أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح يوسف - اعبدوا الإنسان !














المزيد.....

اعبدوا الإنسان !


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 16:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا أدعو الناس في هذه المقالة إلى اعتناق دين جديد، فالأديان كلها من تراث الشعوب القديمة التي عجزت عن اكتشاف ظاهرة الليل والنهار البسيطة، كما عجزت عن تحدي قوة فيضان النهر والبحر، فغرقت المدن والقرى وأصبحت بكاملها مع سكانها أثراً بعد عين. لم يعرفوا دوران الأرض حول نفسها ولا حول الشمس، ولم يتمكنوا من ابتكار وتصنيع كاسحات الصخور الضخمة ولا بناء السدود، لم يعرفوا المضادات الحيوية ولا مكافحة الأمراض ولا التطعيم للوقاية منها. الشعوب القديمة لم يكن لديها سيارات ولا طائرات ولا هاتف خلوي ولا إنترنت، فكان الدين يقدم لهم النظرة الموهومة والمفترضة عن الكون، فقدم لنا القرآن معجزة الليل والنهار وعلم الأرحام باعتبارها معجزات سوف لن يتمكن الإنسان من تفسيرها، كما قدم لنا أساطير ياجوج وماجوج وذي القرنين وغياب الشمس في عين حمئة ( في التفسير يقول محمد لأبي ذر أن الشمس تذهب لتسجد بين يدي ربها تحت العرش !! ).
في هذه المقالة سأفترض جدلاً أن الله موجود كما يدعي أولئك الذين ورثوا هذا الإيمان من آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم. لكن بالمقابل، وفي كل خطوة تحسب كقدرة لإله المؤمنين، سوف نأتي على قدرة للإبداع البشري، ولنقارن بكل منطق وعقلانية، أيهما الجدير بالعبادة، الله أم الإنسان.
بحسب ادعاء المؤمنين، فإن الله قد خلق النهر، ولكن الأنهار كانت عوائق أو موانع طبيعية تحول دون عبور الإنسان للضفاف الأخرى المقابلة. الإنسان لم ييأس ولم يعرف التسليم ولا الانحناء ولا الركوع، بل قام ببناء الجسور التي جعلت من عبور الأنهار مسألة سخيفة.
الله خلق البحار، وكان المشي على الماء أحد أمنيات الإنسان القديمة، ولكن بتراكم محاولات الإنسان، تمكنا في النهاية من ابتكار وتصنيع المدن العملاقة العائمة التي تقل على متنها وفي فنادقها آلاف البشر.
الله خلق الأمراض والأوبئة والجراثيم التي فتكت بالشعوب القديمة وذهب ضحيتها مئات الملايين من البشر، ولكن الإنسان بعقله الخارق تمكن من اكتشاف المضادات الحيوية والعلاجات التي جعلت من الكوليرا والتيفوئيد والسل الرئوي والحصبة والطاعون والجدري مجرد ذكريات قديمة مؤلمة.
الله خلق القمر الذي كان يبهر الناس بضيائه في الليل أو بتدرج أحجامه الظاهرية حتى تحول إلى إله في نظر الكثير من الشعوب، ولكن الإنسان ظل يفكر ويفكر ويضع الفرضيات ويحلل ويختبر إلى أن تمكن في النهاية من أن يدوس هذا الإله بأقدامه، وأن يبتكر الأضواء الصناعية التي تتلألأ لتضيء المدن الضخمة وتجعل ليلها نهاراً بهيجاً ساطعاً.
الله المزعوم خلق الجبال كموانع طبيعية تعيق حركة الإنسان وتجبره على أن يسلك طرقاً التفافية مكلفة للوقت والجهد والمال، ولكن الإنسان الخارق لم يسلم، بل ابتكر الديناميت الذي مكنه من تفتيت أعتى الصخور وأعلى الجبال، وقام بشق الطرق الرحبة لكي تسير عليها وسائط النقل التي تم ابتكارها بالكامل بديلاً للوسائط القديمة من الدواب والبهائم.
الله المزعوم خلق مرض الضعف في عضلة القلب ولكن الإنسان العظيم تقدم في طب الجراحة، فاستطاع تبديل الأجزاء التالفة من أنسجة وشرايين كما يستبدل القطع التالفة في محرك السيارة، وأصبح بإمكان الملايين من مرضى القلب أن يعيشوا حياة طبيعية دون موت لهذا السبب.
الله المزعوم خلق الرعد والبرق ليري الناس من آياته ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ - سورة الرعد: 12 )، وبالفعل فإن الشعوب القديمة على اختلاف عقائدها كانت تخشى صوت الرعد الرهيب والكثير منهم اعتقدوا أنه صوت الإله الغاضب في السماء، ولكن بعد اكتشاف الكهرباء السالبة والموجبة ومفهوم فرق الجهد الكهربي زالت عقيدة الرعد برمتها ولم يعد رعد الله يخيف حتى أصغر الأطفال.
إله الصحراء الخاص بمحمد كان يتباهى بمجرد الإبل فيقول (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ – الغاشية: 17 )، فمن أين لسكان أوروبا والمناطق الباردة بالإبل لكي ينظرون كيف خلقت ؟؟! ماذا سيقول محمد لو نهض من رقاده الآن وشاهد الطائرات والغواصات وصواريخ الفضاء والتقنيات الرقمية ؟؟! ألن يتراجع عن قرآنه فيقول انظروا إلى الطائرات كيف حلّقت وإلى الغواصات كيف اختفت وإلى الصواريخ كيف وصلت ؟؟!
الله المزعوم وعد أتباع محمد ( الأدق أن محمداً وعد أتباعه )، بجنات فيها خمر ولبن وعسل وتينٌ وأعناب ونساء جميلات، بينما الحياة التي نحياها بها بها فواكه ألذّ وأطيب من العنب بألف مرة مثل المانجة والأناناس هذا خلاف أنواع الشيكولاتة التي لا تحصى ولم تخطر ببال محمد وربه.
إذا كان لابد للإنسان من معبود ما، فأيهما عن حق وجدارة أحق بالعبادة، الله القديم المزعوم خالق الأمراض والشرور أم الإنسان المبدع الخلاق صانع التقدم والحضارة الجمال ؟؟!



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
- المدافعون عن الإجرام
- رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من ...
- لماذا تركت الإسلام ؟؟!
- كرم الرمّان
- تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
- مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
- لصوص النصوص في الحوار المتمدن
- القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
- دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
- عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
- نعم للجدار المصري !!
- هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
- ما بعد زلزال نادين البدير: هل ثمة زلازل نسائية أخرى قادمة ؟؟ ...
- نادين البدير بشائر ثورة قادمة !
- هل ينتهي الإسلام ؟؟!
- الإسلام والمجتمع المدني مرة أخرى
- من شموع البابلي إلى شموع الحوار المتمدن
- الإسلام والمجتمع المدني
- كم تكلفنا صلاة المسلمين ؟؟!


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح يوسف - اعبدوا الإنسان !