أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الصداميون من البعثيين والمتطرفون من المسلمين العراقيين يتورعون عن ممارسة القتل الجماعي وعمليات التفجير الجماعية؟















المزيد.....

هل الصداميون من البعثيين والمتطرفون من المسلمين العراقيين يتورعون عن ممارسة القتل الجماعي وعمليات التفجير الجماعية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدأت منذ أشهر إدعاءات نشرت في الصحف أو قيلت في تصريحات صحفية في الفضائيات العربية تؤكد وكأن الصداميين من البعثيين العراقيين وكذلك الإسلاميين السياسيين المتطرفين العراقيين يختلفون عن أولئك المتطرفين الذين يحملون جوازات عربية أو ينحدرون من قوميات أخرى من بلدان أكثرية سكانها من المسلمين, وكأن المتطرفين المنحدرين من أرض العراق غير قادرين على ممارسة العنف والقسوة البالغة إزاء نساء ورجال العراق, كما يفعل الآخرون من غير العراقيين. وكانت هذه الادعاءات تتعالى كلما حدثت تفجيرات كبيرة بسيارات مفخخة أو عبر انتحاريين في إحدى المدن العراقية. وبرز هذا الاتجاه بوضوح في تصريح السيد رئيس هيئة علماء المسلمين للفضائيات العربية في اليوم الثاني من شهر آب/أغسطس 2004, أي بعد يوم من اندلاع الحرائق عبر تفجير سيارات مفخخة ضد أربع كنائس ثلاث منها في بغداد وأخرى في الموصل وخامسة أمكن إبطال مفعول المتفجرات في السيارة المفخخة على مقربة من سياج كنيسة أخرى في الموصل, وكان التوقيت قد تم تنسيقه, إذ الفارق لم يتجاوز عدة دقائق بين تفجير وآخر. حاولتُ كثيراً تجاوز هذا الادعاء وكدت صدق هذه الأسطورة من كثرة ترديدها حول الرحمة التي يتميز بها هؤلاء الناس لأنهم من العراق ولا يتميز بها الآخرون لأنهم أجانب أو عرب من بلدان أخرى غير وادي الرافدين! والادعاء يتمحور حول نقطتين مهمتين, وهما:
1. أن العراقيين لا يقومون بعمليات تفجير تقتل جماعات كبيرة من الناس أو تفجر المصلين في كنائس المسيحيين, إن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا عراقيين, وكفى الله المؤمنين شر النقاش والتحري.
2. وأن العراقيين لا يضحون بأنفسهم في عمليات انتحارية من هذا النوع, وكان هذا واقعاً ثابتاً من جهة, وكأن ما يجري في العراق من قتل جماعي يتم فقط عبر السيارات الانتحارية المفخخة من جهة ثانية.
إن إصرار هذا النفر من الناس العراقيين العارفين بحقائق الأمور, وخاصة أثناء الحكم البعثي المخلوع هو الذي دفعني إلى وضع بعض الحقائق أمام أنظار القارئات والقراء وأمام أنظار أصحاب الإدعاء كي يبتعدوا عن تقديم التحليلات السطحية والمشاعر البدائية, إن أحسنا الظن بتلك الادعاءات, وإلا فأن الأمر ثقيل جداً على من يدعي ذلك وهو يعلمُ عِلمَ اليقين ما كان يجري في العراق في ظل دكتاتورية الطاغية صدام حسين, أو ما جري ويجري خلال عام ويزيد في العراق الجديد.
• عند العودة إلى تاريخ العراق الإسلامي وحده وعلى امتداد عمر الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية وفترات حكم المماليك أو بين سقوط بغداد والدويلات التي نشأت في العراق حتى احتلال العراق من قبل الدولة العثمانية الجديدة في عام 1534 سيجد المتتبع أمامه فيضاً هائلاً من المعلومات عن أساليب القتل الجماعية والمذابح الهائلة لبني البشر العراقي من الحكام العرب من عراقيين وغير عراقيين, حجازيين أو سوريين أو من غير العرب كالفرس والعثمانيين. ويمكن للأخوات والأخوة الكرام العودة إلى كتاب رائع في تأليفه عميق الحزن في مآسيه وآلامه ومذابحه لمؤلفه الأستاذ الفاضل والراحل عبود الشالجي والموسوم ب "موسوعة العذاب" ويقع في سبعة مجلدات من إصدار الدار العربية للموسوعات, بيروت-لبنان, بدون تاريخ, وهو صاحب العديد من المؤلفات والتحقيق في كتب كثيرة ذات قيمة تاريخية لقراء العربية.
• في التقرير الاستعراضي لأحداث الفلوجة, التي وقعت في الشهر الرابع من هذا العام 2004, الذي كتبه عضو الجهاد والتوحيد أبو أنس الشامي, وصاحب أبو مصعب الزرقاوي يذكر فيه أسماء مجموعة من العراقيين من المسلمين المتطرفين ومن يساعدهم في أعمالهم من العراقيين وجلهم من أهالي محافظة الأنبار (الدليم) وغيرهم أيضاً. وهو يشير إلى مشاركة العراقيين في الإشراف على تنفيذ بعض تلك العمليات, ومنها عملية التفجير في النجف الذي راح ضحيته آية الله السيد محمد باقر الحكيم وبعض صحبه وعدداً غفيراً من سكان النجف ممن كانوا قد خرجوا لتوهم من صلاة الجمعة في الصحن المحيط بضريح الأمام علي بن أبي طالب. (راجع مقال لي كتب بتاريخ 1/8/2004 ونشر في مواقع عديدة على الإنترنيت تحت عنوان: " هل أصبحت الفلوجة رهينة بيد الإرهابيين وأوكاراً لهم في آن واحد؟"
• لو عدنا الآن إلى تاريخ البعث الصدّامي خلال الفترة الواقعة بين 1968-2003 لأمكن كتابة عشرات المجلدات حول عمليات التعذيب والقتل في السجون وحملات مذابح الأنفال ومجزرة حلبجة ومجازر شباب الكرد الفيلية وعرب الجنوب والوسط, الذين رحلت عائلاتهم إلى إيران, أو ضرب مناطق الأهوار بالكيماوي ...الخ. دع عنك المجازر التي ارتكبت عندما استباحت قوات النظام بأمر من صدام حسين الأراضي الإيرانية أو عندما غزا الكويت وأجهز في سجونه على ما يقرب من 650 أسيراً كويتياً, أو عندما فجر النظام وبالتعاون مع أخرين بنايات في سورية ...الخ.
• هل أن ذاكرة العراقيين قصيرة إلى هذا الحد لكي يصدقوا نفي ما قام به على حسن المجيد (الكيماوي) وابن عم صدام حسين, من ضرب مدينة حلبجة, وكنت في حينها في كردستان العراق, حيث أجهزت تلك السموم القاتلة إلى هلاك أكثر من خمسة آلاف إنسان من الكرد وما يعادل هذا الرقم من جرحى ومعوقين ومصابين بأمراض لا شفاء منها. وعلي الكيماوي, كما نعرف, عراقي المنبت, فقد ساهم الكذابون من الكتاب إيصال نسب صدام حسين إلى علي بن أب طالب ومحمد بن عبد الله عبر شجرة مزيفة, والكيماوي مشمول بتلك الشجرة.
• هل المقابر الجماعية هكذا بعيدة عن أعين وذاكرة العراقيين بحيث ينسوا أنها من فعل عراقيين, وأن القتلة هم من العراق ومن أعضاء وكوادر قيادية في حزب البعث الصدّامي وأجهزته الأمنية. هل نسينا جميعاً كل تلك المجازر التي نفذها النظام ضد انتفاضة الشعب في مدن الوسط والجنوب وفي كردستان العراق في عام 1991, بحيث يمكن القبول بما يطرح علينا من مثل هذه الدعاوى الزائفة.
يمكنني أن أورد مئات بل آلاف الأمثلة على هذا النوع من الممارسات في القتل الجماعي لا للمعارضين للنظام فحسب, بل لناس عاديين أو لأعضاء من البعث الحاكم ذاته. فأمام أنظار الناس جرت مجزرة القيادة البعثية في عام 1979, ومنهم عدنان الحمداني ومحمد عايش ..الخ, حيث كانت بمثابة الاحتفال الجنائزي بتتويج نفسه دكتاتوراً مدى الحياة على رقاب الشعب العراقي.
أنا الآن على وشك إنجاز كتاب يبحث في موضوعة "الاستبداد والقسوة في العراق" على امتداد تاريخ العراق, وبشكل خاص في فترة البعث الصدّامي. سأهدي السيد الفاضل رئيس هيئة علماء المسلمين نسخة من هذا الكتاب لوجه الله حتى يطلع على ما لم يطلع عليه, رغم قناعتي بأنه مطلع على كل شيء ويعرف الكثير من أفعال حكام العرب والعراقيين منهم أيضاً.
لقد ربى صدام حسين أتباعه على الطاعة العمياء وعلى الولاء له حتى الموت وأكثرهم من أبناء محافظة الأنبار. وهم مستعدون اليوم وغداً أن يموتوا في سبيل هذا الدكتاتور, وأن يموتوا في سبيل قتل من يريد محاكمة وإعدام صدام حسين. إنهم مستعدون لدخول جهنم لحساب صدام حسين. ولي ثقة كبيرة بمعلوماتي عن نظام صدام حسين وأتباعه ومدى قساوتهم واستعدادهم للقتل والموت في آن واحد,
لم يكن أولئك الذين قتلوا العراقيين في فترة النظام المخلوع من العرب, إلا البعض القليل الذين كانوا يعملون في إطار القيادة القومية وربما ساهم البعض منهم في عمليات التعذيب والقتل, وبشكل خاص مجموعات من الفلسطينيين التي ساهمت في قمع انتفاضة الوسط والجنوب واعتقال وتعذيب وقتل أسرى الانتفاضة الشعبية العفوية, بل كانوا 99,99 % منهم من العراقيين وبعض العراقيات أيضاً. لقد ربى صدام حسين أتباعه على سلوك سادي رهيب قائم على القسوة الكاملة وعدم الرحمة وليس هناك من شفاعة لمن يشك بأمره, كما رباهم على النرجسية, لأنه كان مصاباً بالاثنين, إضافة إلى إصابته بجنون العظمة التي ربى أتباعه من خلالها على الاستعلاء على الناس والتفاخر بعروبتهم التي هي "فوق الآخرين وأعلى من الآخرين شأناً وفضلاً ...الخ".
ومن حقي أن أتساءل من هم هؤلاء الناس الذين يقومون باختطاف الأجانب من سواق شاحنات وعمال ثم يقومون بذبحهم أمام جهاز الفيديو ليبث من الفضائيات العربية من أجل بث الرعب في نفوس الآخرين. إن هؤلاء ليسوا كلهم عرب من خارج العراق أو من غير العرب من دول أخرى. فمنظمة أنصار الإسلام الإرهابية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة منظمة عراقية تتكون في غالبيتها من كرد كردستان العراق وهي تعمل في إطار الدولة العراقية. وأتباع هذه الجماعة هم الذين نفذوا العمليات الانتحارية في أربيل والسليمانية, إضافة إلى ما يجري في كركوك والموصل وبغداد من قصف بمدافع الهاون أو الصواريخ الموجهة والتي تقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتهدم البيوت.
إن القتلة عراقيون بعثيون ومسلمون متطرفون, سواء أكانوا من العرب أم الكرد أم التركمان, ومعهم أيضاً مجموعات من العرب المتطرفين وأغلبهم من المسلمين أو من مسلمين متطرفين من غير العرب. ويقوم العراقيون بتهيئة المتفجرات كالسيارات المفخخة أو تهيئة الأحزمة المفخخة أو تحضير الأسلحة والعتاد والمعدات الضرورية لغرض استخامها في تنفيذ العمليات العسكرية العدوانية المجرمة ضد الشعب العراقي.
03/04/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو موقفي إزاء المسألة القومية ومنها المسألة الكردية ومن س ...
- تَبَّاً لكل المجرمين القتلة, تَبَاً لكل أعداء الشعب العراقي! ...
- هل نحن بحاجة إلى دونكيشوت عراقي يا سيدنه الصدر؟
- ألا يمكن لهذا للشعب المستباح أن يقف سداً منيعاً بوجه قتلة ال ...
- أهكذا تورد الإبل يا سيدي وزير الدفاع ؟
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي من 3 الى 6
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي 1-6 & 2-6
- كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟
- هل القتلة بيننا ؟
- هل من مستقبل لقوى الإرهاب والقتل في العراق؟
- هل القوى السياسية العراقية قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديم ...
- هل القوى السياسية العراقي قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديمق ...
- متى يتعامل الحكام والقوميون العرب بحس حر وديمقراطي إنساني إز ...
- حوار في مطعم حول الأوضاع في العراق
- ما العمل من أجل إنجاز المهمة الأمنية وإعادة الطمأنينة للمجتم ...
- نحو محاكمة عادلة لصدام وأعوانه في العراق
- هل مسموح به ارتكاب أخطأ جديدة في تقدير إمكانيات عدوانية العد ...
- ذكريات مُرّة في ضيافة التحقيات الجنائية في العهد الملكي·! -ف ...
- الحلقة الخامسة- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال 5-5 مهمات بنا ...
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الرابعة


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الصداميون من البعثيين والمتطرفون من المسلمين العراقيين يتورعون عن ممارسة القتل الجماعي وعمليات التفجير الجماعية؟