أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شمخي جبر - المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي















المزيد.....

المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 07:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كتبت العشرات من المقالات وصدرات مثلها من البيانات في نعي وتأبين المفكر كامل شياع،ولانريد لصفحتنا هذه الا ان تحتفي بفكره، وتقديم بعض المواقف الفكرية والثقافية لمثقف نقدي حمل هذه الصفة بجدارة ،فكانت خطيئته الكبرى التي قدم روحه من اجلها. اذ لم يكن حصة لحزب او طائفة او دين او قومية او قبيلة بل كان حصة للعراق ، وللعراق فقط وهذا هو حال المثقف الحقيقي، وهو القائل(الوطن محطة في حياة الانسان تتفرع منها جميع المحطات).
كامل شياع العائد الى ارض الوطن من منفاه القسري، عاد الى (وطن طالما تخيلته جميلا وانيسا برغم جنونه وقسوته)(عدت الى العراق بعدما اكتشفت انني شخص دون مشروع خاص في السياسة،كما الثقافة، مشروعي مرتبط بالجماعة، فلا فعل ولاحضور دون مشاركة وتضامن ،عدت الى العراق قبا عامين لادراك انني بلغت غاية ماصبوت اليه)(عدت اليه فوجدته يمضي في متاهة تاريخية ،لايمكنها ان تكون الا مؤقته وانا احد شهودها) ،وسبب عودته لانه كان يريد (النطق بلغة المقيم في الوادي لاالمتطلع من اعلى التل) عاد الى الوطن كأي صوفي في مقام الرضا والتسليم(سلمت نفسي لحكم القدر بقناعة ورضى)
يقول الكاتب عدنان حسين (منذ اكثر من عشر سنوات تعرفت اليه في لندن والتقيته بعد ذلك عدة مرات لم يعطني ايما انطباع بانه من ديانة محددة او مذهب معين،لم اكن اعرف انه كان عضوا في الحزب الشيوعي الا عندما نعاه الحزب بعد استشهاده، فلم يكن من النوع الذي يتبجح بانتمائه او يتعصب لرأيه وموقفه.ويقول عنه بيا ابو اصبع عاد الى بغداد لانه رأى ان دوره قد جاء للانتقال(من التنظير الى اداء دور ما على ارض الواقع) وييشير ابو اصبع الى ان شياع( استبدل مفهوم الصراع الطبقي بفكرة المجتمع المدني الذي يمثل قوى وسطية متنورة مشحونة بقيم تقدمية كحقوق الانسان والحريات والتعددية والاختلاف والديمقراطية والعلمانية)
ويمكن اختصار مشروع كامل شياع بقوله(نعيد للانسان العراقي حضوره في الزمن فنحرره من التسليم الاعمى بالقدر والمحاكاة السطحية للماضي)مؤكدا على دور المثقف كمنتج ومبدع للقيم.
ويرى شياع ان السياسي والاعلامي على تماس مباشر في المواجهة لانه ينطلق بخطاب مباشر ساخن ، والمثقف بينه وبين اليومي جدران من المواقف والتأويلات التي قد لاتنتج موقفا صريحا قاطعا ازاء هذه القضية او تلك.
مأزق الخطاب السياسي العراقي
يقول كامل شياع (صرت اقرف من كل خطاب سياسي يعمد الى اجترار عذابات الضحية، والتنكر من المسؤولية عن الماضي،استغلال الرضوض النفسية التي تستفز الاحياء او تخطف منهم وعيهم .
وفي بحثه الموسوم( الطريق الطويل نحو الحداثة)يشتغل شياع على تحليل الواقع السياسي وحراكاته فيقول (النظر بعين فرويد المحورة بهذه الدرجة او تلك الى الخطابات السياسية السائدة نرى الاجترار الخيالي للماضي والاحساس بالمظلومية حتى في لحظات القوة والمقدرة، التثبيت النفسي الجماعي، والتماهي مع احداث تختصر سباق الزمن ومعناه في يوم محدد وواقعة معلومة) ويستفيد من نقد القيم الاخلاقية عند نيتشه، فيقول (القيم الاخلاقية كقوة قادرة على محاصرة عالم الحياة بدافع الاستياء من الحياة لابدافع الارتقاء بها، فيجري بأسمها التضييق على مسرات الجسد والروح، والتكر لحق الفرد المستقل في عدم الامتثال لاعراف الجماعة) ويقصد هنا المحضورات والمكروهات المفروضة على المجال العام ، وتزمت المتطرفين الدينيين ودعوتهم الشبيهة بالجلد الاخلاقي ، متمثلة بالتقديس المفرط في الساحات والشوارع ودوائر الدولة. ويدين شياع الخطاب السياسي الذي(يحمل في طياته مايهدد كيان دولة كانت موحدة، ويقوض الاساس الوطني اللازم للتحول الديمقراطي، والذي يتعامل مع السلطة كملك او امتياز يكاد يكون حصريا، مستندا على منظور لاهوتي للسياسة او على نزعة عصبية محافظة) ويقدم سياع البديل من خلال(هدم حصون الطائفية والتعصب بطرح تصور مدني انسانوي للمجتمع) ويرد على من يدعي الدفاع عن الخصوصية الفئوية بالقول( حين يغدو الانتماء والخصوصية الثقافية سجنا للوعي والشعور الفردي فلاقيمة لها ولارجاء منها ). وعن خطورة تضخم الهويات الفرعية والولاء لها يشير شياع (( ان روح المواطنة لاتسير من حيث المبدأ يدا بيد مع الولاء المسبق لطائفة او جماعة اثنية او ثقافية، بل قد يكون نقيضا لهذا الولاء حين يكون مغلقا وحصريا) وللاجابة على تسؤل ماذا انتج الخطاب السياسي؟ يقول شياع (ظهرت عندنا ملامح نظام ليس فيه دكتاتورية ولكنه مؤسس على القوة والعنف وتهديد الحريات،نظام عبر عن ارادة الاغلبية المصنفة ولاءاتها على الهوية،والمنجذبة لخطاب شعبوي يغزو به المجتمع والدولة ويخلق الفوضى دون ان يؤمن الاستقرار).
الدستور والحرية الفكرية
وكانت مساهمة كامل شياع في كتاب( مأزق الدستور)تختص بحرية التعبير عن الرأي ، اذ ينظر شياع الى ان ( قيمة الدستور بصيغته الحالية لاتكمن في كماله او عدم كماله، بل في تهيئته لسياق سياسي وفكري مناسب للصراع على تفسيره والاجتهاد في تعديله وتطويره، التاسيس السليم يقتضي بداية صحيحة لكنه يقتضي بدرجة اكبر خوض صراعات حقيقية حوله، بدون ذلك تكون الفكرة في واد والواقع في واد آخر)وعن دور المثقف واهمية حماية حرته الفكرية يقف شياع عن المادة (38) من الدستور والتي تتضمن شريطة( النظام العام والاداب) فيقصفها بانها منطقة رمادية تبيح وتستوجب الحذر، فالعبارة اعلاه توحي للذهن الليبرالي مباشرة باسوء مايمكن ان تضطلع به الدولة: التضييق على الحريات وبالذات الفكرية والابداعية ، تحت دعوى حماية الصالح العام، والدولة التي ترشح نفسها لتكون قيمة على الاخلاق العامة لاتنتج في الواقع الا القهر والتعسف.
وعن فرصة المثقف يقول شياع (لم تتوفر للمثقف العراقي شروط افضل للظهور كقوة مدنية ذات مشروع تاريخي انساني، وثمة فرصة فعلية في منطقة عدم التحديدالتي يسميها الدستور او يقف دون تسميتها، ادركتها مجموعة غير قليلة من مثقفينا وجسدتها في مبادرات عديدة لتفعيل دور الفكر والثقافة في صناعة روح هذا الزمن)
المفاجأت تاتي من الماضي لامن المستقبل

كثيرا مايؤكد شياع الى ان الماضي بوصفه مكمن الخطورة ومرجعية مانعانيه، فيقول ( الذاكرة الجمعية حين تنقلب على نفسها تكون سببا للفرقة والتنازع ومسوغا للانغلاق على الذات والريبة بالاخر)وشريطته في التعامل مع الماضي هي بناء الحاضر والمستقبل(تصبح الذاكرة التاريخية عبئا علينا اذا لم تعزز فينا قيمة الوعي بالمستقبل وتنفث فينا روح الامل بما لم يتحقق بعد ، فلاذاكرة الجلاد الناكر لمسؤوليته ، ولا ذاكرة الضحية الناطقة بمظلوميتها تعيننا على تلمس الحقيقة)فأي ماضي هذا الذي تعاملنا معه وانعكس بهذه الوحشية والسلوك المفارق لكل ماهو انساني، ولكن مع هذا لايدعو شياع الى قطيعة تامة مع الماضي(لانستطيع ان نسقط الذاكرة من حساب تجربتنا الحية، ولو فعلنا ذلك لحرمنا انفسنا من خزين تجارب ماضية تدعونا للتماهي معها من وراء ميلنل الحداثي الطاغي، ونعزز فينا قيمة الوعي بالمستقبل) ويحذر شياع من ( قوى الماضي التي تتنكر بزي الحاضر وتمارس انتهازية وتظاهرا زائفا).
وعن الية التعامل مع الماضي ومن رؤية مفكر نقدي يرى شياع( اذا لم نمتلك ارادة نقد الماضي وتعريته لايمكننا ان نبدأ من حيث ينبغي ان نبدأ، ولايمكن بناء المستقبل بأفكار معاد تصنيعها من منتجات الماضي)
الدولة والمجتمع
المرحلة الانتقالية التي مر بها العراق بعد 2003 جلبت معها (ظاهرة تفكك الولاءات وتشتت ارشيف الذاكرة الجمعية للشعب العراقي) ويعزو شياع سبب هذا الى ( ضعف انتظام العراقيين في أطار دولة قادرة على توحيد صورة المجتمع ودمجه وبالتالي تحولها الى مرآة او مرجع للمجتمع) وضعف الدولة جعلها فريسة المجتمع الهائج الذي غزاها ومزق جسدها ووظفها لتلبية المصالح الخاصة لهذه الجماعة او تلك، لضعف قيم المواطنة ، فضلا عن ان الفرد الحر لم يصبح حقيقة ملموسة،لعدم استقلاليته وتوفر ضمانات قانونية تحمي حقوقه وتحدد واجباته.
يقول سعدي يوسف(كامل شياع لم يطبع كتاباً .هو نفسه ، كان كتاباً متنقلاً،.
ويقول سعدي يوسف( اتّصلَ بي من بغداد ، يدعوني إلى هناك .قلتُ له : يا كامل ! لندعْ واحداً منا ، في الأقل ، خارج الكرنفال ...



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصيان المدني... سلوك مدني لاعنفي
- الاحزاب العراقية والخيار الديمقراطي
- المثقف والمؤسسة والشاعر البهلوان
- العنف ضد المرأة ..أشكاله ومصادره وآثاره
- المرأة العراقية بين قانون (188) لسنة 1959 والمادة (41)
- هل طرح نظام صدام مشاريع للاصلاح السياسي؟
- الاسلاميون والتحولات الديمقراطية
- التمييز الذكوري المجتمعي لايسمح للمرأة بالوصول الى مراكز صنع ...
- قلق الهوية
- الانتخابات.. والامانات التي لابد ان تسترجع
- العقل الخرافي وتسليع المقدس
- المثقف دون طوق نجاة
- الفيدرالية ليست حلا
- الإعلام و الأفكار المستحدثة
- الشعبية والشعبوية بين التضليل وافساد الاذواق
- عقدة الخوف
- دور الثقافة والمثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي
- الكتاب الشهري والمطبوع الأول للحوار المتمدن: افاق النهوض بال ...
- مواطنون من الدرجة الثانية
- أحجار في طريق الديمقراطية


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شمخي جبر - المفكر كامل شياع... راهن على المستقبل فأغتاله الماضي