أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - هاجِرْ















المزيد.....

هاجِرْ


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


لأِبنِ الشط

للريـحِ الصفيرُ ..
لـ" الشرقِـيِّ " مُدَوَّخـاً ، تائهـاً بينَ الظُلوع ، نشيجٌ ،
ولفَحيحِ " ضيقِ الصدر "، رَيّـا ،
لضفافِ المفرداتِ ، عَطَـشُ النَجيلِ ،
للمَنسيينَ على قارعةِ الإستفهامِ غَمـزُ الشُهُبِ تَجـرَحُ جبينَ الظُلمَة ،
وللمحرومينَ حسرةٌ حَـرّى ، أضـلُّ من رسالةٍ غَفلَ العنوان ...
ولعَتمَـةِ " اللا أدري " كلَّ الفضلِ علينا ، فلولاهـا ما تُهنـا فـي مجـاهيلِ
النَبشِ عـن ضـوءِ أسئلةٍ للفرحـةِ وَلاّدةٍ ..
بهـا ، قـد نَصَّيدُ النسيانَ مـن لُفافـةِ تِبـغٍ تُجَنِّنُ الرَبْـوَ ..

* * *
لهـاجِـرَ ، أُمَّنـا ، نبـعُ الجنّـة ،
ولـ" هاجِرَ " عَطَشُ الرضيـعِ لِحلمَةٍ ... أّرَقْنَـا لهـا دِنانَ رِضـابِ الصحو ،
وعسَلَ الأحـلامِ مُحَرَّقـاً بشواظِ شَبَقِ لا يرتـوي .
رُحمـاكَ ، يـا قطـا "هاجِـرَ " ، إنتظـرْ !
رُحمـاكَ ، رُحمـاكَ ، سَتَقَتلُنـا إنْ أجْفَلتَهـا ، يا قَطاهـا !
قـدْ يَفْلِتُ مِسمارُ أمـانِ " الرمانـة " بيننا !
تَتِكُّ .. تِكْ ، تِكْ ، تِكْ .. تِكْ
...........................
فنوغِلُ إندساساً ببعضٍ ، حـدَّ الشهقةِ الُمشتهاة ..
ومِـنْ بَعـدُ ، فليأتيَ الطوفـان ..!
تَمّرَّسنا ، " من قاعِ اليأسِ ، نَستولِـدُ قِمَّـةَ الأمـلِ " ،
نَبقـى ساهرينَ ، حتـى ينـامُ الليلُ فجـراً ..
فنحـنُ مـن قبائلِ الغبارِ ، والضجيـجِ ، والثرثرةِ ،
قبـائلَ تسبحُ فـي هُـلامِ الرؤيـا ،
تَتَحسَّبُ المسـافَةَ بينَ الرمـلِ والسراب ،
لا تَتَجـرَّعُ جِـراحَ عثـراتهـا بصخـورِ " الدُنيــا " !...

* * *

و" هـاجـرُ " هـيَ ، هِـيَ ، على سِرِّ جَـدَّتِهـا سالومـي ،
لا تَمِـلُّ مِـنْ هَـذَيانِ عِطـرهـا ،
تُرَقِّصُ فِتنتَها علـى أوجـاعِ النَشوَة ،
تُجَمِّـدُ تِيـهَ المفرداتِ علـى ضِفـافِ الشِفاه ،
فَتَأسرُ ، حتـى ظـلالَ المعانـي ، لَمّا تَمُـرُّ ..

و" هـاجِرُ " ، سَمكةٌ ، تنزَلِقُ بينَ أناملِ الحُلمِ ،
عندمـا يكتملُ الحنينُ بـدراً ،
حينَ يُوشِكُ زَمَـنُ القصيدةِ أَنْ يَتَخَمَّـرَ فـي جِـرارِ الـروح ،
مَختومـةً بآيِ الشوقِ ،
* * *
و" هاجِـرُ " لا تَعتَصِمُ إلاّ بإزارِ الضبـابِ ،
تَتَكىءُ على ظِلنـا ، نُرَقرِقُ خَمرَتنـا فـي "جراديغ" الشاطيءِ ،
أَودعنـاها أَزاهيـرَ العُمـرِ ،
رحيقَ الصَبـواتِ ، مسكوباً علـى أرصِفَـةِ المحضـورِ ،
نُخفيها بينَ جُنُبـاتِ البساتينِ ، سَكْرَى بهـدأَةِ الليلِ ، المهتوكِ
بوميضِ النجـمِ وفوانيسِ " إبنة المنصور " ،
علَّنـا ، ... ثُمَّ عَلَّنـا نُذيبُ وَحشَةَ الحاضِـرِ وعذابَ ما سيأتي !
نُفَتِّتُ الحسَراتِ جـوعـاً لمَقـامٍ مبحـوحَ " التحـريرِ " ، مذبـوحَ " القـرار " ،
نقـولُ للصُبـحِ أَيـنَ ضَيّعتَ النـدى ؟!
يَرُدُّ الصـدى .. " بذاكِـرةِ العُشبِ ، أو رُبّما بدانتيلِ قميصهـا
الداخِلي ، هـاجِرَ " !

* * *

تعالَ ، يا إبنَ الشَطِّ نَنفِضُ ثلـجَ المشيخِ ،
مَمسوسينَ ، ندوسُ بأطرافِ الروحِ درابينَ الكريمـاتِ ، حتى شِريعة الشيخ عبدالله ،
نتوضأُ بمـاء الصُبَّـةِ ...
هنـاكَ ، نَشَرنـا أحلامَنـا تَجِفُّ على حصير الخوصِ ،
حيثُ الناياتُ المقهـورةُ تبكي نبوءاتِ مصائرنـا ،
مُتأسِيَةً ، تَتَلَفَّتُ المـرايا نَحوَنـا ،
نعتَصِـرُ سرابَ البـوادي ،
ونُلَملِمُ مـا نَسَته الريحُ مـن بقايـا أحـلامٍ ، فـي جـرَّةٍ ،
لا نكسِرُهـا يومَ " المِحْيَـة " !
أحـلامٌ لا تزالُ تـدُقُّ بـابَ الغفـوِ ...
آهٍ مـن الأحـلام !
مـاذا فَعَلَتْ بنـا الأحـلام ؟!
..... تُحـاوِلُ كَسرَ ظُهـورِنـا فَقَـرَةً ، إثـرَ فَقَـرَةٍ !
أَتَـدري كـمْ هـو مُمِـلٌّ ذلكَ الطـائرُ يٌغَـرِّدُ لِذُلِّه فـي قَفَصٍ ؟!
لا نـدري ، يا إبنَ الشَطِّ ، لكـنَّ ثُقـاةَ اللسانِ يقولونَ ،" لا يَجـوزُ المَجـازُ
فـوقَ الرُكـامْ !"
فإنْ كُنّـا لا نَجرؤُ علـى الكـلامِ بصيغَةِ المُتَكَلِّمِ ، فلا أَقَـلَّ منْ أَن
نقـولَ بأنَّ حـاديَ القافلـةِ ضـريرٌ ، كـاذِبٌ وإنْ صَـدَقَ .. !
أَنْ نكِفَّ عـن حِـلاقَـةِ ذقـنِ القنـاعِ كلَّ يـوم ،
وطِـلاءِ إبتسامَةٍ بالتراضي !!
أو أنْ نَفـرِدَ السِبّابَةَ والوسطى ،
أرَدنـا وطنـاً بـ" الحـلال " ، لا " المتعة " ، ولا " المِسيار "، أو " زواج السروال"!!
وطنـاً نُعاشِرُ فيه الحريـةَ ، دونَ خَـوفٍ أو وَجَـلٍ ،
وطنـاً يُقيمُ كرنفالاتٍ للحُبِّ ، والصِدقِ والإنسانْ ...
وطنـاً نُغنّي له : " عِشْ هكذا في عِلِوٍّ أَيهـا العلَمُ
فإنّا بِكَ بعدَ اللهِ نعتَصِـمُ "


لكنْ ، يا سمير ، بـي وجَـعٌ من أحـلامٍ تَتَذكّـرُنـا ، فتخجَـلُ مِنّـا ،
نحـنُ ، الذينَ شَحَذنـا سكاكينَ ذبحِنـا ، غيـرَ مـرَّةٍ ، ومـا كُنّـا إبنَ
هـاجِـرَ ، ولا إفتدانـا ربٌّ بكبشٍ !!
سَنَجُرُّ هودَجَ دَمِنـا ، أمـامَ " فُرسانٍ " رَكِبـوا كُثبـانَ الفُرَصِ ...
نستجدي أَكفـاناً لأئمـةِ " العُقـوقِ " ، لِقتلـى الأحـلام ...
ذُبِحنـا ، يا إبنَ الشطِّ ، صـادقينَ ،
ذُبحنـا مُتردّدينَ ،
وسنُذبَـحُ مُخطئين ...
لمـاذا نخسَرُ الصِـدقَ ، طالمـا المصيـرُ ، هـوَ المصيـر ؟!
لمـاذا نُقايضُ الأمسَ فـي أزِقَّـةٍ زَلِقَـةٍ ؟
فـي محافِـلِ سالومـي ، تَبيعُنـا بكمشةِ غَـزَلٍ رخيص ؟!
أو نَنتَشي بأنيـنٍ فـي موكـبٍ حزيـنْ ؟!

* * *

للخِضـرِ سَنُسرِجُ ظهـورَ المـاء ، وننتظـرْ .
عَلّـهُ ، على حصانه الأصهَبَ ، يأتينـا بـ"هـاجِـرَ" ،
تَستنفِرُ خوابينـا ،
أو قـدْ يأتـي يُعلمنـا الحكمـةَ ...
.............................
.............................
لكـنْ ، واحسرتاه ... !!
قيــلَ لنـا : " مـا زالَ هنـاكَ بنواحـي طنجـةَ ، منشغلاً عنّـا ، يُعَلِّمُ
كِليمَ الله الصَبـرَ " !!



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ نحنُ ؟!
- نُثار (5)
- شبَّاك
- سلاماً أيُها الأَرَقُ
- نُثار ( 4 )
- أَسئلةٌ حَيْرى
- نُثار ( 3 )
- نُثار ( 2 )
- نُثار ( 1 )
- ...ومن العشقِ ما قَتَلْ
- شذراتٌ من دفاترَ ضاعت / عفريتٌ من جنِّ سُليمان !
- من دون عنوان
- ما هو !
- تهويمات
- أهِيَ خطيئتي ؟!
- بغداد
- إنْ شاءَ الله !
- قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !
- حكايا مخالفة للاهوت
- ظِلٌ لَجوج


المزيد.....




- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - هاجِرْ