أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - الشرف والمال خياران لا ثالث لهما














المزيد.....

الشرف والمال خياران لا ثالث لهما


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 01:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


((الشرف والمال خياران لا ثالث لهما))
عندما يريد الانسان أن يسلك أحدى الخيارين فسوف يجد في كلتيهما ثوابت عليه الانصياع لها وعقبات يجب التغلب عليها ,ويكون على جهوزية تامة لتنفيذ ما أختاره من أحدى الخيارين.
فالخيار الاول هو الاصعب طبعا لانه يتطلب التضحية بالمصالح الخاصة لحساب المصلحة العامة,وأن يكون له الارادة الفولاذية كي يبقى منتصبا لا تميله الضغوطات والتأثيرات,ولا ينحني امام رغباته ونزواته كي يستطيع ان ينفذ قراراته على أرض الواقع,وان يكون صادقا مع نفسه قبل الاخرين عند التعامل, ولديه الاخلاص في العمل ,والشجاعة في اتخاذ القرار,والايفاء بعهوده ومواثيقه التي يقطعها للاخرين ,أفعاله أكثر من أقواله. وأن تكلم فكلامه ما قل ودل بعيدا عن الثرثرة الجوفاء,لا يتملق لاحد ولا يرتضي المتملقين له,السلطة لديه غاية من اجل خدمة الاخرين وليس وسيلة لكسب الاموال وجمع الثروات, امين على ما أوتمن عليه,النزاهة صفته الدائمة,يداه لم تدنس بالمال العام ولم تلطخ بدماء أحد,ضميره حي ومتيقظ تجاه شعبه وهمومهم ومشاكلهم ,لا يمل ولا يكل لكثرة مطاليبهم,همه الاول والاخير اسعداء الاخرين ,ساهرا على أمنهم وراحتهم,يشاركهم السراء والضراء,يعيش بين ظهرانيهم بكل تواضع وخشوع ,يحترم الاخرين وارائهم..التواضع والتسامح بدلا من التجبر والغلظة ,وأن كان منتميا الى حزب سياسي أو ديني فلا يسيس أيدلوجية الحزب أو الدين لادامة بقاءه على سدة الحكم ,بل ولا يفكربتوريث السلطة والحزب الذي ينتمي اليه الى اولاده واحفاده ,هذه المجموعة من القيم هي من صفات الانسان الشريف الذي يضعها كاهداف له في علاقاته وسلوكيته مع الاخرين,.وان مثل هذا لا يخلف وراءه البيضاء أو الصفراء أو القصور..وقسم منهم مجرد أتهامه بالخيانة تراه ينتحر .
لقد مر العراق بمراحل وصور متعددة جرت عليه الكثير من المأسي والويلات كونه بلد وفير بموارده ,لقد تعاقبت على حكمه طبقة الاقطاع والرجعية ,من الذين اقتطعوا لهم مساحات شاسعة من الاراضي المروية والصالحة للزراعة ,وعمدوا الى أذلال وقهر الفلاح العراقي من خلال تطبيق نظام الرق والعبودية بحقهم وبنوا مجدهم وتاريخهم على جماجم ودماء الفقراء,ومن ثم الوطنيين الاحرارالذين بذلوا كل جهدهم وطاقاتهم من اجل اسعاد الشعب العراقي وتعويضه على ما عاناه من اضطهاد وتنكيل ومسخ لكرامته وقيمه الانسانية , وبعدها فترة الطغاة والديكتاتورية,الذين عبثوا بامن البلد والمواطن وتركوا خلفهم الالاف الضحايا والارامل والايتام والمقابر الجماعية ,وبنية تحتية مدمرة وجهل وفقر ومرض وديون تثقل كاهله ,وانسان مهدور الكرامة...والان يمر بفترة تسمى عصر الديمقراطية المستوردة (ديمقراطية المحاصصة الطائفية)..
المال كالسيف ذو حدين ,فأما أن يكون نعمة من اجل سعادة الانسان ورفاهيته عندما يكون في أيادي أمينة وأنفس غير طامعة فيه,وفي هذه الحالة يوضب في الاستثمار العام ولتقديم الخدمات وتوفير أحتياجات الانسان الضرورية,دون أن يترك له نصيب من الاموال التي كانت بين يديه,وهذا يحدث عندما يصبح في أيدي الكرماء وأما نقمة على البشرية جمعاء عندما يصبح في ايدي المرتشين و البخلاء من عبدته والساجدين على أعتابه,فيسخر في هذه الحالة لاذلال الانسان وقهره من خلال عدم التوزيع العادل ,وهذا ما حذر منه سيد البلغاء الامام علي (ع)حين قال (لا ينبغي أن يكون الوالي على الناس البخيل ,فتكون في اموالهم نهمته,ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع)ومنه من يسخره لقتل الانسان للحصول على المزيد منها وذلك بتعبئة الاجواء العامة نحو الحروب والفتن والاضطرابات وتكديس السلاح وترك الاعمار والتنمية, وهذا يحدث عندما يقع في أيدي الجبابرة الطغاة.
اليوم نجد في العراق من احزاب الاسلام السياسي الماسكة على السلطة والمدعومين من قبل حوزاتهم ومراجعهم الدينية, فقد أبتكروا نهجا جديدا من خلال توظيب المال السياسي المسروق من قوت الشعب لشراء ذمم وضمائر الاخرين لديمومة حكمهم تحت مسمى ديمقراطية العهد الجديد.غير ابهين بشلالات الدم العراقي الجارية في كل مدن العراق ,بل معتبريها ثمنا لبقائهم على رأس الهرم السلطوي,لقد جمعوا أسائات العهود السابقة كلها.وها هو الشعب العراقي يعاني من القتل والترهيب والاهمال وسوء الخدمات والفساد المستشري ,مقابل ذلك نجد تلك الاحزاب تبسط سيطرتها يوم بعد يوم من خلال سطوة مليشياتها ,وقد أستولوا على كل شئ في العراق و لا شئ أبقوا للعراقيين ,فالقصور والفلل من نصيبهم ,واموال النفط من حصتهم ,والاراضي تقاسمت بينهم وفق مبدأ المحاصصة تحت يافطة اسلامية كتب عليها (وان حكمتم فأحكموا بالعدل)..تاركين اكثر من ثلثي الشعب العراقي يعيش دون مستوى خط الفقر.
أما الشرف والنزاهة ورقابة الضمير فاصبحت مفردات غائبة عن قواميسهم ,وصرخة الفقراء والمظلومين لا توقظ ضمائرهم ..
لقد أختاروا طريق المال والكسب الحرام على حساب القيم الانسانية الاخرى وأصبحوا اذلة وعبيد صاغرين لاسيادهم الذين نصبوهم على رقاب العراقيين,لان بريق الذهب يزيغ الابصار ويسيل لعاب الطامعين به........



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزيدالايتام لنضمن المستقبل
- دولة........بطيخ
- جيب ليل واخذ عتابه/تشكيل الحكومة العراقية:الحلقة الثانية /أت ...
- جيب ليل وأخذعتابه/تشكيل الحكومة العراقية
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- البطاقة التموينية لغزا محيرا,ما بين السوداني والصافي
- الفساد يستشري بالمؤسسة الدينية
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أين القانون......يا دولة القانون ونحن في الذكرى السابعة لسقو ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- تقاسم النفوذ وانعكاساته على تشكيل الحكومة العراقية
- اليسار العراقي كبوة أم تراجع/الحلقة الثانية
- اليسار العراقي تراجع ام كبوة
- المال السياسي أفسد نزاهة الانتخابات العراقية
- صور من الدعاية الانتخابية
- عيد المراة العالمي والانتخابات العراقية
- دعاية انتخابية مبتذلة
- أنتخب..........لا تنتخب
- أي برلمان يريده الشعب العراقي


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - الشرف والمال خياران لا ثالث لهما