أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمخي جبر - الشعبية والشعبوية بين التضليل وافساد الاذواق














المزيد.....

الشعبية والشعبوية بين التضليل وافساد الاذواق


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


الثقافة أهم الحصون العراقية واكثرها تأثيرا في التأسيس للاجتماعي والسياسي ، وبالتالي بناء الشخصية الوطنية ، ومن هنا جرت الكثير من محاولات التخريب والتشويه من اجل اختراق حصن الثقافة .
واول هذه المحاولات هو شراء ذمم المثقفين وتسميم اقلامهم وتسخيرها لخدمة البرامج السياسي،فبدلا من ان تصنع الثقافة الحرية فقد صنعت الهيمنة والخضوع هذا ماعانته الثقافة في عهود الاستبداد الطويلة . وبقدر تعلق الامر بشعبية الثقافة ، او الشعبي فيها اذ أمتدت يد المكر السياسي من نافذة هذا (الشعبي) لتحوله الى (شعبوي) مثلما تسللت الى الدين من خلال شعبية الدين (الدين الشعبي) الذي نزل الى مستوى اهواء السطح الاجتماعي ومفارقة متطلبات الرقي الحضاري، بل وصل الامر في بعض الاحيان الى مايمكن تسميته تسليع الدين، أي تحويله الى سلعة رابحة ورائجة على ايدي البعض .اذ قد يصبح من الممكن ان يمارس من خلالها المكر الديماغوجي، ضد العقل الشعبي المهادن والراضخ والمستسلم دوما.وما منتج الطائفية والقبلية الحاملة لجميع انساق ثقافة التخلف ومجافاة العقلانية الا احد اهم بضائع الشعبي الذي استثمر فأصبح شعبويا.
وشعبية الثقافة التي سعى اليها البعض من اجل تحويلها (الثقافة) الى مادة اعلامية تعبوية استهلاكية او قابلة للاستهلاك الشعبي ، قابلة للرواج بحجة متطلبات المجتمع او رغباته (الجمهور عايز كدة ) التي رفعها البعض من اجل الشباك(التسليع وتحقيق الارباح) الذي يتطلب الاسفاف والضحالة والردائة .
ولان( الشعبية) هي الاكثر قربا الى الطيف الواسع من الناس فيمكن ان تصبح مشروعا استثماريا يتم تسويقه فيتشكل من خلاله وعي ما (مزيف) ويتشكل رأي عام بأتجاه قضية ما .
فاصبحت الشعبية فخا حين تحول الشعبي، الى شعبوية او الى ديماغوجية تتلقفها الابواق الاعلامية ، لسهولة ترويجها بأعتبارها سهلة التسوبق وسريعة الاستهلاك والتمثيل والتمثل.
فبحجة الشعبية يتم تسويق الاسفاف والردائة،وبنفس الحجة وتحت الشعار نفسه يجري تخريب وتشويه الذوق العام.
فأصبح في زمن تردي الثقافة العراقية وانتكاستها ان تحول البعض الى ابواق ومهرجين يتم من خلالهم تسلية السلطان، وقد شجع النظام السياسي القائم هذا التوجه وعمل على تكريسه من اجل افراغ الثقافة من محتواها. فأصبح للفن الشعبي جمهوره ، فنجد مثلا المسرح الشعبي مسرح الامتاع والضحك الفارغ الرخيص.
وهناك مهرجانات الشعر الشعبي مثلا ، التي كان يواظب رئيس النظام على حضورها في محاولة لتكريس ودعم هذا الاتجاه،حتى في الفنون التشكيلي اصبح لدينا فن يلقى اهتماما واسعا لدى الوسط الحكومي ، رسم صور وجداريات القائد ونصبه ، وفي الموسيقى والغناء قد تكون الاساءة للذوق العام اكثر.فهي اذن عملية تسطيح للوعي وتشجيع المنهج التضليلي وافساد الذوق العام وتسليع رخيص للثقافة. وفي زمن الانهيار والتدهور طغى الشعبي حتى داخل الطقوس الدينية،ويتم هذا حين يغادر الناس جوهر الدين ويتمسكون بقشوره . وفي ظل الشعبوية والاسفاف وتخريب الذوق تم بناء جمهور يبحث عن ماهو شعبوي ،وقد ندعي ان هناك علاقة وطيدة بين الشعرية المنبرية ورنين قوافيها وطنينها وشعبوية المتلقي واستجداء تعاطفه ومن ثم تصفيقه ، وهذا ماجعل بعض الشعراء يستدرجون نحو الشعبوية من خلال تضمينات تخاطب الغرائز او تستدر العطف لتستجلب التصفيق .
لكن ماذا جرى بعد اعصار الحرية (2003) واستيلاء الفاتحين والمحررين الجدد على زمام الامر الثقافي، وجلبهم لثقافة السوق التي لابد ان تاخذ مداها خارج هيمنة وسلطة الدولة.
فظهرت سلطة اخرى،اما سلطة المؤسسة الدينية او سلطة الاحزاب السياسية وهي لاتختلف عن الاولى في نظرتها ذات البعد الواحد التي هي بنت الاستبداد ونتاجه.فماذا افرز التغيير (اوقع صناعة الثقافة تحت سيطرة جديدة . فتحولت الثقافة الى صناعة ، وأتيحت للقوى المهيمنة على الثروة السيطرة على انتاج وصياغة ونشر المعاني ، وتسويق الخضوع، وترويج الامتثال) اذن وقعنا مرة أخرى تحت نير استبداد من نوع آخر، نوع مغطى باغطية من الصعوبة الطعن بشرعيتها وصحتها.البعض يرى ان (المثقفين الوطنيين المتشبعين بالثقافة الكلاسيكية (...) يزدرون الفنون الشَّعبية باعتبارها فنونا "بدائية"أما الأنتلجنتسيا المتنوِّرَة فتعتبرها تجليا لثقافة منحطَّة من شأنها أن تغلَّنا إلى اللاعقلانية والتَّقهقُر إلى الوراء)وللرد على هذا البعض، نقول لسنا ضد الشعبي ،اذ لايمكن ان تكون هناك ثقافة بدون المحلية او الشعبية او خارجها، بل ضده حين يتحول الى شعبوي ،ووسيلة للتضليل او الاسفاف او افساد الذوق.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الخوف
- دور الثقافة والمثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي
- الكتاب الشهري والمطبوع الأول للحوار المتمدن: افاق النهوض بال ...
- مواطنون من الدرجة الثانية
- أحجار في طريق الديمقراطية
- المواطنة خط شروع واحدة نحو الحقوق والواجبات
- امرأة اسمها دعاء
- جذور الحرب الأهلية ... لبنان،قبرص،الصومال، البوسنة
- تغريبة بني عراق
- الفساد الإداري: المفهوم والآثار وآليات المكافحه
- مقارنة للأنظمة الداخلية لعدد من البرلمانات العربية وجزاءات غ ...
- الانتهاكات التي تتعرض لها السلطة الرابعة
- حرية الفكر والتسامح في الإسلام
- مؤشرات الرسوخ والخلل في العملية الديمقراطية
- المحكمة الاتحادية العليا في العراق
- الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل
- ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه
- ثنائية الجسد والروح: اللحظات الاولى للاستعداد لرحلة الروح
- التحديات التي تواجه الصحفيين في العراق
- حين يأكل أمسنا غدنا


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمخي جبر - الشعبية والشعبوية بين التضليل وافساد الاذواق