أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - تَبَّاً لكل المجرمين القتلة, تَبَاً لكل أعداء الشعب العراقي! وتَبَاً لكل من يشارككم الإجرام ويطلق عليكم أسم المقاومة















المزيد.....

تَبَّاً لكل المجرمين القتلة, تَبَاً لكل أعداء الشعب العراقي! وتَبَاً لكل من يشارككم الإجرام ويطلق عليكم أسم المقاومة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يمور الغضب في نفوس الشعب العراقي ضد أولئك الذين يغصون في أعماق الجريمة ويسبحون في سيل من دماء الناس الأبرياء ولم يرتووا حتى الآن من دماء هذا الشعب المستباح. الغضب يعصف بالناس, كل الناس الخيرين في بلادنا وفي كل مكان من العالم ضد تفاقم ارتكاب الفظائع في بلاد وادي الرافدين, في مهد الحضارات البشرية, وكأنهم يريدون هدم كل ما هو طيب وإنساني ونبيل في هذا العراق الجريح, وكأنهم يريدون تمزيق النسيج الجميل للشعب العراقي بقومياته المختلفة وأديانه السماوية وغير السماوية المقدسة, بمذاهبه الاجتهادية المختلفة, وكأنهم يكرهون ويحقدون على دور العبادة المتجاورة التي تزين العراق في كل مكان وتعبر عن تلاقي الأديان والمذاهب وتفاعلها وتفاهمها واعتراف بعضها بالبعض الآخر وتسامحها في الاختلاف, وكأنهم يريدون قطع النسل وحرق الزرع وتيبيس الضرع. إنها لمحنة حقاً أن يتكالب الجبناء الأوباش على شعب العراق كالجراد الأصفر, كالخفافيش الماصة للدماء, كالذئاب المسعورة المصابة بداء الكلب, ومع ذلك تقف أجزاء من الأعراب لتطلق على هذه الحيوانات المفترسة الفاقدة لكل وازع من ضمير وحسن إنساني سليم اسم المقاومة! تَبَّاً لكم ولهم يا من لا ترعون ذمة ولا تحملون في جنباتكم ضمير حي ولا عقل سليم يقودكم إلى التمييز بين الحق والباطل, بين الصالح والطالح, بين الرحمة والجريمة.. إنه الغضب الذي لا يسعفني بالكلمات التي تناسب أفعال المجرمين ومن يسكت أو يدافع نهم... ولكن الغضب المشروع والعادل يتوجه إلى تلك المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ولا تصدر بياناً تدين هذه العمليات الجبانة والمستهرترة بكل القيم والمعايير الإنسانية العامة والشاملة, ولكنها كانت مستعدة لإصدار بيان ضد إلغاء انتخابات نقابة المحامين في بغداد حيث يجلس في أمانتها العامة أكثرية بعثية وقومية من أتباع النظام الدموي الجائر واستخدمهم كجزمة (بسطال) لسياساته الإرهابية والقمعية, إنهم من أتباع صدام حسين الذين ساهمو إلى جانب الحكام بالطلب بإنزال الأحكام الثقيلة كالموت والسجن المؤبد, دون محاكمات قانونية وعادلة, على الناس البسطاء الأبرياء, على المناضلين ضد إرهاب الدكتاتور المخلوع!
لم يعد الغضب والاحتجاج والإدانة كافية في مواجهة مجرمين قتلة تعودوا على الهدم والقتل والتخريب وهم يُسبَّحون بحمد سادتهم المعتوهين والمتطرفين من أمثال الحاقد على كل البشر, وخاصة المسيحيين الذي طالب بقتلهم جميعاً, أسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي, أو أتباع الدكتاتور صدام حسين, أو من لف لفهم. لا يكفي الحديث عن ذلك, فالقتل يزحف صوبنا جميعاً, صوب كل إنسان في العراق امرأة كانت أم رجلاً, طفلاً كان أم شيخاً, حاملاً كانت أم مريضة, دور عبادة مليئة بالمصلين الأبرياء أم دور دراسة وأماكن مقدسة, لا يكفي الغضب وحده, بل ينبغي أن نفعل شيئاً, ينبغي أن نتعاون جميعاً لنفعل شيئاً ضد هؤلاء القتلة, كل من موقعه وكل بما يمكن أن يقدمه لمكافحة هذه الجماعات التي تلحق الأذى والضرر للمجتمع.

لقد بدأ القتل باغتيال هذا الشخص أو ذاك, وكان البعض يشعر أن الموت بعيدً عنه أو لم يقترب منه, ثم اتسع ليتحول إلى تدمير المشاريع المختلفة, فأحس الناس بالألم, ولكنهم لم يفعلوا شيئاً, ثم بدأ القتل يشمل جماعات كثيرة ولا على التعيين عبر التفجيرات ودون تمييز. واستمرت لامبالاة الناس ولا يرون الموت وهو يقترب منهم جميعاً, فالتفجيرات تمس غيرهم ولم تشملهم, فما لهم بها., وتفاقم الإجرام وخطى المجرمون خطة جديدة لتمزيق وحدة الشعب العراقيو توجهو نحو بيوت الله, نحو كنائس المواطنات والمواطنين المسيحيين, نحو الكنائس التي لا تتدخل بالسياسة ولا ترفع سوى اسم الله عالياً في بيوتها. فهل سنبقى نقول أنها لا تمسنا بل تمس غيرنا ولا شأن لنا بها؟ إنها لمحنة كبيرة أن استطاع صدام حسين تحويل الشعب العراقي إلى شعب لا يبالي بما يجري له وحوله, إنها لمحنة أن يبقى لا يفعل شيئاً سوى الإحساس بالغضب الذي يتصاعد في الأفئدة ولكن لا يحرك العقول نحو الوجهة السليمة, نحو مقاومة هذا القتل الجماعي والتخريب والتدمير الهمجيين, نحو مقاتلة هؤلاء المجرمين بكل الأسلحة التي يمتلكها الشعب وبالتنسيق والتعاون الكامل مع الحكومة والقوى والأحزاب السياسية العراقية.
عجز الشعب عن إسقاط النظام الدكتاتوري وعاث النظام فسادا وتذبيحاً بالناس, فجاء الأجانب وأسقطوه له. وتجوب اليوم عصابات القتل جميع أنحاء العراق تقريباً, ولكن لا يندفع الشعب لمحاربتها وكل منها ينتظر أن يقوم الآخر بذلك, أن تقوم الحكومة بذلك. إنها المحنة يا سادة يا كرام, إنها المحنة المركبة في القلب والعقل والنفس تلك التي يعاني منها الشعب العراقي حالياً.
لقد أدان رئيس الجمهورية العراقية السيد غازي الياور هذه الجرائم البشعة التي طالت الكنائس المسيحية في بغداد والموصل بقوة وطالب بوحدة الشعب ورفض ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة, كما فعل نفس الشيء آية الله العظمى السيد علي السيستاني, ومارس المطران الكلداني السيد عمانوئيل دالي الموقف الصادق الذي أدان هذه العمليات في كل من بغداد والموصل وأشار بصواب إلى الأهداف الرذيلة التي تسعى إليها هذه الجماعات الإرهابية. ويفترض أن تؤثر ه التصريحات وتصريحات السيد رئيس الوزراء والسيد نائب رئيس الوزراء على نسبة عالية من الشعب العراقي وتحركهم صوب العمل المشترك ضد ما يجري في العراق. أما هيئة علماء المسلمين فقد أدانت وشجبت العملية وطالبت بإيقاف هذه الجرائم المنافية لمبادئ الإسلام, ولكن نسبتها إلى جماعة أجنبية من خارج العراق فقط! وإذا كان شق الإدانة سليماً, فأن الشق الثاني ناقص ويحمل نصف الحقيقة, إذ أن الواقع والحقيقة يؤكدان وجود قوى وجماعات وعناصر محلية توفر الحماية والدعم والعتاد والسلاح والمشاركة مع تلك القوى الأجنبية لتنفيذ هذه العمليات الإجرامية, سواء أكانت هذه الجماعات بعثية وقومية شوفينية متعصبة أم إسلامية سلفية أصولية متطرفة, أم متسترة بستر أخرى أو من أبناء بعض العشائر التي كانت متحالفة مع عشيرة صدام حسين واغتنت من وراء ذلك. وهو ما تحاول هيئة علماء المسلمين إبعاده من صورة الواقع القائم منذ فترة غير قليلة, وأملي أن تعمل بالاتجاه السليم, إذ أن في نجاة للجميع.
أروي لكم حادثة وقعت في مدينة المحمودية قبل أيام قليلة. وقع قتال بين القوات الأمريكية والقوات العراقية من جهة, وبين جماعة عراقية إرهابية مسلحة في منطقة المحمودية من جهة أخرى. سقط على إثر ذلك ستة قتلى من الجماعة الإرهابية العراقية نقلت جثثهم إلى المستشفى لأغراض تثبيت أسباب الوفاة وتسليمها إلى السلطات المسئولة لتسليمها إلى ذويهم لإغراض الدفن والإجراءات الأخرى. في الليلة الثانية جاء مسلحون ملثمون إلى مستشفى المحمودية وطالبوا معاون مدير المستشفى بتسليمهم الجثث. رفض الرجل الاستجابة لهذا الطلب إذ أنه المسئول عنها إلى حين تسلمها من السلطات العراقية. خرج الملثمون غاضبين, وجاءوا في الليلة الثالثة وأجهزوا على معاون مدير المستشفى وأردوه قتيلاً وذهبوا دون أن يكون هناك من يمنعهم من ارتكاب جريمتهم النكراء. أقام أهل القتيل الفاتحة على روح الشهيد معاون مدير المستشفى, وأثناء أداء مراسيم الفاتحة دخل عشرة من الأشخاص الملثمين من أتباع نفس الجماعة, ويبدو أنهم من عشيرة الجنابية التي كانت متحالفة مع عشيرة صدام حسين, وسألوا عن ابن أخت القتيل لقتله أيضاً, ولكنه لم يكن موجوداً فنجا بجلده, رغم أن ابن الأخت لا معرفة له بما جرى في المستشفى, كما لا دخل له بالسياسة, وكذا الخال. فهل يمكن تصور حصول استهتار بحياة الناس والمجتمع والقوانين أكثر من هذه الاستباحة بالقوانين والأعراف والعادات والتقاليد العراقية الأصيلة. إنها جرائم بشعة نكراء ترتكب في العراق ولا تستطيع الحكومة حتى الآن وضع حدٍ لها, كما لا تقوم الجماهير بالدفاع عن نفسها من خلال تشكيل وحدات الدفاع عن المدينة والمحلة والشارع والبيوت والمعامل والمشاريع وحرمات المدارس والجوامع والكنائس وبالتعاون الوثيق مع الحكومة. وما تزال بعض الأحزاب مشغولة بتوزيع المناصب في الدولة والسفراء في الخارج والصراع حولها حتى أدت تلك المنافسات الحزبية والطائفية الضيقة والسيئة على أساس توزيع حصصي طائفي بغيض وسيء الصيت, إلى تأجيل الكثير من التعيينات في السفارات العراقية وتعطيل إنجاز مهماتها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق. إنها الذاتية النرجسية التي ينبغي أن يتخلص منها أتباع كل الأحزاب التي تشارك في هذا الصراع غير المجدي, بل المضر بالعراقيات والعراقيين وبمستقبل العراق. كان بالإمكان وضع حدٍ لجنون هذه العصابات المستهترة التي تعيث في المحمودية فساداً وقتلاً, لو اتفقت الأحزاب السياسية في ما بينها على تشكيل وحدات مسلحة لدعم الحكومة وبمعرفتها ودعمها والتنسيق معها لمواجهة مثل هذه العصابات الجبانة. وقبل أيام من حادث المستشفى قتل مدير مدرسة إعداد المعلمين في المحمودية أيضاًُ, وها هي جماعات في هذه المنطقة تؤجج الصراع بين الشيعة والسنية, إنها المحنة التي ينبغي أن نعالجها في أنفسنا بسرعة وإلا فالعراق سيغرق بالدم كما كان يريده له صدام حسين إن فقد العرش الذي كان يجلس عليه سنوات عجاف طوال, أو كما يريده له أسامة بن لادن ومصعب الزرقاوي وغيرهما. نحن ندرك تماماً بأن الأهداف التي تسعى إليها هذه العصابات تتلخص في الوقت الحاضر, خاصة وأنهم فقدوا الأمل بالهيمنة على العراق في كل الأحوال, بالنقاط الأساسية التالية:
• إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار ومنع السير صوب عقد المؤتمر الوطني العراقي الذي سيكون خطو هامة, رغم نواقصها على الطريق الصحيح.
• إشاعة الانقسام بين القوميات العراقية العديدة التي فشلت حتى الآن, ولكنها ما تزال محمومة, وبين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة والتي كانت وما تزال جارية ومتفاقمة, وبين القوى السياسية المختلفة.
• منع التحرك السريع صوب إعادة إعمار العراق واستكمال بناء البنية التحتية ...الخ,
• منع قدر الإمكان تصدير النفط العراقي وتأمين الموارد المالية الضرورية لإعادة الإعمار والتنمية وتشغيل العاطلين عن العمل.
وفي هذا الظرف العصيب أوجه ندائي إلى رئيس الوزراء العراقي, السيد الدكتور أياد علاوي, ويتضمن المقترح التالي:
دعوة سريعة لعقد لقاء موسع لمسئولي الأحزاب والمنظمات المهنية والجمعيات والشخصيات السياسية والاجتماعية والعلمية العراقية مع وزارتي الداخلية والدفاع في المركز وفي اتحادية كردستان وبعض مسئولي أجهزة الأمن والشرطة والحرس الوطني ومن ذوي الخبرة والمعرفة لدراسة الوضع الراهن من مختلف جوانبه وبشكل تفصيلي نسبياً من أجل وضع الخطوط العامة والأساسية لعملية واسعة ضد القوى الإرهابية في العراق, دون الدخول بالتفاصيل لحماية المعلومات الأمنية الشديدة الحساسية, ثم دراسة الملاحظات والاقتراحات التي تصدر عن هذا الاجتماع مع عناصر متخصصة بقضايا الإرهاب والإرهابيين على الصعيد العربي والدولي لضمان تصور مشترك حول سبل مواجهة الإرهاب الجاري في العراق.
علينا أن نعرف بأن الإرهاب الجاري في العراق هو إرهاب محلي وعربي وإقليمي ودولي في آن واحد تشترك فيه منظمات بعثية وقومية وإسلامية متطرفة وعصابات المافيا الإقليمية وتجار المخدرات الذين يزودون العصابات الإسلامية المتطرفة بالمال والسلاح من أجل إشاعة الفوضى في العراق, وأهداف هؤلاء متنوعة وشديدة التباين, ولكن كلاً منها يسعى إلى غايته من خلال إشاعة الفوضى. ومن هنا تأتي أهمية التعاون المحلي والعربي والإقليمي والدولي لمواجهة ما يحصل في العراق وكسر شوكة وإفشال مخططات عصابات الجريمة العنصرية والسلفية والأصولية المتطرفة وعصابات الجريمة المنظمة.
أحس بأن الوقت قد حان لكي لا نبقى ننتقل من غرفة إلى غرفة وبحراسة مشددة دون الاحتكاك بالناس وتعبئتهم وتنظيمهم وزجهم في النضال ضد هذه العصابات, إنهم قادرون على تنفيذ الجرائم لأنهم يستهينون بالموت وينتظرون الجنة التي أوعدهم بها قادتهم الأوباش, وعلينا أن لا نستهين بحياة الناس, سواء بعمل غير مدروس أو بعدم العمل الكثير المطلوب في هذه المرحلة خشية الموت. ولكن علينا العمل المدروس مع الشعب ضد هذه الحثالات. لقد سقط في العراق مئات الألوف من الشهداء في النضال ضد النظم الدكتاتورية, وخاصة نظم البعث الدموية, وعلينا أن لا نبخل في سبيل إقامة عراق حر ديمقراطي اتحادي مزدهر بالتضحيات المقننة إلى ابعد الحدود والتي لا مفر منها. فهؤلاء القتلة لا تخيفهم إلا وحدة الشعب وتظافر جهوده وتعاونه للوصول إلى مخابئهم التي هي في موجودة في وسط المجتمع أو في بساتين العراق وليست بعيدة عن أعين الناس التي تراقب كل شيء وترى الكثير, ولكن ما تزال لا تتحدث أو تخبر عن ذلك, لأنها تخشى من عدم الحماية الشعبية أو الحكومية. وهي مهمة الحكومة المؤقتة بطبيعة الحال والقوى السياسية.
لا يمكن أن أحاسب الحكومة بالشدة, إذ أضع نفسي أحيانا في موقعهم وأفكر في ما كان في مقدوري فعله في مثل هذه الظروف. ليس أمامي إلا أن أشد بقوة على أيد الحكومة, وأطالبهم بالمزيد من العمل الهادف والاستعانة بالخبراء وليس بمن عينه الحاكم المدني السابق في العراق باول بريمر والذي ربما لا يفقه بالضرورة في قضايا الأمن كثيراً. إننا بحاجة إلى أناس تستطيع أن تضع نفسها في مكان هذه العصابات الشريرة وتفكر مثلها وتضع خططها وبدائل عديدة لها, ثم تبدأ بوضع الخطط المضادة لها وبدائلها لإفشالها فعلاً. ما تزال الشرطة العراقية الموظفة حديثاً قليلة الخبرة وهي المستهدفة أيضاً ولهذا لا بد من التعجيل بتدريبها حيثما أمكن, وبمستوى جيد, ويفترض أن نأخذ لهذه لدورات الشرطة خريجي الدراسة الإعدادية على الأقل, وليس من الناس الذين لم يكملوا دراستهم الابتدائية, إذ أن عمل الشرطة ليس روتينياً في هذه المرحلة بشكل خاص, بل عملاً معقداً ويحتاج إلى معرفة جيدة بحقوق الإنسان ويعي الحرية والديمقراطية ويمتلك قدرة التفكير والتعامل الواعي والمرن مع الأحداث وقدرة على المناورة والدفاع عن الناس والنفس في آن واحد.
علينا أن نقوم بحملة إعلامية واسعة لفضح جميع المنظمات والفضائيات والإذاعات والصحف والقوى التي تقف بصيغ وأساليب شتى وراء حملة دعم الإرهاب في العراق بحجة المقاومة الشعبية للاحتلال, لا يمكن استخدام الاحتلال قميص عثمان أيها السادة, فمقاومة الاحتلال لا تتم بقتل الشعب, لا تتم بقتل أتباع القوميات المختلفة من عرب وكرد وتركمان وأشوريين وكلدان, ولا تتم بقتل أتباع الأديان المختلفة من مسلمين, شيعة وسنة, ومسيحيين ويهود وصابئة وإيزيدية, ولا تتم باستباحة الأعراض والأموال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وتخريب المشاريع الاقتصادية والمساهمة بزيادة حجم البطالة والجوع والحرمان بين أوسع أوساط الشعب.
أن الشعب الذي تخلص من ليل النظام الأسود الطويل والمقيت والمخيف, سيتخلص حتماً من ليل العصابات المجرمة ومن القتل المبرمج والهادف إلى تمزيق وحدة الشعب وضرب تطلعاته المستقبلية, ويمكن في هذا المجال الاستشهاد بقول شاعر عربي:
وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم
ولكن الوصول إلى ذلك يحتاج إلى عمل مشترك بين الشعب والحكومة, بين مختلف القوميات وأتباع الأديان وبين كل الأحزاب الوطنية وبين أصحاب كل الأفكار والسياسات السلمية والديمقراطية, بين كل محبي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في عراقنا الجديد الذي نطمح إلى إقامته.
2/07/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن بحاجة إلى دونكيشوت عراقي يا سيدنه الصدر؟
- ألا يمكن لهذا للشعب المستباح أن يقف سداً منيعاً بوجه قتلة ال ...
- أهكذا تورد الإبل يا سيدي وزير الدفاع ؟
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي من 3 الى 6
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي 1-6 & 2-6
- كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟
- هل القتلة بيننا ؟
- هل من مستقبل لقوى الإرهاب والقتل في العراق؟
- هل القوى السياسية العراقية قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديم ...
- هل القوى السياسية العراقي قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديمق ...
- متى يتعامل الحكام والقوميون العرب بحس حر وديمقراطي إنساني إز ...
- حوار في مطعم حول الأوضاع في العراق
- ما العمل من أجل إنجاز المهمة الأمنية وإعادة الطمأنينة للمجتم ...
- نحو محاكمة عادلة لصدام وأعوانه في العراق
- هل مسموح به ارتكاب أخطأ جديدة في تقدير إمكانيات عدوانية العد ...
- ذكريات مُرّة في ضيافة التحقيات الجنائية في العهد الملكي·! -ف ...
- الحلقة الخامسة- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال 5-5 مهمات بنا ...
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الرابعة
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثانية
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثالثة 3-5


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - تَبَّاً لكل المجرمين القتلة, تَبَاً لكل أعداء الشعب العراقي! وتَبَاً لكل من يشارككم الإجرام ويطلق عليكم أسم المقاومة