أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الخوف أهم عوامل الإيمان















المزيد.....

الخوف أهم عوامل الإيمان


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" إن الخوف هو المصدر الأول للخرافة، وهو أحد أهم المصادر للسلوك الوحشي – بيرتراند راسل ".
---------------------------------------------

أغلب الظن أن صناعة الخوف في نفس المؤمن تتم بشكل مبرمج ومتقن، فهم يستغلون براءة الأطفال ليفرضوا عليهم الإيمان ويفرضوا عليهم الخوف الذي يظل مركباً عضوياً في سيكلوجيا الإنسان حتى لو حصل على أعلى الشهادات الجامعية في الفيزياء كما يحدث مع المؤمنين المسلمين.

يبدأ المسلمون يومهم بسماع ترتيل القرآن كمجلبة للرزق، وبعد الترتيل تتم تلاوة العديد من أذكار الصباح من نوع " اللهم نجنا من عذاب القبر ". حتى لو حدث وتلقف البائع المسلم زبوناً وقام ببيعه سلعة ما وحقق من ذلك ربحاً مقنعاً، فإنه لا يرجع سبب ذلك إلى وجود البضاعة المناسبة لديه ووجود الحاجة الملحة لدى الزبون أو لما يسميه الاقتصاد بقانون العرض والطلب. العقل الإيماني يفسر ذلك بدلاً منه ويفرض عليه قسرا أن الله هو من رزقه بهذا الزبون.

عندما يصاب المؤمن بمرض عضال فإن أقرب الناس إليه يدعون له بالشفاء قبل أن يفكرون في ضرورة علاجه، فالشافي هو الله قبل كل شيء، لكن أياً منهم لا يسأل وماذا يفيد الله من هذا العبث وذلك اللهو لكي يصيبنا بالأمراض ثم يعود ليتراجع عن قراره فيشفينا منها !!

في المناطق الزراعية التي تعتمد مياه الأمطار على الري، يقوم المسلمون في حالة تأخر سقوط المطر بعمل صلاة تسمى صلاة الاستسقاء لكي يدعون الله بأن يرأف بحالهم ويقوم من ثم بتغيير رأيه لكي يسقط لهم المطر بدل من أن يستمر في غيه ومنعه. أليست تلك مهزلة عقلانية مضحكة ؟؟! الله منع المطر عقاباً لهم على عدم دفع الزكاة، وكأن الله لا يستطيع عقابهم بطريقة ثانية. لكن ألا يصب كل ذلك في زراعة عوامل الخوف من الفقر، ذلك أن انعدام المطر سيعني جفاف الأرض وموت المحاصيل وبالتالي سيؤدي ذلك إلى استمرار الفقر وعدم الوفاء بالديون بالنسبة للفلاحين، لذلك تجد الغالبية العظمى تلبي نداء رجال الدين لصلاة الاستسقاء خوفاً ورعباً من الجفاف.

محمد كان يعتقد بأن الله بإمكانه أن يجعل تلقيح النخل يجري بصورة طبيعية دون حاجة إلى عملية " التأبير "، وهي إحضار العنقود الذكر وتلقيحه بعناقيد الأنثى، ولذلك حرّم ذات مرة على المسلمين أن يقوموا بالتأبير وصنع لهم الآية " أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون – الواقعة: 64 ". يقول ابن كثير: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقولن زرعت ولكن قل حرثت " قال أبو هريرة ألم تسمع إلى قوله تعالى " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ". هنا يتضح الجدل السفسطائي لمحمد الذي يقول للفلاح أنت تحرث فقط ولكنك لا تزرع، والسؤال هنا، ماذا لو حرثنا الأرض دون أن نقوم بزراعة الأشتال، هل يستطيع الله إنبات المحاصيل ؟؟! أليست تلك محاولة لخداع السذج والبسطاء وهم أغلب المؤمنين ؟؟! محمد إذن كان حريصاً على تدمير إرادة أتباعه وجعل الأمر كله مسخراً لإرادة الغيب، تماماً مثلما نزع عن أتباعه بسالتهم في القتال يوم بدر وقال في قرآنه " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى - الأنفال: 17 "، فكيف يصدق المسلمون اليوم هذه المزاعم ؟! كيف نلغي أسباب الرجال في الضرب بالسيوف والطعن بالرماح والرمي بالنبال ونرجع ذلك كله لوهم اسمه الله ؟؟! وطالما يعترف محمد بأن الفلاح يحرث الأرض، فكيف يرفض فكرة أن يكون الإنسان هو الزارع للأرض وصانع الخضرة والنضرة والجمال ؟؟!

المؤمن جبان، فهو يخشى الفقر ويطلب من الله الرزق والمساعدة، ويخشى المرض ويريد من الله الشفاء، ويخشى الجفاف فيطلب من الله إنزال المطر، ويخشى قهر الأعداء فيطلب من الله النصر. المؤمنة الشابة تخشى العنوسة لهذا فهي تريد من الله أن يرزقها بعريس " لقطة " يسترها. الطالب المؤمن يخشى الرسوب فهو يريد من الله أن يتسبب في نجاحه في الامتحان لأن التوفيق فقط من الله حسب اعتقاده. فريق القدم المصري غارق في الإيمان حتى الثمالة، لهذا نشاهدهم يسجدون شكراً لله بعد كل هدف يتم تسجيله لأنهم يعتقدون أنه لولا الله لم تم تسجيل الهدف أصلاً. مرة أخرى نصادف عقيدة محمد ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )، وكأن اللياقة البدنية العالية والتدريبات الراقية والخطط الناجحة والتكتيكات القوية، كلها، لا علاقة لها بتسجيل الهدف أمام قوة وإرادة الله بحسب اعتقاد فريق السجادين.

الله هو الرغبات الدفينة لإنسان قلق ضعيف مضطرب لا حول له ولا قوة. الإيمان يعطي راحة نفسية مشوهة زائفة لأصحابه لأن وهم الإله يخادعهم ويقنعهم بأن رغباتهم القصوى سوف تتحقق بإرادة ومشيئة الله إن هم أخلصوا له العبادة والتذرع والتذلل والخضوع والاسترضاء.

عزيزي المؤمن، إن الله في الواقع لا يفعل لك أي شيء، وليس باستطاعته فعل شيء، لن تمتليء الأرض بالمحاصيل دون اعتلائك للمحراث الآلي ودون تسميد الأرض ودون مياه ري مستمرة ودون رش مضادات للحشرات.

لماذا يحصل الناس في أوروبا على العلم الرائع والنافع والمثمر وتساهم ألمانيا وحدها بـ 40 % من موازنة الاتحاد الأوروبي وهم لا يصلون ولا يصومون ولا يعرفون عقيدة محمد أصلاً ؟؟؟ المخترع إديسون قام بتكرار تجربة تفريغ المصباح الكهربائي حوالي 1000 مرة دون كلل، فما علاقة الله بهذا الإنجاز الحضاري بينما إديسون لم يسمع في حياته بقرآن محمد ولم يقرأ أحاديثه عن الذبابة وبول البعير ومطالبته للمؤمنين بألا يعلنوا البرغوث لأنه أوقظ أحد الأنبياء للصلاة ؟؟؟

الخلاصة:

1- المؤمن جبان تم إرضاعه الخوف من عذاب القبر وعذاب النار في سنين عمره الأولى وصدق كل ما يقال لأنه طفل بريء ولا يتوقع الكذب من الكبار، وعندما شب وكبر وشاخ ظلت تلك الأوهام والأشباح تشوه عقله وكأنها حقائق علمية فيزيائية لا تقبل الجدل.

2- المؤمن جبان مرعوب لأنه يخشى الفقر والمرض والفشل والخسارة والهزيمة، فهو ينظر إلى الحياة وكأنها قد ترتبت وتنظمت مسبقاً بمنطق القضاء والقدر وتدخل الحكمة الإلهية الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الإنسان المؤمن لمنظومة الإرادة الإنسانية اللازمة لمواجهة الحياة والتأثير فيها بإيجابية بل وصناعتها من الأساس.

2- إن تشويه براءة الأطفال والاعتداء عليها بالتخويف والإرعاب هو منطق إجرامي متخلف مناف لحقوق الإنسان، يجب أن توضع له نهاية حتى لو كان الثمن نهاية عقيدة الإسلام ذاتها، ذلك أن توريث الإيمان بالخرافة هو أحد أبشع الاعتداءات على حق الطفل في الاختيار العقلاني الحر للأفكار الأكثر استساغة وقبولاً للمنطق البشري.

شكراً للمتابعة



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعبدوا الإنسان !
- جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
- المدافعون عن الإجرام
- رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من ...
- لماذا تركت الإسلام ؟؟!
- كرم الرمّان
- تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
- مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
- لصوص النصوص في الحوار المتمدن
- القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
- دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
- عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
- نعم للجدار المصري !!
- هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
- ما بعد زلزال نادين البدير: هل ثمة زلازل نسائية أخرى قادمة ؟؟ ...
- نادين البدير بشائر ثورة قادمة !
- هل ينتهي الإسلام ؟؟!
- الإسلام والمجتمع المدني مرة أخرى
- من شموع البابلي إلى شموع الحوار المتمدن
- الإسلام والمجتمع المدني


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الخوف أهم عوامل الإيمان