أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال شاكر - فروسية وثقافة النعلْ...لاتصنع بطلاً..ولاقضية..؟















المزيد.....

فروسية وثقافة النعلْ...لاتصنع بطلاً..ولاقضية..؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: كتابات ساخرة
    


الواقع العراقي غريب بطبعه وانتمائه، والمشهد السياسي اشد غرابة منه .فكلاهما لاتحكمه قاعدة ولايخضع لمقياس، في سياق هذا المعيار كبرت حكاية منتظر الزيدي وصارت ملحمة وطنية وصار الصحفي المغمور بطلاً وطنياً وقوميا واسلامياً كيف لا وقد نال من الرئيس الامريكي ولقنه درساً تاريخياً لن ينساه كما ظن هو واعتقد مؤيدوه، كانت الغاية نبيلة والقصد شريف كما رسمتها ذهنية الزيدي ومسايروه لاحقاً.. لكنه أبى أن يصل اليها بسلاح الكلمة ورسالة الصحفي ومداد القلم فذلك لن يجلب الاثارة ولايمنح القضية بعدها الاعلامي المطلوب. ولم يعد التمسك بمبدأ شرف الغاية من شرف الوسيلة وصية اثيرة فهذه افكار غادرت معناها من زمان،المهم انه استعمل أداة قذرةهي الحذاء ليحط من شأن خصمه، وهذا ماكان وراء مغزى الانبهاروالاهتياج الذي اعقب الحدث فالحذاء كان السلاح الذي هز المشاعر وجلب الاعجاب.. في الحالة هذه ليس المهم قيمة الحدث وبعده المشحون بأحتقان الموقف ، فذلك مرهون بالزاوية التي يقف فيها المرء وينظر اليه ونوع التفسير الذي يقبله. بيد أن المثير والمحزن في الامرهو تلك الاثارة والتضخيم والمبالغة والديماغوجية والمزايدات الرخيصة التي رافقت الحدث وروجت له واستغلته والتي عكست في كل خطواتها مشهد الجدب الروحي والعقلاني لمثقفين وسياسين واعلاميين وبرلمانيين ورسميين وهو يتجلى بصورة بائسة وبوعي مثلوم يستنسخ ذاته على اكثر من صعيد ومستوى و هو عاجز عن التعامل بصورة موضوعية مع حادثة عادية استغفلت اجواء الانفتاح والحرية النسبية لتقدم نموذجاً غير حضارياً في مجال يملك خصوصيته وحضارته ورسالته .... لقد استخدمت قوى مختلفة الحادثة بصورة رخيصة ومنطق مختل وهي تراهن على فكرة ابقاء الشارع العراقي بالذات والعربي والاسلامي متوتراً مستفزاً محتقناً غير مستقراً تحيط به الفوضى والارتياب والشعور بالزهو الفارغ، فالمظاهرات والاحتجاجات التي افتعلها التيار الصدري تشير بلا مورابة الى هدف محدد هو نشرروح الفوضى والارهاب والانتقام والاعتراض العبثي لارباك الوضع ليس.. الا.. لاسيما وانتخاب مجالس المحافظات على الابواب ..؟ عندما ندقق في هويات اولئك الذين هللوا للحدث وابتهجوبه ورفعوه الى مستوى الالهام الوطني والقومي والاسلامي ستجدها ذات القوى وذات الانظمة التي ارادت للعراق أن لا ينهض ولايستقر وراهنت على سياسة المفخخات والارهاب والتخريب لافشال اية تجربة ديمقراطية محتملة فيه، فهل ياترى ان هذه التشكيلات المختلفة معنية وحريصة الى هذا الحد المريب بالتضامن مع صحفي غر قدم ريادة وطنية ملتبسة للاحتجاج على رئيس يراه ظالماً لشعبه...؟ فهل هي غيرة ونخوة يمكن الوثوق بهما..؟، وهل يصدق عاقلاً ان التيار الصدري كان وطنياً وصادقاً في موقفه الى الحد الذي يدافع فيه عن صحفي غيور وجده وطنياً عراقيا يستحق الدعم.. وهو الذي داست مليشياته المتوحشة على كرامة العراقيين وشرفهم، وذبحتهم من الوريد الى الوريد سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة بدم بارد ولم يسلم منهم الحلاق والفنان والفقير والمسالم وكانوا هم والقاعدة وراء عمليات التهجير والقتل الجماعية والاختطاف والتسليب.. اية لافتات هذه التي يرفعونها واي نموذج وطني قدموه حتى نصدق شعاراتهم ودعواهم، لقد ألتمسوا بطولة مشكوك في جدواها في حادثة الحذاء ليفرضوا بطلاً وملحمة خارج معيار دواعيها تماماً.. ومن حقنا ان نتساءل اين هي صورة الابطال الحقيقين الذين اختاروا التضحية بأرواحهم كرامة واخلاصاً للوطن اين هي صورة ووقفة ذلك الشرطي الذي القى بنفسه على انتحاري مجرم حاول تفجير نفسه في جموع العراقيين ومثله الكثير.. لقد نال عثمان الاعظمي مايستحقه من اكرام وتقدير لانه ضحى بروحه بدافع وطني حقيقي ..لكن لا أعتقد أن قضيته كان بالامكان اختراقها واستغلالها حينذاك بثناء وتوظيف كاذب لانها حقاً.. بطلاً وقضية..وهي لاتحتاج الى رياء الدجالين والمنافقين .. لقد كان عنواناً للمواطنة الحقة وقد استحقها واستحقته بكل جدارة.. وفي هذا المجال نود أن نستفهم أيضاً عن مصير ملاحم الشهداء نساء ورجالاً الذين قتلتهم زمرالارهابين وهم يؤدون واجبات مدنية لخدمة ابناء شعبهم وكيف ذكرناهم وكيف مجدناهم أم ان ذلك لايجد رواجاً في سوق المزايدات السياسية ذات المعيارين...؟..هل بأمكاني تصديق حارث الضاري وهيئته بتضامنها مع منتظر الزيدي وهو الذي قال بكل وقاحة ان القاعدة مني....ان خلط الاوراق والصيد في الماء الوسخ هي لعبة الانتهازيين وسفلة السياسة .....لكن مايثير الاسى واللوعة أكثر ان ينبري كتاب يساريون وعلمانيون وكتاب في الحوار المتمدن التهاوي في فخ الشعارات والمزايدات السقيمة دون ادراك الغاية من كل هذه الضجة التي يتصاحب فيها حزب الله وحماس والجزيرة والبغدادية وعبد الباري عطوان وفيصل القاسم ومصطفى البكري والفلوجي والمحامي الدليمي والصداميين البعثيين والصدريين واترابهم.. ليعلوا من شان حادثة عادية ويستغلوها ليس حباً بالعراق وغيرة عليه بل لتصفية حسابات مختلفة بأجندات مريبة..لقد غابت المعادلة الوطنية الحقيقية التي ينبغي على كل عراقي حريص التمسك بها وهي بمثابة شهادة الوطنية العراقية بقيمتها الاخلاقية ، فالانتماء الوطني والمواطنة ليست دليل وحجة تؤكده وثيقة الجنسية العراقية...؟ فليس من يولد في بغداد اوغيرها من المدن العراقية.. اوان يكون من ابوين عراقيين هو.. العراقي الاصيل،... فالعراقي الاصيل... هومن يحمل الخلق الانساني السامي في علاقته مع اخيه العراقي في اسمى معانيه وتجلياته، في الرؤية والموقف والسلوك والرسالة في السر والعلن ....؟ فهل استوفى الصدريون وغيرهم مقتضيات هذا المعياروهذه القيمة ولو بحدها الادنى وهل يتذكرها ايتام النظام الدكتاتوري وهل تمثلها حارث الضاري مرة واحدة فقط وهل فهمها مقتدى الصدر...؟ أشك في ذلك؟ فكيف يصدق العراقيون نخوة هولاء ووطنيتهم الزائفة، ازاء محنة وطن بشعبه حتى يأمل منهم منتظر الزيدي وغيره روح التضامن الصادق وهو يستحضر فروسية خارج معيارها الوطني واستحقاقاتها الحقيقية.. انها حقاً فروسية النِعلْ وثقافتها التي لاتصنع بطلاً ولاقضية .....؟

طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ... ومداخل ...
- احاديث المدينة..ديوان جديد لقصائد تتراقص حزينة على شفاه الشا ...
- يوم انتفض اللواء 432 في جبهة زين القوس 1982 .....
- أما اَن للشيعة ان ينتفضوا على غربتهم..!
- مناقشة وتأمل في رؤية الامين العام للحزب الشيوعي العراقي وشعا ...
- القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟
- السيد مسعود البارزاني الحرب الاهلية الحقيقية ستندلع اذا جرى ...
- ألراي الحر.. لايستدع كل هذا التبرم والضيق من الدكتور كاظم حب ...
- رسالة الدكتور كاظم حبيب المفتوحة الى السيد مسعود البارزاني.. ...
- المادة..140 ..لاتحل مشكلة كركوك... بل المادة.... تفاهم عراقي ...
- الاحتلال.. والمقاومة.. والتحرير ..عناوين.. لخطاب سياسي متناق ...
- الاسلام العراقي يقود العراق نحو الهاوية
- القوة الصماء في عهدة قائد ملهم
- التاسع من نيسان 2003 تاًملات في اطلالة تاريخ
- حسن العلوي ابن حقيقته
- سر الرجولة التي أثبتها صدام للشيخ أحمد زكي يماني
- صالح المطلك ينوح على صروح الدكتاتور.
- حين توارى رئيس جمهوريتنا الطالباني في منتجع دوكان
- حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة
- عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال شاكر - فروسية وثقافة النعلْ...لاتصنع بطلاً..ولاقضية..؟