أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - عائدون ... إننا عائدون














المزيد.....

عائدون ... إننا عائدون


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد اثنتين وستين عاما ، لم يغادر ابائنا بعد ذكرى يومهم الأول الذي خرجوا فيه من مدنهم وقراهم في فلسطين ، وما زالت أغنية قبل النوم المحببة التي يسرونها في آذان الأبناء ، وأنا واحدة منهم ، فكل واحدة من تلك التفاصيل تحيلني إلى غابة من الأسئلة ، وكل واحد من هذه الأسئلة يحيلني إلى وعي جديد ، وإيمان جديد ، وقناعة جديدة ، بان ذلك اليوم لم ينتهي ، لم تكتمل نهايته ، لم يعلن به الفائز النهائي ، ولم يحجز بعد الطرف الظالم المعتدي بطاقة التأهل حتى لو كان يتوهم ذلك ،وان لذلك اليوم الذي بدا فبل اثنين وستين سنة حلة اكتمال ونهاية حتمية ، وهي باني سأعود ، وحتما سأعود ،قد يبدوا هذا نوعا من الهذيان والبعد عن الواقع ، والتجاوز مع المستحيل ، في ظل حال وواقع هزيل ، غير إن الانبثاق خارج اللحظة الراهنة والنظر في جوهر الأشياء وليس بمظهرها ، والاستماع إلى الحكاية الحقيقة وليست المروية بزيف ،
لان الحكاية الزائفة تروي ، أن الاسرائيلين الذين طردوني بقوة السلاح والجريمة والإرهاب كانوا هم الضحايا ، فهل يمكن للضحية أن تصبح جلادا لو كانت صادقة ؟
والحكاية الزائفة تقول أن هؤلاء المحتلين كانوا هنا أما نحن فلم نكن أبدا ، وتقول أيضا أن ربهم المزعوم أعطاهم وعدا بالأرض ، فلماذا رضوا بوعد الوزير البريطاني بلفور وأنكروا وعد ربهم إن كانت روايتهم صادقة ، وقد تكشف زيفهم أكثر حين أوضحت الحقائق بأنهم من سلالة إحدى قبائل الخزرج في سهوب أسيا الوسطى ، ومنهم ورأوا ورثوا أن يعجنوا فطيرة فصحهم من دماء الأطفال الذين يسرقونهم من القبائل المجاورة ، ولأنهم كاذبون فقد تنازلوا عن الهيلكوست الألماني بالمال الألماني ، وقد حدثنا التاريخ كثيرا عنهم ، يوم وقعوا أسرى لقوتهم التي أوهموا الناس بها ، وبعد تفاخرهم انتهوا إلى سبي بابل ، والى عقوبة روما القاسية ، وما زلنا نذكر ما قراناه عن ذلك الانحياز إلى اللص القاتل برباس ضد السيد المسيح .
وأنا الآن انظر في الم الواقع ، كما انظر في كرة الغيب القادم ، فأرى أنهم بأفعالهم إنما يحقنون من حولهم من بقية البشر بالحقد والكراهية ، ويتلهون بتنصيب مفاهيمهم خادما للشر والأذى ضد البشرية ، فيفرحون بالكوارث التي تحل بالعالم ، وتاريخ أيامهم هي أيام ضد جميع الشعوب ، فيوم لكراهية الكنعانيين ، ويوم لكراهية الفلسطينيين وبقية أيامهم هي أيام لكراهية المصرين والبابليين والرومان والعمريين والهكسوس ولأنفسهم أيضا .
والفرق عائدون.أنهم دائما مع الباطل ، ولكننا نريد حقنا ، وهم دائما يريدون العدوان والاحتلال ، ولكنا نريد العودة لديارنا ، نزرع فيقتلعون ، ونبني فيدمرون ، ونلد فيقتلونا ، وإذا سامحنا هم يحقدون ، وعندما نوجه دعواتنا للأمل يدعوننا لليأس والانتحار .
ولكننا عائدون ...وإننا عائدون
فقد صدقوا كذبتهم ، بأننا شعب زائد ولا ضرورة له ، وليس لنا مكان في أرضنا الممتدة ما بين انهر والبحر ، وراحوا يزرعون أساطيرهم الخرافية ابتداء من خرافة الهيكل وانتهاء بخرافة القوة الخارقة التي لا تنتهي ، فأين هو الهيكل ولماذا لم يستدلوا عليه ، فهم يعلمون انه لا أساس لهيكلهم المزعوم ، ولماذا يصيبهم الخوف عندما يلد طفل فلسطيني في أي مكان بالعالم ؟ هذا لأنهم يعلمون بأننا عائدون،
بأبسط البديهيات عائدون ، وبأعظم المعجزات عائدون
بتتابع الليل والنهار ، وتوالي الموت والميلاد ، وتعاقب الفصول ، وقوة انبعاث الجذور عائدون ، فانا لنا وطن صارت الذاكرة جزءا منه ، ولنا حق صار الصراع صدى له ، ولنا حضور يتسع بامتداد منفانا ، ولنا موعد مزروع على كل مفارق الدروب ، ومكتوب بالجذور إننا عائدون ، فاحد يصدق أن أبناء دير ياسين الذين نجوا من مذابحهم ، وأولئك الأطفال الذين انبثقت أرواحهم على قصص الوطن الذي لم يروه في مخيمات اللجوء ، سيصبحون يوما جيشا عظيما ، وصوتا لا يصمت ، وضوءا لا ينطفئ ، وحقا لا يضيع ؟
وإذ يبدأ عامنا الثالث والستين من عمر نكبتنا ، فإننا بطريقتنا في الحساب لم ننه بعد وقائع اليوم الأول لخروجنا ، فما زلنا نقارعهم ، ونحاورهم ، ونواجههم ، ونشتبك معهم ، ما زلنا لم ننه يومنا الأول بعد ، ولم ينجلي غبار المعركة بعد ، فلننهي انقسامنا اللعين ولنردد بصوت أعلى إننا لعائدون .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة


المزيد.....




- الإمارات.. فيديو حركة لبوتين مع شخص بوفد محمد بن زايد بمراسم ...
- من يدعم خطة نتنياهو في غزة وماذا تعني للفلسطينيين؟
- ناغازاكي تُحيي الذكرى الثمانين للقصف النووي وتنادي بعالم خال ...
- -الغزال الأسود- ضحية التجويع في غزة
- آبل تدخل عالم الروبوتات.. فهل ستقود ثورة التفاعل بين البشر و ...
- دورية إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا
- عاجل | أ.ب: إصابة 3 أشخاص في إطلاق نار بساحة تايمز سكوير في ...
- الصومال يعلن استعادة السيطرة على مدينة إستراتيجية من حركة ال ...
- -تحول كبير-.. ترامب يدرس قرارا بشأن الماريغوانا
- انقسام وسط القيادات الأمنية الإسرائيلية بشأن احتلال غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - عائدون ... إننا عائدون