أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شمخي جبر - ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه















المزيد.....

ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة نقدية في كتاب ( من دولة ـ الإكراه الى الديمقراطية) للدكتور عماد فوزي شعيبي
الدكتورعماد فوزي شعيبي باحث وكاتب سوري يتخذ من كتابه هذا فرصة في الدفاع عن دولة الاكراه بذريعة الدفاع عن النظام الدولتي، اذ يرى الكثير من الباحثين ان لابد منه لقيام او اجراء اي عملية تغيير اجتماعي او سياسي الا ان عماد فوزي شعيبي يسعى لتأكيد وصاية الدولة على المجتمع، فيضحي بالمجتمع على اعتاب الدولة، ويرى ان هناك تحديات كبيرة امامها وخصوصا التحديات الخارجية.وحاله حال بعض الكتاب القوميين، اذ يرى ان لابديل لدولة الاكراه الا الفوضى، الذين رضوا لانفسهم ان يقفوا في صف الاستبداد من اجل اوهام لاتوجد الا في مخيلتهم فتمسكوا. ولا يتردد الدكتور شعيبي ان يتخذ من الميكافيلية مشروعا للدفاع عن مشروعه الوحدوي، وهو من المحلوم به لدى القوميين العرب، ولا أدري لماذا يبيح لنفسه طرح المحلوم به ويحرمنا من هذا؟ فيقول (ان ميكافيلي لم يبحث عن دكتاتور وإنما كان يبحث عن الوحدة) فنرى الكاتب هنا يدافع عن الوحدة (المحلوم بها) ويسعى إليها مهما كان الثمن(أدركت كم كان عبد الناصر ساذجا عندما فضل ان يسحب كتيبته من المظليين التي نزلت في اللاذقية غداة الانفصال كي لا يسيل الدم في سوريا ص14)،وشعيبي كما نرى ملكي أكثر من الملك ومستبد أعلى غايات الاستبداد، ويعتقد على وفق منهجه هذا انه انتقل من الايدولوجيا الى الواقعية السياسية ولا يدري انه وقع مرة أخرى في فخ الايدولوجيا من حيث يعلم او لا يعلم.ويرى ان الدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبة برفع ما لحقه من حيف وظلم وهضم للحقوق وقسر واضطهاد وتهميش ينظر الى كل هذا على انه وجدانية سياسية تقودنا الى الكوارث او كما يقول : (ان الوجدانية السياسية جزء من كوارثنا). فهو يدعو الى ان تمارس الدولة كل أنواع الإكراه والقمع حتى لا تتحول تطلعات الإنسان المظلوم الى (فعل) يصطدم بالدولة او يؤسس على ارض الواقع عالما من العدالة والحرية (ان هدف الدولة الأولية والتي طورتها في كتاباتي لاحقا الى الدولة ـ الإكراه ليس جعل الشعب سعيدا، لان هذا الهدف لاحق كمسألة في الفكر السياسي وفي الغائية السياسية، إنما هدفها منع الإضطرابات وإنهاء كل أشكال التفكك وبواعثه او على الأقل ضبط هذه الأشكال ضمن (ستاتيك) سياسي يمنع تحولها من (القوة) الى (الفعل) شعيبي ص(ان لدى الدكتور شعيبي مبدأ يعمل عليه او يتخذه منهجا وهو مبدأ (الاستقلال السياسي) أي فصل السياسة عن الأخلاق. الا إننا نراه يتراجع عن هذا من خلال قوله(تدخل الأخلاق في كل شيء، بما في ذلك السياسي شرعي لأنها ترى نفسها الأقصى والأعلى والمتسامي ص(17)
والكاتب يقف الى جانب الدولة وعملها ضمن الممكن (السياسة فن الممكن) ويصادر المأمول (الطموح الحلم) من خلال خنق دولة الإكراه له، ونحن نسأل هنا هل نستطيع بالممكن الوصول للمأمول، ام الى تضخم الدولة وتفرعنها وابتلاعها كل شيء حتى (المحلوم به)، التي تعمل بالواقعي الأدنى لتتخلى عن (الحلمي الأقصى؟).
وينظر الكاتب الى الأخلاق على اعتبارها وجدانيات تشكل عبئا على السياسي وتضعف قوة الدولة حيث يقول (انتهيت الى ضرورة اعتبار النظام الأخلاقي نظاما شخصيا واجتماعيا وبالتالي عدم سحبه الى أخلاق السياسة ص 17) فيرى ان دولة الإكراه لا يمكن ان تقوم الا على أخلاق السياسة الميكافيلية (طالبت بممارسة أخلاق السياسة الميكافيلية على الاكثر في دولة الإكراه ص 17) وكأني به يدعوا الى الانفصام (الشيزفرينيا)،ولا ادري الى أين يريد ان يصل حين يقول (الكاذب في السياسة يجب ان يكون صادقا في المجتمع ص(17)وفي ظل الأخلاق السياسية الميكافيلية التي يتخذها منهجا، يدعو الى ممارسة الإغواء والإغراء والإفساد للمعارضين من خلال التلويح لهم بالمناصب والجاه والسلطان والثروة، وبدون بذل أي جهد نرى ان هذا المنهج سائد لدى الكثير من الحكام المستبدين الذين يحاولون إغراء الأعوان او المعارضين بالمناصب والثروة ولنا أمثلة باذخة في تاريخنا الإسلامي يقف في طليعتها معاوية بن أبي سفيان، وهذا ما نراه عند عماد شعيبي وهو يوصي أميره (ان تطعيم أخلاق السياسة بأخلاق المجتمع على وفق إيقاع معين يقيد السياسة ولا يسيء إليها، كاتباع إسلوب التسامح من القائد مع المتآمرين عليه والمعارضين له بتسليمهم مواقع قيادية وهو إجراء يطوق الى الأبد هؤلاء ويجعلهم أكثر فاعلية في العمل السياسي ومن أكثر الناس أخلاصا ص(17ويدعو الى لعب جميع الأوراق التي تفضي الى استقرار وقوة الدولة، حتى لو اتبعت أساليب الإقصاء والقسر، فحين يكون مشروع الدولة هو مشروع الاستقرار، يصبح كل شيء مشروعا(ان الميكافيلية هي مشروع للاستقرار وان كل استقرار يحمل إمكانية(التسكين)(الستاتيك). وهو يهدف من خلال تنظيره للاستبداد الى خنقنا داخل دولة الإكراه، التي تتميز بالقسر والقهر وانعدام القانون وتسليط القوة الغاشمة على (المحكومين) حيث لا يوجد في دولة الإكراه مواطنون بل محكومون (رعية).
ويعتبر ان حتمية الرضوخ لدولة الإكراه لابد منها ولا يمكن المرور او العبور الى دولة القانون على وفق نظريته ومراحلها في حياة الدولة الا بالمرور بدولة الإكراه (1ـ الدولة ـ الإكراه 2ـ الدولة ـ القانون 3 ـ الدولة ـ المؤسسات).
فهو يقول (من اجل هذه الدولة تبرر رعوية علاقة الحاكم بالمحكوم ص 19) ويعتبرها (أي دولة الإكراه) عتبة السلم كما يقول ومع التطور منها الى دولة القانون فدولة المؤسسات (من غير المحبذ في مرحلة صنع الدولةـ الإكراه ان يستقدم الزعيم الكفاءات المماثلة له او التي تفوقه في التراتب الهرمي للسلطة ص19) لا الشعيبي يجزم ان لابد للحاكم من ان يستفرد بالحكم وبالمحكومين، فلا راد لأمره ولأوامره انه قائد وزعيم دولة الإكراه.
وينظر الكاتب الى مبدأ تداول السلطة والحياة الديمقراطية على انه تنازع على السلطة وعلى قيادتها ولا ندري كيف يقول بمفهوم (الديمقراطية الهجينة)؟ وهل هناك ديمقراطية أصيلة وأخرى هجينة، لاننا نعلم ان الديمقراطية نظام سياسي تخضع في الكثير من الأحيان وتأخذ بنظر الاعتبار الفضاء الاجتماعي والثقافي الذي يحتضنها والخصوصية المحلية لأية امة او شعب يقام فيه النظام الديمقراطي. ولكن الكاتب يرفض الديمقراطية لأنه يقرر مسبقا ان لابد لنا من ان نشبع ونتخم من الإكراه الى ان ننتقل
إليها(أميل الى رفض الديمقراطية على عواهنها لا لاني لا اقبلها نموذجا أعلى للتقدم السياسي والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، إنما لأني أرى ان بعض الدول العربية لم تنجز الدولة ـ الإكراه بعد، وان من أنجزها لم يستطع ان ينتقل الى دولة القانون ص(20)ويستمر الكاتب في هوسه بالميكيافلية التي امسك بتلابيبها على اعتبارها الوسيلة الناجزة لبناء الدولة (دولة الإكراه) (ان الميكافيلية التي تصنع الدولة ـ الإكراه بكل أخلاقها الهوبزية ولا تستطيع ان ترتفع عن الآنية والمباشرة في إشعار المواطن، إنها لا تستطيع ان ترتفع عن بدائيتها ص(20).
متى ننتقل من دولة الإكراه الى الدولة اللاحقة؟يرى عماد شعيبي في نظريته الدولتية، ان هناك ثلاث مراحل لابد ان تمر بها الدولة ويفرضها كحتمية تاريخية لابد من الرضوخ لها
:1ـ الدولة ـ الإكراه.
- 2الدولة ـ القانون.
3 ـ الدولة ـ المؤسسات.
تستنفذ دولة الإكراه وظيفتها عندما تحول البشر المنفلتون من عقالهم الى مواطنين يخشون الاجهزة، وفي هذه الحالة يصبح هؤلاء المواطنون مستعدين لقبول القانون، عصا ترفع في وجوههم فتمنع التجاوز والخطأ دون ان يستخدم عد ان كانت الاجهزة هي العصا (20فالشعيبي بعد ان سجننا في دولة الإكراه الرهيبة والتي سلطت علينا أجهزتها وسجونها وعصيها ومارست ضدنا كل إشكال القهر والاضطهاد، فوصلت بنا الى مرحلة من التدجين هي مرحلة (نمور زكريا تامر في يومها العاشر) بل أقسى منها، حين ملئنا رعبا وخوفا في ظل العصا التي أشبعتنا ضربا، الى هذه المرحلة يصبح الأوان قد آن لنغدوا بشرا مدجنين (مهذبين غير منفلتين كما يرى الكاتب) نخاف السلطة وأجهزتها ليسلمنا الى دولة القانون التي ترفع القانون في وجوهنا الذابلة وأرواحنا الخائفة وقلوبنا المرتجفة من الخوف الذي زرعته فينا دولة الإكراه، ولكن ماذا تبقى من إنسانية الإنسان حين وصل الى هذا الحد؟ وينظر هذا الكاتب الى المطالبين بالديمقراطية على إنهم وجدانيون حالمون (وصفة الديمقراطية باعتبارها الثمرة التي لم تزرع شجرتها بعد وان كانت بعض الشجيرات قد زرعت فهي مهددة بألا تتطور ص(20).
يتخيل الكاتب ان بديل دولة الإكراه هو الفوضى والهمجية،بل يرى ان كل من لا يدعوا الى دولة الإكراه يسير نحو الخلاص من الدولة،بينما رفض دولة الإكراه يعني تسديد الخطى صوب دولة القانون والمؤسسات، الدولة الديمقراطية التي تحتضن(المحلوم بهولا ندري لماذا لم يوصل الكاتب وعيه المطابق الى الحل الديمقراطي؟ ألأن دولة الإكراه زيفت وشوهت وعيه؟ ان ما يقوم به الدكتور عماد فوزي شعيبي هو عملية أسطرة للدولة وذبح للديمقراطية وحقوق الإنسان قربانا على أعتاب دولة الإكراه.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الجسد والروح: اللحظات الاولى للاستعداد لرحلة الروح
- التحديات التي تواجه الصحفيين في العراق
- حين يأكل أمسنا غدنا
- أكان الرصافي معضلة العراق الأولى وداؤه العضال ؟
- الضمانات الدستورية لحرية الرأي والتعبير في الدساتير العراقية
- ديمقراطية بلا ديمقراطيين ، دين بلا أتباع
- الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق ...
- علاقة التكامل بين المجتمع المدني والدولة
- جذور المجتمع المدني في العراق
- النيابية البرلمانية: مفهومها وفاعليتها في العملية السياسية
- رجل لكل العصور
- في سيرة وطن اسمه العراق
- هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي ...
- الفيدرالية بين جدلية الرفض والقبول
- دور منظمات المجتمع المدني في المصالحة الوطنية
- امريكا ليست هبلة
- الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته
- صباح العزاوي آخر العنقود


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شمخي جبر - ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه