أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - أهكذا تورد الإبل يا سيدي وزير الدفاع ؟














المزيد.....

أهكذا تورد الإبل يا سيدي وزير الدفاع ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 07:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ ما يقرب من أسبوعين بدأت تنشر وسائل الإعلام العراقية والعربية والدولية تصريحات صادرة عن وزير الدفاع العراقي ,وأحياناً من وزير الداخلية, تتميز بالحدة والشدة والتوتر وتعبر عن أجواء الحرب الباردة بين العراق وإيران وبين العراق وبعض جيرانه من الدول العربية وتركيا. ومع إدراكي للكوارث التي تحل بالعراقيات والعراقيين بسبب الأعمال الإرهابية التي تمارسها العصابات الجبانة والإرهابية, فأن من المؤسف أن أقول بأن هذه التصريحات الرنانة تذكرني بتصريحات المشير المخلوع والدكتاتور الأهوج صدام حسين, المتهم بجرائم شن الحروب وإبادة الجنس البشري ومصادرة حريات وحقوق الشعب العراقي بكل قومياته, وهو ما لم نرتضيه ونقبله لوزير دفاع يمثل الدولة العراقية الجديدة وفي الوضع الجديد الذي نحن فيه ونسعى إليه في العراق الديمقراطي الحر. فطبول الحرب واعتبار إيران, البلد الجار, العدو رقم واحد هي من تركة عهد صدام حسين ولن يتكلم بها إلا من يحن إلى ذلك العهد أو كان جزء منه رغم معارضته له في فترات معينة. وهي ليست محاولة مني للإساءة إلى منصب وزير الدفاع العراقي ولا إلى شخصه, إذ أني أحترم كل إنسان على وجه البسيطة, بل هي تعبير عن سخط في داخلي يتأجج عندما أسمع مثل هذه التصريحات أو من يقول بأننا يمكن أن ننقل الإرهاب الذي نتعرض له إلى داخل البلد الذي تنطلق منه, وكان هذا التهديد موجهاً إلى سوريا وإيران وربما إلى غيرهما أيضاً. فهذه الطريقة تعني بأننا يمكن أن نتحول في لحظة واحدة إلى إرهابيين أيضاً ونسند الإرهاب في الأراضي المجاورة وأننا مستعدون لخوض حرب ما دامت إيران العدو الأول للعراق. ما هكذا تورد الإبل يا سيدي الوزير أبداً!, يا من نصبت مؤقتاً للمشاركة في إدارة شئون البلاد, وخاصة العسكرية منها, وإنهاء مهمات الفترة الانتقالية والتصدي للإرهاب الداخلي وليس لنشر الإرهاب في البلدان المجاورة, وليس إلى خوض الحروب أو إرسال إرهابيين إلى بلدان أخرى لفعل ما يفعلونه في بلادنا.
أعرف علم اليقين بان جماعات إرهابية تدخل العراق من إيران لتمارس الإرهاب والقتل والتدمير, وأعرف أيضاً بأن قوى محافظة إيرانية في الحكم تدعم هذه القوى وتشجعها على خلق التوترات داخل العراق لتلقين الإدارة الأمريكية درساً لا ينسى لكي لا تهاجم إيران بحرب إستباقية مماثلة كما حصل مع العراق في ظل النظام المخلوع, وأعرف تماماً أيضاً بأن هذه الأفعال تقود إلى موت الكثير من البشر وإلى تدمير الحياة الاقتصادية وإشاعة الفوضى في البلاد, وأعلم علم اليقين بأن هناك قوى إيرانية وعراقية في إيران تقدم الدعم والتأييد لمقتدى الصدر في النجف بأمل إشاعة الفوضى والرغبة في دفعه إلى دست الحكم أو من يسانده في ذلك. أعرف كل هذا, ولست من مؤيدي النظام "الإسلامي" في إيران, ولكن لا يمكن معالجة كل ذلك بالطريقة التي تحاول معالجتها يا سيدي الوزير وعبر التصريحات الحربية ذات المضمون العدواني!
كلنا يعرف أن الحدود كانت وما تزال مفتوحة أمام الكثير من القوى الإرهابية الدولية, وخاصة قوى الإسلام السياسي والقوميين اليمينيين الشوفينيين العرب, والولايات المتحدة هي المسئول الأول عن هذه الأخطاء الفادحة والتي ما نزال نجني ثمارها المّرة. وهذه المعرفة ينبغي لها أن لا تدفع بنا إلى توتير العلاقات والأوضاع مع الدول العربية ودول الجوار الأخرى, بل معالجتها بطريق الحوار المفتوح والصريح والشفاف أو العلني ودعوتها إلى إدراك مخاطر مثل هذه العمليات الإرهابية على العراق ومستقبلاً عليها أيضاً, إذ أن هذه القوى لا تستهدف العراق وحده, بل المنطقة بأسرها.
إن الأسلوب الذي يمارسه السيد رئيس الوزراء هو الذي في مقدوره أن يساهم في التصدي للإرهاب ومنع ولوج الإرهابيين إلى داخل البلاد, كما يسعى إلى ذلك من خلال زياراته الأخيرة إلى كل من مصر والأردن وسوريا والسعودية وغيرها من الدول الشقيقة والمجاورة, وهو الأسلوب الذي يمارس مع إيران أيضاً, أو وفق الطريقة الذكية والسليمة التي يتعامل بها وزير الخارجية العراقي في تصريحاته حول هذه الأمور. ينبغي أن لا يرتفع صوتنا أعلى من قدراتنا أولاً, حتى لو كانت لدينا القدرة يفترض أن يكون صوتنا سلمياً وهادئاً وخافتاً, وأن لا نرتدي البزة العسكرية ونحمل البندقية لنعلن عن قدرتنا على حل المعضلات بالطريقة العسكرية لا غير, في حين ينبغي أن نحرّم على أنفسنا استخدام السلاح في الخلافات الناشبة مع دول العربية وبقية دول الجوار والسعي إلى حلها بالطرق السلمية والتفاوضية المباشرة وعبر الجامعة العربية والأمم المتحدة وبقية الهيئات الدولية الأخرى. ينبغي أن تختفي العنجهية والدونكيشوتية من تصريحاتنا وسياساتنا ومواقفنا وممارساتنا الداخلية والعربية والإقليمية والدولية, هذا هو الدرس الأول والأساسي من خبرة العقود المنصرمة وبشكل خاص من سياسات الدكتاتور الأرعن والجزار البشع صدام حسين.
لدي القناعة التامة بأن هذه التصريحات العنترية لن تخدم حتى الإدارة الأمريكية, رغم عدائها لإيران ورغبتها في الإطاحة بالحكم القائم, إذ أن هذه التصريحات تعبر عن ثقافة عنف وذهنية حربية, أي أكثر من عسكرية, ونفسية معقدة ومركبة لا يجوز أن تبقى في الحكم. ومحاولة إرضاء الولايات المتحدة ليس من أغراض سياسة العراق الجديد, بل إرضاء الشعب العراقي والاستجابة لمصالحه والتعاون والاحترام المتبادلين مع جيرانه وعدم التدخل في الشئون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وبآليات ديمقراطية.
أرجو أن تكف يا سيدي وزير الدفاع عن مثل هذه التصريحات وإلا سينطبق على تصريحات وزير الدفاع المعربدة, أياً كان شخصه, "العربة الفارغة كثيرة الجعجعة", وأنا شخصياً لا أرضى لوزير دفاع عراقي أن يكون كذلك, وإلا على رئيس الوزراء ورئاسة الجمهورية أن تفكر وتجد الإنسان المناسب لهذا المنصب الحساس في الحكومة العراقية المؤقتة.
كاظم حبيب برلين في 28/07/2004



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي من 3 الى 6
- حوار مع السيد إحسان خ. الراوي 1-6 & 2-6
- كيف يفترض أن نتعامل مع الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث؟
- هل القتلة بيننا ؟
- هل من مستقبل لقوى الإرهاب والقتل في العراق؟
- هل القوى السياسية العراقية قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديم ...
- هل القوى السياسية العراقي قادرة ومؤهلة لتأمين المسيرة الديمق ...
- متى يتعامل الحكام والقوميون العرب بحس حر وديمقراطي إنساني إز ...
- حوار في مطعم حول الأوضاع في العراق
- ما العمل من أجل إنجاز المهمة الأمنية وإعادة الطمأنينة للمجتم ...
- نحو محاكمة عادلة لصدام وأعوانه في العراق
- هل مسموح به ارتكاب أخطأ جديدة في تقدير إمكانيات عدوانية العد ...
- ذكريات مُرّة في ضيافة التحقيات الجنائية في العهد الملكي·! -ف ...
- الحلقة الخامسة- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال 5-5 مهمات بنا ...
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الرابعة
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثانية
- المهمات الخاصة بمرحلة الانتقال - الحلقة الثالثة 3-5
- حوار عن الهوية مع صديق عبر الهاتف
- مفهوم الصدّامية في القاموس السياسي الحديث
- هل من سبيل لمواجهة الإرهاب المتفاقم في العراق؟


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - أهكذا تورد الإبل يا سيدي وزير الدفاع ؟