررت الى الانقطاع عن الدوام وقبل انتهاء مدة الانذار بيوم واحد ارسل مدير الذاتية بطلبي وحين مقابلتي اياه قال اذهب والتحق بوظيفتك فقلت الى اين فأجابني بأية ثانوية تختارها, فقلت سأباشر في ثانوية تللسقف فوافق على الفور وقال رغم توجهاتك الفكرية ولكننا لا نستطيع الاستغناء عنك.
قبل عدة ايام كنت مع مجموعة من الشباب في قرية باطنايا وهم ينشدون الدعاية الانتخابية لي, فقد لمحني احد طلابي وسارع محييا اياي وابدى اعجابة بتاريخي النضالي وذكرني بأنة رغم كونة ينتمي الى احد التنظيمات سيصوت لصالحي في الانتخابات.
منذ ابعادي عن الوظيفة ولحد الان اعمل بالفلاحة والزراعة مما اعطاني خبرة جيدة عن وضع الفلاحين ومشاكلهم وهمومهم وسأكون مدافع امين عن مصلحة الفلاح في منطقة الموصل الطبقة المنسية في العراق .
نهاية شباط 2010
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟