أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - مواجهة الارهاب














المزيد.....

مواجهة الارهاب


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 15:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ان اصدرت (هيئة كبار العلماء) السعودية،( اعلى سلطة دينية في السعودية) ، فتوى تدين الأعمال الإرهابية ، ، فضلا عن الإيواء والمعاونة والتستر والتنظير الفكري والدعم المادي والمعنوي الذي يدعم هذا النوع من الأعمال.
بعد صدور هذه الفتوى اصبح دعاة الارهاب والمنظرين له في موقف حرج ،بعد افلاسهم من تبريراتهم التي كانوا يسوقونها لشرعنة العمليات الارهابية.
الفتوى التي تأتي بعد حوالي عقد من هجمات القاعدة في 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، تعرف الإرهاب على أنه أي عمل "يستهدف الموارد العامة"، أو "خطف الطائرات" أو "تفجير المباني".وبحسب الفتوى فإن مثل هذه الهجمات عمليات إجرامية لا علاقة لها بالجهاد الاسلامي وهي عملية "فساد في الأرض" نهى عنها الكتاب والسنة.
ولكن الملفت للنظر ان الكثير من وسائل الاعلام تجاهلت هذه الفتوى بالوقت الذي كان عليها ان تروج لها بوصفها سلاح ثقافي اعلامي توعوي يمكن ان تكون له اثاره في الاوساط الاسلامية،وبخاصة تلك التي يمارس ضدها التجهيل والتضليل باسم الدين.
وموضوعة الفتوى حين تناولها هنا ،ليس بوصفها خبرا عاديا ،بل هي حدث ثقافي وتطور في النسق الفتوائي على اعلى المستويات .
فالجماعات الإرهابية كالقاعدة تصر على تبرير القتل الجماعي بناء على قراءة تخدم اهدافها من النصوص الدينية. لكن هذه الفتوى تدمّر وتكشف حقيقة هذه البدع الفقهية ،وهي ليست الاولى بل سبقتها الكثير من الفتاوى.
اذ أن هناك توجهات داخل الحركات الإسلامية تنتقد ممارسات القاعدة وطالبان وتتصدى لأفكارهما. وأجمعت "مراجعات" خلص إليها عدد كبير من العلماء الإسلاميين وقادة الحركات الإسلامية في السنوات القليلة الماضية على تحريم عمليات القتل العشوائي من تفجيرات وقتل يطال المدنيين، حتى وإن كان الهدف الأصلي هو جنود تصفهم القاعدة وطالبان بأنهم كفار أو مرتدون.

كفتوى عالم الدين الباكستاني (الشيخ طاهر القادري ) الذي ادان العمليات الانتحارية واصفاً إياها بأنها لا تمت إلى الإسلام بصلة وأن مصير منفذيها النار. او البيانات التي صدرت عن أحد شيوخ "السلفية الجهادية" البارزين في المغرب محمد الفيزازي، والتي حرّم فيها تحريماً قاطعاً أي عمل إرهابي يمكن أن يقوم به مسلمون في الدول الأوروبية. وماصدر عن القيادي السابق لـ"جماعة الجهاد" المصرية "الدكتور فضل" ومراجعات "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية ، وقبلهما صدرت "مراجعات الجماعة الإسلامية" المصرية التي كانت الأشد نقداً لممارسات الجماعات الإسلامية المتشددة – بما فيها مسارها هي نفسها ضد الحكم المصري – في القتال ضد ما تعتبره "أنظمة مرتدة".

في صيف 2008 أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن إستراتيجية لمكافحة الإرهاب . وأكدت هذه الإستراتيجية على ضرورة "تحدي" المتطرفين إيديولوجياً ودعم أصوات "الاتجاه العام السائد" من أجل تجفيف منابع المتطرفين. ولهذا فإن الأمر يتعلق بالتعاون مع المسلمين، الذين يعارضون خطاب المتطرفين المتسم بالعنف والذين يعدون - كما هو مأمول- أقدر من يستطيع على دفع المتطرفين من أخوانهم في العقيدة إلى تغيير أفكارهم.
ونحن نعاني الارهاب والقتل المجاني يوميا ، علينا ترويخ الخطاب المضاد للارهاب، كخطاب بديل ومضاد، من اجل التأثير على قناعات من يؤمنون بالعنف والارهاب ويروجون لثقافته،فمثلا مقولة الشيخ القادري(حتى في الحروب حرّم الإسلام قتل النساء والأطفال والشيوخ والعجزة والرهبان، بل وحرم حتى قتل حيوانات العدو أو حرق الشجر وتدمير الممتلكات وقتل المزارعين أو التجار والدبلوماسيين والسفراء) يمكن نشرها من اجل ايجاد بدائل داخل الثقافة الدينية النتجة للعنف والارهاب.
فالمواجهة بالعمليات الامنية والعسكرية ليست ذات فائدة ان لم يقدم لها اسناد ايديولوجي واعلامي وثقافي يفند مقولات الارهاب، فالارهاب ليس عمليات انتحارية وتفجيرات فحسب ، بل له ثقافته وفتاواه ،ولايمكن مواجهته الا بذات الاسلحة ، وبخاصة السلاح العقائدي.

شمخي جبر



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والانتخابات
- كرنفال بنفسج احتفل به الجميع
- يوم البنفسج
- عودة الثقافة الدينارية
- تداعيات عدم الثقة.. العزوف عن انتخابات مجالس المحافظات
- الدعاية الانتخابية والاستثمار السياسي للدين
- الإصلاح و طقوس عاشوراء
- عبد الكريم سروش: اول واضع لبذور التعددية في العالم هو الله
- أزمة بناء الدولة وتعديل الدستور
- التوافقية وانتظار القرار
- الديمقراطية التوافقية .. مخاضات التجربة العراقية
- ورش منظمات المجتمع المدني وبناء القدرات
- مشكلة كركوك و الديمقراطية التوافقية
- المصالحة الوطنية في العراق وجنوب أفريقيا...بعض من أوجه المقا ...
- المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي
- العصيان المدني... سلوك مدني لاعنفي
- الاحزاب العراقية والخيار الديمقراطي
- المثقف والمؤسسة والشاعر البهلوان
- العنف ضد المرأة ..أشكاله ومصادره وآثاره
- المرأة العراقية بين قانون (188) لسنة 1959 والمادة (41)


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - مواجهة الارهاب