أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - أسباب ومقدمات إنهيار الاقتصاد اليوناني ...درس وإفادة














المزيد.....

أسباب ومقدمات إنهيار الاقتصاد اليوناني ...درس وإفادة


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 18:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أضحت تتوالى إنهيارات النُظم الاقتصادية ( الليبرالية ) الرأسمالية ، كظاهرة مالوفة في منظومة الاقتصاد العالمي ، بدأت في الولايات المتحدة عام 2009 والقت بظلالها على إقتصاديات البلدان المتقدمة والنامية والفقيرة على حدٍٍ سواء ، بحيث أدَّت الى تعطيل برامج التنمية في الدول النامية بضمنها العراق ، وزيادة إفقار الشعوب الفقيرة التي تعتمد أساساً على المساعدات الخارجية في إستمرار بقائها على قيد الحياة . دول الاتحاد الاوربي تأثرت نسبياً بذلك الانهيار، لكن تأثرها لم يصل الى درجة التدهور كما حصل مع الاقتصاد الامريكي ، وما حدث من إنهيار كامل وشامل في الاقتصاد اليوناني لم يقع بصورة مفاجئة ، وإنما كانت هنالك اسباب ومقدمات لتلك الكارثة الاقتصادية ، نستطيع إيجازها بالنقاط التالية :-
1- تنص قوانين النشاط الاقتصادي لدول الاتحاد الاوربي على التزام الدول الاعضاء بأن يكون مستوى الانفاق لا يتعدى 3% فوق الناتج القومي الاجمالي ، في حين مستوى الانفاق في اليونان تجاوز 30% على الناتج القومي العام ، وأستمرَ الحال هكذا لعدة سنوات ، مما أدى الى إستنزاف الاحتياطي الاستراتيجي من النقد والذهب مع تراكم الديون .
2- يعاني القطاع الحكومي من الترهل وتضخم الكادر الاداري ، كما هو حاصل في العراق ، إذ تصل الزيادة في الكادر الوظيفي الى أكثر من 50% ، وهذا ناجم عن طبيعة ثقافة المجتمع اليوناني المشابهة للمجتمع العراقي في هذا المجال ، وأعني هنا ثقافة إرضاء أعضاء الحزب والاقرباء والاصدقاء عن طريق التعيينات في الدوائر الرسمية .
3- تُعتبَر اليونان من البلدان الحاضنة لآلاف المهاجرين الباحثين عن فرص العمل ، غالبية اولئك المهاجرين يزاولون عملهم الأجير بصورة غير قانونية ، ويطلق عليه بالعمل ( الأسوَد ) في أوربا الغربية ، لكونه غير خاضع لقوانين الضريبة ، وهذا يعني تهريب مبالغ خيالية من اليورو بصيغة تحويلات مالية سرية وغير شرعية من قِبل الأجراء الاجانب الى أُسرهم في اوطانهم الأصلية .
4- إستنزفت الألعاب الاولمبية التي جرت في أثينا عام 2004 أكثر من أربعة مليارات دولار ، وكان القائمون على تنظيمها من الجانب اليوناني ، يتوقعون حصول إيرادات أكثر مما أُنفِق ، لكن توقعاتهم كانت غير واقعية ، مما زاد العجز في الموازنة السنوية ، هذا العجز الذي استمرفي تصاعد مستمر و بصورة تراكمية.
ما يهمنا من كل ما ذكرته آنفاً ، هو أنَّ الانهيار المدمِّرالذي عصفَ بالاقتصاد اليوناني سببه إستقلالية البنك المركزي اليوناني المطلقة التي ما كانت تخضع لرقابة البرلمان ، زائداً إتباع سياسة إقتصادية فاشلة ، جوهرها ( ليبرالية كل نشاط إقتصادي ) مع فقدان ما يسمى ( صندوق الطواريء ) مهمته التصدي لهكذا أزمات . إقتصاديون كثيرون يطالبون الاستفادة والأخذ بتجربة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ( مهاتير محمد ) وكيفية نهوضه بالاقتصاد الماليزي ، علينا ان نعلم جيداً ، أن مهاتير محمد إستخدمَ القبضة الحديدية ولسنوات طويلة ، والبنك المركزي الماليزي كان مرتبط بالسلطة التنفيذية ، وكانت عقوبة سرقة المال العام والفساد الاداري تصل أحياناً الى الاعدام ! الى جانب ذلك التشدد ، إتّبع سياسة الانفتاح التدريجي على الاستثمار الاجنبي وليس إتباع سياسة التحول المباشر( بالصدمة العلاجية ) ، بحيث لم يؤثر على مرتكزات الاقتصاد الماليزي التي بنتها أيادي الشعب . لذا يتحتم تجريد البنك المركزي العراقي من إستقلاليته لمدة عشر سنوات ، وجعله مرتبط بمجلس الوزراء ، إضافة الى القيام بحملة تنظيف وإعادة هيكلة الكادر الوظيفي فيه وتخليصه من العقول المؤمنة بمبدأ تطبيق ( الوصفات الخارجية الجاهزة ) . نحن نعلم جيداً ، ان الآراء و الأفكار العلمية البنّاءة لن تجد صداها لدى المسؤولين ، لأنّ الذي يجري الآن هو تطبيق خطة ( الشبيبي – الزبيدي ) لتدمير الاقتصاد العراقي وليس لبنائه .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتفاءلوا ! ... سيكون البرلمان القادم كسابقه
- رياح الطائفية السياسية السوداء تُطفيء شموع الديمقراطية
- التبعات الاقتصادية والنفسية والصحية لقرار مجلس محافظة واسط
- العراق ومنظمة التجارة العالمية
- لامجال أمام المالكي سوى التحالف مع القوى الوطنية الديمقراطية ...
- التستر بقناع ( الوطنية ) هو أحد أساليب التشبث بالسلطة
- قانون الاستثمار وحق تمليك الأجانب و تبعاته
- تعقيب مقتضب على مقالة د . كاظم حبيب ( نقاش إقتصادي مفتوح ... ...
- توقف يا وزير النقل ...كفى إستخفافاً بآراء الأكاديميين المتخص ...
- لا بدائل للتنمية في ظل الفساد والفوضى الإقتصادية
- ماراثون المالكي بين تعميق وترسيخ دولة المؤسسات وقرب إنتهاء و ...
- هل أصبحت العملية الديمقراطية في مأمن بعد إنتهاء الإنتخابات ؟ ...
- إحياء أساليب نظام البعث البائد والهيمنة على قطاعي العلم والث ...
- الأكاديمية الوطنية العراقية للعلوم ....حقيقة أم تهريج !!
- لماذا يُستباح كل ما هو عراقي ؟
- إنهيار المؤسسات المالية الأمريكية وتلافي الوقوع به
- إستمرار إطفاء شموع الثقاقة الوطنية هو إنذار بعدم العودة !
- قرار تأسيس مجلس أعلى للثقافة ..خطوة في الإتجاه الصحيح ولكن ؟
- مجافاة الحقيقة والتلاعب بالمفاهيم الإقتصادية
- عشرة آلاف بعثة دراسية ....تساؤلات


المزيد.....




- الذهب يرتفع مع تراجع الدولار والنفط يعوض بعض خسائره
- أرباح البنوك الأوروبية مهددة بالتآكل إذا طبقت رسوم ترامب
- تركيا تعزز حضورها في أفريقيا عبر الاقتصاد الأزرق باتفاق جديد ...
- استثمار يضع سرت الليبية على خارطة النفوذ الاقتصادي الإقليمي ...
- البنك الدولي يوافق على مشروع بقيمة 930 مليون دولار في العراق ...
- جنوب أفريقيا توقع اتفاق قرض بـ1.5 مليار دولار مع البنك الدول ...
- مزارعو الكاكاو في غانا يتطلعون لموسم حصاد وفير رغم التحديات ...
- البنك الدولي يوافق على تمويل بقيمة 250 مليون دولار للبنان
- 146 مليون دولار منحة من البنك الدولي لدعم الكهرباء في سوريا ...
- النفط يرتفع بعد تسجيل أكبر تراجع في يومين منذ 2022


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - أسباب ومقدمات إنهيار الاقتصاد اليوناني ...درس وإفادة