أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟















المزيد.....

من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 15:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك ان الملذات في ازدياد و اتساع في الحجم و النوع بعد التطور الذي تلحظه المعيشة البشرية من تنوع الوسائل الترفيهية و العلمية و مايحتاجه الانسان لدعم امكانياته و صقل عقليته و تقوية مواهبه و توسيع مساحة معلوماته، و لا يصح ان نطلب الغاء و افناء ماموجود من الملذات الحياتية بعد التغييرات التي حصلت في هذا الجانب كما يطلب ماركيز دي ساد من اجل ترسيخ المساواة و العدالة بين الجميع، بل يمكن لاي منا ان يطلب امرا واقعيا ممكن التحقيق و هو توفير الوسائل اللازمة للحصول على الملذات و السعادة و الرفاهية للجميع على حد سواء كي نقترب من المساواة و النسبة المرضية من العدالة الاجتماعية.
الجميع على علم بان الظروف العامة لحياة الشعوب تختلف من بلد لاخر و هذا بدوره ينطبق على مكونات الشعوب سوى كان مع الاخرين او ضمن تركيبة واحدة و مساحة معينة للشعب ذاته، لا يمكن المقارنة بين الوضع المعيشي العام و دخل الفرد اي كان في الشرق الاوسط مع ما هو عليه الغرب او الدول المتقدمة، و هكذا لا يمكن ان نشبٌه حياة كاتب او اديب او شاعر او اي مبدع في اي اختصاص كان مع مثيلائهم في المناطق الاخرى في العالم من جميع النواحي. لو اخذنا اي كاتب و كم كان مبدعا و له امكانياته التي لا يضاهيها عليه احد في اي موقع اخر و هو يعيش في بلداننا منضوي في غرفته الخربة لبيت آيل الى السقوط و هو يصارع الموت و لم يقف عن التقديم و الابتكار، و يعيش في شرقنا هذا، و هناك كاتب مريش يعيش في حال بذخ و ابه و لديه كافة الوسائل المرفهة و يقدم ما لديه كيفما كان، و لكن وهو في وسط يُضخم له ما ينتج وحتى مبالغ فيه و يُظهر اكبر من حجمه و محتواه و مضمونه ويرفع له مَن شانه و ان لم يكن يستحق ذلك من قبل المؤسسات و الدولة ايضا، فمن منهم يتمكن من ان ينفع الجمع و القراء طبعا، فهنا القراء قليلون و محصورون في شرائح معينة لانتشار الامية و الجهل و هناك كثيرون من ابناء الشعب مواضبون على الاستفادة و تنظيم حياتهم بسهولة .
اي ان هناك علاقة جدلية واسعة بين ما يملك الفرد من القدرات الفكرية و العقلية و الموهبة مع الظروف العامة و مستوى معيشة المجتمع و ثقافتهم و نظرتهم الى الحياة و اولوياتهم، لا يمكن لاي منا ان يطلب من عائلة غير قادرة على الحصول على رغيف الخبز ان يشتري كتابا ،ربما يقال ليس بالخبز وحده يحيى الانسان و لكن لا يمكن ان يحيى الانسان من دونه. هل سمع احدا هنا ان احدا من ان كاتبا اغتنى من واردات نتاجاته الكتابية فقط الا نادر و بالاخص في مطقتنا هنا، و على العكس تماما في الغرب.
لذا ،الواجب الوطني الهام يقع على عاتق السلطة ان تفكر في غذاء الروح و العقل و مستقبل الاجيال و من له القدرة في توفير ما يستلزم الكاتب باحسن وجه، و لابد ان يُنصف في حياته و ان يعيش على الاقل كمواطن بسيط يحس بانتمائه و له تقديره و مكانته بين ابناء المجتمع، فالتشجيع و التكريم و التقدير المعنوي و المادي يدعمه على الابداع اكثر.
ان كنا واقعيين، فلا يمكن ان نطلب ما هو خارج نطاق المعقول و ندعي التغيير الجذري لحياة الشعب بين ليلة و ضحاها او توفير ما يحتاجه الكاتب على حذافيره، و لسنا خياليين كي نرسم في اذهاننا و تصوراتنا ما لا يفبله العقل و لا يمكن تحقيقه، فلن نطلب الجنة لمن يقدم من زبدة عقله ما يفيد الاخرين و هو يستحق الاكثر، فالحياة تسير و تتقدم على ما تقدمه النخبة من الثمار و الدوافع لتقدم البشرية الى الامام، و لا يمكن ان نعتقد بان الفرد العراقي يترك همومه و ينصب في جل و قته على القراءة ، فالعقبات امامه لا تحصى و لا تعد. يمكن ان نتصور تغييرا تدريجيا بطيئا في طبيعة الانسان الشرقي، و ما تفرضه الظروف الموضوعية قد تؤثر سلبا عليه في نفس الوقت، و يمكن ان تنقلب ايجابا هذه الظروف و المحن لو انعكست الاحوال و حدثت تغييرات سياسية اجتماعية اقتصادية نحو الاحسن،و كما معلوم عنه ان الكتاب يبدعون عند الصعوبات و الظروف الضيقة .
و للكتاب و الادباء انفسهم اراءا واضحة حول ما يجب ان يتوفر لديهم في حياتهم، و لم نلتقي يوما من يعيش منهم هنا و يتعايش مع الظروف الموجودة و يعاني من قسوة الحياة (لم ينبس ببنت شفة حول ما يعانيه من القسوة و ضنك العيش لعزة نفسه التي يملكها اكثر من غيره)، و هو يطلب ان يعيش كما هو الاخرين و ليس افضل و احسن منهم، لا بل نلمس التواضع و البساطة ملتزمة بهم و ما يملكون من علو النفس لا ينافسهم عليه احد،هذا ما يتطابق مع صفات الاصلاء، الا ان هناك استثناءا و شواذا ايضا هنا و هناك، و على الرغم من وجود من يمتلك الثقافة و الامكانيات و له النتاجات من هؤلاء غير انهم يتنازلون عن مواقفهم في ابسط الامور، و هم من رحم اوضاعهم الذاتية و يعكسون مواقفهم و طبيعتهم و من يمثلون من التاريخ العائلي و الذاتي. و لا يمكن الحكم على الجميع بنفس القدر و قياسهم بنفس المعيار و هناك النسبية دائما. فهناك من ضحى بالكثير من اجل مواقفه وارائه و مبادئه و افكاره و عقائده، و هناك العكس ايضا من لم يملك شيئا من هذا القبيل و يحسب نفسه على الكتاب و يتنازل لابسط لذة في حياته اليومية.
لو لم نتحيز كثيرا للكتاب و الادباء الذين يعيشون في منطقتنا و نقارنهم مع الموجودين في الغرب، يتبين لدينا مدى قدرة ما لدينا من الكتاب رغم صعوبة ظروفهم. فالنتاجات الاكثر جوهرية و الاصالة و الانسانية التوجه البعيد عن الدوافع المصلحية و المكتسبات المادية القحة تظهر هنا، و يستفيد منها الاخرون في كافة بقاع العالم و ياخذون ما بداخله و فحواه لتطبيقه عندهم، كما نلمس هذا عبر التاريخ ان ثمرات الحضارات و ابداعات العلماء و المفكرين اخذت بها الشعوب الاخرى و تغيرت مجرى حياتها و لم نستفد نحن اصحابها.
بعد قراءة ما يعيش فيه الكتاب و ظروفهم في هذه المرحلة في العراق و المنطقة عموما، يجب ان نفكر في ما العمل لانقاذهم من محنتهم ، و يجب ان نبين للجميع كيق يقدٌر الكتاب و الادباء و الشعراء و الفنانين في مثل واقع نعيشه نحن في المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص.
يمكن الوقوف هنا و النظر الى الجوانب التي يمكن ان نتوجه اليها لعمل شيء ما بهذا الخصوص، فيمكن اتباع ثلاث اتجاهات و طرق من اجل ضمان حياة الكاتب و تقديره و تثمين نتاجاته، الواجب الكبير يقع على عاتق السلطة في هذه المرحلة، و الوضع السياسي كما نعلمه على حال لا يمكن ان نتوقع الخير منه ، و الجميع مشغول بامور لانعتقد بانهم يلتفتون ولو للحظات الى هذا الجانب في الوقت الحاضر على الاقل. الجهة الثانية التي يمكن ان تقدم ما يمكن ان نتفائل منه ولو قليلا هي المنظمات المدنية و الاتحادات الحقيقية المنبثقة من ارادة الكتاب انفسهم و ليس من صنع ايدي الجهات السياسية لاغراض اخرى و تستخدم كواجهة لهم و تعمل من اجل مصالحهم ولو بشكل غير مباشر. اما الاهم من جميع الجهات الاخرى هم الكتاب انفسهم و مدى ارتباطاتهم و توجهاتهم و مدى توثيق علاقاتهم و تاثيراتهم على الراي العام و اجبار الجهات الاخرى على سماعهم و رضوخهم لتحقيق اهدافهم العامة و ضمان حياتهم الخاصة و تحسين ظروف معيشتهم. فالخطوة الرئيسية الفعالة و الهامة تبدا بتعاون الكتاب انفسهم مع البعض و تنظيم امورهم و توحيد جهودهم و جمع ما لديهم بالهمة المعلومة عندهم و بدء الضغوطات على المعنيين، و في اي وقت كان سيعود اليهم بالمنفعة و يزيد من قدرتهم و امكانياتهم على النتاج المفيد و تعود هذه للصالح العام بشكل ايجابي .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترسيخ التسامح يضمن التعايش السلمي في العراق
- في مثل هذه الظروف، من يفكر بالطبقة الكادحة في العراق ؟
- التحالف الكوردستاني و احتمالات تشكيل الحكومة العراقية المقبل ...
- ما يعيق النظام العالمي الجديد هو الازدواجية في النظرة و التع ...
- السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
- هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
- كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
- من يحدد هوية العراق ؟
- ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟