أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - مفهوم الصدّامية في القاموس السياسي الحديث















المزيد.....

مفهوم الصدّامية في القاموس السياسي الحديث


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صرح المستشار الألماني والاشتراكي الديمقراطي ?يرهارد شرودر Gerhard Schröder إلى أن النظام في العراق يختلف عن النظام النازي في ألمانيا, الذي حكم ألمانيا في الفترة لبين 1933-1945. ولم يكن قول السيد شرودر خاطئاً ً من حيث المبدأ, وليس هناك ما يدعو إلى مثل هذه المقارنة التاريخية, إذ أن مثل هذه المقارنات تبقى بعيدة عن التحليل الموضوعي, فالاختلاف في الزمان والمكان وللوقائع والأحداث يبقى سيد الموقف وبارز للعيان. وفي يمكن في مثل هذه المقارنات أن ترتكب أخطاء فادحة من خلال تأثير الرغبة الذاتية, ولأسباب كثيرة, في التقليل من الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام صدام حسين بحق الشعب العراقي أولاً, وبحق الدول المجاورة التي تعرضت لحروب عدوانية ثانياً, وبحق شعوب منطقة الشرق الأوسط التي عانت وما تزال تعاني من آثار سياسات صدام حسين في المنطقة ثالثاً. ونعتقد بأن قول المستشار الألماني شرودر يقع في هذه الخانة من المقارنة غير الصائبة وغير المبررة, كما إنها غير علمية وبعيدة عن قدرة وضع اليد على طبيعة النظام العراقي الصدّامي. ويبدو مفيداً أن نحاول الإجابة عن السؤال التالي: ما هي الصدّامية, وبتعبير أدق, ما هو النهج الصدًامي الذي مورس في العراق طيلة 35 عاماً؟ من أجل الإجابة عن هذا السؤال نبدأ بالإشارة إلى مفهوم الهتلرية بشكل عام.
تحتفظ الذاكرة الجمعية للمجتمع البشري, منذ مجيء حزب العمال الاشتراكي الوطني الألماني (NSDAP) (وباختصار الحزب النازي) إلى السلطة في ألمانيا بقيادة أدولف هتلر عبر الانتخابات العامة للرايختا? (مجلس النواب) فی الرايخ الثالث, بتعريف واضح لمفهوم الهتلرية والنازية. فكلما جاء ذكر هتلر والهتلرية تجسدت أمام الإنسان لوحة بانورامية عن هذا المصطلح السياسي الذي يتضمن في جوهره الجوانب الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الحركة التي تسلمت السلطة وأقامت نظاماً سياسياً فاشياً, نظاماً دكتاتورياً مطلقاً, يستند إلى الفكر العنصري المقيت في تقسيم الشعوب ورغبة التوسع الاستعماري والعدوانية الجامحة والانتقام لخسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. واقترنت الفاشية الهتلرية بإشعال الحرب واجتياح حدود البلدان الأخرى وإقامة معسكرات الاعتقال حيث تم تعذيب وتجويع وقتل الملايين من البشر, ولكن بشكل خاص اليهود والروما والسنتي (غجر أوروبا) والروس والسلافيين, إضافة إلى قتل أصحاب الفكر والرأي الآخر من شيوعيين واشتراكيين ديمقراطيين ومسيحيين مؤمنين وغيرهم.
والمضمون الأساسي للفكر الهتلري يتجلى في سيادة الإيديولوجية العنصرية والنظرة المتعالية إلى شعوب العالم والتمييز الصارخ بين "الأنا" و"الآخر" لصالح "الأنا" الآرية. ولهذه العنصرية وظيفة اقتصادية اجتماعية وسياسية تؤديها لمصلحة مروجيها والداعمين لها. وجوهر الفكر العنصري يتلخص في أن العنصريين مقتنعون بأن "البشر ليسوا سواسية, وأنهم خير البشر وأفضلهم. ماذا يعني ذلك بالممارسة العملية وبالملموس؟ إنه يعني باختصار أن مجموعة من البشر من أثنية أو قومية معينة تعتقد بكونها أرفع شأنا وأكثر ذكاءً وتفوقا في البنية العقلية وفي تركيب ووظائف الدماغ وفي المظهر الجسماني الخارجي, وبالتالي فهم أصحاب الفكر والإبداع والعمل والأخلاق والقيم ولهم الحق في القيادة والحكم, في حين لا تتمتع الإثنيات أو القوميات الأخرى بهذه الصفات. فالدماء التي تجري في عروق "الإثنية الآرية" نقية وتختلف تماماً عن الدماء غير النقية أو المختلطة والفاسدة لبقية البشر أو الأعراق الأخرى. كما يرى هؤلاء العنصريون بأن هذا "الفارق الجوهري" بين الجنس الآري وبقية الأجناس هو الذي يميزهم عن الآخرين ويمنحهم في الوقت نفسه مركزا متقدما وحقوقا إضافية على المجموعات البشرية الأخرى. فمن حقهم مثلا أن يهيمنوا على المناطق والبلدان التي تعيش فيها تلك الجماعات ذات الدم غير النقي أو الفاسد الأقل شأنا ومقاما, وأن لهم الحق في استثمار الموارد الأولية للآخرين وأن يستعبدوهم ويستغلوا تلك الشعوب لصالحهم, فهو حق طبيعي يفرض بالقوة إن رفضوا الرضوخ طوعاً. وهذا يعني إن على الشعوب التي تنحدر من أصل سامي أو حامي أن يكونوا في خدمة الشعب المنحدر من أصل آري بكل قناعة وارتياح كبيرين ودون تذمر أو احتجاج. ومن حق وواجب أصحاب العِرق والدم النقيين وواجبهم الحتمي أن يتجنبوا الاختلاط المباشر بتلك الجماعات ذات الأصل المنحط وأن يبتعدوا عن التزاوج معهم, لكي يتجنبوا الحط من قدرهم وتدنيس دمهم النقي ويسئ تدريجا إلى عرقهم ودمهم الصافيين, إذ أن مثل هذا الاختلاط والتزاوج يؤدي إلى حلول اللعنة عليهم ويقرب من نهاية هذا النوع المميز والمفكر والمخطط من البشر. وفي هذه الاتجاهات الفكرية والسياسية المسمومة والخرافية والمبتذلة, التي تجسد مصالح اقتصادية استغلالية واستعمارية توسعية, تكمن الوظيفة الفعلية والأساسية للعِرقية أو للعنصرية.
إن أحداث الماضي البعيد والقريب تشير إلى أن هذه الاتجاهات الفكرية الخرافية والأساطير المبتذلة والمتناقلة عبر الأجيال والممارسات السياسية الشائنة المرتبطة بالعنصرية والناشئة عنها كانت لها في الماضي عواقب وخيمة وخطيرة على العلاقات بين البشر والدول, وكانت من أهم الأسباب في ما نشأ من خلافات ونزاعات كثيرة وما وقع من حروب وما حصل من كوارث ومآسي لا حصر لها.
ومن أجل الهيمنة على العالم فجر الهتلريون الألمان الحرب العالمية الثانية وتسببوا في حصيلة رهيبة بالنسبة على موت البشر, دع عنك الخسائر المادية والحضارية التي لحقت بالبشرية حينذاك ولسنوات طويلة لاحقة. وفيما يلي نظرة سريعة على حصيلة الذهنية العنصرية والعسكرية وحربها العدوانية:
13,0 مليون إنسان قتل في معسكرات الاعتقال ( منهم 6 ملايين يهودي و3,3 مليون سوفييتي و2,5 مليون بولوني
219000 غجري (الروما والسنتي) ...الخ),
17,2 مليون إنسان من غير الألمان قتلوا في المعارك,
15,8 مليون من المدنيين من غير الألمان قتلوا في فترة الحرب,
4,5 مليون ألماني من قوات الجيش والأجهزة الأمنية الألمانية,
0,5 مليون قتلوا نتيجة الغارات الجوية,
51,0 مليون إنسان مجموع ضحايا الحرب العالمية الثانية التي أشعلها النظام الهتلري في الفترة بين 1939-1945.
وفي هذا النظام السياسي بذهنيته العسكرية الجامحة وعدوانيته تم تشكيل أجهزة الأمن والمخابرات,. بما في ذلك قوى Hل SS والتنظيمات شبه العسكرية التي كلفت بمطاردة اليهود والشيوعيين وبقية القوى السياسية المختلفة معها أو المعارضة لها وخنق كل صوت حر في البلاد, كما تمت مصادرة جميع الحريات الديمقراطية والمضمون الديمقراطي للمؤسسات الدستورية والحياة المدنية والنيابية وسادت التربية الهتلرية في رياض الأطفال والمدارس والكليات وفي الحياة العامة واختفت جمع الأحزاب السياسية عدا الحزب الحاكم وجرى حرق عشرات الآلاف من الكتب لمختلف الكتاب من غير الفاشيين, كما أحرقت الكثير من مراكز عبادة اليهود وجرت مطاردة الأجانب وخاصة السود واليهود. وتحولت معسكرات الاعتقال في ألمانيا وفي غيرها إلى محارق ومقابر جماعية, كما حصل في معسكرات بوخنفالد وداخاو وساكسنهاوزن في ألمانيا وأوسشفتز في بولونيا وغيرها. لقد أصبح الإرهاب والقمع جماهيرياً وعاماً وشاملاً, مما أضطر عشرات الألوف من المثقفين الألمان والكوادر العلمية وقادة الأحزاب السياسية إلى مغادرة البلاد والعيش في المهجر. واعتمد النظام السياسي على الشركات الرأسمالية الاحتكارية التي كانت تهيمن على اقتصاد البلاد ودعمت سياسة هتلر وساعدته على الوصول إلى السلطة بأمل السيطرة على العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً والانتقام من خسارتها في الحرب العالمية الأولى. وقد سخر الأسرى والمعتقلين في المصانع الحربية وغير الحربية للاحتكارات الألمانية الكبيرة. هذه هي الفاشية التي غزت أوروبا فكرياً وسيطرت على الكثير من الدول الأوروبية ونشرت الكراهية والحقد والإرهاب والعنف والموت فيها, والتي سقطت بفعل تحالف قوى الخير والديمقراطية في العالم. وفي حينها تبنت مجموعات من القوميين العرب في العراق أو في البلدان العربية هذا الفكر أيضاً وحاولت فرضه في العراق من خلال انقلاب مايس 1941 بقيادة رشيد عالي ال?يلاني الذي اقام علاقات واسعة مع ألمانيا الهتلرية ومع إيطاليا الفاشية.
والفكر العنصري الفاشي الذي سقط في كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية لم ينته بعد, إذ نجده في أوروبا وفي بلدان كثيرة أخرى, سواء في أحزاب رسمية أم منظمات غير حكومية أم في منظمات تعمل في السر. ومضمون هذا الفكر ما يزال موجودا في العراق والدول العربية أيضاً ونجده في بعض المنظمات القومية أو حتى في بعض التنظيمات الدينية المتطرفة من حيث ممارستها لأساليب العنف والإرهاب والقمع والقتل ضد القوى السياسية الأخرى وإزاء من لا يقف إلى جانبهم.
هذه لمحة مكثفة ومختصرة عن ملامح الهتلرية الأساسية, فما هي الصدّامية في العراق والتي لها امتداداتها في العديد من البلدان العربية؟
الصدامية باختصار شديد تجسيد لإيديولوجية قومية يمينية وسلفية متطرفة, كما إنها ذهنية عنصرية استبدادية طاغية ونهج إرهابي قمعي نحو الداخل, وتوسعي عدواني نحو الخارج. وهي نظام سياسي بذهنية عسكرية جامحة في بلد متخلف اقتصادياً واجتماعياً وثقافيا وسياسياًً, رغم امتلاكه للموارد الأولية, على عكس ألمانيا التي كانت متقدمة رأسمالياً ومتطورة اقتصادياً واجتماعياً وثقافيا وسياسياًً, ولكنها لم تكن تمتلك الموارد الأولية.
وتجلت الذهنية العنصرية الصدّامية في ممارسات النظام السياسية والقمعية في مصادرة حقوق الإنسان وحقوق القوميات, وبشكل خاص حقوق ومصالح الشعب الكردي. كما تجلت بوضوح في الحرب ضد إيران الذي حاول النظام تأجيج المشاعر القومية والدينية ضد الشعب الإيراني باعتبارهم فرساً من جهة ومجوساًَ من جهة أخرى. وكانت خطابات وتصريحات صدام حسين وإعلامه الداخلي مليء بالكراهية والحقد ضد القوميات والشعوب الأخرى, إضافة إلى التثقيف بالفكر العنصر والذهنية العسكرية في مختلف مراحل الدراسة ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالجامعات والمعاهد المهنية وفي القوات المسلحة. وفي السنوات الأخيرة قبل سقوط النظام دمجت الصدامية بين القومية العربية والدين الإسلامي, فتفاقمت الممارسات العنصرية والتمييز القومي والديني والطائفي في البلاد, وأصبحت سياسية يومية. لقد عمقت الصدّامية في المجتمع العراقي, وخاصة جيل الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في ظل هذا النظام, الذي دام 35 عاماً, ذهنية "الأنا" العربي المتعالية على "الأخر" والرافضة له, فهي الأرقى والأفضل والأكثر قدرة على القيادة, أما الآخر فهو الأدنى والأضعف والأسوأ والذي ينبغي له أن يخضع للعربي الأنقى دماً والأوسع دماغاً والأكثر ذكاءً وإبداعاً!
وتتسم الذهنية الصدّامية بالسلفية والحنين إلى الماضي بروح رجعية انتقامية, وبالتالي كان يحاول تقليد الفرسان العرب بركوب الخيل وحمل السيف أو إطلاق النار وتقديم الهدايا والعطايا والأوسمة وحمل الألقاب العالية والفارغة والتبجح بماضيه الشخصي ودفع الشعراء لوضع القصائد في مدحه وكتابة الروايات والقصص عنه, حتى بلغ بأحد الشعراء البؤساء أن كتب أكثر من ألف قصيدة في مدحه ومدح فكره العنصري وحروبه المجنونة والمدمرة, كما قام ببناء عشرات القصور الفخمة له ولأفراد عائلته وحاشيته. لقد كان دكتاتوراً من الطراز الاستبدادي الشرقي المتخلف والوحشي الذي استخدم الأساليب البالية والحديثة في قمع المجتمع وحول الإرهاب والقمع إلى حالة يومية متواصلة وجماهيرية والذي منح نفسه ألقاباً تفوق أسماء الله الحسنى بعدة أضعاف وحمل الكثير من النياشين والأوسمة الفارغة.
والصدّامية تشك في من حولها, كما هي عادة جميع الدكتاتوريين على وجه الأرض, لهذا كان القتل في القوى المحيطة به والمؤيدة له واسعاً ومستمراًً. والذهنية الصدّامية تمارس الكذب باعتباره أحد الأدوات الأساسية للوصول إلى الغايات المنشودة للأمة, وعليه فأن القاعدة الهتلرية القديمة كانت ملازمة لحكم صدام حسين والقائلة "افتروا ثم افتروا ثم افتروا, لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس".
والذهنية الصدّامية تكره الفكر الآخر وتحرمه من حقه في التعبير عن ذاته بممارسة كل الأساليب المحرمة دولياً بما في ذلك حرق الكتب ومنعها من التداول أو حرمان الكتاب من النشر واعتقالهم وزجهم في السجون وقتلهم, إذ لا يجوز أن يعيش في البلاد إلا حزباً واحداً وفكراً واحداً وإيديولوجية واحدة هي إيديولوجية البعث الصدّامية وقائداً واحدا هو صدام حسينً. على جميع العراقيات والعراقيين أن يكون تحت خيمة فكر البعث, "فالعراقي بعثي وأن لم ينتم" حسب قول صدام حسين. ونتيجة هذا النهج التسلطي فكراً وممارسة سقط تحت التعذيب الكثير من المثقفين العراقيين, إضافة إلى هجرة عشرات الألوف منهم إلى خارج البلاد هرباً من الطغيان السياسي والأمني. وأصبحت الدولة العراقية دولة البوليس السري والمراقبة اليومية وكم الأفواه والحرمان حتى من حق الحلم.
ألغت الصدّامية الحياة الدستورية والنيابية الحقة والحياة الحزبية وجمعت بيد الدكتاتور, باعتباره "القائد الضرورة", السلطات الثلاث, التشريعية والتنفيذية والقضائية, إضافة إلى سلطة الصحافة.
وأقام صدّام حسين السجون ومعسكرات الاعتقال في جميع أنحاء البلاد وجعلها مركزاً للتعذيب والقهر والقتل على نطاق واسع ومارس مختلف أساليب القتل بما في ذلك المحرقة والتذويب بالحوامض والقتل بالسم أو هرس الإنسان بمكائن فارمة لجسد السجين السياسي وهو على قيد الحياة, كما أقام عشرات المقابر الجماعية لبنات وأبناء مختلف القوميات في العراق ومختلف الأحزاب والمنظمات السياسية. وقتل تحت التعذيب وعبر أحكام الإعدام خارج القانون أكثر من نصف مليون إنسان عراقي من الكرد والكرد الفيلية والعرب والتركمان والآشوريين والكلدان وكذلك من الفرس ومن مواطني الدول العربية المجاورة.
وبسبب الذهنية الصدّامية التوسعية والعدوانية شن النظام العراقي الحروب ضد الدول المجاورة, فكانت حرب الأعوام الثمانية مع إيران وغزو الكويت وحرب الخليج الثانية ومن ثم تسبب في نشوب حرب الخليج الثالثة التي تم فيها إسقاط النظم وإلى الأبد, إضافة إلى حربه الداخلية ضد الشعب الكردي وعرب الوسط والجنوب, ومنهم سكان الأهوار. وكانت الحصيلة الفعلية لهذه الحروب موت أكثر من مليون ونصف مليون إنسان عراقي, إضافة إلى ما يزيد عن نصف مليون إنسان من إيران ومئات القتلى الكويتيين وما يقرب من 200000 قتيل كردي ومجموعة غير قليلة من القوميات الأخرى في كردستان العراق, في استعماله السلاح الكيماوي في حلب?ة ومجازر عمليات الأنفال السيئة الصيت,
لقد داس النظام العراقي بالأقدام على حقوق الإنسان وحقوق القوميات وعلى أسس العلاقات الدولية بسياساته المدمرة. لقد كانت الصدّامية يسعى إلى الهيمنة على العالم العربي كله وإلى إقامة جمهورية دكتاتورية صدّامية مطلقة, جمهورية الرعب والقسوة والموت.
هذه بعض ملامح الصدّامية التي حكمت العراق سنوات طويلة قاسية ومريرة, وليس من حق أحد أن يخفف من جرائمها ووطأتها على الشعب العراقي لأسباب سياسية أو بسبب صراعات دولية. إن مثل هذا التخفيف يعتبر بمثابة إهانة للشعب العراقي ولضحاياه ونضاله ضد الدكتاتورية الصدّامية وضد الفلسفة العنصرية والذهنية العسكرية للصّدامية. وهي التي تمارس اليوم, باعتبارها حركة سرية عدوانية منظمة, مع منظمات إرهابية متطرفة أخرى, الإرهاب والقتل والتدمير في العراق والتي سيعرف الشعب العراقي كيف يتخلص منها وبمؤازرة ودعم الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي.

18/06/2004 كاظم حبيب.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل لمواجهة الإرهاب المتفاقم في العراق؟
- هل مَن تَعرضَ يوماً للتعذيبِ, يرضى بتعذيب حتى جلاديه؟
- العراق وفضيحة التعذيب في السجون العراقية (1-4 حلقات) الحلقة ...
- هل من نهاية قريبة للإرهاب والاحتلال ومآسي القسوة والتعذيب في ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز نتائج المؤتمر القومي العربي الخا ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز نتائج المؤتمر القومي العربي الخا ...
- الأفكار الأساسية لمحاضرة حول -مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنس ...
- التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين في العراق انتهاك شرس لحقوق ...
- ألا يريد مقتدى الصدر أن يتعلم من دروس الماضي القريب؟
- سياسة الإدارة الأمريكية في العراق كالمستجير من الرمضاء بالنا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة العرب والكرد وبقية القوميات ...
- لِمَ الاحتراب ما دمنا قادرين على الحوار؟
- هل يعني نقل السلطة التمتع بالاستقلال والسيادة الوطنية؟
- ما الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الديمقراطية العراقية في ضو ...
- العراق وكوارؤثه المتلاحقة!
- إلى أين يمكن أن تقود السياسة المغامرة لمقتدى الصدر؟
- القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !
- المصالحة الوطنية والجراح العميقة في الإنسان العراقي!
- قراءة أولية في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت!
- الجرائم المرتقبة في الذكرى الأولى للحرب وأهمية تنشيط يقظة ال ...


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - مفهوم الصدّامية في القاموس السياسي الحديث