أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي الاول














المزيد.....

هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي الاول


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نتيجة للحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على مدينة الصدر والذي استمر حوالي أسبوع ، وكانت له آثاره الكبيرة على الحياة الاقتصادية لأبناء هذه المدينة الصابرة ،ما اضطر أهالي المدينة والقيادات الفاعلة اجتماعية وسياسية الى التحرك واستخدام كل أساليب المدافعة والاتصال بمصادر القرار السياسي لإيصال صوت الرفض ، ولما لم تثمر كل هذه جهود والآليات السياسية للنخب جرت عمليات التعبئة الجماهيرية باتجاه هدف رفع الحصار عن المدينة الذي أصبح مطلبا شعبيا نتيجة لما تركه من آثار على حياة آلاف العوائل، من خلال تأثيره على التحاق الكثيرين الى أعمالهم ، فدعت القيادات السياسية والاجتماعية الى مظاهرة طالبت الحكومة بالتدخل لرفع ما وقع من حيف على المدينة ،ولما وصلت القوى الاجتماعية والسياسية الى قناعة أكيدة بان كل هذا لا يجدي نفعا مع الحكومة وهناك الكثير من الآليات والقيم الديمقراطية التي يمكن التمسك بها وتفعيلها بهذا الاتجاه .
فكانت الدعوة للإضراب الشامل كأحد الآليات الديمقراطية في مجال المدافعة والمطالبة ، ولما تمثله هذه الآلية من قوة وتأثير معتدا على الثقل السكاني لهذه المدينة الذي يشكل ثلث سكان بغداد تقريبا . وأي مراقب للأوضاع في بغداد يوم الإضراب الذي صادف الثلاثاء الأول من تشرين الأول 06 20 ، يمكن ان يرى آثاره التي أصابت الحياة العامة في العاصمة بالصميم .
ولان الحكومة تكتسب شرعيتها من الشعب ، فلابد ان تلتصق بهمومه وتعبر عن تطلعاته ،ووقوف الحكومة الى جانب شعبها انتصار لها وله يكسبها ثقته او يجدد هذه الثقة بعد ان منحها قبل هذا الوقت من خلال صناديق الاقتراع .
ان إيمان الحكومة بالآليات والأساليب الديمقراطية جعلها تقف موقفا ايجابيا من مطالب الشعب ، ولان الشعب يؤمن بالديمقراطية وقيمها فقد مارس حقه في الاعتراض والدفاع عن حقوقه .
ممارسة هذه الآلية ( الإضراب ) والنجاح في كسب التأييد الشعبي لها وتعبئة فئات المجتمع صاحب القضية ، يدل على فاعلية المنظمات الاجتماعية والسياسية وقدرتها على تحشيد التأييد الجماهيري باتجاه أهدافها ، وهو علامة صحية لأنه يعبر عن التفاعل بين القاعدة الشعبية والقيادات الفاعلة داخلها. فضلا عن ان هذه الممارسة وسعة المشاركة فيها ونجاحها يدل بما لا يقبل الشك على حيوية الشعب وإيمانه بطاقاته وإرادته والتفافه حول قضاياه وتفاعله معها وإيجابيته وامتلاكه لروح المبادرة في ردود أفعاله وعدم خوله او تقاعسه او سلبيته .
واستجابة الحكومة للمطالب الشعبية بمثابة انتصار لها ونجاح في واحد من أهم الاختبارات التي تحتاجها الحياة الديمقراطية ، لان هذا الدرس يقدم بادرة حسنة ومبادرة ديمقراطية لابد ان تفعل وتمأسس لتتحول الى ثقافة مجتمعية و سلوك جمعي من اجل نشر القيم الديمقراطية ومغادرة أساليب الهيمنة والاستبداد والإكراه الذي يفضي الى العنف والعنف المضاد ، وهو ما يسيء للحياة الديمقراطية بل يخربها .
وفي ظل الديمقراطية فان المشهد الاجتماعي والسياسي يدير صراعا ته في فضاء من السلم الاجتماعي الذي ينبذ كل أساليب العنف في العلاقة بين المكونات الاجتماعية والسياسية او في العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
ونجاح هذه الممارسة الديمقراطية يبين للكثيرين ان الدفاع عن الحقوق من ثم الحصول عليها او ممارسة الصراع السياسي والاجتماعي لا يتم بالعنف فحسب بل يمكن ان تحصل الفئات المطالبة بحقوقها على هذه الحقوق من خلال ممارسة الآليات الديمقراطية التي تتسم بقلة ويسر تكاليفها اذا قيست بالأساليب الأخرى كممارسة العنف مثلا .
لان ممارسة الضغط للمطالبة بالحقوق من خلال أساليب سلمية يجنب القائمين به الكثير من التضحيات بالأرواح هذا اذا قيس بمن يطالبون بحقوقهم عن طريق ممارسة العنف ، الذي يلاقي في الكثير من الأحيان النفور والاستهجان من قبل المجتمع لأنه أسلوب غير حضاري يتضمن على تجاوزات كثيرة وقد ترافقه أخطاء كبيرة لايمكن تبريرها بأي حال من الأحوال .
ولابد من التأكيد على ان إصدار هذا القرار والاستجابة للمطالب الشعبية يبين ان الحكومة تمتلك قرارا وإرادة سياسية تستطيع ان تمارسها بالرغم من وجود الاحتلال وقواته ، فيشعر الشعب ان هناك من يقف الى جانبه ويقدم له الإسناد ويدافع عن مصالحه كلما تعرضت هذه المصالح للأخطار.
والحكومة لاتقوا إرادتها ولا تشتد عزيمتها في ظل ما تواجهه من تحديات ، من دون الدعم الشعبي الذي يمنحها الولاء والشرعية ، ولقد اثبت شعبنا بالرغم من المحن والأخطار التي تواجهه انه مازال يمتلك حيوية وفاعلية وايجابية وانه ينظر الى الأمام وهو جدير بالممارسات الديمقراطية التي تعتبر مظاهر حضارية هو جدير بها .
اذا كانت الديمقراطية هي سلوك وفعالية وقيم قبل كل شيء فان اضراب مدينة الصدر سلوك ديمقراطي وفعالية ديمقراطية ، اثبتت ان اهالي هذه المدينة والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين فيها متفاعلون مع العملية السياسية بل هم جزء مهم منها ، ويجيدون السباحة في الفضاء الديمقراطي .
واذا كان البعض يرى ان المهمشين لايجيدون الا العنف للتعبير للتعبير عن ارادتهم ومطالبهم ، فان ابناء هذه المدينة عبروا عن ارادتهم بشكل سلمي وباسلوب حضاري ،لم يرافقه اية اثار جانبية او اعمال عنف ، بالرغم من الاهمال والحيف الذي لحقبهذه المدينة الصابرة



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية بين جدلية الرفض والقبول
- دور منظمات المجتمع المدني في المصالحة الوطنية
- امريكا ليست هبلة
- الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته
- صباح العزاوي آخر العنقود
- حول اغلاق مركز اوجلان للبحوث والدراسات
- هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟
- الإسلام والغرب ....الصدام والحوار
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون
- الهوية القتيلة... الهوية القاتلة
- حكومة المالكي بين الاستحقاقات الوطنية والتجاذبات الفئوية
- الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
- الاكثر من نصف
- تأبين العمامة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي الاول