أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال شاكر - في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركبة... تستدعي بناء رؤية واقعية















المزيد.....


في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركبة... تستدعي بناء رؤية واقعية


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 21:09
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


في ضوء أنتخابات 2010 ..؟

الحزب الشيوعي العراقي: أمام تحديات مركبة ..تستدعي بناء رؤية واقعية.؟

مغزى مقالتي وهدفها هوبأيجاز تسليط الضوء على عمق واهمية التحولات البنيوية ومحطاتها التاريخية التي طرأت على التشكيلة الاجتماعية العراقية وتأثير ذلك على دور الحزب الشيوعي ومكانته حاضراً ومستقبلاً.،وهي موجهة لاجيال شابة وعموم العراقيين ممن لم يواكبوا تلك الاًنعطافات التاريخية الحاسمة ويترادف على السنتهم ألان سؤال حائر... لماذا أخفق الحزب الشيوعي العراقي ذي التاريخ الوطني المشرف والتجربة السياسية الكبيرة والتضحيات الجسام في الحصول ولوعلى مقعد برلماني واحد في الاًنتخابات ألاخيرة أنه ليس بسؤال هائم، بل تساؤل صادق من أفواه عراقيين مخلصين بعضهم أنتخوا لدعوتي ...بأنتخاب قائمة أتحاد الشعب..؟


لقد تشاكى وتبرم قادة الحزب الشيوعي العراقي من نتائج الانتخابات الاخيرة وطعنوا بنزاهتها ووجهوأ نقداً مريراً لقانون الانتخابات المجحف الذي حرمهم من فرصة عادلة كانوا يستحقونها الى اخر محتويات النقد ...؟ من الممكن أن يحمل هذا الاعتراض وهذا النقد مبرراته ودواعيه،لاسيما وقانون الانتخابات الحالي يحوي العديد من الثغرات والنواقص بلا أدنى شك وهو في كل الظروف غير منصفاً، كما يمكن القول أن اليات الانتخابات وضعت بمسالك ملتوية استفادت منها حصراً الائتلافات الكبيرة. وأذا انصتنا الى قادة الحزب الشيوعي وتفهمنا شكواهم وأقتنعنا بعدالتها وموضوعيتها وبأن الانتخابات أذا ماجرت بالطريقة النزيهة والصحيحة التي تصوروها وراهنوا عليها فأغلب الظن عندي أن الحزب الشيوعي، لن يحصل على اكثر من مقعدين في انسب الظروف وأحسنها، ولغدا الامر حتى بأضيق الحسابات نصراً مهما للحزب لكن هذا مع الاسف لم يحدث ولم يتحقق مثل هذا الرجاء.. من هذا المنطلق وفي ظني تبقى الاسباب والمعرقلات ودلالاتها وتأثيرها في كل الاحوال وكما أوردها قادة الحزب وتعللوا بها هي في مجملها مرتكزات فنية يتعلق القسم الاكبر منها باَلية الفرز والعد الى حد كبير، وهي لاتقدم فهماً متوازناً ينفذ الى عمق المشكلة وأسبابها الجوهرية الحقيقية يجلي غوامض هذا الا خفاق الانتخابي المرير.. رغم معرفتي المسبقة بوقوعه؟ أذن اين يكمن الخلل وماهي اسبابه.. ومالعمل...؟
من المفيد التذكير بالتاريخ ووقائعه وقوانينه وتلمس معطياتة وتأثيراته بصورة متلازمة مع الحاضر بكل تفصيلاته الجوهرية.الحزب الشيوعي العراقي نشأ في ثلاثينيات القرن العشرين ضمن مرحلة انتقالية تأسيسية حاسمة توضحت فيها معالم النظام الجديد بسلطتة وشعبه ودستوره وارتباطاته وأنكليزه ألخ وهي فترة تشكل الوعي الوطني العراقي وهو يتخطى حدود الطوائف والاثنيات والمناطقية والعشيرة بتعثر، نحو الوطنية العراقية بدولتها الجديدة وأفقها المفتوح بتجليات فكر قومي جنيني وبأحتراز طائفي تموضعت مرتكزاته في نطاق سلطة ناشئة وحكام قلقين، لقد كانت الرسالة الشيوعية في منطوقها الجديد تستجيب لامال قطاعات عراقية واسعة متباينة الانحدارات الطائفية والدينية والعرقية، وقد حظيت تلك الرسالة بتأييد نوعي محسوس في كل حواضر وأرياف (الدولة العراقية الفتية) وكان وجود حزب شيوعي بتلك المواصفات مطلوباً وربما ضرورياً بحدود التحديات القائمة وظروفها، فهذاالحزب ذي الخطاب الطبقي والوطني شكل تحدياً كبيراً بوجه السلطات الملكية التي اسنزفته قمعاً دون أن تحظ بفرصة كاملة للقضاء علية رغم قسوة الضربات التي كالتها له، فرغم حداثته ومحدودية أعضائه الذين لايتجاوزون المئات اتعب تلك ألسلطة وأرهقها بالطبع ليس بنوعية منتسبيه أو صلابة قادته وتضحياتهم فقط، بل بكثرة مناصريه ومؤيديه في المدن والارياف الذين كانوا يجدون في رسالته النبيلة ملهماً ومحركاً لهم في تجاوز مأزقهم الحياتي و مستجيباً لاًحلامهم ومثلهم الوطنية أي انه تحرك في ظرف اجتماعي سياسي داخلي ملائم ومناخ عالمي مساعد لنضاله، مما أتاح له أن يغدو الحزب الاكثر جماهيرية وقوة وتأثيراً في الحياة السياسية بعد ثورة 14 تموز 1958 بل ويقلق مراكز قوى عالمية بهيبته ونفوذه... ورغم كل الضربات التي تلقاها بعد انقلاب شباط الدموي 1963 فقد ظل الحزب يحتفظ بشيئ من بريقه وتأثيره على المجتمع العراقي ...بيد أن عودة حزب البعث الى السلطة في تموز 1968 بداً تاريخاً جديداً وفاصلاً حين طرأ تحولاً طبقياً مهماً في بنية المجتمًع العراقي وبخاصة بعد تأميم النفط وارتفاع عوائده الضخمة التي حدثت بعد حرب اكتوبر عام 1973 والتي اتاحت للنظام البعثي أن يستدرج المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه الى مضمار سطوته وتأثيره ويبني سلطة شمولية قاهرة مدعومة بقوة المال الغزير والسيف الماضي وغدت (الدولة) أكبر رب عمل يرتزق منه ويعتاش عليه الجميع متحكمة به وبمصيره ومستقبله، وأصبحت مفاهيم مثل العمال والفلاحين ودكتاتورية البروليتاريا وقوانين بناء الاشتراكية والطليعة وغيرها الكثير، مصطلحات عائمة ومبهمة وملتبسة بل وغريبة في مجتمع عراقي يسير نحو تكوين طبقي أخر بأقتصاده وقيمه وثقافته، وقد حسم أمره لمغادرة مفاهيم وانتماءات لم تعد قريبة أو واعدة بالنسبة له، ولم يتوافر للحزب الشيوعي في هذا الظرف الجديد الا مجالاً ضيقاً للتحرك والنشاط رغم كل التأثير الذي أوجده والنفوذ الذي حققه، وفي ذات الوقت كانت تستبعه حملات منظمة من ألتضييق وألملاحقة وألتسقيط السياسي والاعتقال والاعدامات ضد اعضائه ومناصريه دون هوادة وهو (الحليف السياسي)، وما أن حل عام 1978 حتى أمتدت حملة الارهاب وحلقاتها، وانطلقت نحو التواصل بمديات أوسع ورؤية اعمق، لقد أدت تلك الضربات الارهابية العميقة الى تدمير منظماته وهجرة قادته والالاف من كوادره المدربة والمثقفة الى الغربة والمنافي ومن ثم انعزاله وتضعضع تلامسه مع تكوينات المجتمع العراقي، وتصدع بنيانه التنظيمي عموماً ، وممازاد الوضع سوءاً هو مستوى الاداء القيادي الهزيل في الميادين الفكرية والسياسية والتعبوية التي لسنا بصدد تقويمها، كل ذلك ساهم في أنكماشه وتراجعه وتدهوره ، وبخاصة بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران 1979 ومن ثم الحرب العراقية الايرانية وصعود الاسلام السياسي الطائفي في العراق.. ثم تلاها بسنوات أنهيار شامل وكارثي حل بالمنظومة الشيوعة والاتحاد السوفيتي،، وفي المحصلة حسب الامر بصورة قاطعة بأن ذلك كان فشلاً للماركسية والشيوعية بتجربتها و أحزابها.... وهذا ليس بعيداً عن الواقع في أغلب مفاصله وتفصيلاته؟

.. بالترابط مع هذا الفهم واستناداً الى تحليل عناصره، فأن فحوى رؤيتي تقوم على اهمية عرض تلك التغيرا ت الجوهرية التي طرأت على بنية المجتمع العراقي كمؤثرات سياسية عميقة ومتباينة تشعبت فيها الصراعات المقرونة بأصطفافات قومية وطائفية متشددة مع أ تساع قاعدة العمل السياسي المعارض وضمور الفكرة التقليدية عن الصراع البعثي، الشيوعي كأحد العناوين الرئيسية داخل المجتمع العراقي، لبروز أكثر من محور وأتجاه لاسيما الاسلام الطائفي السياسي وغيره مع تنامي وتداخل الصراع الاقليمي وتأثيراته على وضع العراق الذي أستفردت فيه هيمنة مطلقة لسلطة البعث على مقدرات المجتمع والبلاد. أن هذه الرؤية السياسية بمحطاتها التاريخية تشكل برأيي القاعدة الفكرية والسياسية والقيمية التي تستند عليها وتنطلق منها أية دراسة موضوعية لمعالجة هذا المحور الشائك، وهذا يتيح الى حد كبير تفسيرتلك الاشكاليات المركبة التي يواجهها وسيواجهها الحزب الشيوعي والتأثير المباشر على نشاطه وسياساته ،أن تداعيات الوضع التاريخي وانعكاسه على مكانة ونشاط الحزب راكم من عوامل ضعف الحزب الشيوعي وتصدعه وتضاءل تأثيره لاحقاً، وأن ماغيره الامس المرير من مفاهيم وبنى يحصد الحزب اليوم نتائجه الثقيلة.. وسوف يستمر هذا التردي الى اماد لاتبدو قصيرة . وعندما نقف أما م المنعطف التاريخي الكبير بعد التاسع من نيسان 2003 والظروف المؤاتية نسبياً امام الحزب الشيوعي العراقي من نشاط علني بكل تفاصيله، والمشاركة المحدودة في السلطة و حضوربرلماني كفرصة نادرة لم يحظ بها طيلة تاريخه الطويل....ألخ مع ذلك بقى الحزب عاجزاً عن بناء تأثير ملموس في المشهد السياسي العراقي، فظل كياناً ضعيفاً متقطعاً في فعاليته لايملك رأياً جريئاً ولانقداً علنياً نافذاً ،والسبب كما يرجحه ويعتقد به البعض مرهون بعجز قيادته أوضعف كادره الحزبي وقلته وتواضع خبرته وأفتقاره الى الدعم الفعال.. ربما في هذه الاراء الكثير من الصحة والوجاهة، لكنها ثانوية وغير جوهرية، وقد يكون لها وقع محدود في بعض الجوانب، بيد أن ألراي الاهم والجوهري عندي يتعدى تلك الاراء والتصورات. ويفسر أسباب ذلك الانكفاء والفشل بأستنتاج هام جداً وهو أن الحزب الشيوعي العراقي لم يعد قادراًعلى لعب دور القاسم الوطني المشترك لمكونات الشعب العراقي ملهماً لفقرائه ومثقفيه بكل الوانهم وطوائفهم وأثنياتهم كما كان في الماضي وهو بكل أسف لايستطيع استعادة هذا الدورالريادي بحدوده الفعالة لا الان ولافي المستقبل المنظور... وهذا ليس تشكيكا مفتعلاًً او حكماً مستقطعاً من سياقه الموضوعي انها فكرة قامت على تحليل عميق للوحة الاجتماعية العراقية التي لم تعد بحاجة الى حزب شيوعي عراقي فعال الا في اطار تعدد الالوان السياسية وبماتمسح به الديمقراطية العراقية الناشئة... الحزب الشيوعي لايمكنه النشاط والتأثير الافي اطار الوطنية العراقية ومستلزماتها الملموسة ورحابها المفتوحة، في حين يعاني هذا الميدان الحاسم من كل عوارض التردي والسقم ، وتبدو مستلزمات هذه الوطنية كفكر وممارسة تسيران وتتكونان ببطئ شديد وتواجهان تحديات جمة، فالشعب العراقي لم يخرج بعد من مضامير طوائفه واعراقه ومناطقه وعشائره نحو الهوية العراقية الا بحس تجريدي عاطفي غير مثمر، وهذا الوضع يشكل بتمامه عائقاً مركباً امام نشاط اي حزب سياسي وطني وبالذات الحزب الشيوعي العراقي، ومثال ذلك الانتخابات العراقية الاخيرة التي مهما قيل بحقها من أطراء وأشادة وهو صحيح في بعضه، وهي خطوة الى الامام في حسابات كثيرة، لكن يمكنني القول بكل حزن وألم هنا... انها جرت بروح التنافس الطائفي والقومي والمناطقي والعشائري دون الحس الوطني الافي حالات ضئيلة ومحدودة، وكل صوت لطائفته وقوميته ومنطقته في اغلب الاتجاهات والاهداف رغم التخلخل الذي طرأ على مفهوم الطائفية بصورته الفاقعة سابقاً ، فالاغلبية من الشعب العراقي مازالت تعتقد أن المرور الى الهوية العراقية يمر من خلال الطائفة والعشيرة والقومية والمنطقة ،وبتقوية حسها ومرتكزها السياسي، فالثقة مازالت قلقة ومعدومة في مفاصل كثيرة،والتعويل على حل وطني يعبر الطائفة والقومية مازال متعثراً وهو في طور النشوء. جوهرياً مازالت هنالك مصلحة سياسة داخلية وأقليمية قوية تستبقى المعادلة السياسية المستندة على الطائفة والقومية حاضرة ومتواصلة في العراق الجديد، فالكثير من الاحزاب والائتلافات القائمة ولدت من رحم الطائفية والقومانية ورضعت من حليبها المر والمصلحة الوطنية غدت متنافرة ومتناقضة مع مشاريعها الضيقة، ومهما تحدثت وتصاخبت عن الوطن ومصالحه فهي أحزاب تستظل بالبناء الطائفي ومنطوقه الضيق بكل معاني التعبير.... الامر معقد وأشكالي فليس بأمكان احزاب تستلهم الوطنية العراقية كالحزب الشيوعي وحزب الامة وغيرها من الحركات والشخصيات قادرة على بناء مؤثر سياسي يتخطى اللوحة الاجتماعية القائمة بحدودها الصارمة، فالمراهنة على الوجهة العلمانية واللبرالية في الاطار الوطني هو خيار صحيح في عموميته والمجتمع العراقي بحاجة الى فكرها وتشكيلاتها والتفاعل معها لكن ذلك الخيار يظل مشروعاً سياسيا مبهما وقلقاً لم تتكون مرتكزاته بعد، فالتنمية الاقتصادية والنموالمعرفي والثقافي مازالا يتقدمان ببطء وهما يواجهان معضلات مجتمع استهلاكي خامل ومتخلف يقوم على تبادل نشاط اقتصادي طفيلي عقيم يعتمد كلياًعلى النفط وعوائده الضخمة. وهذا الوضع بدوره يعيق قيام نهضة تنموية أنتاجية وسوق وطنية فعالة خارج معيار النزعة الاستهلاكية وأنماطها المتخلفة، تتيح اتساع وتفاعل المنافذ الثقافية والعلمية والانتاجية ويخلق قيم الانفتاح والتطور والنقد المعرفي البناء مما ينعكس ايجاباً على القوى المدنية والعلمانية ذات التوجه الوطني في تفاعلها وتأثيرها على المجتمع العراقي وهذا
قد يستغرق وقتاً ربما يطول أكثر مما نعتقد..أما قوى اليسارفهي عموماً ضعيفة ومتناقضة ومشتتة والبعض منها متياسر وأنعزالي وكأنه يعيش في فترة النهوض اليساري العالمي أيام الستينيات ولم يتحل بالنضج وهو شعاراتي صاخب وتخويني ضد من يخالفه الموقف والرأي، وبالتالي امكانية تأثيره ستبقى ضئيلة جداً مالم يتسم بالواقعية وعقلانية التفكير، المجتمع العراقي يعاني من ظروف تجهيل وتخلف وأمية وفساد قيمي متعدد الاشكال والالوان وتحيط به تحديات مركبة تتعلق بأمنه وعيشته، ومصيره غيبت وشتت الى حد كبير وعيه الوطني وخياراته الصحيحة، وفرضت علية انماطاً من السلوك والتماهيات بدت في اغلبها ثقافات غيبية استرجاعية طائفية غذتها الاحزاب الطائفية وبعض المرجعيلت الدينية وغدا الريف العراقي الجنوبي والفرات الاوسط منطلقاً سلبياً وضاراً نحو تثبيت المعادلة السياسية ببعدها الطائفي المتخلف، بعد تراجع دوره الانتاجي، وتدهور الزراعة بحيث صار فلاحوه وشغيلته يعتمدون أكثر فأكثر على منح وعطايا السلطة السياسية التي وظفت ولائهم السياسي لمصلحتها مستغلة وضعهم البائس وحاجاتهم الملحة والضرورية، والانتخابات الاخيرة عكست مشهد ذلك الاداء الداعم لبعض الائتلافات القائم على أسناد عشائري طائفي بأموال النفط وعائداته الذي تحول الى مال سياسي نافذ في عملية شراء الاصوات الانتخابية وتسخييرها لهذا الكيان أوذاك وهذا ايضاً من تعقيدات الوضع وفساده التي تواجهه الاحزاب الوطنية التي تفتقر الى النفوذ والقرار والامكانية وبضمنها الحزب الشيوعي العراقي... وهذاينطبق الى حد ما على المجتمع الكردي وجغرافيته المغلقة التي لم تعد بحاجة الى خدمات وكفاح حزب شيوعي حتى بمواصفات ومقاسات كردية بعد ان اقتسم الاكراد القوميون والاسلاميون ساحة، العمل السياسي في كردستان...؟ ولاتبدو المناطق الغربية ومايتصل بها بعيداً عن هذه اللوحة الا ببعض التمايزات الجزئية بعد سيطرة العشائروشيوخها ومقاولو الصفقات السياسية ورجال المرجعيات السنية، ان هذا الوضع برمته لايساعد على تحرك الاحزاب الوطنية ومد نشاطها ولايجدي نفعاً وهج المثل النبيلة ولاالسمعة والامانة التي كونها أبناء الشعب العراقي عن سلوك الشيوعيين وعملهم وتفانيهم ، الا في حدود ضيقة وميادين مختارة... لاأجد في الامر غرابة اذا ما تعقدت ظروف العمل والنشاط أمام الشيوعيين، وتقلصت فرص نجاحهم فهده هي الحصيلة التاريخية للتطور الاقتصادي والاجتماعي السياسي للمجتمع العراقي الذي مازال مجتمعاً استهلاكياً تعيله دولة ريعية بعوائد نفطية كبيرة تحت تصرفها وبقى نفس المعادل في جوهره وهو من يملك التصرف بعائدات النفط يتحكم بمصير الناس ومن هنا جاء سبب الاستقتال على السلطة من قبل الائتلافات الكبيرة الحاكمة وميكافيليتها في البقاء حاكمة فهي بدون هذا المال والسلطة لاتستطع كسب النفوذ والتاثير الفعال مطلقاً. وهذا يحتاج الى تفصيل، من جانب أخر يتوازى هذا المشهد والمسار بهيمنة الرأسمالية شبه المطلق على العالم وأنعكاسها على مختلف البلدان التي تنشط فيها احزاب شيوعية ومنها العراق الذي تناهبته عوامل ومؤثرات طائفية وقومية ومناطقية وعشائرية كما اسلفت... وفي التقويم العام هذا لايعفي الحزب وقيادته من تحمل المسؤولية ومواجهة الوقائع والاخفاقات وتحليلها ,واخذ العبرمنها ومراجعة لكامل السياسة في مختلف ميادين العمل وتدارس نتائجها بأنفتاح موضوعي وبروح النقد الذاتي الشامل والشجاع وبعلنية مثمرة...
مالعمل...؟
ليس في الامر موعظة أونباهة لايمتلكها الاخرون، ولاوصايا يهتدي بتعاليمها الضالون، انها رؤية سياسية قائمة على تحليل واقع المجتمع العراقي في صيرورته الاقتصادية والاجتماعية والقيمية، ومن هنا يغدو مفهوم مالعمل برؤيته الاستباقية موقفاً مطلوباً وضرورياً وعملياً، لمواكبة التطورات الحالية والمقبلة من قبل الحزب الشيوعي العراقي والاحزاب ألوطنية الاخرى، يرتكز على بناء برنامج سياسي مرن وواقعي في أستهدافاته يتجنب ارهاق الحزب ومنظماته وقيادته في فعاليات وأنشطة فضفاضة ومتداخلة ومتاهات سياسية عقيمة، والتركيزعلى خلق منظمات نوعية فعالة، والعمل في ميادين الرياضة، الثقافة والروابط المهنية والنقابية والطلابية والشبابية وميادين المرأة والانتاج المادي المتنوع وغيرها، وتقديم رؤية فكرية وسياسية وثقافية تساهم بمهمة بناء وبلورة فكر وطني عراقي أصيل ، وأنتهاج سياسة وطنية مستقلة معلنة خارج ألذيلية وألمداهنة، واعادة ترتيب البناء القيادي والتنظيمي للحزب على اساس الظروف المستجدة للتفرغ والتجديد والتغيير بأتجاه تطوير العمل الحزبي الذي عانى من أنشغال قياديه في البرلمان والمضمار السياسي الضيق وأبتعادهم عن شؤون حزبهم تحت ضغط المهام الرسمية والذي اضر كما اظن في الاداء التنظيمي والسياسي والفكري للحزب.ينبغي التفكير بوضع خطة عمل سياسية والشروع الجدي بتأسيس ائتلاف سياسي واسع من قوى خارج الائتلافات والتحالفات الطائفية من تلك القوى التي تقدمت الى الانتخبات برؤية وطنية عراقية على أساس برنامج وطني ملموس غير ذلك التحالف الذي جرى تشكيله قبل الانتخابات، يستعد ويتهيأ منذ لحظة تشكيله للانتخابات المقبلة وهذا يعني بدءاً تشكيل لجنة علاقات وطنية ذات جدارة و حضور يشارك فيها شيوعيون وشخصيات وطنية عامة وسياسيون ومثقفون وفنانون ورياضيون تتولى مهمام العمل الوطني. بناء سياسة اعلامية وفكرية تتجاوز النمطية السابقة ورتابتها ومحدودية تأثيرها، في العمل والدعاية والتحريك، التركيزبشكل اٍستثنائي على اعداد شبكة كوادر شابة مدربة من الرجال والنساء تستطيع النشاط والعمل في مختلف المواقع والميادين رغم علمي بصعوبة هذه المهمة بالنسبة لحزب لايملك الكثير لتفيذها بصورة فعالة وأخص بالذات النساء ثم النساء.. ثم النساء... لاأعتقد أن تغيير اسم الحزب الشيوعي أو التحول الى حزب ديمقراطي أشتراكي في الظروف الراهنة مجدياً ولامطلوباً واذاكان ذلك ضرورياً كما يعتقد البعض لتطوير الحزب وزيادة تأثيره فبرأيي أن عوامل تحقيق مثل هذا التحول الفاصل لم تتكون بعد ولم تنضج الفكرة حول هذا الموضوع بصورة عميقة. أن عقد كونفرس حزبي بمشاركة اصدقاء الحزب ومناصريه ووجوه من الحركة الوطنية والثقافية في بعض جلساته كنقاش ،ومقترحات وافكار، ونقد، مطلوب وضروري، لتدارس الوضع العام للحزب في ضوء مستجدات الوضع السياسي ونتائج الانتخابات الاخيرة، وبناء سياسة واضحة المعالم فكراً ونهجاً. أن الافكار والمقترحات التي قدمتها تحتاج الى اليات للاخذ بها وتنفيذها، وهي في أحسن الاحوال رؤية تحتاج الى تفعيل وتفاعل. أن قيام توازن اجتماعي بمفهومه المدني والعلماني المؤثر في بلادنا يحتاج الى عقود مليئة بالعمل المثابر والتضحيات تنهض به القوى العراقية الحية ونخبها المثقفة ومواطنيها الواعين، ومرحلة التتغيير ستكون صعبة والمخاض الذي نحاول اجتيازه مازال طويلاً وعلى الشيوعيين العراقيين أن يتحلوا بالواقعية السياسية ويتجاوزوا الاوهام بالمراهنة على هذا الطرف السياسي أو ذاك ويحملوا مزايا الصبر المثمر ويتواجهوا مع الواقع بكل شفافية وعلانية دون تواري أوتسويف... وأخيراً أقول بكل امانة ليس من الانصاف والموضوعية النظرالى الشيوعيين العراقيين وكأنهم مناضلين فاشلين وواهمين وغض النظر عن بسالتهم واخلاصهم لشعبهم وبلادهم، وصدقهم الوطني الرفيع وهم يكافحون في ظرف وزمان اختلت فيه مبادئ الاخلاق وتناثرت في مدياته قيم النذالة والفساد والخيانة والسرقة،والتضليل،والطائفية والقسوة والانتهازية، وهم يواجهونها بنبل الضمير ونكران الذات. وشرف الانتماء الوطني ...



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن: في مقدمة المواقع الاعلامية..وبعد..!
- العربي.. يتلوى.. بين سياط... الأفتراءات ... وطعن ألاقلام.... ...
- البعثيون.. والعرب السنة.. في أشكالية تبادل الولاء...؟!
- أزمة التفكير القوماني الكردي المتطرف..وسُعار سدنة السلطان..؟
- منذر الفضل..يستغفل..الدستور..تهافتاً.. وترويجاً..للنهج القوم ...
- مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟
- البعث..والبعثيون..في المزاد السياسي ...؟
- طارق الهاشمي: بين أحادية الرؤية وأختلال المعايير..؟
- يوم ارتحل الجنوبي الى بغداد...غريباً...؟
- فدرالية كردستان.. مشروع قوماني انعزالي.. يهدد ..بناء الولة ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي..أمام تحدي البقاء...!؟
- انقلاب8 شباط الدموي..1963 بداية تاريخ لرحلة ..الموت..والدم.. ...
- خرافة الطب النبوي..ودجل المروجين له..؟
- فروسية وثقافة النعلْ...لاتصنع بطلاً..ولاقضية..؟
- بلاغ اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ... ومداخل ...
- احاديث المدينة..ديوان جديد لقصائد تتراقص حزينة على شفاه الشا ...
- يوم انتفض اللواء 432 في جبهة زين القوس 1982 .....
- أما اَن للشيعة ان ينتفضوا على غربتهم..!
- مناقشة وتأمل في رؤية الامين العام للحزب الشيوعي العراقي وشعا ...
- القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....



المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال شاكر - في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركبة... تستدعي بناء رؤية واقعية